أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشد - ائتلاف الدريل- الحفر- النفط*















المزيد.....

ائتلاف الدريل- الحفر- النفط*


عبدالوهاب حميد رشد

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرأي العام العالمي رفع مرحلة الترقب إلى أعلى درجة إنذار (الأحمر). ذلك أن المستقبل الفعلي، وليس الافتراضي، للعراق سيتقرر في ديسمبر/ ك1 القادم. والمسألة كلها تتركز على قانون النفط الجديد- الذي هو استجابة لـ "إيفاء دين"- لما يُسمى برنامج النفط الذي سبق تلفيقه وفرضه من قبل صندوق النقد الدولي IMF. وهنا جوهر مبررات الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق- الإيفاء بمبالغ "الاستثمارات" بمئات البلايين من الدولارات التي صُرفت من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين! هذه ليست حرباً بمعناها السياسي المجرد، بل أنها حرب اقتصادية- حرية فتح السوق - بمعناها الآخر الحرية الكاملة للولايات المتحدة تحقيق السيطرة في حروب الطاقة للمواقع الجيوبوليتيكية المثالية من أجل "ترويض" روسيا والصين في المستقبل القريب. إن قلة قليلة جداً من المراقبين أدركوا حقيقة وتفاصيل هذا الرهان stake. ففي الإعلام الأمريكي هناك صمت مطبق كصمت ما فوق الغلاف الجوي stratospheric!
قام سكرتير/ وزير الطاقة في الولايات المتحدة بزيارة بغداد الصيف الماضي. أصرّ بأن على العراقيين "إصدار قانون للهيدروكربوات يسمح للشركات الأجنبية الاستثمار بحرية في هذا القطاع." وما ناحيته أبدى وزير نفط حكومة الاحتلال في العراق- حسين الشهرستاني- قناعته، وذكر أن القانون سيصدر مع نهاية السنة الحالية، كما سبق ووعد صندوق النقد الدولي.
ليس من العجب: عندما أكدت السفارة الأمريكية الضخمة في المنطقة الخضراء بأنها تُسيطر- من خلال مسؤولين مدفوعي الأجر بشكل جيد- على وزارة النفط، بالإضافة إلى كافة من هم في المواقع الإدارية- التنفيذية في الوزارات الرئيسة لحكومة الاحتلال العراقية. تمت مراجعة مسودة قانون الهيدروكربونات من قبل صندوق النقد الدولي، وروجعت من قبل المديرين التنفيذيين للشركات الأمريكية المعنية. لكنها لم تُراجع ولن تُراجع من قبل المجتمع المدني العراقي. لقد تُرك هذا الأمر للبرلمان العراقي- ويمكن بدرجة عالية من الثقة- شرائهم بقبضة من الدنانير العراقية!
تحتاج إدارة بوش لشخص ما لتوقيع القانون المذكور. إن الدولة العراقية الحديثة التي نشأت وفق هندسة الإمبراطورية البريطانية هي بناء صناعي يمكن "ترويضها" فقط من خلال شخصية قوية كمثل رأس النظام العراقي السابق. يجب أن يكون "رَجُلنا" القوي، بالطبع: عندما بدأ رأس النظام العراقي السابق العمل بشكل مستقل عندئذ تم سحقه.من هنا تُلمح الإشاعات أن الولايات المتحدة تُخطط لانقلاب في بغداد لتبديل الرئيس الحالي لحكومة الاحتلال. لكن هذا المسكين إن تمسك بأقل قدرٍ من الاستقلالية فإنه لن يبقى لغاية توقيع القانون. أما المرشح للرجل القوي المطلوب إدخاله إلى المنطقة الخضراء الأمريكية فهو أياد علاوي- الرئيس المؤقت السابق للحكومة- الذي أمر بتدمير مدينة الفلوجة عام 2004.
لن تكون لحصيلة الانتخابات البرلمانية النصفية في الولايات المتحدة الشهر القادم أية أهمية بخصوص القضية العراقية. فموعد هذا السيناريو محدد في ديسمبر القادم: ليصبح العراق عبداً من خلال صندوق النقد الدولي بالسيطرة على موارده النفطية من قبل الشركات الأمريكية، انسحاب "جزئي" للقوات الأمريكية، تصاعد الحروب الوحشية بين العصابات الإجرامية، المزيد من التفكك وانحلال الدولة العراقية، فتح الطريق أمام التقسيم.
