أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف المحسن - تثاؤب قصة قصيرة














المزيد.....

تثاؤب قصة قصيرة


يوسف المحسن
كاتب، روائي

(Yousif Almouhsin)


الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 05:50
المحور: الادب والفن
    


حين قرر أخيرا أن تصطحبه زوجته الشابة في الجولة ، لم يكن يدرك بأنه سيكون فريسة لشكوكه التي لا تنتهي، لأنه يعرف بأن هنالك ما يبرر كل هذه الخيالات ، وكل هذه الكوابيس، فزوجته الشابة المليئة بنشوة حصان تؤكد له يوما بعد آخر .. بأن هنالك ما تحتفظ به عنه ..وأنها تخطط منذ زمن لأطلاق الرصاص على رأسه وهو نائم .. لقد كان يشعر بعد كل وجبة عشاء يرفض أن يتناولها لعلمه بالسم الذي فيها أن نظراتها تخبره بأن الليلة هي ليلته الأخيرة ولهذا وزع واجب الحراسة بين عينيه بالتساوي.. اليسرى تستيقظ حتى الثالثة وتكمل اليمنى حتى الصباح ، انه يقفز جالسا كلما تحركت الزوجة في منامها ، فهي تريد التأكد من نومه لتنفيذ خطتها التي باتت مكشوفة لديه ، لقد افرغ البيت من الأسلحة مبتدأ بالمطبخ ومنتهيا بغرفة الأطفال التي جردها من آخر قلم رصاص في حقيبة ابنه الصغير فالرصاص هو الرصاص في المسدس أو القلم.. في الثالثة صباحا وحين تتبادل عيناه نوبة الحراسة اليومية ، كان ينزل من السرير على أطراف أصابعه ، ليأكل (الساندويج)التي يجلبها معه مخبأة في جيب سرواله الخلفي انه يأكل بنهم مصوبا نظراته على الزوجة التي تتظاهر بالنوم حالمة بإطلاق النار على رأسه.. لقد فهم متأخرا سبب إلحاحها على الدخول معه، فلقد سمع جاره السكير وهو يصرخ ليسمعه بأن (دخول الحمام مش زي خروجه).. فجاره يعلم بأنه سيقتل هناك ،ولهذا فهو لم يستحم في الأشهر الأخيرة مفضلا أن يبقى متيقظا وبتراب المعركة التي يستعد لها. بعد إن تأكد من خلو البيت من الأدوات الحادة ،أراد ككل ليلة أن يباغتها مهاجما ، لكنه تذكر بأنها لا زالت تمتلك أسنانا قوية واظفرا طويلا في إصبعها الصغير ، فكر أن يقطعه أولا ومن ثم يقوم باقتلاع أسنانها الواحد تلو الآخر .كانت متيقظة ومستعدة لمقاومته هكذا بدا الأمر له اقترب منها ببطء لقد تعلم في المدرسة الحربية أن المباغتة تؤمن نصف النصر وربع الخسائر (المباغتة والغدر..الاثنان سواء …ابتعدوا ..ابتعدوا) طرد هذا الهاجس كمن يطرد ذبابة عن أنفه خطا بحذر ثم تجمد انبطح على ارض
الغرفة بعد أن تقلبت في نومها، زحف نحو السرير ليتفادى أن يفتضح أمره، اخترقه زاحفا من الأسفل وخرج من الجهة الأخرى وتعلق ليعود الى نومه ، لتبدأ عينه اليمنى نوبة الحراسة .
كانت الحافلة تتهادى بهم في شارع ضيق مليء بالحجارة الصغيرة المتناثرة شعر باهتزازها وقفزتها العصفورية.
وأصر على ان تجلس قريبة من باب الحافلة ، لا أن يكون هو.
،فهي تريد أن ترمي به من الباب لتتخلص منه لكنه كان يقظا .نعم ..نعم ..أنا يقظ ..ماذا ستخبرهم في المستشفى
لا يأكل من السم الذي أعده له ..لا ينام حتى لا أملأ
رأسه بالرصاص. رأى من زجاج الحافلة أطفالا يقذفون بالحجارة على عربة .تسارع انزلاق مشاهد الشارع أمام عينيه متفرجة عليه ..متأكد بأنها تضمر له وأنها تسعى للانقضاض عليه ، استجمع قواه ليرمي بزوجته الشابة لكن السائق انتبه إليه في المرآة ..وتعاقب الركاب بالنظر إليه - انهم يتناوبون على مراقبتي ..لا بد ان أحدهم هو من خطط معها لتتخلص مني وتنتظر منه إشارة البدء ..
تثاءب أحد الواقفين ، تثاءبت الزوجة الشابة ، صعق متجمدا لقد أعطاها الإشارة ليبدؤوا بالتخلص مني ..لاحظ أنها جلبت أظفرها الطويل واسنانها الحادة معها، كانت التثاؤبة ما زالت تنقل كالعدوى بين ركاب الحافلة .جميعهم يعملون معها ..بدأ يغلي ..توقفت الحافلة عند الشارة الحمراء .. والركاب يتثاءبون الواحد تلو الآخر..حين اشتعل الضوء الأصفر كانت التثاؤبة قد قفزت الى سيارة أخرى تحمل فوقها مدفعا رشاشا وثلة من الجند ، شاهد سائقها وهو يتثاءب ..دلفت السيارة الى أول اليمين بينما كانت التثاؤبة تتجول بين الجنود دخلت السيارة من باب السجن الكبير ودخلت معها التثاؤبة التي انتشرت كرائحة البيض الفاسد ..في ساحة إعدام السجن ..تثاءب الضابط وهو يأمر الجندي بإطلاق الرصاص على الرجل المربوط الى خشبة .. تثاءب الجندي تثاءب الرجل المربوط الى الخشبة انطلقت رصاصة ، قتلت التثاؤبة في صدر الرجل ولم يتثاءب أحد وما زال هو في الحافلة المنطلقة يراقب زوجته والركاب ويفكر بطريقة لألقائهم من الباب .



#يوسف_المحسن (هاشتاغ)       Yousif_Almouhsin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار والحوار الدرامي


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف المحسن - تثاؤب قصة قصيرة