أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقى عبد الحميد يحيى - مسيرة المرأة العربية بين الحب والحرب















المزيد.....



مسيرة المرأة العربية بين الحب والحرب


شوقى عبد الحميد يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 7647 - 2023 / 6 / 19 - 18:23
المحور: الادب والفن
    


مسيرة المرأة العربية .. بين الحب والحرب
--------------
لم يكن ما يعيشه العالم العربى، منذ بدايات العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين، من القلق، والفوران، وعدم الاستقرار، بداية.. وإنما امتد ذلك ربما لقرون قبل ذلك، نظرا لتحكم الموروث الجبلى، القبلى، فى ثقافة العامة، وثقافة الساسة أيضا، حيث يسهل لهم القياد والتحكم، والحفاظ على السلطة فى أيديهم. ولا شك أن وضع المرأة، وما حصلت عليه فى العالم الغربى، بعد الثورة الفرنسية التى استمرت من العام 1789- 1799، وما أدت إليه من المساواة بين الرجل والمرأة فى كل الحقوق، كان له الصدى الذى سرى بين جنبات المرأة العربية، التى ساهمت وتساهم فى نهضة الأمة العربية، سواء بالتدخل المباشر فى الحركات الثورية، أو بالإبداع الذى يساهم (بتراكمه) فى إحداث تلك النهضة.
فلا ينكر أحد أنه فى ثورة 1919 فى مصر ، كان للمرأة المصرية عظيم الأثر فى مسيرة الثورة. حين هجرت الحرملك، وخرجت إلى الشارع، تنادى بالحرية والمساواة، ورغم ما بذلته المرأة من دور، فإن دستور 1923 صدر دون أن يمنح المرأة المساواة التى سعت إليها بزعامة هدى شعراوى، لِتَحّكُمْ الموروث الذى رأى ان مكان المرأة هو (الخباء). لذا لم يكن مستغربا، ما قامت به ذات المرأة –المصرية-بدور غير منكور فى ثورة يناير 2011، وما بعدها، رغم ما تعرضت له فى الكثير من الأحيان للمضايقات، ولأشكال من التعذيب أو الإهانة.
وفى الجزائر، رغم ما قدمته المرأة للثورة الجزائرية ضد المحتل الفرنسى، إلا انها، ورغم ترشحها لرئاسة البلاد (لويزة حنون- 2014) إلا أنها لم تستطع الوصول إلى منصة القضاء.
وفى السعودية التى تعتبر مركزا للديانة الإسلامية، واستيطان الموروث الجبلى، استطاعت رجاء الصانع فى العام 2005 أن تنشر روايتها الرائدة "بنات الرياض"، غير أنها لم تستطع أن تطبعها فى الرياض، ولكنها لجأت إلى "دار الساقى للنشر" بلبنان، لما تضمنته من الكثير من المسكوت عنه بين البنات والبنين. وهو ما يبرر هروب الكثيرات من المبدعات العربيات إلى خارج أوطانهن، لأرض جديدة يستطعن فيها أن يناضلن بالكلمة، وبالفن والإبداع، سعيا وراء إخراج المرأة مما يكبل حركتها فى معظم البلدان العربية، ونذكر منهن على سبيل المثال:
فمن العراق نجد: دني طالب غالي التى تعيش في الدنيمارك. و هدية حسين التى تعيش في كندا و وفاء عبد الرزاق التى تعيش فىى لندن.
ومن ليبيا سنجد رُزَان نعيم المغربي، تعيش في هولندا. ونجوي بن شتوان تعيش في إيطاليا.
ومن فلسطين سنجد حزامة حبايب التى نزحت إلي الأردن ثم الإمارات المتحدة.
ومن سوريا نجد روزا ياسين التى تعيش في فرنسا.
ومن مصر سنجد قوت القلوب- وإن كانت من فترة سابقة، إلا أن الظروف متشابهة إلى حد ما- واهداف سويف، وميرال الطحاوى، ومى التلمسانى.. وغيرهن).
