أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعدي عبد الرحمان - الى السيدة مليكة مزيان














المزيد.....

الى السيدة مليكة مزيان


سعدي عبد الرحمان

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 08:51
المحور: المجتمع المدني
    


في البداية أتقدم إليك بكل تحياتي العالية أيتها المرأة المناضلة الشاعرة الأمازيغية الرزينة المسالمة التي تدعو الى السلم و السلام والتسامح و المواطنة و التساكن والحب والإخاء و التعايش مع الآخرين، نعم أكيد و أكيد جدا ان هذا كله من صفات الإنسان الأمازيغي الحر الذي حكى عنه التاريخ في بلاد تمازغا إنه كريم، لطيف، محترم و حر طليق يستقبل الغريب بكرم وحسن الضيافة، هذا التاريخ الذي بترته ود فنته كليا الأيادي الخبيثة، ايادي الأشرار و الخونة المتعجرفين الذين استقبلهم سكان تمازغا في الماضي بقلوب رحبة وواسعة، هاهم الآن فوق كراسيهم و داخل دواوينهم يصنعون تاريخهم بدماء الامازيغ و دماء كل المظلومين في هذا الوطن، الذين نتجنب الحديث عنهم خوفا وطاعة وسجودا وركوعا لهؤلاء الأسياد الذين لا يشفقون ولا يرحمون أبناءنا، ان وجودهم وحياتهم مرهونين بدمائنا أيتها الشاعرة المناضلة التي تتحدث عن السلم والسلام في زمن يشهد أبشع أشكال التقتيل و القمع الهمجي الذي يتعرض له أبناء هذا الشعب من قبل الأوليكارشيا الكومبرادورية وعملائها المحليين سواء الإقطاع الإمازيغي او غيرهم من الوصوليين والانتهازيين الذين يتهافتون على فتات البرجوازية.
ان هؤلاء العملاء للإمبريالية الغربية و الإقطاع الشرقي"عرب الخليج" لم يتوانوا يوما في قتل و إعدام و شنق واستغلال أبناء هذا الشعب، لقد أعلنوا الحرب عليهم منذ زمن طويل، حرفوا كل التاريخ و استعملوا كل ما أتوا من أساليب التضليل والخداع للمزيد من امتصاص دمائهم " الشعب" دون رحمة ولا شفقة.
هنا استوقفك سيدتي المحترمة كيف لا تبصرين ما آلت إليه أوضاع نسائنا في الريف و البادية (أزيلال، خنيفرة، الراشيدية، الشمال، الجنوب، كل المناطق المغربية) المغربيين، إنها مثيرة و رهيبة وسيئة جدا جدا إذ تفتقر الى أدنى شروط الحياة الإنسانية. هنا لازالت المرأة عبدة ترزح تحت نير الاستغلال البشع المزدوج من قبل الرجل والمجتمع، وقن في ملكية الأب و الزوج يستغله الأول ليراكم ثروته و الثاني لإنجاب الأطفال "الورثة" و خادمة في البيت و المزرعة مقابل قطعة من الخبز و كوب من الشاي الذي يقطع أحشاءها طوال عمرها.
كيف وأنت المناضلة لا تعلمين ما آلت اليه وضعية المرأة العاملة في معامل النسيج (طنجة، الدار البيضاء، فاس) و الضيعات الفلاحية (اكادير، مكناس) ليست كذالك بل هي جحور وميادين جحيم حقيقية، هناك فتيات صغيرات في عمر الزهور ونساء في عقدهن الخمسين، بعدما تقاعدن من الإنجاب، تنهش أجسادهن و تنتهك حرمتهن يوما بعد يوم، يقمعن باستمرار و يستغلن استغلالا مزدوجا فظيعا. باختصار إنهن في سجون العدو البرجوازي من اجل امتصاص دمائهن مقابل ريالات لا تسد حتى الرمق لتجديد قوة عملهن المنهوكة، انها حياة جهنمية رهيبة تتبجح بها الأوليكارشيا و البرجوازية المحلية وكل عملائهم الانتهازيين بشعاراتهم الجوفاء من قبيل: تحسين شروط العيش لدى المواطنين، تحسين اوضاع النساء، محاربة الفقر، ادماج المرأة في التنمية، الديموقراطية، الحق، القانون، التنمية البشرية، محاربة الأمية، التعليم للجميع، الأمن، الآمان......
