جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة

جهاد أبولحية

الحوار المتمدن-العدد: 7771 - 2023 / 10 / 21 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن ما يجري في قطاع غزة هي جرائم حرب بمعنى الكلمة وذلك وفقاً لوصف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لسنة ١٩٩٨م ،حيث أن المادة الثامنة من النظام ببندها الثاني تحدثت عن ٢٥ فقرة عن جرائم الحرب وهذه الجرائم تحدث في قطاع غزة الآن ، وايضا هناك جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وجريمة العدوان التي بدأت من اللحظة الأولى التي اعلن فيها رئيس وزراء إسرائيل الحرب على غزة ، هذه الجرائم تستدعي من الادعاء العام للمحكمة الجنائية الدولية التحرك وتوجيه الإتهام إلى قادة اسرائيل السياسية والأمنية والعسكرية .
اسرائيل تقصف كل مكان في قطاع غزة ،ليس هناك مكان أمن حيث أن المدنيين والاماكن المدنية والمستشفيات والمساجد والمدارس والمراكز الثقافية والمؤسسات الصحفية والاعلامية كل ذلك تعرض للقصف المباشر والمتعمد .

ما يجري في القطاع منذ ١٤ يوم هو مخالف لاتفاقية جنيف الدولية وبروتوكولاتها فيما يخص حقوق المدنيين في الحروب و التي تنص بشكل صريح على ضرورة حماية المدنيين والأماكن المدنية وتوفير الحماية للمستشفيات والاسعافات والاطقم الطبية ومراكز الايواء والمراكز التابعة للأمم المتحدة وهذا لا يحدث ، حيث أن اسرائيل تمارس جرائم كبرى في القطاع وذلك علانية وعلى مرأى ومسمع من كل العالم ،حيث القنوات التلفزيونية ذات الثقة المهنية تبث بث مباشر لتلك الجرائم ليرى العالم مدى الجرائم المرتكبة في حق المدنيين في قطاع غزة .

اكثر من ٤٢٠٠ شهيد مدني حتى اللحظة ،١٥٠٠ طفل تم قتلهم بشكل متعمد ١٢٠٠ سيدة ، اكثر من ٢٠ آلف منزل مدني تم هدمهم بشكل كلي في قطاع غزة حتى الآن والعدد مستمر في الزيادة .

اسرائيل تطلب من المدنيين في شمال غزة بالتوجه إلى الجنوب وذلك تحت كذبة ان الجنوب آمن وهذا الكذب كشفه الاحتلال نفسه حينما قصف عدد كبير من المواطنين الذين ذهبوا الى الجنوب وراح ضحية هذا القصف اكثر من ٧٥ شهيد فلسطيني وعشرات الجرحى وذلك على طريق صلاح الدين الواصل بين شمال غزة والجنوب .

تهجير المدنيين من اماكنهم هو مخالف للقانون الدولي الإنساني وهذا يضاف الى جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تنتهك كل القوانين الدولية والعرفية علانية دون خجل وذلك بضوء اخضر تم منحه لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاوروبية .
إن التهجير الذي يستهدفه الإحتلال الإسرائيلي لتكرار نكبة عام ١٩٤٨م لن يمر ويتصدى شعبنا لذلك بأرواحهم واجسادهم وابناؤهم وممتلكاتهم ورغم كل دعوات النزوح إلا ان شمال غزة ما زال المدنيين به يتواجدون ورافضين للخروج من اماكنهم رغم القصف الشديد لكل الاماكن القريبة منهم وقتل الأبرياء من اقرباءهم .


إن ما يتعرض إليه شعبنا الفلسطيني من جرائم حرب يؤكد أن هذا الاحتلال الإسرائيلي القائم على القتل والدماء في أنه لا يرغب بالسلام ولا يؤمن به ولا يريد أن يمنح شعبنا الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وذلك وفقاً لما اتفقت عليه كل الاتفاقيات والقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة .

الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية لشعبنا العظيم

د. جهاد أبولحية
أستاذ القانون والنظم السياسية

#جهاد_أبولحية (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل