هل بدأ العد التنازلي لانهيار حكومة المالكي ؟؟ وهل يحلق الرخ الأمريكي بعيدا عن العراق ؟؟

محمد صفوت النديم

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الكل اليوم يتحدث عن التغيير .. الجميع الادارة الأمريكية .. حكومة المالكي .. المقاومة العراقية .. لصالح من هذا التغيير وما المقصود به .
العراق " الجبهة المركزية للحرب على الارهاب" هذا ما يقوله بوش مرارا وتكرارا في خطابته الاسبوعية المملة ويصاحب هذه التصريحات تشجيع وتصفيق حار من قبل الحلفاء في الحكومة العراقية ، معتمدا على وزير الدفاع الجديد روبرت غيتس الذي سيدفع باتجاه هذا " التغيير" !!
مالذي جرى خلف كواليس الانتخابات التشريعية الامريكية ؟؟ وما سبب استقالة وزير الدفاع الامريكي المثير للجدل دونالد رامسفيلد ؟؟ وهل جاءت متأخرة ام هي مدروسة بعد ثلاث سنوات من الأخطاء المتراكمة والفشل في إدارة الشأن العراقي ...
مالذي حدث في العراق ؟؟ ماسر الانتصار الامريكي العسكري السريع ؟؟ لماذا القلة القليلة حاربت والاكثرية فضلت الاستسلام او الانسحاب الى بيوتها تاركة الثكنات مهجورة ؟؟ هل هي استراتيجية لجر القوات الامريكية لفخ مايسمى " بحرب الشوارع" ؟؟
استراتيجيات كثيرة يعجز العقل عن تفسيره .. فوضى الشارع تم تصديره للعراق مغلف بغلاف الديمقراطية.. والاعلان عن حاكم احتلال وادخال المتعطشين للدم العراقي والفاسدين في الحكم المدني.. والانحياز لفريق ضد الاخر.. والغرق في رمال الطائفية المتحركة ... هل أمريكا بهذا الغباء ام تتغابى ؟؟
ان لقاء الرئيس الامريكي جورج بوش خلف ابواب مغلقة في البيت الابيض مع وزير الخارجية الامريكي الأسبق جيمس بيكر الذي يرأس لجنة لإعداد استراتيجية جديدة بشأن العراق .. وولادة استراتيجية جديدة وقرع طبول الفشل وانسحاب القوات الامريكية من العراق وفوز ساحق للديمقراطيين في الانتخابات التشريعية الامريكية وقرار الكونغرس لسحب القوات تدريجيا ... اصبح شبحا وكابوسا يراود الحكومة هذه الايام مما دعا المالكي البرلمان الى تعديل وزاري شامل في وزاراته "ضمن ضوابط وقياسات تتناسب مع المرحلة الحالية في البلاد" محملا مجلس النواب ومختلف الإطراف السياسية " مسؤولية بناء الدولة ومواجهة التحديات الأمنية " وكما دعا السياسيين العراقيين على مختلف انتماءاتهم إلى " الإسهام في معالجة الأوضاع والتهدئة ودفع عملية المصالحة الوطنية الى الأمام" كانت هذه التغييرات السريعة والمتلاحقة ضرورية بالنسبة للمالكي .. ربما ينام ليلة على اصوات مروحيات امريكية تحرسه وتحميه ويستيقظ في الصباح لايجد دبابة يختبئ خلفها .
مالذي كان يقصده صدام حسين عندما قال قبل ان يدخل قفص المحكمة ليصدر عليه حكم بالاعدام " ستجري انهار من الدماء، وسوف تبدو فيتنام ذكرى بعيدة " ؟! هل هو كلام يائس مغلوب على امره ؟ ام معطيات لامور قد تحصل ؟ وما كان وقع هذه الكلمات على ادارة بوش ؟
كشف مصدر امريكي منذ حوالي الشهر ،طلب الامريكيون من صدام حسين، اصدار بيان يدعوا فيه المقاومة السنية الى الهدوء واللقاء مع الامريكيين في عمان وبعد صدور الحكم عليه، ذكرت مصادر غربية ان الاستئناف سيطول كي يوفر صدام حسين للامريكين لاستعماله في تهدئة المقاومة وايجاد مخرج لسحب القوات الامريكية ويحفظ ماء وجههم .
قد يعدم صدام حسين خلال 30 يوما ، بعد المداولة في الاستئناف وقد يحدث قبل نهاية العام هذا كما قال مسؤولون عراقيون ،لكن المقاومة الشعبية في العراق لم تعد من اجل صدام، او من اجل اعادة الحكم السني .. هذه المقاومة في مواجهة معادلة التقسيم العراق الى مناطق فيدرالية التي تخيم بظلها ، لكن الكثير لا يخشى فيدرالية الشمال وذلك باعتبارها حالة خاصة تم تجربتها سابقا ... لكن فيدرالية الجنوب هنا تكمن الكارثة والمؤامرة على هوية العراق واستقاله لان ولائها سيكون ايرانيا خالصا من الشك والاطماع الايرانية في العراق واضحة وضوح الشمس ، ففي بداية الشهر الحالي سقط عدد كبير من الجنود الامريكيين ، فمع اقتراب انتخابات الكونغرس اراد الايرانيون ارسال رسالة الى الامريكيين بان ادارتهم عاجزة في المنطقة وعليها بالتالي ان تلتفت الى القيادة الايرانية اذا ما ارادت حلا سياسيا في العراق ودعمت طهران هذه الرسالة بمناورات عسكرية ضخمة ( الثالثة هذا العام) لتظهر ان الخيار العسكري اذا ما ارادته واشنطن ، سيكون ثمنه باهظا .. هل يوافق بوش " النوم مع العدو" ربما .... ربما

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات