أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - طبيعة دولة الاحتلال في كتاب -العقلية الصهيونية ولاهوت الإبادة- قتيبة مسلم















المزيد.....

طبيعة دولة الاحتلال في كتاب -العقلية الصهيونية ولاهوت الإبادة- قتيبة مسلم


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7648 - 2023 / 6 / 20 - 02:45
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



بداية نشير إلى فصول الكتاب وما يتضمنه من موضوعات، فهناك أربعة مواضيع "الإطار النظري لدولة الاحتلال، التيار الشيوعي في مواجهة المشروع الكولونيالي الصهيوني، البدو وصراع المكان والإيديولوجيا، النظرة الصهيونية للفلسطينيين العرب" بحيث يجد القارئ كل التفاصيل المتعلقة بدولة الاحتلال وبطبيعة تكونها.
قبل تناول الكتاب سأتحدث عن وقائع حدثت للفلسطيني، قبل اتفاقيات أوسلو كان العديد من الجهات/ الدول/الأشخاص يقولون: "يكفينا حروبا وقتل، وعلى الفلسطيني أن يقبل بحدود 67 وما هو معترف به في الأمم المتحدة" وبعد أوسلو، وبعد أن أثبت للعالم ولمن ردد من العرب ما قيل سابقا، عدم جدوى الاتفاقيات، وأن العدو لا يعطي شيئا للفلسطيني، وجدنا العديد من الأنظمة/ الجهات/ الأشخاص يتراكضون إلى أحضان العدو آخذين مقولة: "إذا كان الفلسطيني صاحب القضية قد عقد اتفاقات مع إسرائيل، فلماذا لا أبقى أنا معادي لها؟"
من هنا نبدأ الدخول إلى كتاب العقلية الصهيونية ولاهوت الإبادة، فدولة الاحتلال جاءت ضمن مشروع إمبريالي عالمي، لتحقيق مصالح الغرب وإبقاء المنطقة في حالة ضعف/حرب/شتات: "إسرائيل لا تعرف كيف تبقى موجودة دون نزاع ومواجهات ...دولة سجون ومخابرات ومستوطنات ومعسكرات وجدران وحواجز...فلا وجود لمجتمع مدني بل مجتمع حربي بكل مكوناته" ص8، هذه المقدمة ردا على كل من يتوهم (خيرا) من دولة الاحتلال.
فالقواعد والأسس التي تعمد عليها طبيعة المهام الموكلة لهذا الكيان تتطلب منه القيام ب: "الحرب الاستباقية، الحدود الآمنة، العمق الاستراتيجي، القوة العسكرية، الهجرة اليهودية، توسيع عمليات الاستيطان" ص15، من هنا، بعد إعلان الدولة مباشرة تم إعلان تشكيل الجيش في 26/5/1948، فهي دولة جيش، والجيش هو من أقامها وأوجدها فكان لا بد من تأكيد طبيعتها ودورها في المنطقة.
فرغم صغر حجم الدولة إلا أنها تمتلك أهم المؤسسات للصناعات الحربية في العالم: "هناك أربع شركات إسرائيلية من أكبر 100 مؤسسة صناعية في العالم" ص31، فالحرب حياة الدولة، ودون حرب تفنى الدولة وتنتهي: "على الحكومة من حين إلى آخر أن توقظ مواطنيها من سباتهم بواسطة الحروب، عليها أن تمس من خلال ذلك، نمط حياتهم المنتظم الرتيب" ص38، من هنا نجد الجيش هو "المؤسسة المقدسة التي تحظى بالإجماع" ص42، وهذا يعري ما يسمى (المجتمع المدني الإسرائيلي) فهي دولة جيش ومجتمعها هم من العسكر.
من هنا لا يمكن لطبيعة هذا الكيان أن يكون سويا/ طبيعيا كباقي الدول، فالعنصرية هي من أسس تكوينه، ولا مجال أو مكان لأي جهة/جماعة خارج الفكر الصهيوني أن تكون فيه أو أن تعطى حقها: "ولا مكان للأقليات أن تحصل على عضوية حقيقية" ص53، هذه طبيعة كيان الاحتلال والمهام التي يقوم بها، فلا يلتبس الأمر على من يتوهم بها وبما يصدر عنها من كلام خادع ومخادع.
