أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميادة العراقي - عن أيّ بيت تتحدثون؟!














المزيد.....

عن أيّ بيت تتحدثون؟!


ميادة العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 7754 - 2023 / 10 / 4 - 18:24
المحور: كتابات ساخرة
    


في طفولتنا، كُنَّا قَد نَشَأنا وتَرَبَينا على مُتابعة المسلسلات المِصرية التي كانت تحملُ رسائلَ أخلاقية واجتماعية وأدبية تتناول قضايا إجتماعية عديدة. ومِن بَينها تحريرُ المرأة واحترامها واحترام مكانتها في المجتمع. مثل مسلسل " هيَ والمستحيل" و"الشهد والدموع" و"رحلة السيدأبو العِلا البشري" و"الحب وأشياء أخرى"... وغيرها من المسلسلات الهادفة.. وحتى المسلسلات التي كانت تتناول مواضيع العادات والتقاليد البالية التي كانت تَظْلِمُ المرأة وتتناول تسلُّطَ الرَجُل وهيمنته وسيطرته على حياة المرأة، كانت أيضا تحمل بين سيناريوهاتها وحواراتها رسائل رفضٍ وانتقادٍ ودعوة للتخلص من تلك العادات الظالمة, مثل مسلسل " الضحيّة" و"بين القصرين" وغيرها...
لم أتابع في حياتي أيَّ مسلسل حديث منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي لأسبابٍ خاصّة، لكني وعن طريق الصدفة، كنت أتصفَّحُ الفيسبوك ذاتَ يوم، فظهر أمامي ڤيديو لمشهدٍ من أحد المسلسلات السورية الحديثة. شَدَّني العنوان الذي اختارته الصفحة الناشرة للفيديو! وأذكر منه:
"الولية خربت بيت بنتها بشيرة وخلت جوزها يطلقها!!"
فتحت الفيديو لأشاهد كيف خَرَبت تلكَ الأمُ القاسية (بيت إبنتها)!! فوجدتُ ما
أثار دهشتي وحزني من الحال الذي وصلت إليه الدراما العربية للأسف!! ومما زاد من مشاعري حزناً ودهشة، قرائتي للتعليقات التي كانت تقف ضد بشيرة وأمها وتتهم الأم بخراب بيت ابنتها وكأنَّ ابنتها كانت تعيش سيدة القصر في ذلك البيت!!
تعالوا لأحدثكم عن المكان الذي خربتهُ أم بشيرة والذي يُسَمُونَهُ "بيت":
بشيرة كانت تعيش مع عائلة زوجها أو(عيالها) كما نسميهم هنا في العراق.
حيث تعيش مع زوجها وبناتها الثلاث. وفي ذلك البيت يعيش أيضاً والد زوجها ووالدة زوجها. وزوجة والد زوجها " ضُرَّةُ والدة زوجها"..
كما يعيش في نفس البيت أيضا أشقاء زوجها، وأخوة زوجها غير الأشقاء. وزوجة شقيق زوجها "سلفتها"، وأطفال سلفتها. إضافة الى أخت زوجها غير الشقيقة "أخته لأبيه"....!!! ماشاء الله!! عشيرة بحالها تعيش معها في هذا البيت!
وماذا بعد ذلك يا بشيرة ويا أم بشيرة؟!
بشيرة تعيشُ في منزلٍ تسكُنُ فيهِ عشيرة!!
وماذا تريدان أكثر من هذا!!
تتفاجئ بشيرة بأن والدة زوجها وضرة والدة زوجها وسلفتها وأخت زوجها يخرجن ويعدن إلى البيتِ بشكلٍ متكرر أثار ريبتها!! لتكتشف بعد ذلك عن طريق سلفتها بأنهن كن ذاهبات لخطبة امرأة أخرى لزوجها دون علمها!! فتغضب بشيرة وتقرر مغادرة المنزل الى بيت أمها مصطحبةً معها بناتها اللاتي لولا ولادتها لهن ربما لم يفكر زوجها بالزواج من امرأةٍ أخرى،
