أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد العزيز قاسم - آفاق انتفاضة جبل الدروز (السويداء)















المزيد.....

آفاق انتفاضة جبل الدروز (السويداء)


عبد العزيز قاسم
كاتب ولغوي كردي سوري


الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 02:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


منذ بداية العقد الثاني شهدت الكثير من الدول ثورات شعبية "ثورات الربيع العربي"، ترافقت بأسوأ أزمة سياسية وإنسانية خاصة في سوريا، ولا تزال تتفاقم وإلى يومنا، الأمر الذي أدى إلى تعميق الأزمة الإقتصادية العامة وما لها من إنعكاسات مباشرة على مجمل مكونات وعناصر الطلب الكلي من الإنفاق العام والاستثمار والإدخار... فبات الشعب السوري يرزح تحت خط الفقر ولا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، ناهيك عن جبهات الصراع والمعارك والتدخل الإقليمي وبخاصة التركي والايراني، ونتيجة لما ذكرت من تآكل مداخيل الأفراد أمام التضخم النقدي والذي وصل لمستويات قياسية، فمعدل التبادل النقدي لليرة السورية أمام الدولار تجاوز حاجز الستة عشر ألف ليرة سورية!
ويمكن القول: إن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مناطق سورية، وخاصة في السويداء كانت رد فعل مباشر على قرار النظام السوري في السادس عشر من آب الماضي، والتي تضمنت زيادة أسعار الوقود بنسبة ال 200% ، مقابل زيادة الاجور بنسبة ال 100% و هو ما كان سببا مباشراً للإحتجاجات الشعبية المذكورة، حيث خرجت مؤخراً بعض المظاهرات الحاشدة في محافظات عدة كالسويداء، المركز الرئيسي ل(الدروز السوريين) والمستمرة منذ قرابة الشهر ويكاد أن يتواتر يوميا، حيث تم رفع العلم الدرزي وهتف المتظاهرون ضد النظام وبشكل لافت وغير مسبوق.
ويؤكد بعض المراقبين السياسيين أن انتفاضة السويداء هي مرحلة جديدة في "الثورة" السورية وتاريخ سوريا المعاصر، ومن المعلوم أن السويداء لم تشارك وبشكل لافت في الاحتجاجات الشعبية منذ اثنتي عشر عاما من عمر الاحتجاجات، ولقد لزمت موقف الحياد من (الثورة)، ربما بسبب بعض الخلافات الاجتماعية والدينية بين الدروز كطائفة وأهالي محافظة درعا والقبائل العربية (البدو)، وقيام تنظيم داعش الإرهابي بالهجوم على مناطق الدروز وبدعم من أبناء بعض القبائل العربية(البدو)، وتجلت تلك الأعمال بالقتل، الخطف، النهب والسرقة ضد أهالي السويداء.
وكما هو معلوم أن الشخصيات الدينية والاجتماعية للدروز، وخلال الاثنتي عشرة سنة الماضية تعاملت بحساسية ومسؤولية كبيرة بعيداً عن المتاجرة بقضية الدروز ومطالبهم على عكس قادة الأحزاب الكردية (السورية) في مواقف الزج بالقضية الكردية في بازارات ورهانات خاسرة والتلاعب بمصير الشعب الكردي!
إن "انتفاضة السويداء" تكتسب خصوصيات سياسية افتقدتها (الثورة) في مناطق أخرى، فالبرغم من رفع شعارات مناهضة للنظام في دمشق وما رافق ذلك من إزالة صور وتماثيل رموز النظام من على أسطح المباني والمقرات الحكومية وفي ساحات وشوارع السويداء ، ومن مطالبة بتنفيذ القرار الدولي، الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمرقم (2254)، وشوهد رفع العلم الدرزي وبعض الشعارات المؤيدة للشعب الكردي في عفرين وسري كانيية، والتي يرفعها أحيانا متظاهرو السويداء.
إن انتفاضة السويداء فيما لو استمرت ستفتح آفاق جيدة لإيجاد حل إيجابي للأزمة السورية ومعقول وكضامنة للحقوق القومية والعرقية لمختلف القوميات والعرقيات السورية، وكما أرى فمن الصعوبة قيام البعض من سماسرة السياسة وتجار الأزمات من النيل وسرقة انتفاضة السويداء والركوب على أمواجها فهي ورغم مساحتها الصغيرة جغرافيا فلن تكون مثل (الثورة السورية) التي سرقت من قبل معارضة مشوهة.
ومن الصعوبة بمكان لأي طرف خارجي مثل تركيا وغيرها أن تحول مسار هذه الانتفاضة بالضد من مصالح الشعب السوري وحتى أطرافا داخلية (كالمعارضة السورية) أن تؤثر في مجرياتها بالضد من إرادة المنتفضين.
لذلك وفي رأيي نتائج هذه الانتفاضة ستكون إيجابية لصالح الشعب السوري برمته ولاسيما الاقليات القومية والدينية وستخلف آفاقاً أرحب وأفضل لتكون سوريا دولة فيدرالية لا مركزية الحكم والإدارة.
وكما يمكن أخذ العبر من انتفاضة أهالي السويداء، وبما فيها توطيد العلاقات الكردية مع مختلف وشرائح المجتمع السوري ولاسيما انه كانت ولا تزال هناك علاقات تاريخية جيدة بين الدروز والكرد.
وبالتطرق للعلاقات الكردية -الدرزية، ووفقا للدراسات التاريخية لبعض المؤرخين والباحثين، فإن هناك علاقة تاريخية قوية بين الدروز والكرد، وكما يقول المؤرخ الكردي د.مهدي كاكايي، مؤكدا على وجود علاقة دينية بين الدروز والكرد الياريسانيين (الكاكائيين)، وفي سياق ذلك يمكن التطرق إلى العلاقات السياسية بين الزعيم الدرزي الراحل كمال جنبلاط (1977_1917)، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والزعيم الكردي الراحل ملا مصطفى البارزاني (1903- 1979)، وفيما بعد توطدت تلك العلاقة مع الزعيم (وليد جنبلاط).
ومن خلال المصادر والأبحاث التاريخية للهجرات البشرية يمكن القول أن الدروز إنحدروا من كردستان الشمالية ولاسيما إقليم كلس وكورداغ قبل أكثر أو أقل من ألف سنة من اليوم، واستقر جلهم في الجنوب السوري ولاسيما في الجولان (محافظة القنيطرة) وحوران (محافظة السويداء) وفي ظل ظهور الكيانات مثل الدولة العباسية والسلطنة العثمانية وبغياب الحدود السياسية فقد إتجهوا نحو لبنان، الأردن وإسرائيل، وشكلوا نسبة سكانية لا يستهان بها ضمن النسيج الاجتماعي للمنطقة ومنها سوريا التي تقدر نسبتهم ب3.2% أي حوالي (700_800) ألف نسمة وحسب بعض الإحصائيات يتجاوزون المليون نسمة.
وفي الختام يمكن القول أنه وفي ظل الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان كان للدروز كيان سياسي وإداري مستقل شأنهم شأن باقي المكونات السورية كدولة جبل العلويين ودولة حلب وغيرهما بمسمى (دولة جبل الدروز) في الفترة (1921_1936)، وفيما بعد وخلال الحرب العالمية الثانية وإثر الانسحاب الفرنسي من المستعمرات ولاسيما في عهد الجنرال(ديغول) وإثر تصاعد وتيرة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، وتغيير نظرة الإمبراطوريات الأوربية كفرنسا وبريطانيا وإيطاليا... وهزيمة ألمانيا النازية...وبدء حملات إعادة إعمار (أوربا) تحت مشروع (مارشال)، تمكنت التيارات القومية المتطرفة وبالتعاون مع الإسلام السياسي وتزايد نفوذ القوميين العرب والأتراك من نزع مكتسبات بعض القوميات والطوائف في أغلب المستعمرات ومنها سوريا، ومعها تقلص نفوذ (دولة جبل الدروز).
واليوم ومع تزايد الاهتمام الدولي بقضايا الأقليات القومية، وبخاصة أن سوريا بلد متنوع الاعراق والطوائف لابد من ايجاد حل عادل لقضايا الكرد والدروز والعلويين مع الأخذ بعين الاعتبار أن مصالح القوى الدولية ستحدد مصير الشعب السوري وسترسم الخارطة السورية فيما بعد، وبلا شك هناك ثورات نجحت بأقل خسائر، ولكن وبشكل عام فالثورات وعبر التاريخ الطويل للبشرية ضد الإستبداد مرت وستمر بأزمات وإنكسارات مرحلية ولن تتمكن من النجاح إلا بأهداف واضحة وترضي جميع مكونات المنتفضين ومطالبهم وعلى الباحث أن يتطلع إلى ما حدثت للثورة الفرنسية من انتكاسات وارتدادات استمرت لعقود وكما يقال: فالتغيير سمة البشرية ومطمحها، فما من ثابت إلا قانون التغيير، وفيها تقدم ورقي المجتمعات وازدهارها.