إنها أوهام و أكاذيب النظام الديكتاتوري و عملائه بعدما اقتسموا كعكة هذا الوطن مع أسيادهم الإمبرياليين، في الواقع هي أساليب التضليل و التنويم والخداع لإبقاء الشعب على ما هو عليه أي مستغلا، راكعا، ساجدا و خادما للأوليكارشيا التي تعيش حياة البذخ مقابل الفقر و التجويع لهذا الشعب.
كيف تسمحوا لأنفسكم انتم معشر المثقفين ان تلزموا الصمت حيال هذا الوضع المأساوي الذي يرزح تحت وطأته أبناء هذا الوطن الذين تكوى جيوبهم يوما بعد يوم بنيران الأسعار الملتهبة بعدما أقدم عملاء النظام الخائن على تمرير القانون الخاص بتحرير الأسعار للمزيد من بؤس الشعب والزج بأبنائه في مستنقعات المجاعة (ناهيك عن الأمراض و الأوبئة و الجهل "خصخصة التعليم والتطبيب")ما يعني بالتالي الرجوع بنا الى قرون الإرهاب الإقطاعي و عهد العبودية المتوحشة.هكذا تمادى النظام الأوليكارشي في خصخصة كل القطاعات الاجتماعية، في غياب أدنى رد فعل من المناضلين الأحرار الذين يرفرفون في سماء المثالية بعيدا عن واقعنا المر، لإرضاء السوق الإمبريالية التي احتدت تناقضاتها وها نحن الفقراء ندفع ثمن هذه الأزمات غاليا.
هذا الوضع الصعب الشاق يدفعنا اليك، الى ثقافتك، الى علمك لا من اجل الترف و الاستعطاف و الكلام الرقيق بل من اجل فضح كل اساليب هذا الاستغلال و الظلم الدائمين، كشف كل تناقضات هذا النظام الديكتاتوري الذي طالما استعبد الإنسان المغربي، العمل على توعية هذا الجمهور من العمال رجالا و نساء مادام ان أي نضال ثوري لن يتحقق الا بوجود عاملات أكفاء وعمال أكفاء في مقدمة الجماهير المظلومة.
نحن بحاجة الى مثقفين مرتبطين ارتباطا وثيقا بطبقة الشعب منغرسين في أحشاء هذه الجماهير لزرع وبث الوعي في كيانهم بالمهام التي تنتظرهم للخروج من هذا المأزق البرجوازي الرديء خروجا ثوريا معلنين بذالك بزوغ فجر الحرية، رافعين رايتنا الحمراء، راية العمال الأمازيغ بل عمال كل العالم. هنا سيزول البغض و الحقد و الأنانية و يسود الود والوئام و التآخي و التعايش و حينها سيسترجع الأمازيغ تاريخهم المسلوب و وجودهم المنتهك وأراضيهم المغتصبة "ارض تمازغا".
و أخيرا أخجل ان اقول لك سيدتي انك ترتكبين حماقة بشعرك اللطيف الرقيق ولباقتك الطيبة ونداءاك الساذج للسلم و الوئام في زمن الرصاص و الحرب والقمع و الاستغلال الرهيب ضد من تدعين انتمائك إليهم "الأمازيغ المظلومين لا الإقطاع الأمازيغي الذي يعمل بكد و اجتهاد لخدمة للأليكارشيا ".
تحياتي العالية لك و لكل نساء العالم، وعلى درب النضال سنسير قدما نحو الحرية من قبضة الاستغلال البرجوازي الوحشي.



#سعدي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعدي عبد الرحمان - الى السيدة مليكة مزيان