أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد فاتح محمد - لــماذا حـــَـل وزارة الأعــلام ؟!














المزيد.....

لــماذا حـــَـل وزارة الأعــلام ؟!


أحمد فاتح محمد

الحوار المتمدن-العدد: 507 - 2003 / 6 / 3 - 15:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

     بعد صدور القرار القاضي بحل وزارة الدفاع ، و وزارة الأعلام ، ومحكمة الثورة العراقية من جانب القوات الأمريكية ، ربما يتسائل البعض عن المغذى لحل وزارة الأعلام ؟ فالأعلام أو وزارة الأعلام موجودة وبطرق مختلفة في جميع البلدان وتعتبر الأعلام أحدى عناصر ديناميكية المجتمع . القرار الأمريكي هذا ،  ليس قرارا قطعيا بألغاء وشطب تلك الوزارة من هيكلة الحكومة القادمة . ولكن الأعلام كما أشرنا أليه هو ديناميكية المجتمع والمنبر لكل المجتمعات والحكومات بخلاف أجندتهم السياسية. وكما نعلم فأن الأعلام العراقي خرج عن مساره الصحيح وأيصال رسالتة من أجل توعية وبناء مجتمع حديث ، وتعليم كوادر أعلامية تشارك في تعزيز عملية بناء المجتمع . ألأعلام العراقي والذي كان متمثلا أبان الحرب بشخصية ((العلوج)) ، مارس دورا في غاية سلبية ، ليس فقط أيام الحرب ، بل طوال خمسة و ثلاثون عاما مضى من قبل هؤلاء الشخصيات والذي كان ((صحاف)) أخرهم من الحقبة البعثية . حيث كرس البعثيون الأعلام من أجل تقوية و تعميق أيدولوجية البعث  بشكل شمولي ، فبواسطة الأعلام دخلت المفاهيم و المصطلحات البعثية في جميع مجالات الحياة . وأصبح المقولة الثنائية (صدام – البعث) من الأقاويل المقدسة في القاموس و الثقافة العراقية ، ويتكرر يوميا في الوسائل السمعية و المرئية و المقرؤة . ولهذا الأسباب نجد بأن الأعلام العراقي منذ مجيء البعثيين الى السلطة ، لعبُ دورا قذرا في تحطيم الشخصية العراقية وأنحطاط القيم الأنسانية ، من الشهامة و المروئة من لدن الشعب العراقي .
بالأضافة الى ذلك فأن الأعلام العراقي أو  الأعلام البعثي أدق قولا، كان دوره سياسيا بحتا ، لايعرف أي نوع من أنواع المعرفة و الفكر ، سوى العقلية البعثية الدوغمائية ، والتي كانت بمثابة سلطة قمعية تمارس أبشع أنواع الظلم والأستبداد ضد أبناء شعبه . فمثلا طيلة خمس و ثلاثون سنة لم نشاهد أبداعا معرفيا و أدبيا ، حتى الأعمال الأدبية لم تكون سوى أنعكاسا للفكر البعثي . وصارت الأعلام  في العهد البائد أيضا ، من أحدى العوامل المهمة في عملية أتساع الخلافات العرقية و المذهبية في العراق. فقد كان يحرض العرب ضد الكورد والأسلام ضد المسيحية والسُنة ضد الشيعة ، وكل ذلك لخدمة الأيدولوجية البعثية . كما صَنع من الديكتاتور ((رمزا أسطوريا))حتى بعد خلوعه من السلطه ، هُنالك أناس يهتفون بحياة ذلك الشخصية الشريرة ، الذي حول العراق الى مقبرة جماعية من شماله الى جنوبة . ولهذا فأن القرار الأمريكى بحل وزارة الأعلام في الوقت الراهن ، تُعتبر من القرارات الصائبة ، نحو عملية  بناء تحول الى مجتمع مدني ، ديمقراطي ، بحيث لايكون لأي حزب أو سلطة سياسية لة الحق في أستغلال ذلك المنبر المهم ، في سبيل نشر فلسفتة وأفكاره السياسية.
الأعلام يجب أن يكون رقيبا على أجهزة و دوائر الحكومية وعلى الأحزاب و الشخصيات السياسية أيضا ، لمنع الأنحراف و الفساد والخروج عن القوانين . المجتمع العراقي حاليا ، بحاجة الى مؤسسة أعلامية حُره بعيدا عن ، التطرُف والأنحياز وخاصة في أيامنا هذا ، حيث لم يبقى أشياء خافية و بعيدة عن الأنظار. وكذلك الوضع السياسي في العراق ، يعيش حالة متردية و غير أعتيادية ، وبحاجة الى منبر عقلاني هدفة أسترجاع روح و الأرادة المستلبة من الشعب ، وكذلك الألتفاف حول حكومة ديمقراطية ، مدنية ، فدرالية ، تعترف بحقوق الأنسان والحريات الشخصية و الجماعية  . وعندئذ تقع كاهل الأعلام وزرا كبيرا ومهما ، من المهمات السياسية – الأجتماعية و الأقتصادية و الثقافية ، وهذه المهمات لن تزدهر الى بأعلام حُر مبنيٌ على أ ُسُس حضارية ..

  



#أحمد_فاتح_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الأسلاميـة - الواقع والبديل


المزيد.....




- احتمال حدوثها واحد من عشرة آلف.. لِمَ اعتبرت ولادة هذه الفرس ...
- -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لـCNN تجربته في غ ...
- 20 قتيلا على الأقل بغرق قارب في شرق أفغانستان (فيديو)
- السعودية تعلن عملية بيع حصة إضافية من شركة أرامكو النفطية
- أرقام صينية: ازدهار التجارة بين الصين والدول العربية على مدى ...
- بدء تطبيق -بطاقة الفرص- لجذب عمال مؤهلين إلى ألمانيا
- سياسية ألمانية تضطر لمغادرة بلادها مع أطفالها الثلاثة بسبب م ...
- بالتفاصيل.. المقترح الذي أعلنه بايدن وقابلته حماس بإيجابية
- وزير الدفاع الإندونيسي يؤكد استعداد بلاده لإرسال قوات حفظ سل ...
- وزير دفاع إندونيسيا: خطتنا للسلام في أوكرانيا تبقى منطقية وم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد فاتح محمد - لــماذا حـــَـل وزارة الأعــلام ؟!