رغبةٌ مِنهُ في الحصول على مولود ذكر من زوجته الجديدة كي يحمل اسمه!!
ولنعرف بعد ذلك بأن زوجها قد أخذ المال الذي كانت تدَّخِرُه في غرفتها دون علمها، لغرض شراء منزل صغير لها ولبناتها كي يقدمه مهر لزوجته الجديدة!!
تحاولن النساء منع بشيرة من المغادرة.
لكنها تتشاجر معهن وأثناء الشجار، تكتشف بأن زوجها سيرتبط بأرملة شابة لديها ثلاثة أولاد من زوجها الراحل!! هذا يعني بأن عدد أنفار ذلك البيت سيزيد ضُرَّةّ لها مع أولادها الثلاثة!!
تُغادِرُ بشيرة إلى بيت أمها ويلحق بها زوجها عند عودته من عمله، ويطلب منها الرضوخ والعودة معه. لكِّن أمها تُسْمِعُهُ كلاماً جارحاً يُغضِبهُ فيقوم برمي يمين الطلاق عليها خَلْفَ باب منزل والدتها وبذلك تكون والدتها قد خربت بيتها لأنها لم تسمح لها بالعودة إلى ذلك البيت الذي تقطنه عشيرة مع ضُرَّةٌ قادمة قد تحمل بذكرٍ يحمل اسم زوجها فيفضلها زوجها عليها وعلى بناتها في!! والأدهى من ذلك هو أن المسلسل كان يصوّر بشيرة ووالدتها بأنهما خاطئتان!! والتعليقات التي استفزتني حد الغضب، كانت كُلُّها تنتقد بشيرة وأمها!!
بل ويجب على بشيرة المسكينة الرضوخ والموافقة على كل مايفعله زوجها!!
تلك هي المسلسلات السوريَّة التي تربعت على عرش الدراما العربية وغطَّت على المسلسلات المصرية اليوم !!
أما بالنسبة لي فستبقى المسلسلات المصرية التي نشأت وتربت عليها أجيال و أجيال منذ دخول التلفاز للعالم العربي، تتربع على عرش المسلسلات العربية ♥️ فالمسلسلات السورية فقط انتاج ضخم وتهويل وتفخيم في التمثيل.. أما قصص المسلسلات فمعظمها تخلُّف وجهل وصراع ومكائد بين الضرائر والسلائف. أو حبس للمرأة في البيت وإهانتها واعتبارخروجها وصوتها وكل شئ فيها عاررر.. وأصوات طرقعة القباقيب أو البابوچ أو "الشبشب" وأصوات خرير مياه النافورات التي تتوسط المنازل... (ووطّي حتى تبوس إيد العگيد) (وراح ابن عمي وجا ابن عمي وأمرك ابن عمي وتسلم ابن عمي) ( وجاءت الخاطبة وراحت الخاطبة) لغرض انتقاء الفتيات للزواج. وكأنها تنتقي الجواري والإماء في سوق نخاسةٍ مُبَطَّن!! والأجواء تجعلنا نشعر وكأننا نشاهد مسلسل تركي عثماني في عصر الجواري والعبيد!! وعلى جانبٍ آخر، نشاهد قصصاً لمسلسلاتٍ سوريةٍ أخرى تتناول أموراٌ جريئةً جداً تخصُّ المرأة. لا استطيع حتى إكمال حلقة واحدة من فرط التضخيم والتهويل والتطويل في كل شئ فيها..
طبعاً مع احترامي للأعمال الدرامية السورية الأخرى التي تتناول مواضيع تتناسب وقيم مجتمعاتنا العربية ووضع المرأة بالذات في الوقت الحاضر.
فهل أجد من يضُّمُ صوته إلى صوتي وينتقد تلك المسلسلات التي شوّهت صورة المرأة في مجتمعاتنا العربية؟!



#ميادة_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكراتي عن مهزلة الاستفتاء الرئاسي 1995


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميادة العراقي - عن أيّ بيت تتحدثون؟!