المستنقع الكبير

سعد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7642 - 2023 / 6 / 14 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الرابع والعشرين من فبراير عام 2022 بدأت القوات الروسية ما أطلقت عليه حينها بالعملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا ولكن قبل ذلك لنعود لمعرفة جذور الازمة بين أوكرانيا ورسيا فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي في 26 من ديسمبر عام 1991 ظهرت محاولات كييف في الاستقلال عن موسكو وكانت الاولى بقيادة ليونيد كرافتشوك الذي انتخب رئيساً لاوكرانيا عقب انتخابات صوت فيها الاوكرانيين على الاستقلال ولكنُ خسر الانتخابات بعد ثلاث سنوات امام ليونيد كوتشما الزعيم الشيوعي السابق والذي حكم حتى عام 2004 وفي ذات العام جرت انتخابات وفاز فيها فيكتور يانوكوفيتش المقرب من روسيا ولكن بسبب مزاعم بوجود تلاعب في الاصوات اندلعت احتجاجات واسعة في اوكرانيا فيما عرفت باسم الثورة البرتقالية ابان اجتياح الثورات الملونة دول اوربا الشرقية والتي سحبت كثير من الدول نحو المعسكر الغربي لتتم اعادة الانتخابات في عام 2005 و يفوز بها فيكتور يوتشينكو المقرب من الغرب والذي وعد باخراج كييف من فلك الكرملين والتقرب اكثر من الاتحاد الاوربي وحلف شمال الأطلسي (NATO) وفي عام 2010 عاد يانوكوفيتش ليفوز بانتخابات الرئاسية وقام بعقد صفقة تسعير الغاز مع روسيا وكذلك إيقاف محادثات التجارة والتعاون مع الاتحاد الأوربي الأمر الذي ادى الى خروج مظاهرات كبيرة أمدت الى جميع أنحاء اوكرانيا وعرفت بحركة ( يورومايدن) وصوت مجلس النواب على عزل الرئيس يانوكوفيتش والذي هرب الى روسيا الذي قامت في نفس الوقت بأحتلال جزيرة القرم والسيطرة على المباني الحكومية واجراء استفتاء صوري بضم الجزيرة الى روسيا وكذلك نشطت حركة الانفصالين الموالين الى روسيا في اقليم دونباس وسيطروا على مساحات كبيرة من الاقليم وفي ظل هذه الاجواء المشحونة تم انتخاب بترو بوروشينكو المقرب من الغرب قال بأنهُ سوف يعيد السلام في اوكرانيا والسيطرة على المناطق الشرقية الذي سقطت بيد الانفصالين ومع تصاعد التوتر بين الدولتين تحرك الغرب وفرض عقوبات محدودة ضد روسيا وبعض الشركات الروسية وقامت كندا بتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع اوكرانيا في عام 2016 وكذلك قام الاتحاد الاوربي بتوقيع تجارة حرة تسمح بتبادل السلع والخدمات واعفاء الأوكرانيين من تأشيرة الدخول الى دول الاتحاد وظل الأمر على حال الى يوليو تموز 2019 حين انتخب الممثل الاوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيساً لاوكرانيا باغلبية ساحقة الذي ناشد الرئيس الامريكي جو بايدن بعد توليه الرئاسة بدعم انضمام كييف للحلف الأطلسي علناً وقام بفرض عقوبات وحملة اعتقالات واسعة ضد الاشخاص والاحزاب الموالية الى روسيا وفي نهاية عام 2021 قامت روسيا بحشد عسكري غير مسبوق على الحدود الاوكرانية والتي قالت انها مجرد تدريبات في بدا الامر لنصل في وسط هذا الاجواء الى يوم 24 من فبراير 2022 لتبدء العملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا والتي هدفها هي نزع سلاح النازيين الجدد على حد وصف فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي ) عملية ارادتها روسيا خاطفة وسريعة كما حصل في القرم من اجل اسقط حكومة كييف وتعيين حكومة مواليه للكرملين ومن ثم التوسع والتدخل اكثر في دول اوربا الشرقية ولكن جرت الرياح بما لا يشتهي بوتين في ظل الصمود الاوكراني والدعم غير المحدود الغربي وعقوبات واسعة النطاق لم تفرض على دولة من قبل و ابرزها وأشدها أيلاماً هي تجميد اصول البنك المركزي الروسي (640 مليار دولار ) ولكن على الرغم من الاقتصاد الروسي أستطاع الصمود الى الأن بسبب الادارة الناجحة من قبل إلفيرا نابيولينا (رئيسه البنك المركزي الروسي ) والتي صرحت قبل فترة بأن اثار العقوبات سوف تتزايد مع استمرارها وخصوصاً مع استمرار الحرب وتكلفتها العالية ومن الناحية العسكرية الى أن الروس يسيطرون على مدينة ماريوبول فقط بشكل كامل واجزاء واسعة من اقليم دونباس (دونيتسك .لوغانسك ) وخسروا مدينة خيسرون وسط خسائر بشرية كبيرة من الطرفيين بسبب شراسه المعارك الدائرة هناك ونفاذ كبير للأسلحة من الطرفين حتى بدأت روسيا أعتماد على اسلحة سوفيتية قديمة وطائرات مسيرة ايرانية وبحسب تقرير نشره موقع أوريكس المتخصص في شؤون الدفاع مطلع العام الحالي فأن روسيا خسرت 70 ./.من مخزونها للصواريخ وكذلك 60./.من دباباتها القتالية في النهاية هذه الحرب قد يطول امداها خصوصاً مع تحولها حرب استنزاف شرسه الروس اذا كان هدفهم منع اوكرانيا من الانضمام الى الحلف الأطلسي فالان على حدودهم دولتين جديدتين في الناتو فنلندا والسويد القريبه من الانظمام و اذا كان هدفهم اسقاط النظام في كييف قد فشلوا ايضاً واذا تفتت الحلف الأطلسي الان اصبح اقوى واكثر تماسك واي تكون نتائج هذا الحرب سوف يخرج منها الدب الروسي متعب مرهق مقلم الأظافر بسبب قرار غبي أتخاذ على عجل وقد يؤدي طول الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة الى ثورة في الداخل الروسي او تنهي بتمرد داخل الجيش ينتهي بانقلاب عسكري وتصبح اوكرانيا افغانستان ثانية تطيح بأحلام الروس بالتوسع .

#سعد_حسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات