أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة لبابنة - ماذا بعد؟الموت وأسئلة أخرى














المزيد.....

ماذا بعد؟الموت وأسئلة أخرى


فاطمة لبابنة

الحوار المتمدن-العدد: 1706 - 2006 / 10 / 17 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


ما اختزنته الذاكرة من أسئلة فيلم "يوم ماطر "للمخرج الفلسطيني عائد نبعة
* أتساءل عن العلاقة المرة والحميمة في آن مع الموت ،وهل الموت من وجهة نظر المخرج الفلسطيني عائد نبعة حسب ما يثور من خلال فيلمه( يوم ماطر)، خلاص أم سؤال " ماذا بعد؟" لا إجابة عليه .
في الفيلم تتشكل كثيرٌ من الأسئلة،فالمشاهد تتوالى في رأسه الأسئلة مع انطلاق المشهد الأول من الفلم، لتتنامى مع استمرار العرض الدامي،ومع انتهاء العرض يجد نفسه يحمل تصورا جديدا قديما للأشياء.والأسئلة التي ربما طرحناها جميعا في دهشتنا الطفلة حين كنا نتساءل" ماذا بعد"؟.
وها هو الموت ،فهل هو حالة من دفنهم حفار القبور؟أم حالة الحفار نفسه بعدما ماتت فيه كل المشاعر والأحاسيس الإنسانية مما جعله يلقي بقسوته على ذلك الصبي الذي ينقب عن أي مظهر للحياة، وعلى تلك المراة العاجزة التي تمثل الجميل والمر في حياة ذلك الصبي،فهي من بقيت لتمنحه الحياة،وبنفس الوقت تحمّله ويحمّلهما ألم وجودهما الحميم.
وينعطف الفيلم من حفار القبور في محاولته إقناع نفسه وإشباع رغباته الى محاولة الصبي الدفاع عن أمه ضد حفار القبور وضد المطر،ولكن قهر الموت يخطفها فلا يبقى للصبي إلا ذلك الإحساس المغرق بالموت،فلم يبق سواه بعد أن خطف الموت الشخوص ؟أيحترف نفس المهنة في مصاحبة الموت وانتظاره؟لماذا يرتدي ثياب الحفار بعد أن كان يحاول أن يوقظ الموتى بأعواد القصب؟اهو حالنا بعد أن فقدنا كل مبرر للحياة.
جاء الفيلم متناسقا واخزا بأدوات تخدم حبكته الدرامية وبنيته البصرية،فقد أبدع المخرج في توظيف كاميراه لخدمة رؤيته، فلم تتسلل الى انسيابية الفيلم أي لقطة خارج الكادر،ومع كل لقطة كان المشاهد يتساءل" ماذا بعد"؟حتى خيل له أن العالم انحصر كله في صراع هؤلاء الشخوص مع أنفسهم ومع الموت. كان الفيلم ديكتاتورا يجبرك على التساؤل ويمنع خروجك عما تراه الكاميرا.
استطاع المخرج أن يوظف كل حركة وكل ديكور وفراغ برمزية عالية أرهقتني فقد تعودنا على مشاهدة السهل والمسطح من الأفلام،ولكننا نرى هذا الحفار يرقص منتشيا وهو يقدم باقة عشب يابسة،أما زال الفيلم مصرا على تذكيرنا بالموت ؟أم هو محاولة لاستحضاره؟.
الموسيقى ضاغطة ملحة تأخذك الى هناك ،للترقب" ماذا بعد في ذلك المظهر المكسور للحياة. مغرقة في السوداوية تشكل وجها آخرا لإيضاح ذلك الإحساس باليأس واستبداد الحفار بما هو حوله،حيث المرأة رمز الحياة والخصب تجلس عاجزة راضخة للذي يجبرها على الرقص رغم إعاقتها،فتسقط منتظرة أن يساعدها الصبي حيث تمثل له ما تبقى من خيوط الحياة.
وفي نهاية الفيلم بعد أن يكسر الطفل سلاسل قيده وينتصر مستعينا بالموت على حفار القبور ولكن جثة أمه الثمن، يلبس ثياب وحذاء جلاده،وأتساءل هل في داخلنا صبي يتقمص تسلط وشخصية جلاده محاولة لإثبات الذات أو رغبة في الانتقام من نفسه أو أو ......؟ ربما يكون السبب فقدان الصبي مبرر وجوده بعد أن أصبح فردا محروما من أي نسيج اجتماعي،وأحباءنا وأعداءنا هم من يدفعوننا في غالب الوقت للاحتمال والبقاء.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة لبابنة - ماذا بعد؟الموت وأسئلة أخرى