أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - أما آن الأوان يا بريطانيا















المزيد.....

أما آن الأوان يا بريطانيا


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم ولن ينسى العراقيون الاصلاء ؛ الاقصاء والتهميش والاضطهاد والابعاد والافقار والتعذيب والتجهيل والتصفيات الجسدية والحروب العبثية والاعتقالات والاغتيالات الاعتباطية ... ؛ والتي تعرضت لها الاغلبية العراقية وطوال 83 عاما , على يد بريطانيا وعملاءها ومرتزقتها وكلابها من الغرباء والدخلاء وابناء الفئة الهجينة وشذاذ وشراذم الطائفة السنية الكريمة .
ولم تكتف بريطانيا بهذه الجرائم والموبقات ؛ بل سمحت لعملائها بالتنازل عن الاراضي والمياه العراقية الشاسعة لدول الجوار , وشجعت بعض دول الجوار على التمادي والاعتداء على الاراضي والثروات العراقية .
حتى ان ابواب لندن كانت ولا زالت مفتوحة امام مرتزقة العهد الملكي ومفتوحة لعوائلهم , وكذلك رجالات العهد الجمهوري من الغرباء والدخلاء والطائفيين , بل انها استقبلت البعثيين والصداميين والارهابيين ؛ بينما كانت ابوابها مؤصدة بوجه العراقيين الاصلاء والوطنيين النبلاء ,نعم قد تفتح الباب للعراقي الاصيل ولكن بشروطها التعجيزية والمذلة ... ؛ فقد دربت بريطانيا بعض الشخصيات والعوائل الدينية المنكوسة وغيرها ممن هم محسوبون على الاغلبية العراقية , وكان دور هؤلاء سلبي تجاه القضايا المصيرية للأغلبية العراقية .
كان العراقيون الاصلاء هدفا لاضطهاد حكومات العهدين الملكي والجمهوري طوال ثمانية عقود طويلة ومليئة بالمجاعات والازمات والحروب والمعتقلات والامراض والانتكاسات والفوضى والحصار والاختناقات ... ؛ وبأشراف مباشر من الانكليز الخبثاء ومن بعد بالتعاون مع الامريكان .
فالتآمر البريطاني ضد العراق والاغلبية والامة العراقية قديمة وليس بالأمر الجديد , ولكن هذه المرة يتم استهدافهم كجزأ من حملة سياسية منكوسة أكبر ، و أعلى طموحا واشد خبثا وفتكا و أكثر استراتيجية ... ؛ بل تناهى الى سمعي ان بريطانيا تهدف من خلال عدة اجراءات سياسية الى اعادة سيطرتها الاستعمارية القديمة على بعض مناطق ودول الشرق الاوسط ولعل من اهمها العراق .
وبعد عقود الظلام الطويلة جاءت جحافل الامريكان لتزيح العميل المدلل وتنهي ملف حكومات الفئة الهجينة البريطانية الصنع والرعاية ؛ ونقل نبيل شعث وزير الإعلام الفلسطيني : "قال لنا الرئيس بوش : أتحرك بموجب رسالة من الرب... قال لي الرب "جورج ضع حدا للتسلط في العراق.. وهذا ما فعلته"... ؛ وبغض النظر عن صحة القول من عدمه ؛ الا انه ترجم معاناة ملايين العراقيين وذكر الناس والعالم ب الامهم وعذاباتهم وشجونهم ؛ نعم قد تضرع العراقيون الى الله وطلبوا منه وطوال عقود دموية طويلة بأن يخلصهم من الطغمة البعثية وشذاذ ومجرمي الفئة الهجينة وتم لهم ذلك ؛ وجاء بوش وانهى لعبة البعث في العراق واسدل الستار على المسرحية السياسية الصدامية البائسة .
وبعد ان تنفس العراقيون الاصلاء الصعداء وعاشوا اجواء الديمقراطية والحرية والتداول السلمي للسلطة , جن جنون بريطانيا الخبيثة وعارضت امريكا سرا وجهارا , حتى ان القوات البريطانية كانت تكلم العراقيين بأن الامريكان سوف يفشلون في العراق ويروجون لذلك باستمرار , بل انهم خططوا لإحداث البلابل والقلاقل في البلاد , وشاركوا بأنفسهم وعن طريق عملاءهم ومرتزقتهم بارتكاب العديد من الجرائم الدموية والعمليات الارهابية لزرع الطائفية والتحضير للحروب الاهلية في العراق .