ومن لبنان سنجد هدي بركات التى تعيش في باريس. ولنا عبد الرحمن وقد استقرت فى مصر، والتى يمكن أن نجدها قد تأثرت كثيرا بالأدب المصرى، وخصائصه فيما بعد النكسة. حيث نجد تشظى الزمن، وتباعد المسافات المكانية. كما حملت على عاتقها قضية المرأة والهوية، تلك التى نستطيع قراءتها فى روايتيها "قيد الدرس" و"أغنية لمارغريت" وأيضا فى رواية "تميمة العاشقات"[ - لنا عبد الرحمن – تميمة العاشقات- الدار المصرية اللبنانية – ط1 2022. ] والتى ارتبط فيها تشظى الزمن، بتشظى المكان-أيضا-، حيث نجدهما مرتبطين، وكأن الكاتبة، عن طريق "زينة" الساردة" والجامعة للخيوط –فى تميمة العاشقات- أو المُنَقِبة عن الخطوط الراسمة لأبعاد الرؤية، عبر الزمان، فى كل أرض عربية، لتخرج لنا بتلك التميمة التى تحملها كل إمرأة عربية، الواقعة بين مطرقة الحرب، وسندان الحب. والتى تخلص إلى انه إذا كانت المرأة (عموما) تعيش بالحب، فإن ما يحاصرها من حروب، تتصاعد نيرانها لتلتهم بذور الحب النابتة- على إستحياء-، وهو ما تعبر عنه "زينة" نفسها بكلماتها. فزينة تكتب الرواية بالبحث عن النساء العربيات فى الأزمنة المختلفة. حين تقول {وكأنى أتيت هنا لأعبث عن قصد ولهو بحكايات الموتى والأحياء الذين مروا بأيامها وجرحوا خاطرها. أسمع صوتها يهمس أن الحفيدة تحمل بصمة الجدة، وذاكرتها، ويتكرر هذا جيلا بعد جيل، إلى أن تأتى شابة تكسر الطوق وتتمرد على كل ما كان}ص162. فهى تتفحص الوجوه النسائية عبر الزمن الماضى، ليتأكد لها أن وجه المرأة فى الحاضر هو ذات الوجوه، وبالتالى نفس المصير.
تترك -الكاتبة- قارئها ليقوم بعملية إعادة ترتيب التواريخ، ليجد أن تلك التميمة ظلت ملاصقة لها، منذ ماقبل التاريخ، وحتى أحدث أزمنة القلق، الذى انفجر بعد الأمل فى أن يعيش الإنسان (المصرى) ربيعا، فإذا به يتحول إلى خريف، يجرف معه المرأة التى لعبت دورا غير منكور، فى يناير 2011 وما بعدها.
حيث جاءت "زينة" وكأنها تقف على قمة تابَّة، لترى، لا كما ترى زرقاء اليمامة، المستقبل، ولكن لترى "زينة" الماضى ، ومرور الزمن، عبر المكان، لتحدد لنفسها- وبنات جنسها- جذور ما تعانيه اليوم، وكأنه الإرث الحاملة له على كتفيها، وتبحث كيف يمكن التخلص منه، لتصبح خفيفة الحركة، منطلقتها. لذا .. تخرج "زينة" عن وجودها الرمزى، لتتحول إلى إنسانة، تمتد جذورها فى التربة، وكأنها ثمرة ما عاشته جداتها، آلارا وآسيا وميرى وغيرهن.
على أن التنقل بين البلدان العربية، لم يكن –فقط- للتدليل على وحدة البيئة و أثر تعاملها مع المرأة، وإنما نفذت الكاتبة إلى جوهر كل بلد من تلك البلدان، واستحضرت ما تميزت به، أو ما عُرفت به، وكأننا نمطتى صهوة السطور، فى رحلة تاريخية، جغرافية.
وحيث تعود بنا الكاتبة، إلى الأقصر فى العام 1542 قبل الميلاد، لنتعرف على الخيط الأول من خيوطها، مع "آلارا" التى رفضت الاستسلام لقدرها، واستنجدت بمعبد "إيزيس" جامعة أشلاء زوجها "أوزوريس"، الذى مزقه حقد أخيه والرغبة المتسلطة للجلوس على العرش، وكأن "آلارا" تلجأ لمن تستطيع جمع أشلاء البلاد. فحين تهرب "آلارا. من مصيرها الذى أعدوه لها، بأن تكون "عروس النيل، فتستقبلها الكاهنة "تايا"، ولنتعرف على الحب، والحرب فى حياة "آلارا"، التى تلتقى المراكبى الشاب "جيما" وينقذها عندما كانت على وشك الغرق، لكنه يقع فى حبها، وتقع فى حبه، ويتم اللقاء بينهما لينتج ثمرته ابنتين، فلا تجد "آلارا" مفرا من إخبار "تايا" بما حدث. لتنفتح الرؤية على تلك البذرة الموضوعة فى التربة منذ ذاك التاريخ. حيث تغضب "تايا" من فعلة "آلارا". غير أن الحرب تأتى على الأبواب {بعد أيام من وضع طفلتى، قامت الحرب. ذات نهار فتحنا أعيننا عند الفجر على نبأ زحف جيوش غازية تقف عند أطراف المدينة}ص28. فلا تجد (الكاهنة) "تايا" التى مارست الستر عليها، إلا (الكذب) على الكهنة بأنها رأت إيزيس فى المنام وتركت على باب المعبد 0برعمين صغيرين. تهيأة لظهور إبنتى "آلارا" بعد أن طلبت منها وضع طفلتيها، أمام باب المعبد. حيث قالت ل"الارا" {ما يجب للعوام معرفته، غير ما يعرفه الخواص}ص25. ومارست الخداع على الأحبار والرعاة والخدم، حين وشَمَتْ الطفلتين بوشم إيزيس، كى تُقنع الجميع بأن هذا ما حلمت به. وأن الإبنتين هدية إيزيس. وهكذا نرى على البعد بداية اللعب على المشاعر، والكذب باسم الدين.
