مجتمع غارق بالسطحية

منتظر عبد الرحيم نعمة

الحوار المتمدن-العدد: 7514 - 2023 / 2 / 6 - 15:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ما سُمي الانسان انساناً الا لانهُ يأنس بغيرهِ وغيره يأنس به . فالانسان يولد وينمو ويتفاعل وينضبط داخل منظومة مجتمعية معينة. فعلاقة الإنسان بمجتمعةِ علاقة مهمة وتفاعلية قد يؤثر وقد يتأثر . فهي علاقة شائكة ووطيدة بقيت وستضلُ كذالك ولهذا قال تشارلز كولي «الفرد والمجتمع يولدان معاً». وفي ضل السطحية التي تعيشَها مجتمعاتنا بصورة عامة والتي ترجع أَسبابها لجملة من المشاكل لعل أَبرزها الجهل الناتج عن سوء المنظومة التعليمية والفكرية والاخلاقية . وغيرها من الاسباب التي بدورها تؤدي الى قلة الوعي المجتمعي. فقبل حوالي عشر سنوات ماضية كان الشاب العربي بصورة عامة والعراقي خاصة لهُ نشاط فكري وسياسي واقتصادي وكان أَكثرُ تفهماً لطبيعة مجتمعة وأَكثرُ تاثيراً بمجتمعة بشكل إيجابيّ. فمجتمع سطحي مجتمع يسهل السيطرة عليه فكرياً حيثُ اصبحت الحروب التقليدية هي آخرُ ما تلجأ لهُ الدول العظمى لفرض سيطرتها وأفكارها على المجتمعات الاخرى. وعوضاً عن ذالك ضهرت حروب الفكر .ولهذا تغدوا هذهِ السطحية وباءً ينتقلُ بين الناس وعبر الاجيال . ولان علاقة الإنسان بمجتمعةِ علاقةً طردية فمعرفة ماهيه نفسك هي أعظم حكمة يمكن للإنسان امتلاكها . بمعنى (اعرف نفسك تعرفُ كل شيءً حولك ). او كما قال سقراط أعرف نفسك بنفسك . ومن هنا نحتاج ان ندخل الى عمق الإنسان عن طريق مفاهيم منها :
عمق النفس : فكل انسان له احتياجات مادية موقتة زائلة بانتهاء الحاجه لها . واحتياجات دائمة .
عمق الفكر : والذي ينتج عن القراءة والتي لا بد منها فمجتمع لا يقرأ مجتمع يسهُل السيطرةُ عليهَ. عمق الفكر اهم بوابة لفهم نفسك بشكل افضل كما قال ديكارت (أنَا افكر اذاً أنَا موجود )
عمق الروح : إن الإنسان ربما قد يسهُو عن تغذية روحَه ايمانياً عن طريق العبادات فاذا كان العقل غذاءهُ الثقافة ٫ والنفس غذاءُها الترويح ٫ والجسم غذاءهُ الطعام والرياضة والراحة. فالروح غذاءها اللحظات الايمانية .
وختاماً لا سبيل لنهضة المجتمعات الا بنهضة الفرد ولا سبيل لنهضة الفرد الا بالتخلص من السطحية.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل