أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر ابو المعالي - مذكرات شاب عراقي في زمن الطاغية














المزيد.....

مذكرات شاب عراقي في زمن الطاغية


ياسر ابو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 07:39
المحور: الادب والفن
    


جميعنا نقرأ وسوف نستمر بالقراءة ولكن لابد من مذهب وعقيدة نسير وراءها تحفزنا وتوقضنا من هذا السبات . نشأت وتكونت شخصيتي في بيئة لم اعرف عنها شيئا عند ولادتي وبعد ذلك ادركت ماالذي تعنيه البيئة في شخصية الفرد فهي التي تنظم افكاره واحاسيسه وتصقل مواهبه وعلى الرغم من ان الانسان يصنع نفسه بنفسه وان الفرد قادر على تعليم ذاته وانه لامفر الا بالاعتماد على النفس في طريق تربية النفس البشرية , ولكن بيئة الفرد تبقى هي المحور في كل هذا ومع الاسف بيئتي ليست جيدة ومن الصعوبة ان تحقق اهدافك في هكذا بلد لان الراعي يرفض ذلك دائما .
الارهاب سلاحهم والبطش والدماء وسكوت المواطنين سلاحهم الاخر الذي قدمه لهم المجتمع مجانا بدون مقابل , كلنا خائفون وفاشلون لانه لايوجد تطور وبناء مع الخوف من شيء لانعرفه سوى انه زرع فينا وتربى معنا وسيبقى معنا الى ان نموت لانه اكبر منا وخالد في مجتمعنا ولايعرف احد كيف يقتل ؟
حقيقة انا لااحاول معالجة ما فينا من مأساة ولكن انا انتظر كالاخرين ماالذي سيحدث في المستقبل فربما سيتغير التأريخ ويحصل التجديد في مصير هذا الشعب ولكن السؤال هو كيف سيكون التجديد وما الذي يمكن ان نقدمه لاننا لابد ان نقدم عندما تحين الفرصة والا فنحن لانستحق ان نحيا على ترابك يا عراق .
ان مجتمعي متعب ويحتاج الى البناء من جديد يحتاج الى بناء الانسان من جديد الى تغير الافكار والمباديء الحقيرة يحتاج الى التربية , اي ان تقام مؤسسات تربي الفئات كلها بدون استثناء عن طريق الاذاعات والصحف والمكتبات والمعارض الفنية والتلفاز كل هذه الوسائل توجه الى شيء يشبه النهضة نحو الحرية والانسانية والاصرار وروح المواطنة ونكران الذات واحترام الاخرين والغيرة على النساء ........
لابد للشعب من فترة ليست بالقصيرة يبحث بنفسه عن هذه الصفات التي هي مكارم الاخلاق وان يمارس دوره كأنسان وان يشعر ان له حقوق تركها لمدة طويلة جدا , يحتاج الى مستوى معاشي جيد حتى يقتني مايشاء ويشبع ذاته الجاعئة الى كل شيء .
يحتاج ان يتكلم في اي شيء ويناقش وينتقد ويسافر ويذهب الى اي مكان يريد مع الاهتمام بالدرجة الاولى بالقانون اي تأسيس دولة القانون التي تمتلك حماية كاملة وتكون اقوى من اي شيء حتى تستمر بنهجها لمدة سنوات ليست بالقليلة حتى نرتقي بهذا البلد المحطم وبعد كل هذا الذي ذكرته اهم شيء سيحدث :
• شعور الفرد بعدم الحاجة والبحث عن هدف يشغل نفسه فيه
• يتمسك بأنسانيته ولن يتركها ويتنازل عنها ابدا
• تأثره بالغرب وتياراته القادمة وخصوصا التي تدفعه الى المدنية والحضارة ولايمكن لهذه التيارات ان تؤثر في اخلاق وعادات هذا المجتمع لانه محصن بتقاليد شديدة وصارمة
• الانتقال الى مرحلة جديدة وحكومة جديدة تجعله من دول العالم المتحضر
من المهم جدا ان تجلس مع نفسك مع روحك تتحدث اليها لتعرف مايدور حولك احيانا يكون المرء بعيد عن نفسه لانه يخدعها ولايستطيع مواجهتها , ولكن اقرب شخص اليك هو انت , هو ماتشعر به , هو ذلك الصوت الذي ينادي دائما ونحاول ان لانسمعه لان فيه شيئا يشبه الدعوة الى النهضة ونسيان الماضي والخروج عن المألوف اي هو الذي يدعوك الى استخدام كل الطاقات التي تملكها بعد ان سخرتها الى التوافه .
اليوم جلست في غرفتي مع نفسي افكر بالذي سيحدث اذا مت انا وانتهت حياتي فجاة فما الذي قدمته في حياتي ؟ لانني بعد كل هذه السنوات من المطالعة والادراك حقا اريد ان اقدم شيئا فشعن بان لي رسالة لم اديها ولم ااناضل من اجلها بعد , علي واجب كبير ومهم قد يغير وجه التأريخ .
عندما تقرا كلماتي ربما تقول انه يتعب نفسه دائما في الاشيء ولكنني في الحقيقة توصلت الى ان طبيعتي هي هكذا , لابد ان افكر واخططوانهض واثور واتمرد على كل شيء ورفض كل مايدور حولي , هكذا تكون عندما تعيش في المجتمعات المتخلفة النامية , هكذا يفكر كل من يحاول ان يكون مختلفا عن الاخرين .
لايهمني مايحدث ولايهمني واقع بلدي سأكتب كل يوم وسأكتب كل فكر وكل فلسفة وكل ما اؤمن به ولو كان محرما من اجلك ياعراق فمهما يكن فالعراق بلدي وهو شيء انتمي اليه ولااملك الا ان احارب مع الشرفاء من اجله .
هذه رسالة كتبها عراقي الى وطنه الذي يشعر تجاهه بالم وعطف
رسالة من انسان يريد ان يقدم شيئا لكنه ما زال تائها .
1 - 9- 2002
الساعة 12:30 مساءا



#ياسر_ابو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر ابو المعالي - مذكرات شاب عراقي في زمن الطاغية