وبعد ان استلم البريطانيون الملف الاعلامي والثقافي العراقي من الامريكان ؛ بالإضافة الى سيطرتهم القديمة على المؤسسة الدينية المنكوسة ورعاية بعض رجال الدين المنكوسين والمشبوهين ... ؛ سعت بريطانيا جاهدة في إحكام سيطرتها المطلقة على كافة وسائل الإعلام في العراق ؛ ومن ثم عمل الاعلام العراقي البريطاني على توجيه الرأي الشعبي العام ؛ فقربوا ما يريدوه وابعدوا ما لا يرغبوا به ... , وشوهوا الحقائق وقلبوا الوقائع ؛ فحولوا المعروف منكرا والمنكر معروفا والعمالة وطنية والوطنية خيانة , والخير شرا والشر خيرا ؛ وقلبوا الشيء الى نقضيه والامر الى ضده , بل وتصوير ما ليس له وجود واقعي على انه واقع ملموس لا مفر منه ...!! .
لقد مارست بريطانيا و لا زالت تمارس الكذب بشكل يشبه إلى حد بعيد شغفاً متوارثا ونهجا مستمرا ، وهي لا تولي اهتماما كبيرا للرأي العام الداخلي الذي يعيش حالة من القشرية والسطحية ومن السذاجة السياسية بقدر ما يؤرقها تشبع الجماهير العراقية بالفكر السياسي والوعي والحس الوطني وإدراكها الكبير لماهية الأمور في الوطن , التي تحاول تغيير أفكارها باستمرار عبر اعلامها الكاذب والمضلل... ؛ ومن الادلة الدامغة على ما ذهبنا اليه سيطرتهم على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ؛ للعمل على تبرئة عملاءهم الاقزام في العهد الملكي , وتبييض صفحة الحكام الطائفيين والعنصريين السوداء , والاشادة بمجرمي حزب البعث وجلادي الطغمة الصدامية , والتغني بجرائم صدام بل تحويل مثالبه الى مناقب وجرائمه الى انجازات ؛ وفي الوقت نفسه شن الحملات الاعلامية الشعواء لتشويه سمعة الاغلبية العراقية ورجالاتها ورموزها محليا وعربيا وعالميا ... .
بلا خجل ولا حياء عمل الانكليز على الدفاع عن المجرمين والجلادين والارهابيين ... ؛ فعلى الرغم من معرفة اغلب العراقيين بحقيقة جرائم صدام والبعث والطائفيين الذين حكموا بلاد الرافدين بالحديد والنار، وبالبطش والإرهاب، واخضعوها عن طريق الأجهزة الأمنية القمعية ، و التجسس على الناس، وإيقاع الرعب والإرهاب في نفوسهم، ثم بالبطش بهم , فالويل كل الويل لمن تسوّل له نفسه ذات مرة أن يتكلم على صدام او زبانيته ، أو أن يذكره بغير الحمد والاشادة والشكر على جرائمه وموبقاته وانتهاكاته المستمرة بحق حقوق الانسان ... ؛ يعمل البريطانيون من خلال جيوشهم الالكترونية ومواقعهم الاعلامية ومحطاتهم وقنواتهم الفضائية على تكذيب هذه الحقائق وتزييفها , بل والعمل المتواصل على عرض هزائم صدام على انها انتصارات وخسائره وازماته واخطاءه على انها انجازات ... ؛ وها هو موقع الفيس بوك , وموقع التيك توك , وموقع التلي غرام , وغيرها ؛ يمجد بأولئك المجرمين الجلادين والعملاء الفاسدين والحكام الظالمين ليلا ونهارا ... ؛ لو كان للنفاق والدجل والكذب والتزييف جائزة لاستحقها البريطانيين واخذوها عن جدارة .
نعم بريطانيا غير راضية عن ذهاب ايام الجوع والحرمان عن اغلبية الشعب العراقي ومكونات الامة العراقية ؛ ومستاءة من تخصيص 75% من الميزانية العراقية السنوية ك رواتب للعراقيين من الموظفين والمتقاعدين وغيرهما ؛ انها تريد ارجاع عقارب الساعة الى الوراء حيث توزع تلك الاموال على الدول الاجنبية والاجندات الاستعمارية والمسرحيات السياسية , تريد افقار الاغلبية مع اعطاء فتات الموائد للأقلية المنكوسة .
أما آن الأوان يا بريطانيا كي تراجعي حساباتك السياسية الخبيثة , وتنزعي عنك رداء الخبث والمكر , وتنصفي ابناء الاغلبية العراقية الاصيلة وتفعلي معهم كما فعلت مع سكان الكويت وسلطنة عمان وغيرهما , وتعاملي العراقيين الاصلاء بالتي هي احسن ؛ وتجلسي معهم على طاولة المفاوضات العادلة , وترحمي صغيرهم ومريضهم ونساءهم وشبابهم وشيوخهم وكهولهم ولو من باب حقوق الانسان والانسانية كما تتدعون , الم تكتفي يا بريطانيا من سلب ونهب الثروات العراقية واراقة دماء العراقيين وارباك حياتهم ؛ اما ان الاوان يا بريطانيا لتغيير سياستك الخبيثة وسيرتك الاجرامية بحق الاغلبية العراقية الاصيلة , ومعاملة العراقيين الاصلاء بما يستحقون من الاكرام والتقدير والاحترام ...؟؟؟



