أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالواحد بلقصري - الاحتلال الإسرائيلي وأثره على التنمية الإنسانية في فلسطين















المزيد.....

الاحتلال الإسرائيلي وأثره على التنمية الإنسانية في فلسطين


عبدالواحد بلقصري

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 08:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاحتلال الإسرائيلي وأثره على التنمية الإنسانية في فلسطين
في ضوء تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002

يعتبر تقرير التنمية الإنسانية العربي 2002 الصادر عن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي ولاجتماعي أول تقرير يحمل المفهوم الجديد للتنمية الإنسانية، وهذا التقرير خلف صدى لم يخلفه من قبل ، وأقصد التقارير التي صدرت عن الأمم المتحدة( تقارير التنمية البشرية) إضافة إلى ذلك لقي التقرير اهتماما كبيرا من لدن المحللين السياسيين والإعلاميين الأجانب والعرب منهم، والمسألة التي أتى بها التقرير وجعلته يخلف هاته الآثار، هو أنه تقرير لمفهوم جديد، إنه مفهوم التنمية الإنسانية، والتنمية البشرية هو توسيع خيارات الاس، عن طريق مؤشرات تجمع بين القوة الشرائية الحقيقية المتمثلة في الدخل ومؤشر الصحة المتمثل في العمر المتوقع عند الميلاد، ومؤشر التعليم المتمثل في القراءة والكتابة.
أما التنمية الإنسانية فتعتبر الناس هم ثروتها الحقيقية وتركز هي كذلك على توسيع خياراتهم، لكن هاته الخيارات هي خيارات شاسعة ومتعددة، منها ما هو اقتصادي توزيع الدخل ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وتوزيع الثروة ومنها ما هو اجتماعي متعلق بالصحة ومجالاتها المتعددة. والتعليم بئات المختلفة والمحيطة به. القراءة والكتابة اكتساب المعرفة إضافة إلى مؤشرات البحث والتطوير وتقانات المعلومات.
ومما يجعل سياق التنمية الإنسانية سياقا واسعا هو المؤشرات السياسية التي أتت بها، والمتمثلة في الحريات السياسية ( الحرية وحقوق الإنسان والحكم الصالح).
والتقريرات بهاته المؤشرات وربطها وربطها بالوضع العربي، إضافة إلى ذلك تجد من المواضيع التي أشار إليها التقرير مع أنه لم يفصلها نجد الاحتلال الإسرائيلي وعدم الاهتمام بها مثل ما اهتم بالمواضيع الأخرى. هو ما جعله يتعرض إلى العديد من الانتقادات. نتيجة أن هذا الاحتلال الإسرائيلي يمثل مشروعا خطيرا للأراضي العربية الإسرائيلية وللأنظمة العربية، وبالتالي يعرقل التنمية الإنسانية. وهاته الأسباب هي التي جعلتني أثير هذا الموضوع وأبحث فيه غاية مني أن أوضحه واو بشكل بسيط وقد عالجته انطلاقا من شقين: الشق الأول درست فيه التنمية الإنسانية في فلسطين، والشق الثاني ناقشت فيه الأطروحة النظرية (الحرية) التي ناقشها التقرير وعلاقتها بمؤشرات التنمية الإنسانية في فلسطين إضافة إلى مجموعة من الاستنتاجات ختمت بها بحثي. وسوف أوضح في هذا التقرير الفصل سوف عن هذا البحث ثلاث نقط هي عبارة عن الخلاصات التي خرجت بها النقطة الأولى سوف أوضح فيها مؤشرات التنمية الإنسانية في فلسطين. والنقطة الثانية علاقة المؤشرات المتعلقة بالتنمية الإنسانية في فلسطين بالأطروحة النظرية التي جاء بها التقرير. والنقطة الثالثة سوف أشير فيها إلى الاستنتاجات التي خرجت بها.
أولا: مؤشرات التنمية الإنسانية في فلسطين:
اعتبر التقريران ظاهرة الاحتلال الإسرائيلي من الظواهر التي تعرقل التنمية الإنسانية بالمنطقة العربية، حيث أنها ساهمت ومازالت تساهم في اضطرابات سياسية وخلل لأنساق الحكم. كما أن استقرار الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة يهدد مسيرة الأمن والاستقرار والتقدم والأمن. ويؤثر على جميع جوانب التنمية الإنسانية. وقد عالجت مؤشرات التنمية من خلال التقسيم التالي:
 المؤشرات الاجتماعية: (وتضم مؤشر السكان والصحة والتعليم)