ولتنتقل بنا –الكاتبة- إلى الخيط الثانى، فى مصر أيضا ، وفى عهد "آلارا الحسينى" وكأنها تجمع بين الماضى والحاضر، بين العام 1542 قبل الميلاد، والعام 2013. ذلك العام الذى تكشفت فيه حقيقة (الإخوان) واستخدامهم الدين، وهم عنه بعيدين، بعد "آلارا الكاهنة. وقد صورت –الكاتبة، "آلارا الحسينى" كفنانة تشيكيلة، للربط بين الزمنين، وليصبح الترابط بين "آلارا" الأولى والثانية ترابط الساق بالجذر.
فإذا كانت "تايا" قد صرخت فى أنصارها داخل المعبد ، وكأننا نسمع صرحة رجال الإخوان فى ثورة يناير 2011:{اكتظت جموع الشعب فى الميدان حول المعبد، خرجت تايا برفقة أحد الكهنة، وجهت نداء قالت فيه: " الآن ايها الرجال، نحن فى حاجة إلى ثلاثين ألف مقاتل قبل نهار الغد. إن خلف هذه الصحراء والأكمات جيشا يقترب. قوما يزعمون أنهم جاءوا ليحتلوا أرضنا، ويدنسوا آلهتنا، وغاب عنهم أنكم قادرون على أرضكم ومعبدكم}ص28.
فبعد أن كانت "آلارا الحسينى" لا ترى فى ورقها الأبيض الذى ترسم عليه سوى الأسود ونقطة وحيدة ذهبية، بعد أن {تذكرت كيف كانت عام 2011م لاتقوى على الانفصال عن أصدقائها، كانت تجلس مع أحد منهم، أو تتحدث على الهاتف، أو تكتب رسائل عبر ال(whatsapp)، تتخيل أنهم مع الثورة سيغيرون العالم، ثم تفرق كل منهم فى طريق، هم لم يفترقوا فقط، بل غلبت عليهم خيبة أمل مؤذية}ص58. وفى رحلتها، تتعرف "آلارا الحسينى" على الشاب الهندى "آمان"، فتأمن لتصرفاته، وتَأَثُره بالعربية وبقراءة القرآن، ويطلب منها أن تأتى بيته لتعليم ابنه القرآن. وهناك تتعرف على (زوجتيه)، ثم تأتى إحدى زوجتيه، تدعوها لأن تكون الزوجة الثالثة، على أساس أن للمسلم أن يتزوج أربع، لنصبح أمام موقف جديد من تصرفات أولئك المتمسكين بالدين –ظاهريا- وصولا لأغراض أخرى. فى الوقت الذى مارست هى فيه كل الطقوص الإسلامية، دون إدعاء مثل الحجاب- حتى لو كان بأوامر من زوجها عدنان- وتأدية الصلاة فى الهند –دون أوامر من أحد غير داخلها- فضلا عن تحرك القلب(والمشاعر) عند سماع القرآن، خاصة أن تستمع إليه فى بلد غير عربى، فى الهند أثناء رحلتها إليها لتعلم الخط العربي {ارتعش قلبى وأنا أسمع صوت القرآن هنا فى قلب "كيرلا"}ص66.
غير أن الحب، دائما يأتى، حيث يقترب منها "علاء" من سوريا، فيطلب منها أن تتصل بإخته "نغم" لتقنعها بضرورة مغادرة سوريا، ولتخبرها "نغم" أن أخاها "علاء" يحبها من صغرهما، وتختفى "نغم" لأيام، ثم نعلم أنها قُتلت على يد قناص، لتلقى بحمولتها على الوضع فى سوريا، التى لم تقتل إنسانة، وإنما قتلت "نغم"، الإسم والمعنى.
