أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نهاد ابو غوش - خذلان الحركة النسوية الفلسطينية














المزيد.....

خذلان الحركة النسوية الفلسطينية


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 15:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نهاد أبو غوش
منذ عدة سنوات، تتعرض الحركة النسوية الفلسطينية وأطرها ومؤسساتها وحتى ناشطاتها البارزات، لهجوم ضار من قبل القوى الظلامية في فلسطين ردا على مطالبة الحركة النسوية ( والقوى التقدمية والديمقراطية بشكل عام) بإنفاذ اتفاقية مناهضو كل أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة باتفاقية سيداو، هذه الاتفاقية التي وقع عليها الرئيس محمود عباس لكن غنفاذها ومواءمة التشريعات السارية معها تعطل بسبب معارضة قوى محافظة وظلامية. واستخدم هذا الهجوم ذرائع واقعية وأخرى مفبركة ومصطنعة من بينها أن هذه الاتفاقية وبنودها تخالف النصوص الدينية وأحكام الشريعة وبخاصة في مجالات الميراث وسن الزواج والقوامة (ردا على مطلب المساواة)، كما استند الخطاب إلى جهل الجمهور بتفاصيل الاتفاقية من جهة وبتفاصيل القوانين التمييزية التي تجحف بحقوق المرأة لشن هذه الحملة التي وجدت تجاوبا وقبولا حتى لدى أوساط من صلب منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها الوطنية، مع أن الجسم الرئيسي الذي يقف خلف الحملة، والمقصود بذلك حزب التحرير الاسلامي وبخاصة في مدينة الخليل، سخر كل حملته مستعينا بالموقف من سيداو للهجوم على السلطة ومؤسساتها وقياداتها وعلى الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى المشروع الوطني بشكل عام.
ركزت هذه الحملة المغرضة على الدين وقيم الشرف والعائلة ، وروجت ادعاءات بأن اتفاقية سيداو تهدف لإباحة الزنا وتشريع العلاقات المثلية وتفكيك الأسرة، وتشجيع العلاقات خارج إطار الزواج، ووصل البعض ببعض أقطاب ما يسمى الحملة الشعبية لمناهضة اتفاقية سيداو الى الادعاء أن اتفاقية سيداو أخطر من النكبة على الشعب الفلسطيني، وخلال هذه الحملة التي لم تتوقف عبر كل وسائل الاعلام التقليدي والحديث، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، والنشاطات الميدانية عمل أنصار الحملة على انتحال صفة عشائر الخليل وعشائر القدس للهجوم على الحملة، وتمكنوا من تنظيم زيارات للمدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم للتحريض على الاتفاقية ، كما نظموا فعاليات شعبية للتحريض على المؤسسات والجمعيات النسوية بحجة أن جهات أجنبية تحركها، وكان اللافت والغريب هو صمت السلطة ومؤسساتها إلى درجة التواطؤ من بعض الفعاليات، وكأن هذه الأطراف المحافظة والمتزمتة وبعضها مرجعيات دينية وقضائية شرعية رسمية كانت تنتظر هجوم حزب التحرير وانصاره على الاتفاقية لكي تختبئ خلفها.
بدت المعادلة مختلة بشكل فادح لغير صالح المنظمات والأطر النسوية التي ظهرت وحيدة ومعزولة هي وبعض رموزها في مواجهة هذه الحملة الظالمة التي لم تكتف بشيطنة الاتفاقية الدولية وتوقيع الرئيس عليها، بل بالتحريض الفج والصارخ على عدد من رموز الحركة النسوية ووصفهن بانهن سيداويات، والحصيلة المؤسفة لهذه الحملة هي تجميد إنفاذ الاتفاقية التي تحتاج إلى إعادة صياغة التشريعات المعمول بها ومواءمتها مع الاتفاقية، بل صارت عديد التحفظات على الاتفاقية وبنودها تطرح على الملأ من قبل شخصيات رسمية وفصائلية مسؤولة.
كل ما سبق يشير إلى تكالب واتحاد القوى الظلامية في مواجهة الاتفاقية وفي نفس الوقت انفضاض أطراف وأطر وشخصيات وطنية عن الاتفاقية والاحجام عن تأييدها فضلا عن التصدي للقوى الظلامية، كما يشير ذلك إلى ان الأدوات والوسائل الإعلامية والتعبوية التي استخدمت لدعم الاتفاقية وانفاذها إما أنها لم تكن ناجعة وكفؤة أو أن جملة من الأخطاء شابت عملها لكي نصل إلى هذه النتيجة التي تبدو فيها الحركة النسائية وكأنها معزولة عن المجتمع الفلسطيني وقضاياه.
من بين الأسباب التي أدت إلى استعار هذه الهجمة والاستفراد ببعض قيادات الحركة النسوية، تردد الأطر الوطنية وبخاصة حركة فتح التي يعلن بعض مسؤوليها رفضهم للاتفاقية، وهوما يسحب نفسه أيضا على شخصيات وازنة في السلطة وتحديدا في الوزارات التي لها صلة بالدين والمقدسات مثل وزارة الأوقاف ورئاسة القضاء الشرعي، وامتد هذا الخذلان ليشمل حتى قوى تقدمية وديمقراطية تخلت عن مسؤولياتها وواجباتها في تبني قضايا النساء وحقوقهن وتركت هذا الميدان لتقتصر المواجهة فيه على فئة محدودة من الناشطات والإعلاميات الشجاعات.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على السلطة الفلسطينية العمل للفكاك من المصيدة
- صعود المقاومة ردا على جرائم الاحتلال
- أوهام الحسم العسكري
- صورة المرأة في الإعلام: فلسطين نموذجا
- إسرائيل تستثمر الجريمة للسيطرة على فلسطينيي الداخل
- أبعد من هدم بناية وترويع مدينة
- عن المغيّر وجالود وترمسعيا وأخواتها
- بين الكلام والفعل
- عقيدة إسرائيل العسكرية: قتال لا يتوقف (2 من 2)
- عقيدة إسرائيل العسكرية: قتال لا تتوقف (1 من2)
- ليس بالصواريخ وحدها...
- ثأر الأحرار واستحالة إلحاق الهزيمة بالشعب
- عوامل خارجية وذاتية لإطالة أمد الانقسام
- الدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين
- أصابع إسرائيلية تحرك الحرب في السودان
- عن رسالة محور المقاومة في يوم القدس
- العالم يتغير من حولنا
- مخاطر عبث الاحتلال بالمسجد الأقصى
- جولة من الصراع على القدس والأقصى
- وجود حكومة فاشية فرصة تاريخية لعزل إسرائيل وملاحقتها*


المزيد.....




- شركة طيران هندية تمنح المسافرات خيار الجلوس بجانب النساء على ...
- “اعرف دلوقتي” .. شروط التسجيل في منحة منفعة الأسرة 2024 وخطو ...
- السيدة الأولى للعراق شاناز إبراهيم أحمد تكتب لـCNN: حماية ال ...
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات بين 24 و31 أيار/مايو
- تقديم الصف الاول الابتدائي ورياض الاطفال 2024-2025 بحساب ولي ...
- سجلي الآن.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت با ...
- سجلي الان وبسرعة بخطوات سهلة وبسيطة في المنزل.. خطوات التسجي ...
- -بطاقة حمراء لإسرائيل-.. محتج يكبل نفسه بعارضة مرمى في مبارا ...
- النسوية في المغرب: القضاء على العنف ضد النساء أولوية؟
- الشرطة الألمانية تطلق النار على امرأة تحمل سكيناً في كولوني ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نهاد ابو غوش - خذلان الحركة النسوية الفلسطينية