أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى العبد الله الكفري - المهاتما غاندي ابو الهند الحديثة















المزيد.....

المهاتما غاندي ابو الهند الحديثة


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 7674 - 2023 / 7 / 16 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشهر الزعماء الروحيين والسياسيين
المهاتما غاندي هو اب الهند الحديثة، تهتم فلسفته بالنضال السلمي السلاح الأقوى ضد قوى الاستعمار في حرب الاستقلال الهندية ضد المستعمرين الانجليز.
غاندي من أشهر الزعماء الروحيين والسياسيين في القرن العشرين. حيث أسهم بتحرير الشعب الهندي من الاستعمار البريطاني عن طريق المقاومة بدون عنف، ولذا كرَّمه الشعب الهندي بمنحه لقب (أبو الأمة الهندية). ‏ولقبه الشعب الهندي أيضاً بـ (المهاتما) ومعناها (الروح العظمى).
ولد المهاتما غاندي (مُهَنْدَس كرمشاند غاندي Mohandas Karamchand Gandhi) في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر عام 1869، في مدينة (بوربندر Porbandar)، وهي مدينة صغيرة بولاية (غوجارات Gujarat) على الساحل الغربي للهند، وكان والده رئيساً للوزراء في الولاية. تزوج المهاتما غاندي في سن السادسة عشرة من الآنسة (كستور بي)، فتاة من سنه، بترتيب من أهلهما، وأنجبا أربعة أطفال.
في عام 1889 سافر المهاتما غاندي إلى بريطانيا لدراسة القانون، وكان قد عاهد نفسه على الدراسة كما وعد أمه. واطلع خلال آخر أيام الدراسة في بريطانيا على أسفار (ألغيتا) أي الصوفية الهندوسية المترفعة عن الدنايا والداعية إلى الزهد والتقشف وقال: (هذه الأسفار تهدي إلى الحق) ودرس التوراة وسير المصلحين العالميين. وبعد إنهاء دراسته ونيل شهادة الحقوق عاد إلى الهند وهو يفكر في إصلاح شعبه وقيادته من الفقر والمرض والجهل إلى الثراء والعافية والعلم والحرية. وقد لاحظ المهاتما غاندي أن المرأة الهندية مظلومة ومتأخرة، فطالب بمساواتها مع الرجل وحثها على الكفاح للحصول على حقوقها كاملة.
درس غاندي القانون في لندن – المملكة المتحدة، وعاد إلى الهند عام 1891 ليعمل محامياً. ثم وقع في عام 1893 عقداً للعمل كخبير قانوني في جنوب أفريقيا. كانت بريطانيا، في ذلك الوقت، تسيطر على جنوب أفريقيا. وعاش هناك يعمل على مساعدة الهنود في ضمان حقوقهم، بعد أن لاحظ سوء معاملة الهنود في تلك الدولة.
انتقل المهاتما غاندي من جنوب أفريقيا إلى شبه القارة الهندية، وأراد أن يدرس أحوال الشعب الهندي ويلمس أسباب تخلفه وشقائه قبل أن يباشر حركته التحررية. وزُج به في السجن بعد أن اتهمه الإقطاعيون الهنود بتحريض الشعب على الثورة فأعلن الفلاحون العصيان المدني فما كان من المدعي العام إلا أن طلب تأجيل المحاكمة تفادياً لاندلاع الفتنة ثم أطلق سراح غاندي ليعود إلى نشاطه مجدداً.
وفي عام 1904 اشترى المهاتما غاندي جريدة (الرأي الهندي) وجعلها منبراً لحركته فأيقظت المظلومين من سباتهم العميق، ثم اشترى أرضاً واسعة في ناتال وأنشأ فيها مزرعة تعاونية جعلها ملجأً أميناً لكل عامل مضطهد وحيث كان يعيش مع اللاجئين عيشة الزهد والتقشف مع زوجته وأولاده بخشن الملابس وزهيد الطعام وفي هذه المزرعة صام لأول مرة وسجن ثلاث مرات.
استطاع المهاتما غاندي تطوير منهج للعمل والكفاح الذي يقوم على مبادئ: الشجاعة، واللا عنف، والحقيقة، سماه منهج (ساتياغراها satyagraha ومعناه التمسك بالحقيقة)، وكان منهج (الساتياغراها) يروِّج لعدم العنف والعصيان المدني، كأفضل الطرق للحصول على الأهداف السياسية والاجتماعية. ثم عاد المهاتما غاندي إلى الهند في سنة 1915، وأصبح زعيم الحركة الوطنية الهندية بعد حوالي 15 عام من عودته للهند.
وفي 13 نيسان عام 1919 اجتمع عشرات الألوف من الهنود رجالا ونساء وأطفالاً في مكان يدعى (جاليونا لألا باغ) فهاجمهم الجنرال الإنكليزي (داير) وفتح عليهم النار فقتل منهم ستمائة وجرح الآلاف كما قامت طائراته بقصف الجماهير من الجو وساق ألوف الرجال إلى السجون. عندئذ أعلن المهاتما غاندي خطة اللا تعاون مع الإنكليز حتى يرضخوا ويعيدوا للهند حقها وللشعب الهندي حقوقه وطالب:
