نقطة في الليبرالية

كنان النجاري

الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وضع الفكر الليبرالي مشروعه الإنساني عندما ظهرت للساحة ولادات و حركات متنوعة بامكانياتها و ما تلى ذلك من شروح و محاضرات جعلت الغاية هي نهضة تكفل تحقيق المبادىء و تعيد الى الوطن حيوته و قوته
المبدأ في الليبرالية هو مقياس الحركات والأعمال كلها. وبهذا المبدأ الواقعي تمتاز الليبرالية على كل الفئات السياسية في العالم فوق ما تمتاز بمبادئها الأخرى، حيث ان القصد في اي عمل هو المصلحة المحسوسة المعينة التي تتشارك فيها حاجات ملايين الناس وحالات حياتهم.
الليبراليه تقيد جميع المبادئ ان صح تسميتها بالمبادئ فلا يعود الشعب يقاد بالدعوات لمبادئ تخدم مصالح غير مصلحته هو . و لم يعد بالامكان في ظل الليبرالية ان نحول الشعب الى حاله غير محسوسه او الى شكل جهادي قومي او ديني..
فاليبرالية قضيتها الانسان و اساسها الانسان و وسيلتها الانسان و غايتها الأنسان و كرامته ..
لا تقدم الليبرالية المسلمات ولا هوية جاهزه او نهائية لانك لا تستطيع ان تقدم شيئا موجودا بالمعنى الجامد و انما اي حقيقة هي فعل و ليست جمود اي انها متحركة و مفهوم الحقيقة هو عملية مستمرة غير ثابتة يكون الانسان هو الفاعل الاكبر بها على اساس قاعده اجتماعية مهمه و هي ( ما نريد هو ما نحن ) .
ما حدث من تغيير و ابطال لهذه المعادلة / ما نريده هو ما نحن / و ما حدث من رفع شعارات و هتافات جهادية و حماسية تخلو من اي مضمون عقلاني ادت الى اخراج مجتمعنا من منظومة المجتمع الانساني الجديد .. فالمواطن اليوم يعيش فاقد الحرية و مسلوب الارادة.. فاقدا لهوية محددة و لوطن محدد و في شرائع حددتها همجيات وصلت الى لموقع القرار تحت شرائع جهادية فارغة من المضمون المقدس للجهاد , في هذه التخبطات ينشأ المواطن لدينا بين تناقضات الى الان لا يفهم ابعادها و بين صراعات نفسية و مادية و بين احداث يومية من قبل اهل القرار تؤكد لذاك المواطن بانهم ليسوا هم !!
ان غياب حق المواطن و تمرسه للحياة و صونه اولا و اخيراستؤدي الى الاعتقاد بأن من حق هذا المواطن عندما يفقد وجوده في وطنه .. من حقه ان يهاجر و ان يلتقي باي سفير و من حقه ان ينتحر و من حقه ان يخون ايضا لانه فقد كل شيء و فقد الامان ايضا فليس له وطن يؤمن له حياة حرة كريمة فكرامة الانسان اغلى من كل شيء
ان كل قضية في الحياة لا يكون محورها الانسان هي قضية غير انسانية . و أن اسقاط البعد الأنساني لأي قضية تحت أدعاءات جغرافية معينة او بشعارات تدعي انها تمتد الى الأرض تكون ايضا قضايا غير أنسانية ..
فالأرض بجغرافيتها و انتماؤنا اليها و تفاعلنا فيها تعني شرط وجودنا أولا لكي يحصل شرط التفاعل و الأنتماء و عندما نتحدث عن وجود الأنسان في هذا الأرض لا نعني عيشه اي أن يأكل و يعمل و يتحول الى اداة و انما نعني حياته و وجوده و تحوله الى أمكانية تجسد حقيقة الأنتماء لهذه الأرض فحرية الأنسان و وجوده و كيانه هي من حرية الاوطان و نهضتها ....اعود و اقول الليبراليه هي مرحلة جديده في تاريخنا قد تكون مفتاح التجديد و الخلاص لما نعانيه من تناقدات فاليبرالية تجربة إنسانية تتضمن فلسفة وأسلوب حياة وشكل حكم في سبيل الحفاظ على كرامة الإنسان، ففيها تلبية تطلعات جميع الشعوب إلى المشاركة الكاملة في حياة مجتمعاتها من خلال اتخاذ القرارات التي تؤثر على جوانب الحياة المختلفة على أرض أوطانها.

#كنان_النجاري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات