أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال صادق - إن يكن لنا مع البعث كلام















المزيد.....

إن يكن لنا مع البعث كلام


نضال صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعود بي الذكريات إلى نهاية عام 1978 بعد إن فسخ عهد الجبهة الوطنية بين البعث والحزب الشيوعي العراقي وعدنا ثانية للعمل السري حيث أستطاع بقايا الشيوعيين ممن رفضت الخروج خارج الوطن إن تأمن خطوط سرية واتصالات فردية للعمل من جديد . أريد أقول إن احد إعداد جريدة طريق الشعب إن لم تخني الذاكرة بعد العدد صفر أخذت ترد عبارات ( حزب البعث ) أو ( البعثيين ) وهي بذلك تشمل كل البعثيين علما إننا كنا نتعايش معهم وحتى إن بعضهم كان يتستر أو يضلل قوى الأمن المدني والعسكري داخل الجيش وفي العمل المدني وبمختلف المستويات .. فكان إن ارتأينا على محرري الجريدة آنذاك عن طريق بريد مكبسل ( وضع قصاصة من الورق الرايز داخل كبسولة دواء ) عدم ذكر البعث والبعثيين على وجه العموم بل ذكر الصدامين أو العفلقيين إدراكا منا وسعيا وراء تحيد إن لم يكن كسب جماهير واسعة من العراقيين المبعثين قسرا وطمعا واستغفالا وإبعادهم عن الخط الدكتاتوري الذي انتهجته قيادتهم . كنا ولا زلنا ونفترض إن تعي ذلك كافة التيارات السياسية اليسارية والديمقراطية والدينية منها لحقيقة ذلك والابتعاد عن طرح الشعارات الرنانة والانفعالية المغالية والمجافية للواقع فكان لنا في قانون ومفهوم اجتثاث البعث رأي ... حيث كنا ولا زلنا نرى ضرورة العمل الفكري في العراق والوطن العربي الذي مدت هذه الثقافة جذورها بعيدا في تناياه ولقرون عديدة فلا غرابة إن يبجل الكثيرين ألان الحجاج بن يوسف الثقفي والعديد من السلاطين والأمراء الطغاة سيرا على هدي وعاظ السلاطين وسيرهم وتاريخهم المزيف . كنا نأمل إن يلم الكثير من أصدقائنا وأقاربنا من البعثيين وعلى مختلف المستويات ممن كانوا يرفضون ويتذمرون ويتمنون الخلاص من الدكتاتور ولا نظامه المسلط على رقاب كل العراقيين ومنهم العديد من البعثيين وكان صدام أول ما ابتدأ مقابره الجماعية بهم وخصوصا بعد إن تسلم مقاليد السلطة وما بعدها . نقول كنا نأمل إن يلموا أشتاتهم وبقاياهم ليعلنوا إذانتهم للحكم الدكتاتوري ألصدامي وان يطالبوا أن تنصب أول محاكمة للطاغية وزمرته للاقتصاص منهم جزاء قتله وإعدامه وتصفيته للبعثيين قياديين وأعضاء بسطاء وتعريضهم للتعذيب والإذلال وبشكل ووسائل همجية لا توصف فمن نهش الكلاب وقلع العيون وتقطيع الأوصال والإذابة بالتيزاب , ولا شك إننا لا نبصر البعثيين بذلك فان اغلبهم على ذلك شهود وان اغلب هذه الجرائم والمجازر موثقة بأفلام ومعروفة للجميع . إن وصف وتعريف وتعداد مثل هذه الجرائم يطول ولسنا بصدد استحضار ذلك. لاشك إننا ندرك صعوبة حصول ذلك في بداية الأمر بسبب سيادة الانفعال العاطفي على الشارع العراقي واستهداف عناصر البعث في مناطق كثيرة من العراق بالإضافة إلى بعض الدعوات المغالية واللامتبصرة التي ركبت موجة الإحداث وحتى من قبل البعثيين أنفسهم سعيا منهم لانتهاز منصب وكسب ود عدو متربص أو صاحب ثأر يعمم قصاصه على الجميع ولكن في نفس الوقت وعلى مرور الأيام كان من الممكن حدوث ذلك وخصوصا قد أصدرت العديد من المرجعيات والسلطات فتوى وقرارات وبيانات تدعو إلى التهدئة ونبذ الثأرية والاحتكام للقانون ولكن .. لم يكن من هذا شيء .. بل أخذت بيانات القيادات البعثية المختفية والمسلحة تصدر البيان تلو البيان والتهديدات والأفعال دفاعا عن الدكتاتور ونظامه ونهجه وتحالفها الفعلي والضمني مع قوى القاعدة الإرهابية بدعوى مقاومة الاحتلال .