 والمؤشرات الاقتصادية: مؤشر البيئة والتشغيل والإنتاجية
 واالمؤشرات السياسية: مؤشر عدد الأحزاب الحكومية والممنوعة
 ومؤشر العمل الأهلي(1) ونسبة القادة المنتخبين.
ولتوضيح هاته المعطيات اعتمدت على مجموعة من الملاحق وهي عبارة عن جداول تضم مختلف معدلات التنمية الإنسانية، وخلصت إلى مجموعة من النتائج من أهمها. بالرغم من نذرة المعلومات حول فلسطين في العديد من الجداول، فإن هاته الأرقام تؤكد لنا تأثير الإسرائيلي بشكل ضعيف لأن مختلف الإحصائيات الموجودة عندنا توضح لنا أن مؤشرات التنمية الإنسانية في فلسطين بالرغم من الاحتلال الإسرائيلي فإننا نجدها أحسن بكثير من بعض بلدان المنطقة العربية. وهذا ما طرح علينا إشكالا أساسيا، هل يرجع الأمر بالأساس إلى مؤشر الحرية بصفة خاصة والحكم الصالح بصفة عامة التي تتمتع بها المؤسسات الفلسطينية أم يرجع إلى أسباب أخرى؟ مع إشارة أساسية هو أن جل الأرقام التي جاء بها التقرير كانت قبل انتفاضة الأقصى أي قبل سنة 2000.
ثانيا: علاقة المؤشرات المتعلقة بالتنمية الإنسانية في فلسطين بالأطروحة النظرية في بداية طرحي لهاته الإشكالية وضعت بتفصيل الأطروحة النظرية (الحرية) التي عالجها التقرير بدقة حيث اعتبر على أنها الغاية الأساسية للتنمية الإنسانية(2). والحرية كمفهوم قديم تطور مع تطور الأفكار السياسية.
والتقرير أعطى للحرية سياقا واسعا وجديدا، حيث ربطها بالحكم الصالح الذي يعتبر الدعامة الأساسية للتنمية الإنسانية والحرية كما جاء في التقرير يمكن تعريفها على جميع المستويات: على المستوى السياسي وهي مختلف الفرص والقدرات. وعلى المستوى الاقتصادي هي مختلف الطرق التي توفر للناس توزيع عادل للثروة والدخل، وبالتالي إعطاء الفرد الحرية ليعش حياة أفضل. أما على المستوى الاجتماعي فهي مختلف الأساليب التي يضعها المجتمع لخلق تعليم قوي ورعاية صحية، إضافة إلى ضمان الشفافية والأمن الحمائي.
وقد أكد التقرير على أن جميع هاته الحريات لها دور كبير في العالم العربي لتحقيق التنمية الإنسانية. إضافة إلى ذلك اعتبر التنمية وحقوق الإنسان يدعم كل واحد منها الآخر، وعلى العكس من ذلك الفقر والحرمان والإقصاء والتهميش والقمع عوامل تؤدي إلى انكماش الحرية.
ومن العوامل الأساسية التي تعرقل التنمية الإنسانية، نجد الاحتلال الإسرائيلي والنزاعات والاضطرابات السياسية بالرغم من أن التقرير لم يركز عليهما. ورغم أن التقرير أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يخنق التقدم ويهدد المنطقة بأسرها باعتباره لايزال مستمرا لعدة قرون. إضافة إلى تأثيره على جوانب التنمية الإنسانية ككل، ويبقى الضحية الأكبر لهذا الاحتلال هو المواطن الفلسطيني كما أكدت حنان العشراوي، لكنها أشارت في إطارها على أن إرادة الإنسان الفلسطيني من أجل الوجود والبقاء لا تضاهي وتكمن في إقامة حكم ديمقراطي يقوم على حكم القانون ويضمن العدالة الاجتماعية وبالتالي يقضي على الحيف والإقصاء التي تطال المواطن الفلسطيني.
ولتبرير كل هاته الأشياء اعتمدت الأطروحة النظرية على مجموعة من المؤشرات تدخل في سياق الحكم الصالح الذي جاء بها التقرير لقياسي الحرية وجاء بها المفكر كاوفمان ومنظمة بين الحرية وهي مؤشر التمثيل والمساءلة ومؤشر الاستقرار.
السياسي ومؤشر حكم القانون، وبالرغم من أن فلسطين لا تتوفر على أي معطيات فيما يخص بيان الرفاه الإنساني وهي مؤشرات معيارية حسب البلد أو الإقليم العربي فإنني اعتمدت في دراستي على المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية. أما السياسية ففصلتها انطلاقا من الإطار الذي خصص التقرير لحنان العشراوي، واستخلصت النتائج الآتية:
المؤشرات الاجتماعية تعتبر بمثابة مظهر قوة حيث أن فلسطين أحسن من العديد من الدول في العديد من المؤشرات الصحية والتعليم مثلا. أما المؤشرات الاقتصادية فهي بمثابة مظهر ضعف، حيث هنا يظهر تأثير الاحتلال بشكل كبير، وتستشف التبعية الاقتصادية الفلسطينية لإسرائيل. أما السياسة ورغم قلة المعلومات كما أشرت سابقا، فإن فلسطين في عدد الأحزاب والقادة المنتخبين أحسن حالا في العديد من الدول العربية. وهذا ما يؤكد لنا أن فلسطين(3) ربما تتوفر على إرادة سياسية لدى نخبها وأحزابها وفاعليها السياسيين لا تتوفر عليها الدول العربية الأخرى.
ثالثا: الاستنتاجات التي خلصت إليها:
في بداية هذا المحور تطرقت إلى نقد الإقام (4) التي جاء بها التقرير أولا، وأبرزت ثانيا أهم الانتقادات(5) التي تخص هذا الموضوع، والتي انتقدت التقرير بكونه لم يركز على هذا الموضوع بشكل دقيق. وثالثا ناقشت أهمية الموضوع من خلال دراستي النقدية للأطروحة النظرية واستخلصت باختصار شديد أنه إذا كانت القضية الفلسطينية كانت وما زالت تؤجج الشوارع العربية، باعتبارها أنظمة على الورق تتحرك وفق مزاج أمريكا وإسرائيل، فإن هذا التقرير أخفى هاته الحقيقة وجعلها من النوايا الخفية، باعتباره ربما يريد إخفاء مسؤولية الأنظمة العربية، حيث كانت وراء بيع القضية الفلسطينية، ربما أن عدم حديثه عن المشروع الصهيوني وخطره على المنطقة في العمق التقرير لم يرد إزعاج المقررين في أمريكا (الولايات المتحدة الأمريكية) وإسرائيل بما فيهم الجماعات الضاغطة.
أخيرا يمكن القول أن الاحتلال الإسرائيلي الغير المشروع يؤثر على التنمية الإنسانية في فلسطين مقارنة بالدول العربية متوسطة، بالرغم من تأثير الاحتلال، لكن ما لفت انتباهي هو إهمال هذا الاحتلال والإشارة إليه بشكل لا يعبر عن الجرأة التي يجب أن يتميز بها الباحث الأكاديمي العربي، وهو ما جعلني أقترح في الأخير، وأقر أن هذا الإشكال يتطلب بحوثا جيدة أولا وأخيرا. على أن الدراسات حول القضية يجب أن تكون حول المصير الوجودي للإنسان الفلسطيني على جميع المستويات.
سياسيا: يجب أن يكون البحث حول الأسباب السياسية للقضية الفلسطينية. لماذا تتخوف الأنظمة العربية ووسائل إعلامها ونخبها وفاعليها السياسيين أن القضية الفلسطينية روتينا سياسيا.
اقتصاديا: لماذا يكون التعبير الأكثر إنسانية اتجاه الفلسطينيين ينتاب الإنسان الأجنبي أكثر من الإنسان العربي؟
ماليا: أين تذهب المساعدات التي تقدم للفلسطينيين؟ وأي مصداقية لهاته المؤسسات المدعمة؟ هل هي رسمية حكومية، غير حكومية، ومن أين تأتي التبرعات الأكثر؟ هل من الخارج أم من الداخل؟
إعلاميا: لماذا لا تمثل وسائل الإعلام الضغط على صانعي القرار؟ هل يرجع الأمر لغياب الحرية كما أكدت الأطروحة النظرية أم إلى أسباب أخرى؟ أسئلة وفرضيات وإشكالات تتطلب العديد من الأطروحات الجريئة والباحثين الأكادميين العرب المتميزين.

الهوامش
1- أنظر ملحق المؤشرات الاجتماعية، مؤشر العمل الأهلي والقادة المنتخبين، ج ر 12. 13. 14.
2- تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002، الفصل الأول: التنمية الإنسانية والمفاهيم، والسباق الأوسع، ص:16.
3- تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002 وانظر الإطرار 2-1.
4- انظر عمر شعبان إسماعيل "عن الانتفاضة والتنمية" تأملات اقتصادية واجتماعية، مجلة رؤية العدد الخامس، كانون الثاني، سنة 2002، ص: 63-65، تصدر في فلسطين.
5- انظر نادر فرجاني، مؤلف التقرير في مقاله "نحو علم اجتماعي ناقد" مجلات وجهات نظر، العدد 47، ص:63-64.



#عبدالواحد_بلقصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - إشكالية الانتقال الديمقراطي في المغرب والتجارب المقارنة:
- -إشكالية الانتقال الديمقراطي في المغرب والتجارب المقارنة-الب ...
- التنوع الثقافي ودوره في بناء الدولة الديمقراطية الحداثية


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالواحد بلقصري - الاحتلال الإسرائيلي وأثره على التنمية الإنسانية في فلسطين