ثم لازلنا نعيش مع مصر فى الفصل الثالث "ميرى مجيد" وفى العام 1965. أى فترة ما قبل نكسة يونيو، حيث تأتى "ميرى" إلى القاهرة، تلك الفترة التى شهدت نزوح العديد من الفنانين والفنانات، فى عصر كانت مصر محط الأنظار لهم، ولهن. "ميرى" هوت الفن ولكن، فى براعة تصوير الفترة الثورية التى عاشتها مصر قبل 67، وبصورة رسمت الشخصية أقرب إلى الواقعي منها إلى الخيال، خاصة أن القاهرة كانت مأوى الكثير من فنانى وفنانات لبنان، التى كانت تسمى باريس الشرق، بما فيها من انفتاح على الفنون، والحرية فى تلك الفترة، فمنهم ومنهن من نجح، ومنهم ومنهن من فشل، مثلما كانت "ميرى": {لم تُدرك إلا بعد حين أن للفن مقاييس أخرى عليها أن تمتلكها أولا، قبل الحُلم بأمجاد الفن}ص85. "عشقت ميرى" جسدها، وعقشقت لعب القمار، وإقامة السهرات، وفى إحداها تعرفت على "أمجد" الضابط الشاب{ إلى أن إلتقت مع "أمجد"، ضابط شاب فى البحرية،جاء برفقة أصدقاء لها لحضور إحدى الحفلات التى تقيمها فى بيتها، ومثل شهاب وقع من السماء إلى الأرض، كانت لحظة رؤيته لها، بدت له مثل آلهة رومانية آتية من عالم اللذات}ص86.
غرق معها "أمجد" فى دنيا الملذات، ومارس معها السادية، حتى أنه ربطها فى أحد الأعمدة الخشبية، وراح يمارس معها السادية، حيث{ظل يتحسس جسدها بريشة طاووس، يسكب النبيذ على عنقها، ويبدأ فى تذوق قطراته حتى أصابع قدمها، لم تَخْف "ميرى" منه حين كان يحمل مسدسه مهددا بأنه سيطلق النار عليها لو خانته، ثم يبدأ التحقيق معها عن علاقاتها بالرجال الذين حولها}ص86. وتعود "ميرى" إلى القاهرة، بعد رحلة لتوديع أمها "آسيا" التى لم يعد منها سوى الذكرى، لتشعر أن نهاية "أمجد" أوشكت، وبعد أشهر حين وقعت الحرب عام 1967م، عرفت ميرى أن النهاية أزفت، وأن الفراق آت لا محالة. وبالفعل يموت أمجد بعد تلك الحرب، لتتبدل حياة "ميرى" وتتحول كثيرا وبعد موت "أمجد" تغيرت وتحولت حياة"ميرى" حين بدأت تستمع إلى أصوات أخرى لم تكن تسمعها من قبل{وكأنها تعاود اكتشاف معان مختلفة للحياة لم تخبرها من قبل، ولأول مرة من سنين طويلة بدأت الصلاة} ..... {وفجأة تُدرك أن الله يراها، وكما ظهر لها هذا التمثال الحجرى الصلب، قادر على أن يشكف لها عن وجود واحة.. واصلت ميرى ابتهالها بخشوع: {يا الله، امنحنى نَفْساً مُطمئنة}ص88، فى إشارة غير منكورة، لما حدث من تحول فى شخصية البعض من فنانات تلك الفترة، من الفنة.. إلى التدين، وكأنهما طريقان متوازيان.
وإذا كانت الكاتبة قد كشفت بذلك عنما كان يحدث فى مصر قبل (الحرب)، فإنها لم تغفل الجانب الآخر من معادلة الحرب/الحب- التى لم تختف هنا أيضا، حيث هامت "ميرى" ب"أمجد" مثلما هام بها- بمحاولة الكشف عن خبايا النفس، التى أدت ب"ميرى" لذلك الاندفاع وراء الشهرة والنجومية، التى سعى إليها -أيضا- ضباط تلك المرحلة، لتضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، ولتخرج عن الوجود الرمزى، إلى الوجود الإنسانى. حيث نستطيع إدراك (المجايلة_ المادة، فى مقابل الروح)، أو الغرب فى مواجهة الشرق، حيث كانت الجدة "آنى" أرمانية، بينما الأم "آسيا" عاشت فى لبنان الشرق، وكأن (العرق يمد لسابع جد) كما يقول المثل العامى، فكانت طبيعة الشخصية مختلفة: {أدركت ميرى من تلك الدفاتر والصور أن آنى حملت روحا متقدة كما هى روحها.. روحا نارية قلقة لا تُهادن. أما آسيا أمها البيولوجية، المرأة الضئيلة الحجم والشديدة البياض، صاحبة الصوت الخفيض، وساعات الصمت الطويلة، التى تتحرك فى البيت بخفة متناهية تجافى العالم الواقعى، هذه المرأة كانت النقيض لها تماما. لذا ظلت علاقتهما مرتبكة، لا تقوى أى منهما على استيعاب عالم الأخرى}ص90. ف{لا آسيا تمكنت من إدراك أن علاقة ميرى مع الحياة تمر عبر جسدها، ولا ميرى فهمت مدى تحرر أمها من العالم المادى، وارتباط وجودها بكيانات أخرى، هى لا تعرف عنها شيئا}ص91.
