أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بابلو ليل - الفقر الكوكبي والثراء الكوكبي، وجهان لنفس العملة















المزيد.....

الفقر الكوكبي والثراء الكوكبي، وجهان لنفس العملة


بابلو ليل

الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 11:08
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في التاسع عشر من سبتمبر 2006، ائتلاف المجتمع المدني الكوكبي، المرصد الاجتماعي، اصدر تقريره السنوي "البناء المستحيل" في المدينة-الدولة سنغافورة. نشر هذا التقرير في نفس الموقع وفي نفس الوقت الذي عقد فيه البنك والصندوق الدوليان اللقاء السنوي لمجلس المحافظين لديهما. الا ان النتائج التي خلص لها تقرير المرصد الاجتماعي كانت مختلفة بشكل درامي عن تلك النتائج التي انتهت اليها قاعات مؤتمر البنك والصندوق الدوليان.

وكما كان متوقعا، اصر البنك والصندوق الدوليان على التوجه الهام الذي تصنعه الحرب ضد الفقر الى المدى الذي عنونه بول وولفوويتز في خطابه الافتتاحي "الطريق الى الرفاهية" حين اعلن ان " التاريخ تمت صناعته عبر الحرب ضد الفقر". علق وولفوويتز على ذلك خصوصا في "مركز الاجتماعات الفاخر"، قائلا:

"ولكن الثراء الذي نراه حولنا اليوم هو شيء ملهم يذكرنا بان هناك طريق للخلاص من الفقر الطاحن الى الرفاهية والازدهار".

(الخطاب الكامل يمكنك الحصول عليه من: http://web.worldbank.org )

رطانة البنك والصندوق الدوليين الجديدة، والحديث عن "الطريق نحو الرفاهية والازدهار"، "وطريق الخلاص من الفقر"، مع اشارات مرجعية متكررة الى الطريق الكوكبي للفقراء "للحصول على الفرص"، كل ذلك يشرح "الالتزامات المحددة" التي يلتزمون بها نحو بلوغ اهداف الالفية التنموية.

الطريق من الفقر الى الرفاهية والازدهار، التي ضرب مثلا لها في خطبة وولفوويتز بدخول سنغافورة الناجح الى الحداثة الرأسمالية، ليس اكثر من طبعة اعيد طبخها من مقترح التحديث الذي ذاعت شهرته في الخمسينات والستينات. التقدم هو، بشكل نوعي، طريق الرأسمالية الغربية نحو التقدم كما كان الحال لقرون طويلة، والان فقط تضاف خلطة من المكونات النيوليبرالية التي لا يمكن الاستغناء عنها: نمو القطاع الخاص، الوصول الى الاعتمادات التجارية، الحكم الصالح، الاصلاحات الهيكلية التي تجعل مما ورد باعلاه امورا ممكنة.

تقرير المرصد الاجتماعي ازدرى بشكل مكشوف استنتاجات البنك والصندوق الدوليين تلك، وقد استعرض بوضوح لا لبس فيه وبشكل انتقادي كيف يتدفق الثراء بشكل منهجي من الامم الفقيرة نحو الامم الغنية منذ 1991؛ وكيف كان البنك الدولي بنفسه يلعب دورا حاسما في هذا النهب والسلب الذي يجري في يومنا هذا.

هذا التقرير يرفع القناع عن الالية الداخلية مما يمكن تسميته نظام التبعية الدولية، الذي تصبح فيه مستويات المعيشة العالية (تقرأ: الاستهلاك الضخم) للامم الصناعية مدعومة ماليا من مستويات المعيشة شديدة الانخفاض (والمتدنية اكثر فاكثر) للامم المتخلفة.

استنتاجات المرصد الاجتماعي جديدة كل الجدة من اي وجه. في الواقع، التقرير السنوي لمنظمة الاونكتاد عام 2004، اظهر كيف ان صافي التحويلات المالية الرأسمالية يحدث في حدود 200 بليون دولار امريكي في العام من الامم الفقيرة الى الامم الغنية.

كل ذلك يضع بلوغ اهداف الالفية التنموية – التميمة المدوية لمفكري وخبراء التنمية في كل مكان – في المحك. خصوصا الان حيث تبدو كل امة وكل مؤسسة وكل منظمة غير حكومية منهمكة في بزنس "تخفيض الفقر".