إن التجارب السياسية في العالم تقول إن لا عيب في نقد الذات ونقد التجربة الخاطئة ونزع الرمزية الكاذبة عن رموز مزيفة ... فمثلا لا نرى شيوعيا في كل بلدان العالم يدافع عن ما ارتكبه ستالين بحق رفاقه وابناء شعبه بعد ان ادين في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي بعد موت ستالين علما ان لا وجه للمقارنة حسب ما نرى بين ستالين مماقدمه لشعبه من انجازات وقيادته للحرب الوطنية السوفيتية ضد النازية ومقارنته بصدام حسين ونظامه . كذلك كان من مسلمات الأمور فهم الواقع العالمي الجديد وفشل وخيبة كل التجارب الانقلابية والتآمرية في العالم والعالم العربي خصوصا في العراق بالذات والتي دبرها وقادها حزب البعث لم تجر الا إلى الحروب الداخلية والخارجية وخراب العراق أرضا وشعبا وثروات وها نحن نعيش ألان تحت هيمنة غزو امبريالي خارجي مهدت له القيادة الصدامية كل السبل والوسائل وعبدت الطريق لدباباته وهيئة العقول لثقافته وأعطت الحق والمبرر لمن لم يقف ضده كما يفترض إن يقاوم أي مواطن عن وطنه فسلوك الدكتاتورية وممارساتها هونت على العراقيين كل شيء في سبيل الخلاص من حكمه الفاشي والدموي . فمن تسحق كرامته وتنتهك حقوقه وتسلب ثرواته وتقيد حرياته لم يعد لمفهوم الوطن والوطنية لديه أي معنى يستحق التضحية... لا شك إننا نرى إن كل ما قام به صدام ونظامه إنما يصب في خدمة الامبريالية الأمريكية ولا نرى فيه عميلا لأمريكا بل ربما نغالي إذا قلنا انه قد تعدى وصف ألعماله والعملاء بكثير بل جعل من نفسه جنديا مخلصا لخدمة أمريكا ومخططاتها ولم يزل وان له في ذلك باع طويل خصوصا في محاربة قوى اليسار والتحرر والديمقراطية وإفسادها في الوطن العربي وإفريقيا والعالم ... الا يجدر ممن يعز عليه حزبه وتاريخه ورفاقه وأمته إن يتصدى بجرأة وحزم ووضوح لمثل هذا النهج والعقل ... الم تتخلى الشيوعية واغلب أحزابها وعناوينها عن موضوعه دكتاتورية البرولتاريا والإيمان بالعمل والكفاح السلمي والديمقراطي بعد ان رفضت الحياة كل ما يمت للدكتاتورية بصله واسلوب والاستيلاء على السلطة بالعنف أصبح امرأ لا تطيقه شعوب الأرض شرقا وغربا ... أفليس من المنطق إن يتخلى البعثيون عن نهجهم الانقلابي ووصف حزبهم بالحزب الانقلابي ... إننا لا نريد إن ندافع عن حزب البعث ونعطي المبررات لإعادته للحياة... ولا نريد إن نعطي دروس للبعثيين او غيرهم ونحن على ثقة إن فيهم من الكوادر والعقول القادرة على تفكيك وفهم أسباب فشلها وهزائمها وما جرته من مصائب على البعث وعلى الشعب وعلى المنطقة برمتها. فمتى يمكننا الاحتكام إلى العقل والمنطق ؟ ومتى نمتلك العقل السياسي الحكيم والقادر على إدارة ازماتنا ؟ فها هي السلطات الحاكمة تبدأ محاكماتها لصدام بقضية الدجيل وعلى الرغم من عدالتها وحق محاكمة مرتكبي تلك المجزرة لصدام واعوانه الا انها ادت الى المزيد من الاحتقان الطائفي وكان الاجدر ان تبدا محاكمته من قبل عوائل واسر وابناء وبنات ضحاياه من رفاقه البعثيين وبذلك تكون المحاكمة شامل لفكر ونهج وثقافة التيار الصدامي العفلقي لحزب البعث وغلق الطريق امام المتصيدين في مستنقع الطائفية وامام الصداميين في تطيف رمزهم باعتباره حامي حمى سنة العراق . وها هي السلطة ايضا تعود لتزيد عدد قراراتها وإعداد استثناءاتها لصالح البعثيين وعناوينهم وربما تتفاوض حتى مع مسلحيهم بعد هوس ملاحقة واجتثاث البعث حالما بالعودة للسلطة على ظهر الدبابة الامريكية تحت ذريعة كما حمله قطارها في 1963 تحت ذريعة محاربة الشيوعية عارضا خدماته وازلامه ليكون ( قبضاي ) امريكا المفضل والمجرب .... وها هو جناح الدوري يرفض إن يتفاوض مع العراقيين ( العملاء ) بل يطلب التفاوض مع المحتلين ( الاصلاء ) لسنا بحاجة إن نذكر أنفسنا والجميع السلطة والبعث وكل من يرى انه