ولتزيد –الكاتبة- الأمر وضوحا، تخصص الخيط الرابع، لإلقاء الضوء أكثر عن الجذر الذى استمدت الحفيدة "ميرى"" منه غذاءها، فخصصته ل"آنى"، وبالتحديد فى العام 1918، حيث دخول جيوش الحلفاء فى الحرب العالمية الأولى، لبنان، حيث عاشت "آنى"، فعشقت "آنى" المسيحية، "مراد" المسلم، غير ان العداء بين الأسرتين، حال بينهما والزواج. إلا انهما إلتقتا بعد فترة ليسود العناد والتحدى، فقد تغير توازن كفتى الميزان، حيث أصبح "مراد" فى موقف السيد المنتصر، وأصبحت "آنى" فى موقف الكسير المنهزم، غير أن الحب تغلب على تلك الخلافات، وإلتقا الطرفان، كان من نتيجته "آسيا" ابنة ل"آنى" ووالدة ل"ميرى" {ظلا معا ساعتين قبل أن تغفو فى حضنه ساعة أخرى. حين فتحت عينيها، كان "مراد" عاريا بجانبها، غافيا مثل الشاب الأغر الذى عرفته يوما، ليس هو قائد ميلشيات حرب الشوارع المتحالف مع الأتراك، ليس هو الذى تخلى عنها وتزوج من أخرى، ليس هو الذى تناصبه عائلتها العداء}ص107.
وفى الخيط الخامس، أو الفصل الخامس، تنتقل بنا الكاتبة إلى أرض جديدة، وزمن جديد، يرجع لتاريخ تلك الأرض 1772، فى العراق، حين جاءت الحرب هذه المرة من الطبيعة، حيث سرى وباء الطاعون، الذى حبس الناس فى أبعد الأمكنة، وأدى للكثير من الهجرة والتفرق والتشرد. فلجأت "رحمة" إلى الاختباء فى البئر، فلم يكن لها من يحميها، وكأن الكاتبة تصف حال المرأة منذ ذلك التاريخ {طوال النهار لم تجرؤ "رحمة" على الخروج من مخبئها فى البئر، مخافة أن يُحسوا بحركتها فيقتحموا الدار لو عرفوا أنها وحيدة من دون رجل}ص135. غير أن الزاد قد قرب على النفاد، فتتخفى "رحمة المسلمة، وتخرج، لتلتقى الشاب "هوفان" المسيحى فى الكنيسة، بعد أن فقدت "سليمان" الذى هامت به وبحيه الذى أذاقها الحياة المليئة بالفرح والبهجة، رغم ما عانته من هجوم للجراد فى العام 1756م، ثم لموجة البرد القارصة، التى أهلكت الزرع والحرث، وكأن هجمات الطبيعة قد تآمرت على البلاد ومن فيها. غير أن "سليمان" كان يُرسَلُ لعديد من الحروب، حتى تم فقده فى إحداها، وكأن الحروب تقف بالمرصاد للحب. غير أن "هوفان" الذى مل الحياة الرتيبة-كفنان- فطلب الرحيل ولترحل معه، غير أن قافلتهم تتعرض لقاطعى الطرق، يهاجمون القافلة، ويموت "هوفان"، لتعود "رحمة من جديد للحزن، وفقدان الحب.