• بالتخلي عن الألقاب ورتب الشرف.
• رفض شراء سندات القروض التي تعقدها الحكومة.
• إضراب المحاكم ورجال القانون عن العمل.
• فصل الخصومات بالتحكيم الأهلي.
• رفض المناصب المدنية والعسكرية.
• الدعوة إلى الاستقلال الاقتصادي للهند.
• مقاطعة مدارس الحكومة والوظائف على اختلاف مراتبها.
عقد المؤتمر الوطني الهندي في عام 1920 اجتماعاً، قرر فيه المطالبة بالاستقلال والعمل لإحرازه بالطرق الشرعية والسلمية، وكان المهاتما غاندي ينتظر تمادي السلطة في طغيانها ليعلن العصيان المدني، وطالب في تلك الأثناء بإعادة الاعتبار للمنبوذين الذين لا يقل عددهم عن الستين مليون نسمة، فلقي منهم تجاوباً عظيماً وخصوصاً عندما أعلن أمام الجماهير قائلاً: (خير لي أن أقطع إرباً من أن أنكر إخواني من الطبقات المدحورة وإذا قدر لي أن أبعث حياً بعد موتي فإن أقصى مناي أن أكون من هؤلاء المنبوذين لأشاطرهم ما يتلقون من إهانات وأعمل على إنقاذهم).
وعلى الرغم من استمرار غاندي في دعوته إلى اللا عنف والنضال السلمي فقد نشبت عام 1921 معارك دامية بين الهنود والإنكليز.
كانت السلطة الاستعمارية البريطانية في الهند تبذل قصارى جهدها للتفريق بين الهندوس والمسلمين وبذر التفرقة الطائفية فيما بينهم، فرد المهاتما غاندي على ذلك في 4 تشرين الأول 1921 بإعلان تضامنه مع المسلمين مع أنه هندوسي. وعلى أثر اعتقال الزعيمين المسلمين الأخوين: محمد علي وشوكت علي أذاع بياناً وقعه خمسون من أعضاء المؤتمر الوطني حظر فيه على الهندوس الخدمة العسكرية والمدنية مع السلطة الإنكليزية وكان المسلمون قد سبقوه بإصدار مثل هذا البيان.
وبعد أن أمضى المهاتما غاندي حوالي عامين في السجن تم إخراجه نتيجة سوء حالته الصحية. وبعد خروجه من السجن في عام 1924 اعتزل المهاتما النشاط السياسي مؤقتاً، واعتكف ليستعيد صحته المعتلة، وعند عودته للعمل السياسي أعلن غاندي المبادئ التالية:
اتحاد الطوائف هو السبيل الوحيد إلى الاستقلال.
• المنبوذون مواطنون.
• لا تعون مع السلطة الإنكليزية المستعمرة.
• إتباع اللا عنف قولاً وفعلاً.
• مكافحة المظالم وإنصاف العمال والفلاحين.
استعمل المهاتما غاندي منهج (الساتياغراها) لقيادة حملة استقلال الهند عن بريطانيا. وقد أوقف مراراً من قبل المستعمر البريطاني بسبب أنشطته السياسية في جنوب أفريقيا وفي الهند أيضاً، وكان يشعر بالفخر لزجه في السجن من أجل قضية عادلة. وكان مجمل سنوات سجنه 7 سنين.‏ وحصلت الهند على استقلالها سنة 1947، ثم انقسمت الهند بين الهندوس والمسلمين، الهندوس في الهند الحالية والمسلمون في باكستان الحالية، بالرغم من أن المهاتما غاندي كان قد أوصى بأن تبقى الهند موحدة يعيش فيها الهندوس والمسلمون معاً بسلام.
‏ بانتهاء عام 1944 وبداية عام 1945 اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل. وحدث الانفصال بالفعل في 16 أغسطس/آب 1947، وما إن أعلن تقسيم الهند حتى سادت الاضطرابات الدينية عموم الهند وبلغت من العنف حداً تجاوز كل التوقعات فسقط في كلكتا وحدها ما يزيد عن خمسة آلاف قتيل. وقد تألم غاندي لهذه الأحداث واعتبرها كارثة وطنية، كما زاد من ألمه تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما عام 1947/1948وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالبا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة.
وبهدف وقف حمام الدم في الهند بسبب الصراع بين الهندوس والمسلمين، بدأ المهاتما غاندي صياماً عن الطعام في 13 كانون الثاني /يناير 1948 وهو في سن الثامنة والسبعين، وبعد خمسة أيام من الصيام تعهَّد زعماء الصراع بوقف القتال، فأنهى المهاتما غاندي صيامه.
لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبعد 12 يوماً أي بتاريخ 30 كانون الثاني / يناير 1948 قام هندوسي أصولي متعصِّب، كان يعارض برنامج غاندي في التسامح بين العقائد والأديان، بإطلاق النار عليه، فأرداه قتيلاً.‏
الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
كلية الاقتصاد - جامعة دمشق
مصدر الدراسة: http://almustshar.sy/archives/10534



