أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر صبري كتمتو - قراءة في رواية جميل السلحوت-جبينه والشاطر حسن-














المزيد.....

قراءة في رواية جميل السلحوت-جبينه والشاطر حسن-


عمر صبري كتمتو

الحوار المتمدن-العدد: 7753 - 2023 / 10 / 3 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


جبينة والشاطر حسن هي الرواية الأحدث للروائي المقدسي القدير الأديب الشيخ جميل السلحوت. نعم إنها روايته الجديدة التي أنجزها بتاريخ الخامس من شهر حزيران 2023. وصدرت عن مكتبة كل شيء في حيفا، وتقع في 110 صفحة من الحجم المتوسط..
والشيخ جميل الذي يفضل أن ينادى بلقب الشيخ، أديب كبير، له اكثر من أربع وعشرين رواية، الى جانب رواياتٍ خصصها لليافعات واليافعين، إلى جانب قصص الأطفال، وأدب السيرة، وأدب المراسلات، مع الروائية الفلسطينية صباح بشير، ورواية مشتركة مع الروائية ديمة جمعة السمان مديرة ندوة اليوم السابع المقدسية بعنوان "المطلقة"، الى جانب أعماله الهامّة في مجال البحث في التراث، والأدب الساخر، وأدب الرحلات، فهو عبارة عن كاتب إن جلست معه، فلست بحاجة لأن تقرأ، فهو يمثل في حديثه كتابا مفتوحا يغنيك عن اقتناء مكتبة، فضلا عن نشاطه النقابي في الصحافة، ومشاركته بتأسيس اتحاد الصحفيين الفلسطنيين داخل الوطن، واتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وكونه عضوا لمجلس أمناء لأكثر من مؤسسة ثقافية منها المسرح الوطني الفلسطيني، مسرح الحكواتي الشهير. فضلا عن حصوله على عدة جوائز، منها جائزة القدس للثقافة والإبداع التي حصل عليها عام 2018م..
أعماله الروائية نشرت داخل فلسطين والعالم العربي، رغم ثقافته الدينية وإيمانه العميق كمسلم إلا أنه مهتم بمعرفة الغثّ من السّمين في فكر الديانات الثلاث، وتجده حينما يتحدث، إنسانا مثقفا حاملا لهموم الطبقات المسحوقة، وكأنه شيخ يساري الإتجاه، فيمكنُ أن نُطلقَ عليه لقب الشيخ الأحمر.
بعد هذه المقدمة الضرورية لشخصية هذا الأديب الفلسطيني غزير الكتابة، متنوِّعُ ميادينها، والذي تجد حضور فلسطين وشعبها في أعماله الملتزمة بالسياسة والنضال، وتجربته في معتقلات المستعمرة الصهيونية، كل هذا تجد نفسك مضطرا لمراجعة أعماله التي تُرجمت منها مؤخرا إحدى رواياته بعنوان "العسف" الى اللغة الانكليزية ، فإن قرأتها سوف تشعر بألم الأسر المريع، لكنه يفاجئك بنقلةٍ سريعةٍ إلى مشهدٍ ساخر بروحٍ فُكاهيةٍ تمحو الألم الذي سبق، كما ترجمت روايته "الليلة الأولى" المثيرة للجدل إلى الفرنسية.
روايته الحديثة التي نحن بصددها هي صورةٌ تحمل تعبيرا لاعلاقة له بشخصيته في رواياته الأخرى، ففي رواية جبينة والشاطر حسن، يطرح أفكارا مجتمعية تربوية كثيرة، تتناول حالة أسرة مكونة من الأب كنعان، والأم بثينة وابنتهما جبينة ذات العشر سنوات، ولم تتمكن الزوجة من إنجاب أخٍ أو أختٍ لابنتهما، فتشاء الأقدار أن تأتي سيدة فقيرة مع ابنتها زينب بعمر إثني عشرة سنة، وتطلب تلك السيدة واسمها خيزرانة من الأب كنعان تشغيل ابنتها عنده في دكانه الذي يعتاش منه.
كان حضور هذه السيدة وطلبها إنقاذا للأب الوالد كنعان، بمثابة خلاص من الإلحاح اليومي عليه من زوجته بأن يتزوج عليها زوجة ثانية تُنجب أخاً أو أختاً لابنتهما جبينه، وهكذا اصبحت هذه الفتاة الفقيرة بمثابة أختٍ لجبينه. ينتقل الروائي السلحوت من هذا الجو التربوي داخل مجتمع المدينة الذي يتمثل بأسرته الصغيرة، الى مجتمع الريف الذي جاءت منه زينب التي أصبحت تعيش داخل هذه الأسرة ليس كشغالة، وإنما كأختٍ لجبينة وابنة لوالديها.
جاء انتقال الكاتب من حاضر زمن الرواية، غير المحدد، انتقالاً مقبولاً، يبدو أن الكاتب ترك تحديد هذا الوقت للقارئ نفسه، وذلك من خلال إسقاط قصة الشاطرحسن على شطارة الأسرة التي فرحت بعثور زينب وجبينة على جرّتين من الذهب ليرات، ومصاغات وتماثيل نقلت الأسرتين الى مستوىً اجتماعيٍ ومالي عال جدا، كما أن بثينة زوجة كنعان أنجبت أخا لجبينة، لكنها ماتت بعد الإنجاب بشهرين، مما فسح المجال لكنعان والد جبينه أن يتزوج من والدة زينب خيزرانة.
لفت الغنى المالي انتباه اللصوص، مما أدّى لاختطاف زينب وجبينه بحللهما الذهبية، فتمَّ إنقاذهما من قبل أبناء شاه بندر التجار الشاطر حسن وأخيه حسين، وكان هذا الإسقاط مفاجئاً، كما جاءت وفاة الأمّ بثينة، وانتهت الرواية نهايةً سعيدة.
كنت أتمنى ألا تخصص الرواية للفتيات وللفتيان، وتُترك فقط بإسم جنينة والشاطر حسن، لأن شخصيتي جبينة وزينب حُدِّدت أعمارهما 10 و12 سنة، ذلك لأنَّ مفرداتهما في الحوار كانت أكبر من عمريهما.
لكن هذا خيار الكاتب الأديب جميل سلحوت، وهو لا شك أدرى بخياراته.
في الختام يمكنني القول بأنني استمتعتُ بقراءة الرواية التي اعتبرها إضافةً مهمةً لأدبنا الفلسطيني ومكتبتنا العربية ولندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...
- رابط رسمي نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول عقب ظهورها ...
- من الركام إلى الولادة.. إعادة تعريف التمثيل الوطني الفلسطيني ...
- من الجرح نصنع الحياة.. كيف تشفي الكتابة الإبداعية والمسرح أر ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر صبري كتمتو - قراءة في رواية جميل السلحوت-جبينه والشاطر حسن-