أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر الحمدانى - لماذا نحارب الكُتاب؟














المزيد.....

لماذا نحارب الكُتاب؟


عمر الحمدانى

الحوار المتمدن-العدد: 7670 - 2023 / 7 / 12 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


لمرات عديدة ترددت في الكتابة عن موضوعة مهمة تتمثل بكراهية المجتمعات الشرقية وامتعاضها ضد شريحة الكُتاب ولم أجد سببا كافيا تجاه هذه العقدة ففي حين تحتفي المجتمعات الغربية بمدعيها من الكتاب بمختلف تخصصاتهم نجدهم يحاربون بشتى الطرق في مجتمعاتنا وهو ما يؤشر خللا واضحا في شخصية الانسان الشرقي قد يكون مبعثه الخوف من الرأي الحر والذي عادة ما يصادر ويتعرض صاحبه للتنكيل بسبب طبيعة انظمة الحكم السائدة في المنطقة العربية والتي عملت لعقود خلت على تشويه مكانة الكاتب وتصويره كشخص منبوذ ومنحرف, ولنعترف اننا كمجتمع شرقي نعاني من عقدة الأنا التي لا تعترف بتميز الاخر وتفوقه, وبسبب هذه العقدة فقد تجاهل مجتمعنا وحتى مثقفينا العديد من الاسماء المميزة, ويأتي من بينها الكاتب الساخر محمد علي شاحوذ الذي أنكرنا عليه تميزه في رسم نوع جديد من المقال الادبي غير التقليدي, فهو يخلط فيه ألوان عدة من الادب ليصهرها في عمود ادبي يشدك حتى النهاية .
فلوهلة ستحس انك تقرأ قصة قصيرة, أو انك امام ملخص لرواية طويلة, وربما مقالا ساخرا, وفي النهاية تستنتج انها كل ذلك, وهو كاتب مستفز بطريقة طرحه والتي تختلف عن طروحات الاخرين, وهو كاتب صادم في توصيفاته التي لا ترحم, فهو يوغل في فضح الممارسات المجتمعية الجماعية والفردية وكشف دوافعها الحقيقية, ويغوص في تشخيص سوءات وعورات السلوك الانساني, ولا يتردد في تعرية ضعفنا البشري المقيت, وتقبيح المواقف المتخاذلة والمغلفة بوجوه النفاق والرياء.
مع هذا الكاتب عليك قراءة المقال حتى النهاية, وان لا تفوت حرفا مما كتب, وستجد نفسك تنجر رغما عنك في اتخاذ موقف واضح وصريح, ومعه ممنوع عليك ان تتردد, أو أن تبقى في نقطة المنتصف, وقد تكون واحدة من خطاياه أنه لا يقف في منطقة الحياد التي تقف فيها الاغلبية العظمى, وهو ما يعرضه للصدام مع جموع (الحمقى) والذين تسببوا في معظم مقالاته, وهو يبرع في وصف سلوك الناس وتحليل تصرفاتهم, وكثيرا ما يستخدم التشبيه لتعرية الحالات البشرية المقيتة والمقززة وتصويرها في اسوأ حالاتها, وهو دؤوب في هوايته المفضلة في رصد السلوك المجتمعي المنحرف, وجلد اصحاب السوء والمصالح من خلال اسلوبه الساخر الذي يوظف فيه خياله الادبي الواسع الممزوج بثقافة علمية واسعة.
ومع كل التميز الذي يسجله الكاتب غير أنك ستشعر وأنت تقرأ له أن هناك حربا ممنهجة يتعرض لها, فالمجتمع المنحرف لا يروق له وجود كاتب جرئ وساخر يذكره بقيمة الضمير الحي, وفضائل الحق والعدل .
جريرة الكاتب محمد علي شاحوذ أنه يخرج عن المألوف ويكتب بإسلوب مختلف, بعيدا عن نغمة التطبيل, وهو يجيد تحليل الشخصيات والغور في اعماقها, مستعينا بخبرته في فنون التشريح التي يُبدع بتدريسه لطلبته في الجامعة, ومستخدما مفردات لن تقرأها في كتابات غيره, فتجد مصطلحات (الصراصر, والخرتيت, والتمساح ) عناوينا لمقالاته, وهو بالتأكيد يستخدمها للتشبيه إمعانا في تشويه وتقبيح سلوكيات ابطال مقالاته, ولو قدر له أن يكتب في المحافل العالمية لوجد احتفاء كبيرا بما يكتب بعكس مجتمعنا الذي يحارب المبدع ويحتفي بالتافهين والتافهات الذين يملئون اسماعنا نعيقا في مواقع التواصل.
وأنت تقرأ كلماته ستشعر بمرارة كل النكبات التي أصابت الوطن, وستحس أنه يكتب بالنيابة عني وعنك وعن كل أصحاب الخيبات الذين يعجزون عن كتابة قصصهم المؤلمة والحزينة, وستجعلك كلماته تضحك كثيرا بينما ينقبض صدرك ويضيق نفسك كمدا وقهرا !!.
أهمية هذا الكاتب أنه غير مروض يكتب من ذاته دون أن يتجرأ احد على شراء قلمه.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر الحمدانى - لماذا نحارب الكُتاب؟