المحور الثاني: "التيار الشيوعي في مواجهة المشروع الكولونيالي الصهيوني" يدخل في تفاصيل أكثر عن طبيعة دور الكيان في المنطقة العربية وشرق المتوسط تحديدا: "انطلق المشروع البريطاني الاستعماري منذ عام 1840م، لتفتيت الوحدة السياسية في المنطقة، من خلال إقامة حاجز بشري غريب داخلها" ص78، وذلك لحساسية المنطقة وأهميتها العالم أجمع، فمن يسيطر على شرق المتوسط يسيطر على العالم.
بعدها يدخلنا إلى الشيوعية اليهودية وأسسها الفكرية والنظرية، وكيف أنها خضعت لضغط من الكومنترن فكانت بعض (الإصلاحات) منها: "الدفاع عن مصالح العمال العرب وحقهم بالتصدي لمبدأ احتلال العمال الصهيوني، اختراق الأحزاب الصهيونية المؤسسات التابعة لها، مثل الهستدروت، المساهمة في بناء حركة شيوعية في المشرق العربي"ص86، من هنا حاولت الحركة الشيوعية اليهودية تقديم شيئا للعربي، حتى أنها تناولت طبيعة الصراع في فلسطين: "تصفية جذور التناقض القومي، في فلسطين تتطلب التركيز على المسألة الطبقية الاجتماعية كقاسم مشترك يجمع الكادحين العرب واليهود في البلاد" ص96، وهنا تكمن مشكلة الشيوعية اليهودية، تتحدث عن صراع قومي/ وطني على أنه صراع طبقي اجتماعي، بمعنى أنها تتجاهل/تنسى الدور الذي جلب من أجله اليهودي إلى فلسطين، لهذا صرعان من انشق الحزب وتأسست "عصبة التحرر الوطني في فلسطين" من أعضاء العرب فقط، حيث "ساد الشعور لدى بعض القيادات اليهودية أنها أخرجت خارج الحلبة... ونهج اليهود نهجا متباينا عن قرارات الحزب، حيث انضم بعضهم إلى صفوف المنظمات والأحزاب الصهيونية" ص99و100، فالعرب في الحزب كانوا يعرفون حقيقة الصراع وطبيعته، لهذا ربطوا الطرح الطبقي بالقومي: "أن انسلاخ العمال اليهود عن الحركة الصهيونية، لا يمكن أن يتحقق إلا بانخراطهم النشيط في النضال الوطني التحرري، المعادي للإمبريالية والصهيونية" ص100، وما وقوف العرب إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الثانية إلا من باب المصلحة الوطنية والقومية الفلسطينية.
من هنا يخرج الباحث بهذه الاستنتاجات: " لقد فشل الشيوعيون بالإجمال، ونتاج الملاحقة، والتشويه، والتسرع أحيانا، والارتباط النمطي بالمرجعية السوفييتية الشيوعية فيغالب الأحيان، من كسب الجمهور الفلسطيني...فالعلمانية أو الاشتراكية أو الشيوعية، لا تتزاوج تزاوجا رسميا ومستقرا مع الاحتلال، وتفقد روحها إذا ما حملها المشروع الاستعماري" ص111، وبهذا كون الحزب الشيوعي (اليهودي) ما هو إلا حزب مناقض للشيوعية ومعادي لها ولفكرها.
المبحث الثالث "البدو وصراع المكان والإيديولوجيا" يتناول فيه أهمية الأرض بالنسبة لدولة الاحتلال وكيف أن الجغرافيا بالنسبة لها تعتبر مسألة حيوية، وذلك لصغر مساحة فلسطين ولطبيعة مشروعها كدولة احتلال استيطاني، وبما أن صحراء النقب تشكل ثلثي مساحة فلسطين التاريخية، وبما أن سكانها من البدو، فقد اعتمدت دولة الاحتلال حرمانهم من أراضيهم وسلبها بكافة الطرق والوسائل: "50 في المئة فقط منهم عاشوا بالبلدات المخطط لها عام 2006، ووصل البقية 50 في المئة الحياة ضمن القرى غير المعترف بها" ص143، وما الهدم المتكرر والمتواصل إلا صورة عن الصراع على الأرض: "تولى شارون منذ 2001 ملف النقب وعام 2004 هدم (150) مبنى بما فيها أماكن للعبادة، عام 2005 هدم (220) منزلا ومبنى" ص144، وهذا يعيدنا إلى طبيعة الدولة والمهام الموكلة لها ودورها كشرطي للغرب في المنطقة.