وبشكل عجيب، التفكير في قضية الفقر نادرا، ان لم يكن مطلقا، لا يرتبط بالتفكير في قضية الثراء. رغم ان الثراء والفقر مرتبطان بشكل عضوي، كما لو كانا وجهان لنفس العملة. كما قرر ادم سميث ابو الاقتصاديات الرأسمالية بنفسه في الكتاب الخامس من مؤلفه الشهير ثروة الامم:

"اينما وجدت رفاهية عظيمة، هناك عدم مساواة بشع. امام كل رجل ثري جدا، يجب ان يوجد على الاقل 500 رجل فقير، والوفرة مع الفئة القليلة تفترض عوز واحتياج العديدين. [...] فقط في ملاذ المأمور المدني [تقرأ: الشرطة] قد يستطيع مالك تلك الثروة الواسعة، التي اكتسبها من عمل السنين الطويلة، او ربما عبر اجيال متتالية، ان ينام ليلة واحدة فقط في آمان".

طبقا لادم سميث نفسه، تلك سمة موروثة في الرأسمالية. وبينما يتعولم النمط الرأسمالي للانتاج فان الرأسمالية تعولم هذا الانقسام "بين الغني والفقير"، فقط على مستوى الدول-الامة وعلى مستوى اقاليم كاملة، لتخلق ما وصلنا الى معرفته بانه العالم "الثالث" او المتخلف.

وهكذا، وصلنا الى فهم كيف ان اقتراح تخفيض الفقر العالمي دون لمس هياكل الثراء الكوكبي يصبح سريعا مهمة جوفاء لا معنى لها. وبطرح مثال واحد بسيط، الولايات المتحدة الامريكية، بعدد سكان يمثل تقريبا 5% من سكان العالم، تستهلك اكثر من 24% من الطاقة المستخرجة من البترول والفحم في العالم، الطاقة التي تزود مستويات انتاجيتهم واستهلاكهم. كيف يمكن لـ 95% من سكان العالم الباقين ان يطمحوا في الوصول الى مستويات معيشة "الحلم الامريكي" في ظل هذه الظروف؟

وما اصبح واضحا توا من امثال تلك الدراسات كدراسات المرصد الاجتماعي هو كيف ان الهياكل السياسية والاقتصادية والثقافية الكوكبية القائمة تضمن استمرار تحويل نظام التبعية الكوكبي الثروة من الفقراء الى الاغنياء.

ما لم يذكره تقرير المرصد الاجتماعي هو كيف ان هناك ايضا هياكل عسكرية قائمة في حراسة هذا النظام ضد اعمال التحدي والمقاومة لنكبة ايامنا المعاصرة في مرحلة ما بعد الاستعمار تلك. قصف افغانستان، غزو العراق، الهجوم على لبنان، عسكرة منطقة الانديز في امريكا الجنوبية من خلال خطة كولومبيا، عسكرة الحدود الثلاثية بين الباراجواي والارجنتين والبرازيل كلها امثلة على ذلك.

الانفاق العسكري الكوكبي في عام 2005 تجاوز اعلى نقطة في الانفاق العسكري طوال اعوام الحرب الباردة، ليبلغ 1.2 بليون دولار.

السؤال الذي يلح في خلفية الوعي البشري هو: هل نستطيع تطوير طريقنا للخلاص من الفقر؟ شخصيا، اعتقد ان الاجابة هي "لا" ملعلعة. يمكن الغاء الفقر فقط بواسطة تحويل وتبديل الهياكل السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية القائمة لاستمرار هذا الوضع للابد.

الغاء البؤس البشري لن ينتج عن اعمال الاحسان التي يقدمها الغني، والامم الصناعية، ولكن من الكفاح الاجتماعي والاقتصادي المنظم الذي يستهدف التبديل الاجتماعي؛ سوف ينتج من التحرر الانساني وليس من اعادة انتاج ونسخ النموذج الغربي "للحياة الطيبة". اهداف الالفية التنموية لن تخفض الفقر في اي مستقبل منظور، ولكن ربما تستطيع اهداف الالفية التحررية.

ما يلي هي بعض ثمرات تقرير المرصد الاجتماعي عام 2006.

البنك الدولي: الاخذ من الفقراء

في كل سنة منذ 1991، صافي التحويلات المالية (الانفاق ناقص السداد ناقص الفوائد) الى البلاد المتطورة من البنك الدولي لاعادة الاعمار والتنمية ((IBRD)، وهو فرع الاقراض في البنك الدولي) كانت بالسالب. منذ 2002 كان صافي الانفاق بالسالب. فعليا، بحسابه ككل، بنك اعادة الاعمار الدولي لا يقدم اي مساهمات لتطوير المالية اكثر من توفير ماليات لخدمة مزاعمه الشهيرة. والحالة هي نفسها مع بنوك التنمية الاقليمية. المشكلة هنا هي انه لاسباب تتعلق بالشروط المفروضة والبيروقراطية، البلاد التي تنطبق عليها شروط استحقاق الحصول على قروض بنك الاعمار الدولي هي بشكل عام لا ترحب بالاقتراض طالما تستطيع الوصول الى الاسواق الخاصة، حتى عندما يعني ذلك دفع فوائد اقساط اعلى. من الناحية الاخرى، عديد من البلاد الافقر التي هي في حاجة الى تمويلات خارجية لا ينطبق عليها شروط استحقاق قروض بنك الاعمار الدولي.