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصدار النقدي الأول ونشأة المصارف السورية
- تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى أحد مستويات التكامل ...
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 438/2023
- التواصل بين الشعوب بوساطة الترجمة
- استراتيجية التنمية لقمة مجموعة العشرين سان بطرسبرغ
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 436/2023
- المصارف العامة والخاصة والإسلامية في سورية
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 435/2023، أخبار الاقتصا ...
- (إلى أين يذهب العرب؟) كتاب يمثل رؤية ثلاثين مفكّراً عربيّاً ...
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 431/2023 التخصصي، قضايا ...
- أساليب التكتل الاقتصادي وأهدافه
- مستويات التكتل الاقتصادي وفوائده
- التكتلات الاقتصادية
- الاقتصاد العالمي أكثر ديناميكية في ظل التكتلات الاقتصادية
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 430/2023
- الجزائرية للأخبار تنشر، اختلافات بين دول العالم ..من هو الغن ...
- مركز نقد وتنوير للدراسات الإنسانية ينشر: قراءة في كتاب علم ا ...
- الجزائرية للأخبار تنشر عرض لكتاب: التكتلات والمنظمات الاقتصا ...
- كيف تتعامل الدول النفطية مع ثروة النفط ؟
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 428/2023


المزيد.....




- بايدن لـCNN: لن نورد أسلحة لإسرائيل إذا دخلوا رفح.. ولم يتجا ...
- بصور أقمار صناعية.. كم تبعد المساعدات الإنسانية عن غزة؟
- سفير إسرائيل بـUN يرد على تصريحات بايدن لـCNN
- -حماس??بايدن -.. بن غفير يهاجم بايدن ولابيد يعلق: إذا لم يطر ...
- تعرف على التاريخ المثير للجدل لنقل الشعلة الأولمبية
- -كان قرارا كارثيا-ـ غضب في بايرن إزاء طاقم التحكيم أمام الري ...
- العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على النازية (ف ...
- مواطنون روس ينظمون مسيرة -الفوج الخالد- في لبنان ومصر (فيديو ...
- أنقرة: تركيا الدولة الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة ...
- لابيد يدعو نتنياهو إلى إقالة بن غفير


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى العبد الله الكفري - المهاتما غاندي ابو الهند الحديثة