#عبد_العزيز_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتباكات دير الزور و خطاب العداء للشعب الكردي
- -الأحداث العالمية والإقليمية الساخنة والدور الكوردي الغائب ! ...
- هل -الأدب- كلمة كوردية أم عربية؟
- عيد الصحافة الكردية وغياب الصّحافة الجادة
- الكرد والنار بين الواقع والاسطورة
- مجزرة جنديرس و«معارضة» مرتزقة ومأجورة
- ”خاني“ حيٌ بيننا
- غرب كردستان بين الاحتلال والهجمات التركية
- ثورة_ژینا بين “الثورة ونصف الثورة”


المزيد.....




- عبد الناصر همتي يقدم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في إيرا ...
- شاهد: اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون باستقالة رئيس وز ...
- الأسواق الناشئة ستجذب 903 مليار دولار من التدفقات الرأسمالية ...
- وفد عن الحزب الشيوعي الفيتنامي في ضيافة حزب التقدم و الاشترا ...
- نداء صادر عن الحركة الطلابية الفلسطينية في قطاع غزة
- السبت.. بيع خبز -الغلابة- بسعر 20 قرشًا لأول مرة في مصر.. وب ...
- مواجهات بين الشرطة البلجيكية ومتظاهرين قرب السفارة الإسرائيل ...
- التقشف يلتهم عيش المصريين.. الحكومة تزيح آخر صخرة تحمي الفقر ...
- الرفيق رشيد حموني، في هذا الحوار الصحفي، يفضح بالدلائل والبر ...
- برلين.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد العزيز قاسم - آفاق انتفاضة جبل الدروز (السويداء)