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبول الحرب الامريكية و عار الفرار
- مقولة وتعليق / 43 / ضرورة الهجرة
- النبط في كتب المؤرخين القدامى
- مقولة وتعليق / 41 / ساقي الكاسات
- مقولة وتعليق / 40 / ابخل الناس
- مقولة وتعليق / 39 / عندما تنتفي القدرة و الرغبة
- الحركة الدينية المنكوسة / الحلقة الثالثة / السيد الخميني وحك ...
- مقولة وتعليق / 38 / اثار المزاجية المدمرة
- طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحلقة الخامسة / القسم السادس ...
- محنة الامة العراقية مع الاعلام البعثي البائد
- ظاهرة ( الكمبش والكمش )
- طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحلقة الخامسة / القسم الخامس ...
- طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحلقة الخامسة / القسم الرابع ...
- محنة الامة العراقية مع الآخرين /2/ مساعدات العراق لموريتانيا ...
- مقولة وتعليق / 34 / أفضل حكومة ...
- ايام الزمن الاغبر / الحلقة الرابعة / ( ضيم الجنابر )
- مقولة وتعليق / 33/ الشخص التافه
- مقولة وتعليق / 32/ عدو الطفولة العراقية
- مقولة وتعليق / 31 / عديم القيمة والفائدة
- طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحلقة الخامسة / القسم الثالث ...


المزيد.....




- مسؤولون أوكرانيون: القوات الروسية تستخدم أسرى البلدات الحدود ...
- بعد إعلان معاناته من حرارة وألم بالمفاصل.. نبذة سريعة عن الم ...
- إدارتا هيروشيما وناغازاكي تحتجان على اختبار حالة الرؤوس الحر ...
- قتيل و16 جريحا بهجوم درون جوي أوكراني على حافلة في مقاطعة خي ...
- -كلما طال أمد الحرب، كلما ازداد نفور إسرائيل من أصدقائها الإ ...
- تراشق كلامي بين ترامب وبايدن حشدا لحملتهما الانتخابية
- بعد تكرار حوادث خطف الفتيات.. البرلمان المصري يناقش اتخاذ إج ...
- -لا بديل..- بن غفير يدعو نتنياهو لإقالة غالانت وحل حكومة الح ...
- الكونغو.. مقتل 3 أشخاص باشتباك مسلح قرب مكتب الرئيس في كينشا ...
- وزارة التعليم المصرية ترد على أنباء تداول أسئلة امتحانات الش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - أما آن الأوان يا بريطانيا