يستحق لقب المواطنة العراقية إن يعود إلى رشده فالوطن جريح يستغيث ... تلبد سمائه سحب دخان الحرائق ... وتحمل مياه أنهارها جثث المغدورين من أبناء وبنات وشباب وشيوخ ونساء وأطفال الوطن. نقول إن البعث مطالب إن يعلن عن موقفه الناضج والصريح مما جرى ويجري وبهذه المناسبة من المفترض إن يجري الحديث عن مصالحة النهج والفكر والسلوك المعترف بخأاه وخطل خطاه والتنصل منها ووضع الأسس والآليات والمعالجات الفكرية والتنظيمية لنبذها وعدم تكرارها ولا تجري عملية التصالح والتصافح مع من ارتكبت أياديه أو خطت امرأ بارتكاب أية جريمة جسدية أو فكرية مادية أو معنوية ضد كل إنسان عراقي وفي أي وقت حدثت وخصوصا منذ الانقلاب الفاشي في 1963 ولحد ألان ... وخصوصا بالنسبة لحزب البعث العراقي والذي لم يتعض ولم يعتبر من أخطاءه ومما ارتكب من قبل عناصره من جرائم ضد مختلف القوميات والأديان والأحزاب السياسية العراقية وضد رفاقه علما ان في كل مره يجد من قبل ضحاياه المغفرة والتسامح وطي صفحة سوداء من صفحاته على طول تاريخه . سامح الأكراد وتصافحوا سامح الشيوعيون وتصافحوا ... وسامح الإسلاميون وتصافحوا... ولكن للأسف يبقى الخط السائد والمهيمن للبعث يخفي خنجر الغدر والقتل لمن يصالحه ويقطع يد من يصافحه. لا نريد إن ننبش تاريخ مضى وحدث فات ولكن جل ما نخشاه إن يستمر هذا النهج والمنهج ليجر البلاد إلى طريق الخراب... وإلا بماذا نفسر إن تحمل صور الطاغية صدام للمطالبة بإطلاق سراحه وتبرئته من جرائمه .. فهل تحمل صور هتلر في ألمانيا مثلا ؟ وكيف يمكن التعامل مع من لازال يفتخر بجرائم سيده ؟ فان كان لنا مع البعث كلام كذلك لنا مع كافة القوى المؤمنة بالديمقراطية ووحدة وحرية الوطن الديمقراطي ونظام الحكم الديمقراطي ألتعددي الدستوري إن يحسموا أمرهم ويستذكروا تاريخهم النضالي المرير ضد قوى الاحتلال والاستعمار والدكتاتورية لخوض معركة المصير وعدم الغرق في أحلام التمني وانتظار قطاف ثمار الترجي ... ومخططات وبرامج ومرامي المحتلين... وسيناريوهات والمخططات المخابراتية لمعظم دول العالم حيث أصبح العراق مرتعا ومربعا لها وذالك بنبذ الفرقة والمحاصصة الطائفية والعرقية وبناء مؤسسات الدولة المنهارة على اساس الوطنية والكفاءة والنزاهة والحسم والحزم ضد كل قوى الارهاب والتخريب والدكتاتورية والمليشيات وهذا ما يستدعي تعبئة كافة القوى الوطنية والديمقراطية المخلصة وخصوصا القوى اليسارية وجماهير الشعب العامل بكافة شرائحه وقومياته والطلبة والمثقفين الديمقراطيين ورجال الدين المتنورين ليوحدوا صفوفهم في جبهة مقاومة سلمية للاحتلال وقوى الارهاب والفاشية السابقة واللاحقة وعدم خلط الاوراق تحت مسميات مثل الاخوة وحكومة الوحدة الوطنية والتوافقية السياسية فالارهاب والديمقراطية والدكتاتورية لا يمكن ان تركب مركبا واحدا مهما كان واسعا ووفيرا كذلك العمل على التخلص من تردد القوى البرجوازية الطفيلية وحواشيها ووضع ايديها واصابعها كما هو معروف عنها باكثر من قدر وقدر تحت ضغط انانيتها وضعف دافعها الوطني امام حجم مكاسبها المالية والسلطوية لتؤمن حصتها من كافة انواع الطبخات ومن مختلف الجهات حتى وان كانت هذه الطبخات معدة من اجساد العراقيين وعلى نيران عذاباتهم وحسراتهم .
يجب حسم الانحياز لصالح الشعب وقواه الشعبية المتضررة والمهمشة في عهد الدكتاتورية والمتطلعة صوب الحرية والرفاه والديمقراطية . فبدون ذلك لا يمكن حسم قضية الشعب وخلاصه من قوى الاحتلال والاستغلال الداخلي والخارجي .

نضال صادق
الهيئة العامة لحركة اليسار الديمقراطي ( حيد )
12|11|2006



#نضال_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال صادق - إن يكن لنا مع البعث كلام