وتواصل –الكاتبة- رحلتها مع المرأة، فتستعرض رحلة "سولاى" من الثراء إلى السباية فى العام 1230م ، لتقيم علاقة تمتد عبر الزمن مع الهندية البوذية "ماهندورى"، ومع اليهودية "راحيل". لتمر رحلتها، وكأنها سلعة ليقتنيها أحد الأمراء الذى أحبها، كروح، وغير اسمها ليصبح "شمس الصباح"، وبعد أن يموت تصبح مِلكَاً لأخيه الذى يمارس ساديته على جسدها، وبعد أن يموت هو الآخر تنتقل لإبنه، الزاهد فى الجسد، والتى يرى فيها الغواية، ليطل الفكر الدينى برأسه من جديد {بعد عامين، مات الأمير مسموما، وحل ابنه الأكبر مكانه فى الحكم. كان للأمير الشاب اسلوب حياة مختلف عن أبيه وعمه، لم يكن يحب الغناء والطرب، ويعتبر كل لحن رجسا من عمل الشيطان، وكل رقص غواية لفعل الفاحشة، فى خطبته الأولى أمام الناس تحدث عن تغير لابد أن يحدث فى حياة الناس، لأن غضب الله يأتى من المعصية، ومن حياة الفجور، وكانه يلمح لحياة أبيه وعمه}ص176. ولتبدأ "شمس الصباح" مرحلة جديدة مع الطبيب العراقى "ابو الوليد" –محمد- حيث أهداها الأمير لهن فأحبها "أبو الوليد" وتزوجها، لتصبح أما لأحد عشر وليدا، ويقول "أبو الوليد" عن الأمير الجديد، وكأنه يعرض التناقض بين فكر وفعل أولئك المتشدقين بالدين: {لكن الأمير الشاب لم يكن مثل أبيه فى العدل وحُسن الفعل والاختيار، فقد استبد بالسلطة واستباح الأموال وولى أهل الفساد}ص181. ويتم الحصار لأشبيلية، فيقرر أولى الأمر تسليمها، بعد أن اعياهم الجوع والقحط {جاء أبو الوليد فى يوم شتائى بارد حُجبت شمسه بغيم رمادية، قال لها أن ولاة أشبيلية قرروا تسليمها، لقاء أن يغادر المسلمون بأمان، وألا يُهدم من صروحهم شئ}ص195. وتم تهجير المسلمين من الأندلس، وقبل أن تغادر شمس{حل بنا المقام فى مدينة (فاس). بعد وصولنا بأربعة اشهر وضعتُ طفلة اختار أبوها تسميتها "رحمة" على اسم زوجته الراحلة}ص200.ومن فاس إلى بغداد، ليموت "محمد" ابو الوليد هناك. بعد أن تفرق الأبناء فى كل أرض وهكذا توزعت أسرة شمس، التى أنجبت أحد عشر ولدا، عاش منهم تسعا، تفرق كل منهم فى قطعة من الأرض العربية، ودفنت هى فى أرض (لبنان)، وزوجها فى أرض أخرى (الشام). وكأنها تنثر البذور فى بقاع التربة التى امتدت بطول البلاد العربية، لتَنبتَ فى التواريخ التالية، تلك السيقان، وتلك الثمرات التى نراها اليوم على الأرض العربية، والتى تصل بنا إلى العام 2013.
التقنية الروائية
حَمْلتِ الكاتبة عنوان الرواية، ذلك التقابل مع مضمونها ورحلتها. لإغذا كانت التميمة، هى الحرز الواقعى من الشرور. أى الحافظ للإنسان منها، غير أننا لم نر فى سياق الرواية أن شيئا حماهن من الشرور، بل كانت هى المُطاردة من مصيرهن. لتخلق التقابل المُحرك للذهن وللتأمل، وليخلق الشاعرية لتغلف الرؤيا لعموم الرواية.
ولم يكن عنوان الرواية وحده هو الخالق لتلك الشاعرية، وإنما جاءت العناوين الفرعية أيضا. حيث إختارت عنوانا لكل فصل (خيط) حيث الخيط (يكر) ما إن تمسك بطرفه حتى ينسرب بين الأصابع، فكانت الفصول كلها، متوالية، بغير تريب، إلا أننا نجد أن "آلارا" أنجبت آلارى أخرى، و"آنى" كانت أم "آسيا" وآسيا أم "ميرى"، كما جاءت "رحمة إبنة ل"سولاى" التى أصبح اسمها "شمس الصباح". لنتستنتج أن "زينة" الباحثة بين الأوراق والصور، ليست إلا الحفيدة المعاصرة لتلك النسوة. وهو ما يخلق الوحدة الكلية للرواية، رغم ما يبدو –ظاهريا- من تباعد بين الوحدات.
حيث استخدمت الكاتبة عناوين الفصول، كعتبة تاريخية، تتوافق مع مضمون الفصل. فكانت اسماء البلاد، كمكان، مستحضرة لما يحمله اسم البلد من شاعرية، حيث يلقى بظلاله، على القارئ، فيشعر بالوجود الفعلى، ويصبح المكان هو المسرح الطبيعى للحدث، فضلا عن الربط بين المدن، الذى يعنى أن هناك علاقة بينها ترتبط بذلك التاريخ. مثل الأقصر- باريس فى العام 1895، حيث يعرف التاريخ كم تم من سرقة آثار الأقصر وتهريبها إلى باريس-فى الخيط الأول. وفى الخيط الثالث (جبال لبنان- القاهرة 1965م)، حيث شيوع نزح الفنانين اللبنانيين إلى القاهرة. وفى الخيط الرابع (سبتمبر 1918، اذربيجان- لبنان} حيث دخول جيوش الحلفاء فى الحرب العالمية الأولى قد دخلت لبنان، وهو ذات العام الذى أعلنت فيه "أذريبيجان" جمهورية مستقلة، ومنحت المرأة جق التصويت، فكانت أول دولة إسلامية تمنح المرأة حقوقا سياسية مساوية للرجل. وفى الخيط الخامس (بغداد ، الموصل 1772م).حيث تفشى مرض الطاعون فى ذلك العام، حتى بات الناس يختبئون بعيدا عن الأرض، او يهاجرون إلى بلاد بعيدة.
