أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لطيفة الحياة - ماهية الوطن؟؟














المزيد.....

ماهية الوطن؟؟


لطيفة الحياة

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 02:41
المحور: المجتمع المدني
    


علمونا أن الوطن بقعة جغرافية ولغة ودين وجنسية، فوقفنا أمام الأعلام وأنشدنا الأناشيد و الأشعار، وأقسمنا في الصغر أن لا ندوس المقدسات وأن لا نخون الأوطان، بل بالدم وبالروح نفديك يا وطن.
هكذا عشنا تتجاذبنا الأرض واللغة والأهل والمقدسات والأناشيد والشعارات. فلا ارض كأرضنا، ولا لغة أفضل من لغتنا، و لا دين سوى ديننا، ولا مقدس يعلوا على مقدساتنا، ولا نشيد أحلى من نشيدنا، ولا علم يرفرف في سماء وطننا إلا علمنا، ولا مأمن لنا إلا بين أهلنا.
هذا، هو الوطن الذي ظل في أذهاننا، بقعة جغرافية يحدها شمالا كذا، وجنوبا كذا، وشرقا كذا، وغربا كذا، يتحدث اللغة كذا، ويدين بالدين كذا، فيها أهلنا وأحبابنا ومسقط رأسنا، بل فيها حياتنا ومأمننا. فهل سيظل الوطن هو ما علمونا أم أننا سنكبر فتكبر معنا أوطاننا وتتعدد مفاهيمنا؟
تفتحت مداركنا، فوعينا واقعنا وكبرت أحلامنا، وعاينا ما حولنا وتذوقنا الألحان و فهمنا الشعارات، فكان الطعم غير الذي تذوقنا واللون غير الذي شاهدنا والمعنى غير الذي تلمسنا والإحساس غير الذي أحسسنا واللحن غير الذي أطربنا. صار كل شيء في حلة أخرى، رباه ماذا جرى؟ أليست هذه بقعتي الجغرافية؟ أليس هذا مسقط راسي؟ أليس هذا ديني؟ أليست هذه لغتي؟ أليس هؤلاء هم أهلي وأحبابي؟ أليس هذا نشيدي وهذا علمي؟
بلى، الأرض ارضي، المسقط مسقط رأسي، الدين ديني، اللغة لغتي، النشيد نشيدي، العلم علمي، الأهل أهلي. كل شيء هو هو إلا أنا؛ أنا لست أنا، اجل لقد تهت انا، صرت أفتقد هذه الأنا، علني أجدها بين ثنايا الوطن، في مسقط راسي أو بين تعاليم ديني أو في قواعد لغتي أو بين نغمات نشيدي وسماء علمي، يا ويلي لم أجدها حتى بين أهلي وأحبابي. لم أيأس ولم أمل البحث فأقسمت أن أواصل مسيرتي دون رجعة.
جلت ربوع الوطن بحثا وكنت لا اترك ركنا ولا زاوية إلا وبحثت فيها، مررت بصور وأحداث وأماكن، توقفت عندها فاستوعبت الصور، وفلسفت الأحداث، واستنطقت ألاماكن حينها فقط أدركت أن أناي هذه صارت خارج الوطن. أنا رحلت بعدما أدركت أن الوطن اكبر من أن تحده حدودي الجغرافية، ولغته ليست العربية ودينه ليس المالكية، الوطن ليس علما ولا نشيدا ولا حتى بطاقة وجنسية.
الوطن كرامة وعزة نفس و حرية، الوطن أمن وأمان واستقلال الشخصية، الوطن أخد وعطاء وليس ملكية، الوطن ليس شمالا ولا جنوبا ولا شرقا ولا غربا، الوطن يعلو عن منطق الجغرافية، ويأبى أن يخضع لقوانين الخريطة الطبوغرافية، الوطن لا يهجر ولا يفارق، الوطن حيث أكون أنا ... أنا، الوطن لا يعزف ولا يلحن، الوطن حيث اطرب وارقص أنا، الوطن لا يلون ولا يرسم، الوطن لونه ورمزه أنا.
ذاك هو وطني، أرضه و دينه ولغته ومقدساته ونشيده وعلمه كلها، لخصتها الإنسانية. وطني الذي لا تكاد تجد فيه بطالة بالأفواج، ولا بيع للأعراض من اجل سد الأفواه، ولا تغذى فيه اسماك القرش بلحم البشر بالأطنان، لا تغتال فيه الحرية باسم من الأسماء، ولا تمتهن فيه كرامة الإنسان، ولا تتحطم فيه الأحلام. فطوبى لمن كان دينه ديني ولغته لغتي ونشيده نشيدي وعلمه علمي وجنسيته جنسيتي وبطاقته بطاقتي، فثم الوطنية والمواطنة والوطن.



#لطيفة_الحياة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لطيفة الحياة - ماهية الوطن؟؟