أما المبحث الرابع "النظرة الصهيونية للفلسطينيين العرب" فهو يكشف العقلية الصهيونية المتعالية التي تتعامل مع الفلسطيني بدونية وسادية، نافية وجوده ووجود أرض له: "ليس في هذه الأرض مكان لشعوب غير شعب إسرائيل، يجب طردهم، إنها الحرب المقدسة" ص183، طبعا هذه النظرة تستند على الهدف الذي وجدت من أجله دولة الاحتلال ودورها الوظيفي في المنطقة، فني/ فناء/قتل/ تهجير الفلسطيني يأتي ضمن فكرة: "إخلاء فلسطين من كل سكانها، لأن وجود السكان يحول دون أن تكون دولة يهودية" ص183، بهذا يكون الكتاب قد شمل كل نواحي الصراع في فلسطين، مؤكدا الدور الوظيفي لدولة الاحتلال وأنها دوله تقوم على الحرب، وما سكانها إلا جنودا يخدمون الهدف الذي أوجدت من أجله دولة الاحتلال.
الكتاب من منشورات دار طباق للنشر والتوزيع، رام اللهن فلسطين، الطبعة الأولى2023.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصب تذكاري حافظ أبو عبادية ومحمد البيروتي
- الغربة في رواية -على الجانب الآخر من الشرق- مفيد نحلة
- مواجهة الانتهازية والرسمي العربي في ديوان -رمل الذاكر- منير ...
- لفلسطيني في رواية “لقاء البحر” للدكتور محمود السلمان
- التشرد والموت كتاب -الفهرس السوري- علي سفر
- أوسلو والصراع في رواية -معبد الغريب- رائد الشافعي
- على هامش اختراق حدود فلسطين المحتلة
- الشاعر الحضاري في قصيدة -من أي معدن أنا- سامي البيتجالي
- ديوان -هناك حيث أنت- أحمد الخطيب
- التمرد في ديوان-مقام البياض- للشاعر جواد العقاد
- ما بين الأسود والأبيض همام طوباسي
- العقل الباطن في -اسمي وشم ذاكرة- عبد السلام عطاري
- الصراع الصهيوني الفلسطيني في رواية قناع بلون السماء باسم خند ...
- النكبة في الرواية الفلسطينية
- رواية المرافعة حسام الديك
- السواد والغضب في ديوان -ركاب الرحيل- نائلة أبو طاحون
- ذرة تراب على جبين عاشق شخصيات عربية فلسطينية، سير ذاتية، الج ...
- التنوع والتعدد في رسائل أسامة الأشقر
- الكتابة والسجن
- طريقة تقديم الألم في قصيدة -من أيتم النور في قلبي- عبد الله ...


المزيد.....




- تصادم بين سفينتين صينية وفيليبينية ببحر الصين الجنوبي
- جماعة تابعة للقاعدة تعلن مسؤوليتها عن هجوم أودى بحياة 100 شخ ...
- المهاجرون إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك ينحدرون من 177 ...
- بلا قطوعات.. تفاؤل رسمي بكهرباء مستمرة هذا الموسم
- الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة
- باحثون يكشفون عن تصدر الأسلحة النووية المشهد في ظل التوترات ...
- مستشار لبايدن يزور إسرائيل لتجنب التصعيد مع لبنان
- بكين: سفينة إمداد فلبينية اصطدمت بسفينة صينية عند جزيرة سكند ...
- مصر.. مصرع شخصين غرقا بعد انقلاب سيارة في قناة بمحافظة البحي ...
- أطول إدانة خاطئة.. تبرئة أمريكية بعد 43 عاما قضتها وراء القض ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - طبيعة دولة الاحتلال في كتاب -العقلية الصهيونية ولاهوت الإبادة- قتيبة مسلم