والخيط السادس (إشبيلية 1230م} التى كانت جيوش قشتالة قد دخلت إشبيلية بعد حصار دام ما يقرب من سبعة عشر شهرا. وقد يتلاحظ أنه فى كل هذه التواريخ، تعرضت البلاد-المشار إليها- لهجوم، أو غزو، خارجى، أو وباء ، تعرض البشر فيه، وخاصة النساء، لفقدان الحب، باستثناء الفصىل الثانى (ألارا الحسينى 2013) حيث يعتبر هذا الفصل إمتدادا للفصل الأول، لذا تم الاكتفاء بذكر التاريخ، فالتاريخ وحده يعيد للذاكرة وقائع تلك الفترة التى كانت قد بدأت من العام 2011، والذى يحمل فى عباءته-أيضا الحرب، إلا أنها حرب داخلية، ولم يكن غزوا خارجيا.
ثم .. خيط فضى أخير.. كخيط جامع، يلتف على كل الخيوط، فيحتويها، وكأن الساردة "زينة" التى أصرت على حضورها بين الفصول، للتذكير بوجودها، ولتُشعر القارئ أنه يقرأ (رواية) وليس كتاب تاريخ، ولتجمع الجميع أمامها، كعملية تكثيف، ونتيجة تُشخص الجدات فى خيط واحد، يقلن لها:
{نحن جداتك يا طفلة. أنا آلارا الأولى، وهذه هى آنى، وتلك الجميلة حفيدتها ميرى}ص213. فتبحث عن الأخريات (حركت رأسى لأنظر نحو شمس الصباح، بدت مسبلة العينين، مطرقة نحو البعيد، ثم التفت نحو جهة اليمين لأشاهد رحمة وآلارى الحسينى، كن يتهامسن بود مثل صديقات حميمات}ص214. فيصيب "زينة" الإنسانة الدوار ، تدور بها الأرض، من السفر الطويل عبر الزمان وعبر المكان {الزمن ينقسم، أتشظى، تصير ملامح وجهى فى نساء أخريات، وجوه أخرى لا أعرفها، لكنها تشبهنى. أكاد لا أعرف نفسى ومن أكون، ولِمَ أنا هنا؟ }ص.4.
إلى جانب أنه على الرغم من طغيان الجانب التاريخى-ظاهريا- على مسيرة الرواية، إلا أنها تكشف عن المعايشة على الأرض فى كل من لبنان ومصر، اللتان كانتا هما العصب فى مسيرة الرواية، ورحلتها، فإذا كانت الطائفية، والمحاصصة، احد عناصر الخلاف الرئيسى الذى تعانى منه لبنان، وحال دون محاولات الاستقرار بها، فإنها –أيضا- ما ظهرت برأسها فى مصر فى تلك الفترة التى تناولتها الرواية فى العام 2013. فأنشأت الكاتبة العلاقات المتكررة، بين المسلم والمسيحى، الذى جمع بينهما الحب، النابع من القلب، ومن الإحساس الفردى، وحال بينهما الخلاف والعقائد، والموروث، مثلما كان بين "آلارا" و"جيما" المسلم. وما كان بين "آنى" المسيحية و"مراد" المسلم. وما كان بين "رحمة" المسلمة و "هوفان" المسيحى. فى عملية إذابة لتلك الفوارق (الشكلية) التى لا تقف حاجزا أمام قوة الرغبة الفردية، والإحساس الإنسانى الذى عبرت عنه "رحمة" والتى يمكن أن يعبر اسمها فى ذات الآن عن المعنى/ الرحمة، حيث تتجمع الديانات كلها فى شخص واحد، وكأنه المعنى الذى أرادته الكاتبة {بعد مرور عام ونصف حصلت المعجزة، استجاب الله لصلواتى ونذورى، وقيام ليلى للدعاء. كنت أذهب فى كل يوم خميس إلى مقام النبى "يونس" لأدعو فى رحابه، وفى يوم الجمعة أصلى فى الجامع وأتصدق على كل محتاج ما استطعت، وفى يوم الأحد أتضرع فى الكنيسة أمام تمثال السيدة العذراء. ما عرفت ببركة مَن استُجيب دعائى حتى وضعت توءمى، ولدا وبنتا، اختار هوفان اسميهما: "ناى" و "صبا"}ص156. كما لايمكن إغفال المعنى الذى يكمن وراء تسمية الأبناء –أيضا – "ناى" و"صبا". وما يحملانه من سمو وتعال عن تلك الصغائر الأرضية، وكأنها تُعلى من قيمة النغم والفن والجمال.
