مؤيد داود البصام
الحوار المتمدن-العدد: 7701 - 2023 / 8 / 12 - 11:35
المحور:
الادب والفن
صدر للصديق الناقد والباحث د. قيس كاظم الجنابي كتاب (الزمن المسروق) عن دار دجلة ب382 صفحة من القطع المتوسط.
يروي ظروف اعتقاله من 26/6/2006 لحين أطلاق سراحه 13/3/2008من قبل القوات الامريكية الغازية والمحتلة للعراق، وضع بعد الاهداء والمقدمة، ثلاثة عشرة باباً سماها رتاج، مع ملحق للصور والوثائق، واختتم الكتاب بمطالبات الادباء والمؤسسات الثقافية لأطلاق سراحه، تعتبر مثل هذه الاصدارات وثائق مهمة لإدانة المحتلين وأعداء الشعوب المقهورة من قبل الامبريالية الغربية، وكلما كانت تحمل صدقيتها وتوثيقها ، تصبح مصدراً مهما يستفيد منه الباحثين والدارسين، إلى جانب ما تعنيه في المطالبة بما انتهكته هذه القوات الغازية بحق الشعب العراقي، وقد حاول السجين رقم (19782) وهو رقمه الذي منحه إياه سلطة الاحتلال، وقد حاول أن يقرب لنا صورة امتهان الانسان وتدمير حياته، من قبل دولة كبرى تدعي مناصرتها لحقوق الانسان والطفل والمرأة، بأسلوب مبسط عبر الحديث والروي عن حياة المعتقل والمعتقلين وكيف يتعامل معهم الحراس والقيمين عليه، كاشفا زيف كل الادعاءات وواضعاً صورة المحتل الغازي بأبشع صوره وهو يمارس نرجسيته على الشعوب المقهورة، في محاولته جعلها تفهم انهم الاسياد وبقية الشعوب توابع يجب أن يرتضوا سيداً لهم هذه القوة الغاشمة، محاولين بشتى الطرق أن يجروا قطاعات من ابناء هذه الشعوب ليكونوا خدماً لهم ويشوهوا صفاتهم الانسانية، بحيث يجعلون منهم أداة حقيرة في التجسس ومعاداة أبناء جلدتهم ووطنهم، ويذكرنا بمقولة الامبراطور نابليون عندما وقف وسط الكرملين بعد ان احتل موسكو، ولم يجد جنرالاته كرسياً ليجلس عليه، اذ قام الروس باحراق كل شئ يستفيد منه المحتل، (ما لهؤلاء الفلاحين الهمج المتخلفين الجهلة، الم يعلموا اننا قدمنا لنحضرهم ونعلمهم).
أشبع البحث بحركة الدوران التي أستعملها الامريكان للتلاعب بنفسية السجناء من خلال الترحيل والنقل بين فترة وأخرى أمام اي علامة لاتفاق الاخوة على العيش سويتا، كما أنهم شجعوا الطائفية، وغذوها بمختلف الاساليب ليجعلوها سمة حياة، وبهذا تكون لهم السيطرة التامة، والحرمان من أبسط الحقوق وهوالأكل والشرب.
نواقص غير مقصودة...
على الرغم من الجهد الذي بذله الكاتب، وتذكر الاسماء وهي عددها كبير التي شاركته المعتقل، أو التي كان له صلة بها وبعائلته، الا اننا نقف امام التالي.
1- مر مرور غير معمق على أحداث في السجن، المعارك التي خاضتها قسم من المجموعات التي كانت تدعي مقاتلتها المحتل فيما بينها داخل السجن، ولم يوضح لنا هل كانت من ضمن فهم وحياة هذه المجاميع الدخيلة على المجتمع العراقي، أم بتدبير وملاحقة من المحتل لتغذيتها وجعلها سمة العلاقة بين المنتفضين ضد الاحتلال، وتوقف وحدتهم التي كان من الممكن ان تقض مضجعه وتعجل بانهائه.
2- لم يذكر الكثير من إعمال التضامن معه ضد الاعتقال، واكتفى بمن كان على صلة بعائلته وما وصل له من الأخبار عن طريقها، مستعجلا النشر دون ان يراجع حالات التضامن معه، على سبيل المثال وليس الحصر.
أ- وقع الأدباء والمثقفون عريضة مطالبة باطلاق سراحه حوالي 150 اسم، كان يدور بها مؤيد البصام بالذات في مقهى الشابندر، وارسلت إلى الحاكم الامريكي بول بريمر، وقابل البصام سكرتيرته في بناية قصر المؤتمرات.
ب- رفض الاتحاد العام للأدباء في العراق طلب ملتقى الجماهير لإقامة اعتصام في باحة الاتحاد، كونه عضو في اللجنة التنفيذية، و وثقة المشادة قناة البغدادية، بين مؤيد البصام وفاضل ثامر رئيس الاتحاد وقتها حول هذا الموضوع أمام قسم كبير من الأعضاء في القاعة، وطلب الأستاذ فاضل ثامر من القناة غلق الكاميرات، بعد أن قال البصام( ستدان قيادة الاتحاد على مر التاريخ في هذه الفترة لانهم لم يصدروا بيان ادانة ضد المحتل)، وحسب ما أخبرت أن القناة أذاعة ما حدث.
ت- وافق الفنان قاسم السبتي على إستضافة الاعتصام الذي أقامه ملتقى الجماهير أمام قاعة حوار وعلقت لافتة بذلك لاطلاق سراحه، ولم تحضر اي قناة فضائية ما عدا قناة الحرة، وقد قام الاستاذ عماد جاسم، وكان وقتها من العاملين ومقدمي البرامج فيها، بعمل برنامج لمدة ساعة، التقى بنا وبمجموعة من أصدقاء الجنابي، وصور مكان لقائتنا في ملتقى الجماهير بالكرنتينة ومع العديد من اصدقائه كون قيس كان احد أعضائه، وكذلك مقابلة مع الاستاذ مفيد الجزائري وزير الثقافة السابق حول الاعتقال.
ث- طبع ملتقى الجماهير بيانات جماهيرية، وزعت على نطاق واسع تطالب باطلاق سراحه، وشارك الاخوة من التيار الصدري ممثلة بالراحل هاشم الهاشمي بتوزيع المناشير، واقامة ندوة في مركز المصطفى للمطالبة باطلاق سراحه.
ج- أضافة لمجموعة أنشطه لاصدقائه.
هذه المعلومات للتوثيق التاريخي تبرز مدى ما قام به بعض المثقفين من الوسط الثقافي من تضامن مع عضو ثقافي فاعل في الوسط، وممكن أن تكون هناك أنشطة لا أعرفها قامت بالتضامن كان يجب ذكرها.
ولكن على الرغم من ذلك يبقى كتاب الزمن المسروق وثيقة أدانة مهمة للمحتل وجزء من نضال الشعب العراقي في الخلاص من الاحتلال، ومحنة إمتحان للشرفاء من أبناء هذا الوطن الذين رفضوا الاحتلال وقاوموه كل حسب طاقته .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