أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - يا مجلس القضاء: أنقذ الأبرياء من أخطاء القٌضاة














المزيد.....

يا مجلس القضاء: أنقذ الأبرياء من أخطاء القٌضاة


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 7712 - 2023 / 8 / 23 - 18:47
المحور: المجتمع المدني
    


وٌجد القانون ليعيد الحق لأصحابه وليردع المجرمين والمتجاوزين على حقوق الدولة والأفراد عبر فقراته التي يلتزم القٌضاة بها في أحكامهم وأحكامه التي تتولى الدوائر المختصة تنفيذها، ولم يٌوجد القانون لمٌعاقبة الأبرياء عبر الإستعجال بأحكام قضائية لا تستند الى إجراءات تامة ولا تعتمد وثائق مكتملة فتصبح أحكام جائرة تسلب حريات الآخرين وتودعهم السجون مع مجرمين حقيقيين. فكم من بريء أودع سجنا!!!
فهل القاضي بشر مثل الآخرين؟ هل يخطأ القاضي كالآخرين في عمله/حكمه؟ وهل يمكن أن يتكرر خطأه؟ والجواب المنطقي نعم القاضي بشر ونعم يمكن أن يخطأ ونعم يمكن أن يتكرر خطأه، على أن نثبت رأيا" فحواه؛ أن تكرار الأخطاء من قبل الشخص الواحد تعني فشل هذا الشخص. فإذا أخطأ القاضي بحكمه، فيظلم برئيا" ويعاقب مظلوما"، إلى من نلجأ حينها؟ ولسان حال المظلوم يقول ما قاله المتنبي؛
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
الحقيقة تقول أن في كل تخصص ومهنة هناك أعمال ناجحة وأخرى خاطئة لأفراد يمتهنون هذه الأعمال. والقضاء واحد من هذه التخصصات والمهن. فإذا كان عمل طبيب فاشل أو عمل فاشل لطبيب يؤدي إلى فقدان حياة إنسان أو عطل عضو حيوي من جسمه، فإن عمل فاشل لقاضي أو عمل قاضي فاشل لا يسلب حياة أو حرية أو مال أو حق مظلوم فحسب بل قد يعطل حياة أفراد عائلته وأفراد وعوائل تتصل بهذا المظلوم. فما هو قياس خطأ حكم القاضي؟
ولنقل؛ ماذا نسمي حكما" قضائيا" رده (نقضه) حكما تمييزيا؟ أليس هذا الحكم خاطئ؟ ماذا لو تكررت الأحكام القضائية الخاطئة والمنقوضة من قبل محاكم التمييز؟ ما هي دلالاتها؟ وكيف ينظر مجلس القضاء الأعلى إليها؟ كيف يجري تقييم قٌضاة محاكم الجنح والجنايات سنويا" في مثل هذه الحالات؟ يفترض أن تكون حالات النقض ورد أحكام قٌضاة الجنح والجنايات من قبل محاكم التمييز كاحصائيات (أرقام وأنواع وتكرار) تستخدم كوسيلة (معادلة) رياضية لتقييم القٌضاة عن أحكامهم الخاطئة (المتكررة). وعلى ضوء نتائج هذه الآلية يتم التعامل مع القاضي الذي تنقض قراراته بصورة متكررة.
نعم نعرف أن هناك قوانين وأنظمة وتعليمات وآليات وإجراءات تامة لتقييم عمل القٌضاة من قبل مجلس القضاء الأعلى وبقية المؤسسات القضائية. ولعل أحدث وأصدق المصاديق على صدقية وعدالة القوانين والإجراءات القضائية لدينا بهذا الشأن هو اعتبار جهل القاضي أو عضو الإدعاء العام بالمبأدى القانونية الأولية أو اغفاله للوقائع خطاءا" فاحشا"، فالٌزمت محاكم التمييز الإتحادية وهيئات محاكم الإستئناف ومحاكم الجنايات بصفتهما التمييزية بمسك سجلات وتنظيم محاضر بهذه الأخطاء الفاحشة بموجب تعليمات (مسك سجلات الأخطاء الفاحشة) رقم (1) لسنة 2023 المنشورة في جريدة الوقائع العراقية ذي العدد 4730 في 31/7/2023.
ولكن ماذا بشأن الضرر الذي أصاب المدانيين ظلما؟ وماذا عن حرياتهم التي سٌلبت وحقوقهم التي اغتصبها قرار الحكم الظالم وسمعتهم التي تلطخت بحكم جائر؟ وماذا بشأن الضرر الذي أصاب عوائل هولاء المدانيين؟ ثم هل أن جميع المدانيين وذويهم يعرفون أو هم قادرون (مالا" ووقتا" وجهدا" أو حتى درايةً) على متابعة أجراءات القضاء للوصول إلى محاكم التمييز والحصول على عدلها بنقض القرارات الخاطئة؟ وفي نفس الوقت، فأن ليس جميع محامي هولاء المدانيين قادرين على ذلك أو مهتمين أصلا" بالوصول إلى برائتهم. على أن أي تعويض سيحصل عليه المدان والمعاقب ظلما فرضا" بعد إثبات برائته لا يعدل يوما قضاه في الحبس أو السجن.
في هذا المقال نحن نؤكد على جانب واحد فقط لا غير وهو أن ليس كل الناس/الأفراد/القٌضاة بمستوى واحد في كل شيء أو أي شيء وهي سنة الله في خلقه. وبين القٌضاة هناك من هو متأني في حكمه غير مستعجل في إصدار أحكام غير ناضجة ومن هو من لا يتوانى في إصدار احكام غير متأكد من إكتمالها، وبين القٌضاة من هو ناجح ومن هو مصدر لأحكام غير صحيحة، وبين القٌضاة من هو منصف ومن هو ظالم. فنقول يا مجلس القضاء الأعلى أنقذ المظلومين من أخطاء قٌضاة غير مبالين بظلم الناس، قٌضاة يجهلون المبأدى القانونية الأولية أو يغفلون الوقائع فيصدرون أحكام مستعجلة ويرتكبون أخطاءا" فاحشة ويظلمون الناس.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الاعتداء على شرطة المرور


المزيد.....




- المحامي مهدي زقروبة، عودة التعذيب بوجه قبيح وأكثر بشاعة
- السودان والأراضي الفلسطينية بين أكثر الدول بعدد النازحين داخ ...
- المتحدث باسم الحكومة:فرق الإغاثة تواصل عملها ضمن الظروف الجو ...
- شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين ...
- الأردن يطالب بإجراء تحقيق دولي في -جرائم حرب كثيرة- في غزة
- مفوض الأونروا: المساعدات تصل بـ القطارة إلى قطاع غزة
- برنامج الأغذية العالمي: نحتاج وصولا آمنا للمساعدات لمنع المج ...
- تحذير من المجاعة بغزة والاحتلال يمنع دخول 3 آلاف شاحنة مساعد ...
- تحذير من المجاعة بغزة والاحتلال يمنع دخول 3 آلاف شاحنة مساعد ...
- شهيد برصاص الاحتلال في القدس واعتقال 18 فلسطينيا بالضفة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - يا مجلس القضاء: أنقذ الأبرياء من أخطاء القٌضاة