وقد يكون من تكرار القول بخروج الرواية الحديثة من دور الاستنامة، أو الاستسلام للحكاية، التى يستغرق معها القارئ حتى يعرف مصير أبطال الرواية، وإنما أصبحت المعلوماتية، أحد عناصر الرواية الحديثة، تصديقا لما سبق أن قلناه فى مواضع كثيرة، بأن الرواية هى المؤرخ الصادق لحياة (الشعوب)، بعد أن فقد القارئ ثقته فى التاريخ المكتوب بمعرفة المنتصر، أو معرفة الجالس على كرسى السلطة. فها هى "تميمة العاشقات" تزخر بالكثير والكثير من المعلومات، التى استطاعت الكاتبة أن تنسجها بحرفية، داخل نسيج الخط الدرامى بها، ما يزد القارئ معرفة، وينمى من وعيه، مثلما قلنا أن الرواية رحلة عبر الزمان فى محيط البلاد العربية. فعلى سبيل المثل، لا الحصر:
{يتابع قائلا : هناك ثلاثة أشكال كبرى للحضارات:
حضارة الإيقاع: وتجسدت فى الحضارة الإفريقية.
حضارة العلامة: فى الهند والصين وفى الحضارة العربية الإسلامية.
وحضارة الصورة: وهى التى نجدها فى الحضارة الأوروبية وامتداداتها فى أمريكا الشمالية والجنوبية}ص54.
حيث يتواحد فى الرواية بصورة مُضَمنة ، كيف فعل الموروث فى الحضارة العربية، فسار بها فى الطريق العكسى، وكذلك فى الحضارة الهندية التى تمثلت فى سلوك ذلك الشاب الهندى، وسعيه للزواج الثالث، لنتأمل كى أدى ذلك إلى تعداد الهند المهول، والذى أعتبر عائقا للوصول إلى الصفوف الأولى فى العالم. وكذلك لتعيش المقابلة بين الشرق والغرب، على نحو ما أوضحنا سابقا.
وكذلك تأخذ الكاتبة بيد قارئها للتعرف على أحد المعالم، حيث تلعب معه دور المرشد السياحى
{بنيت الكنيسة التابعة لدير مار متى، على طراز الكنائس القديمة، يوجد حولها صوامع قديمة للرهبان وخزانات عديدة لحفظ الماء الواصل من النهر، وأمام مدخل الكنيسة توجد عدة أعمدة ضخمة من المرمر، ومن الجهة اليمنى يوجد رواق طويل فيه غرف صغيرة يأوى إليها الغرباء على شكل فرسان، وبالقرب من المذبح الكبير ....}ص146.
وإذا كان الإنسان العربى، والمسلم خاصة، يعيش بالرؤية الواحدة، واليقين، تقدم الكاتبة إضاءة حول البوذية، تلك الديانى غير السماوية، والتى لايعرفها إلا القليلون:
{عكفت ماهندورى على رسم دائرة فى داخلها مربع، ثم داخل المربع دائرة أصغر فيها نقوش ورسوم لم تتبينها سولاى، وحين سألت صديقتها عنها أخبرتها أن هذه الرسمة هى الماندلا، وتحتوى إشارات التانترا التى تهدف إلى الرقى بالكائنات الإنسانية من خلال عملية الإشراق التى تحمل أرواحهم من دنيا النقص إلى أفق الاكتمال، ومن التقيد إلى التحرر}ص170.
لنستطيع فى النهاية القول بأن "لنا عبد الرحمن" بحثت كثيرا بين الكتب والمراجع، تستقى المعلومة، وتطوف بقارئها فى الأرض العربية، باحثة عن أسباب تراجعه وتخلفه عن ركب الحضارة، لتجدها فى تكبيل الموروث لحركة الإنسان، و تكبيل المرأة التى هى الحاضنة والمعلمة الأولى للرجل، والنظر إليها على أنها لا تملك قدرات الرجل، الذى عليه أن يسعى فى الصحراء لجمع ما يقتات به، وللحرب أو الإغارة على الأعداء، بينما هى كامنة فى الكوخ تنتظر عودة الرجل، فجاءت "تميمة العاشقات" رحلة إبداعية فكرية، تنويرية.. فهل من مستجيب لدعوتها؟.



#شوقى_عبد_الحميد_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السماوي يحفر التاريخ على جذع الوطن


المزيد.....




- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...
- استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقى عبد الحميد يحيى - مسيرة المرأة العربية بين الحب والحرب