نقص الاموال.. ولكن الحفاظ عليها داخل الخزانات الممتلئة

بسبب عدم استقرار ماليات العالم، على الدول النامية ان تحتفظ باحتياطيات ضخمة من الاموال الغير مستغلة لمجرد الدفاع عن عملاتها من المضاربة. لتنمية تلك الاحتياطيات، تستدين البلاد الفقيرة عملة صعبة من الولايات المتحدة بنسبة فوائد تصل الى 18% وتعيد تسليف تلك الاموال الى الولايات المتحدة مرة اخرى (في شكل فوائد على اذونات الخزانة الامريكية) بنسبة 3%. معظم البلاد تستثمر احتياطياتها للتبادل الخارجي في ودائع قصيرة الاجل مأمونة نسبيا، على شاكلة سندات الخزانة الامريكية. الناتج من استخدام مثل تلك الطرق حاليا منخفض جدا – اقل كثيرا من معدلات الفائدة التي تدفعها الدول المتطورة عن ديونها.

عبودية الديون

البلاد محدودة الدخل تتلقى هبات ومنح تبلغ حوالي 27 بليون دولار امريكي في 2003 وتسدد تقريبا حوالي 35 بليون دولار امريكي كخدمة لهذه الديون. افريقيا جنوب الصحراء شهدت ارتفاعا في مجموع ديونها بما يصل الى 220 بليون دولار امريكي رغم انها سددت 296 بليون دولار من مبلغ 320 بليون دولار استدانته منذ 1970.

في الحقيقة، منذ 1984، صافي التحويلات الى البلدان النامية من خلال قنوات الدين (صافي نتيجة التدفقات كقروض جديدة والمدفوعات في شكل خدمة ديون) كان بالسالب طوال الفترة ما عدا ثلاثة اعوام منها فقط. لذا الدين، بدلا من توفير مصدر للتمويل من اجل التنمية، قد اصبح مصدرا كبيرا لتسرب الموارد الشحيحة من البلدان النامية.

التكلفة المستترة للتجارة غير العادلة

قيود التجارة في البلدان الغنية يكلف البلدان النامية حوالي 100 بليون دولار سنويا. افريقيا جنوب الصحراء، افقر المناطق في العالم، تخسر حوالي 2 بليون دولار سنويا، والهند والصين فيما يزيد عن 3 بليون دولار سنويا. تلك هي قيمة التكلفة المباشرة فقط. التكلفة على المدى الابعد المتعلقة بالفرص الضائعة للاستثمار وخسارة الديناميكية الاقتصادية تكلفة اكبر كثيرا.

تدفق الاستثمار في الاتجاه العكسي تماما

الاستثمار الاجنبي المباشر يمكنه ان يساهم بشكل له وزنه في التنمية وتراه اعداد متزايدة من صناع القرار كاهم الروابط في عملية التنمية. منذ 1992 كان الاستثمار الاجنبي المباشر اهم مصدر للتدفقات في البلاد النامية، ولكنه تركز بشكل عالي داخل مجموعة صغيرة من البلاد مثل الصين، والهند، والبرازيل والمكسيك. بلاد مثل افريقيا جنوب الصحراء، اكثر البلاد حاجة للرأسمال، حصلت على حصة قليلة للغاية من هذا الاستثمار الاجنبي المباشر. اكثر من ذلك، كميات متزايدة من الاستثمار الاجنبي المباشر استخدمت من اجل عمليات الاندماج والاستيلاء حيث يكتسب المشروع الاجنبي عمليات تشغيل محلية قائمة، ولذلك لا يضيف للطاقة الانتاجية ولا يجلب اي تحويل تكنولوجي.

تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر اصطحبتها تدفقات خارجية في شكل خروج الارباح الى مواطنها. في افريقيا جنوب الصحراء، على سبيل المثال، متوسط معدل العائد على الاستثمار الاجنبي كانت بين 24% و32% وتدفق التمويلات للداخل من خلال استثمار اجنبي مباشر جديد هو حاليا يتعدى او يتقارب مع عودة الاموال في شكل ارباح على الاستثمار الاجنبي المباشر القائم.



كفاية زي نت العربية



#بابلو_ليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بابلو ليل - الفقر الكوكبي والثراء الكوكبي، وجهان لنفس العملة