حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:46
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قبل أن يجف حبر وثيقة ميثاق مكة بين بعض الأطراف المتصارعة في العراق ، والتي عقدت برعاية منظمة المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة في العشرين من الشهر الجاري ، شكك الأمين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري في إمكانية تأثيرهذه الوثيقة على ما يحدث الآن في العراق من مجازر دموية لا مثيل لها .
حيث قال حارث الضاري ، والذي يعتبر من أحد أطراف الصراع الدموي الطائفي في العراق ( لا أعتقد أن الوثيقة ستساهم في تضييق الهوة بين السنة والشيعة أو في تخفيف معاناة الشعب العراقي .. لست متفائلا ..) .
إذا كان هذا هو موقف أحد أقطاب الصراع الطائفي ، والذي يريد إيقاف نزيف الدم في العراق كما يؤكد دائما ، فإذن يمكننا أن نقول بأن وثيقة مكة كما تسمى ، ولدت ميتة كسابقاتها من الإجتماعات واللقاءات والإتفاقيات والمعاهدات بين أطراف النزاع الدموي ، والتي لا تؤمن أصلا بالحلول السلمية ، بل تؤمن بالتهديد والخطف والقتل الجماعي وهذا ما كشفته وتكشفه لنا الأيام .
لا وثيقة مكة ولا غيرها ستستطيع أن تنقل العراق وأهله من حالة الفوضى والتردي الى حالة الأمان والسلام والمحبة ، إلا إذا تصافت القلوب ، وعلت راية الولاء للوطن والإخلاص للشعب ، وتخلصنا من الطائفية والمذهبية والمناطقية والمحاصصة السياسية والطائفية والفساد الشامل والميليشيات المسلحة وزمرالإرهاب والجريمة .
وأن من دون ذلك ستدور عجلة دوامة العنف المنفلت دون توقف ، لأن هناك من يتحدث بلغة الدم والدمار ولا خلاص للعراق من أزمته هذه إلا بالقضاء على الطرف الآخر كما يظن البعض ، حيث لا يؤمن بالتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة السياسية والإجتماعية ، وحتى لا يعترف بوجود الآخر مهما كان وزنه وحجمه على أرض الواقع العراقي .
ومن المعروف للجميع بأن مشاكل العراق أكبر من حجم كل الوثائق والمواثيق التي عقدت وستعقد بين الأطراف المختلفة والمتعددة العراقية ، لأنه لا يمكن حلها بالخطابات العاطفية وإجتماعات المجاملة ، ولا زالت الدماء العراقية تنزف يوميا ، الحل هو بالإرادة الوطنية المخلصة والضمير العراقي الصادق والإيمان بسيادة الوطن وإستقلاله وحرية الشعب وإحترام المواطنة وتطبيق العدالة بين الجميع .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