لقد أصبح الكثير من الناخبين الأمريكيين على دراية كافية لماذا حصلت مخاطرة غزو/ احتلال العراق وكيف أنها بُنيت على سلسلة من الأكاذيب: أكاذيب لأسباب الحرب، أكاذيب للطرق والأساليب التي استخدمت في الحرب، أكاذيب لعواقب ومحصلات الحرب. ولا جدال أن الهجمة الإعلامية الحالية بشأن الكلام الجديد عن العراق لا قيمة لها، متمثلة في: "الانسحاب المظهري".. "تفويض السلطة" لحكومة عراقية.. "وضع الأمن قبل الديمقراطية".. "تجزئة العراق."
إن العلاقات الدولية التي تتصف بالسريالية ستصل إلى مستوى جديد- صعوداً أو هبوطاً- مع إصدار الولايات المتحدة مرسوماً لشعب ذي سيادة التخلي عن سيادته. وبالمقارنة، فإن المجزرة الجارية حالياً في بغداد- التي تتجه نحو التجزئة- ستماثل الضربة السريعة والخفيفة لـ ديزني Disney flick.. (القادم أسوأ من القائم)..
القادم هو الأسوأ: المتحدث الجديد الذي ابتكرته عائلة بوش: مجموعة جيمس بيكر لدراسة العراق، توافقت محصلتها مع مؤيدي الحرب من المحافظين الجدد. وما يراه المتحدث الجديد هو "الاستمرار في الطريق" مع إجراء بعض التغييرات المتوافقة مع هذه الاستمرارية وفق "توجه ثابت". وهذا يعني أن الفائز في الانتخابات البرلمانية القادمة هو "الاستقرار أولاً" ويعني أساساً التوافق مع الخط الرئيس "الاستمرار في الطريق."
كيف يمكن للرأي العام الأمريكي والعالمي المشاركة في نقاش جاد في حين أن المأساة العراقية تتقلص إلى مجرد شعار خادع؟ الانسحاب السطحي، الدراسة وفق توجه ثابت.. هي الصورة الزائفة للمناقشات الجارية بين النخب المثقفة.
جانب آخر ينذر بشؤم أكبر يتعلق بإدارة بوش والنخبة المرتبطة بها في ظروف فقدانها السيطرة على الحرب في العراق. هذا يعني أنها سوف تصبح أكثر خطورة.. بتاريخ 19 أكتوبر الماضي كرر نائب الرئيس الأمريكي دك شيني تصريحه: الطريقة الوحيدة للخروج من العراق هي "النصر الكامل". وبالمقارنة مع أحداث تاريخية مماثلة، يُزيد هذا الموقف الوضع عبوساً. فعندما صارت الولايات المتحدة في مواجهة الهزيمة في فيتنام، لم تُطبق سياسة "إعادة الانتشار والاحتواء": على العكس قامت بتوسيع نطاق القتل والتدمير لتمتد إلى لاوس وكمبوديا.. ربما أن الكلام الجديد لـ بيكر "الاستقرار أولاً" يتضمن أموراً أخرى غير مُعلنة..
"النصر الكامل" من وجهة النظر الواسعة لـ دك شيني يعني أن إدارة بوش لم تكن، وليست حالياً، ولن تكون مستقبلاً أبداً مُهتمة أو معنية بـ "الديمقراطية" في العراق و/ أو الشرق الأوسط. المهم بالنسبة لها هو السيطرة على النفط الأكثر ربحية في كوكبنا- 112 بليون برميل احتياطي مؤكد زائداً 220 بليون برميل لا زالت تنتظر الاستكشاف والاستغلال، كلفة البرميل المنتج أقل من الدولار الأمريكي، وشبكة منتشرة ومترابطة من القواعد العسكرية، وأضخم سفارة/ قلعة- قائمة على نهر دجلة- في العالم، ونظام عميل لا غني عنه. (هذا هو المهم لإمبراطورية الإمبريالية الأمريكية)..
باختصار هذه هو المعنى الحقيقي لـ "ائتلاف الدريل- الحفر – النفط" في ظل حماية بعيدة الأمد من البنتاغون. إنه أمر جلل يخص بغداد (شعب العراق).. بغداد مفخرة التاريخ القديم.. لتقوم بدفن هذه الجماعة. لقد نجت بغداد ودفنت هولاكو.. ونجت بغداد ودفنت تيمورلنك.. وستنجو بغداد وتدفن بوش!!
مممممممممممممممممـ
· The Coalition of the drilling, PEPE ESCOBAR- ASIA TIMES, October 28,2006.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشد



#عبدالوهاب_حميد_رشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشد - ائتلاف الدريل- الحفر- النفط*