أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ميشال فارشافسكي - فلسطين: سياسة فرق تسُد الاستعمارية














المزيد.....

فلسطين: سياسة فرق تسُد الاستعمارية


ميشال فارشافسكي

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 10:20
المحور: القضية الفلسطينية
    



تكاثرت الهجمات الإسرائيلية على السكان الفلسطينيين بغزة. إسرائيل تسعى إلى إشعال حرب أهلية في فلسطين.

على أبواب غزة، يوم السبت 11 نوفمبر. غزة معسكر الاعتقال الهائل هذا، حيث اكبر كثافة سكانية بالعالم، وحيث سقوط الضحايا المسمين جانبيين حتمي، وبالتالي مخطط له، غزة الهدف السهل للغاية بالنسبة لمقترفي المجازر بالمدفعية الاسرائيلية، غزة الشهيدة: جاء 200 اسرائيلي وزهاء دزينة من المناضلين الفلسطينيين من القدس الشرقية للتظاهر، في هذا اليوم، تعبيرا عن خجلهم وغيظهم.

منذ يوليو توقف إحصاء القتلى، ضحايا عمليات القصف، وطلقات الحواجز، والغارات وعمليات الاغتيال ذات الاهداف المنتقاة. هذا الى أن ُقتل في بيت حانون عشرون شخصا من اسرة واحدة وهم نيام بقذيفة من المدفعية الإسرائيلية أُطلقت، خطأ طبعا، على بناية في قلب حي شعبي.

كفانا بالاقل من النفاق:من يقصف بالاف القذائف والصواريخ حيا شعبيا تعيش به عشرات الاف الاسر، يدرك انه سيقترف مجزرة. وإن اعذار وزير الدفاع أمير بيريتس( حزب العمل) وتفسيرات الوزير الاول، ايهود اولمرت ( حزب كديما الذي اسسه ارييل شارون)، اهانة للضحايا. اما الاتحاد الاوربي فإن ذهول الناطقين باسمه صفعة لكل فلسطيني.

يجب ان نعترف لجورج والكر بوش، الذي استعمل حق الفيتو ضد تصريح مجلس أمن الامم المتحدة المدين لتلك المجزرة، بانه اقل نفاقا من زملائه الاوربيين: لا تحضر عجة البيض دون كسر البيض، وفي صراع الحضارةاليهودية-المسيحية ضد الارهاب (الاسلامي) لا يمكن وضع قفازات. الحرب تبرر الوسائل. بعد حرب الصيف الفائت بلبنان يحق اليوم التساؤل بعمق حول ما لا يمكن ان يسمى سوى سياسة مذابح. لا سيما انها موازية لحرب شبيهة تقودها الولايات المتحدة الامريكية بالعراق.

خطة ابادة؟ هذا ما يشير اليه البعض من اعماهم الغيظ المشروع.لكن لا الولايات المتحدة ولا اسرائيل يرميان الى استئصال ما تسميانه" الشعوب الارهابية". حتى ولو ضاعفوا عشرة مرات عدد ضحاياهم كل يوم يلزمهم ما لا يقل عن نصف قرن لبلوغ مقاصدهم، وهذا فيما يخص السكان الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة. اجبار الناس على هجرة كثيفة؟ لا شك ان " الترحيل" ( الترانسفير) استيهام راسخ في وعي السواد الاعظم من الصهاينة، لكن ليس ثمة ما يدل على قدرة ارهاب دولة اسرائيل على احداث هكذا هجرة. الواقع ان الميزان الديمغرافي بين الاسرائيليين اليهود والفلسطينيين يواصل بشكل منهجي ميله لصالح الفلسطينيين.

الواقع ان ما يسعى اليه قادة اسرائيل بهذه المجازر هو تدمير فلسطين بما هي امة- وهو ما يسميه الباحث الاجتماعي الاسرائيلي باروخ كيمرلينغ politicide ، ويسميه نظيره الفلسطني صلاح عبد الجواد "قتل مجتمع". كما خاض المحافظون الجدد الامريكان الحرب بالعراق عازمين على تدمير الدولة العراقية، بتحويل هذه الدولة العربية الى جملة كيانات عرقية. لذا تستلزم هذه الاستراتيجية اثارة الحروب الاهلية، والعرقية ان امكن. في فلسطين اخفقت محاولات خلق تعارض بين الاقلية المسيحية والمسلمين، وهذا منذ ايام الاحتلال الاسرائيلي الاولى، حيث ابطلت قوة الشعور الوطني هذا الحلم الصهيونين القديم قدم الاستعمار ذاته. لذا حاول واضعو الاستراتيجية الاسرائيليون والامريكان اثارة حرب اهلية سياسية بمطالبة عرفات باستئصال الارهاب بصفته احدى متطلبات عملية اوسلو . لكن سرعان ما ما تغير المطلوب، بعد تحييد الشبكات، الى "استئصال البنى التحتية الارهابية"، انها طريقة اخرى لمطالبة السلطة الفلسطينية بسحق حركة حماس. وقد كان عرفات، بصدد هذه المسالة اكثر من غيرها، حازما معيدا على مسامع من يريد سماعه ان فلسطين لن تصبح الجزائر وانه لن يثير حربا اهلية بين "الاسلاميين" و" العلمانيين".

وحدة وطنية

كان تحييد ياسر عرفات، بدءا من 2001، نتيجة هذا الرفض لاثارة حرب اهلية بين الفلسطينيين. ومن جهته رد المجتمع الفلسطيني على هذا الابتزاز بمنح حركة حماس اغلبية بالمجلس التشريعي. وبوجه هذا الاستفزاز، رد الاسرائيليون والامريكان، وحتى الاوربيون، بفرض حصار اجرامي على الشعب الفلسطيني، مع ما يفيد امكان رفع العقوبات اذا اطاح الرئيس عباس الحكومة المنتخبة. ويرتسم في الخلفية امل رؤية قسم من المجتمع الفلسطيني، بقيادة جناح حركة فتح اليميني، يتمرد على الحكومة الشرعية، وإثارة الحرب الاهلية على هذا النحو.

ان تذرير الفضاء الفلسطيني، الناتج عن سياسة التطويق التي ليس الجدار غير عنصرها الابرز، والبؤس المفروض بالحصار، وسرقة اسرائيل لمبالغ مالية ضخمة في ملك السلطة الفلسطينية، ورفض بعض كادرات حركة فتح قبول الاختيار الشعبي، كلها عناصر تخلق وضعا غير مستقر الى حد بعيد وحابل بصراعات داخلية متزايدة الخطورة. سبق ان سقط بغزة قتلى عديدون بفعل صراعات بين مختلف الجماعات وداخلها ايضا. ورغم ان الوحدة الوطنية تظل عاملا محددا في السياسة الفلسطينية وفي الشعور الشعبي، ورغم ان الحقد ضد المحتل اقوى من الصراعات الداخلية، ثمة ما يبعث على التخوف من تفسخ الوضع على المدى المتوسط. وحال العراق ماثل للتذكير بذلك.

من القدس ميشال فارشافسكي

اسبوعية روج العدد 2180
تعريب المناضل-ة





#ميشال_فارشافسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهَمَج الجُدُد
- مبادرة اسرائيلية 100%: القصف الاسرائيلي اليومي لغزة هو سبب ا ...
- لبنان: حرب اسرائيل الاستباقية الدائمة وحدود الأحادية
- فلسطين بعد فوز حركة حماس


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ميشال فارشافسكي - فلسطين: سياسة فرق تسُد الاستعمارية