أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسني رفعت حسني - إشكاليات الصحافة العلمية في العراق والدول العربية














المزيد.....

إشكاليات الصحافة العلمية في العراق والدول العربية


حسني رفعت حسني
(Husni Refat Husni)


الحوار المتمدن-العدد: 7509 - 2023 / 2 / 1 - 22:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


تمثل الصحافة العلمية ركنًا أساسيًا من أركان الصحافة المتخصصة لما تؤديه من وظائف اتصالية في المجتمع، أهمها نقل المعلومات، ونشر الثقافة العلمية، فضلًا عن توعية الجمهور وتنبيههم بالمخاطر بأسلوب صحفي يُبسّط الحقائق العلمية والمصطلحات المعقدة، وهو سبب جعلها تحظى بأهمية في المجتمعات الغربية.

تواجه الصحافة العلمية إشكاليات كثيرة في البلاد العربية، ولا تحظى بذلك الاهتمام الكبير من المؤسسات والوسائل الإعلامية، وعادةً ما تعد موضوعاتها ثانوية تأتي بعد الموضوعات الصحفية الأخرى، وتخضع مضامينها للقيم الإخبارية السائدة في المجتمع أو الوسيلة الإعلامية التي تنشر أو تبث محتواها، وينظر إليها على أنها صحافة مُعقدة تتطلب ثقافة عالية، جمهورها نوعي من النخبة، وهي نظرة خاطئة لأنَّ وظيفة الصحافة بشكل عام هي تبسيط القضايا والظواهر، وتقديمها بلغة واضحة ومفهومة لجميع فئات وشرائح المجتمع، مهما اختلفت خصائصهم وسماتهم، وقد أجرى باحثون في العراق دراسات أظهرت أنَّ نسبة كبيرة من الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام العراقية لا يُدركون مفهوم الصحافة العلمية بشكل دقيق، ويفتقرون إلى مهارات تحرير هذا النوع من الصحافة، فضلًا عن مهارات تغطية الأحداث العلمية على اختلاف أنواعها، والتعامل مع مصادر المعلومات.

كما تفتقر الوسائل الإعلامية في الوطن العربي بشكلٍ عام إلى الملاكات المتخصصة في مجال الصحافة العلمية، فوظيفة (صحفي علمي) نادرة، وغالبًا ما يُكلف أي صحفي بتغطية موضوعات العلوم والتكنولوجيا والفضاء وغيرها، بعدّها أخبار جانبية لسد حاجات الجمهور، دون أن يمتلك أي خبرة في هذا المجال، ونجد أيضًا صحفي لا يمتلك شهادة إعلام، ولكن يمتلك شهادة في تخصص علمي (طب، هندسة، علوم صرفة) ويميل إلى هذا النوع من الموضوعات، وهو ما يولد فجوة بين الوسيلة وبين جمهورها، بالتالي ينتج عن ذلك نفور القراء أو المشاهدين من المحتوى العلمي، لأنه يُقدّم بطريقة جامدة وربما غير واضحة.

كثيرًا ما تقع الوسائل الإعلامية التي تحاول نقل الموضوعات العلمية بأخطاء كارثية غير مقبولة في مجال الإعلام، فهي تتعمد أو تعتمد على النسخ من وكالات الأنباء أو الوسائل الإعلامية الغربية، وترجمة المحتوى إلى اللغة العربية، فيحدث خطأ فادح في الرسالة الإعلامية، على سبيل المثال الخبر الذي نشرتهُ (الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء - ناسا) بتاريخ: (10 كانون الثاني/يناير 2023م) عن اكتشاف كوكب صالح للحياة يبعُد عن الارض (100) سنة ضوئية، نقلتهُ وسائل إعلام عراقية وعربية معروفة لها جمهور كبير بطريقة خاطئة، وذكرت تلك الوسائل في عنوان الخبر أنَّ الكوكب يبعد "100 مليون سنة ضوئية"، وهي معلومة خاطئة ليس لها أي أساس من الصحة، وغير منطقية أيضًا لأنَّ السنة الضوئية تستخدم لقياس المسافة التي يقطعها الضوء، وكل سنة ضوئية واحدة تعادل أكثر من (9 ترليون كيلو/متر)، فإذا قمنا بحساب (100 مليون سنة ضوئية) بالكيلو/متر سنجد أنها تساوي رقمًا خياليًا لا يمكن ذكره.

هنا كان لابد من الرجوع إلى أشخاص ذوي خبرة واختصاص في مجال علم الفلك والفضاء، للتحقق من المعلومة والتأكد منها قبل نشرها، والغريب في الموضوع أنَّ عدد محدود جدًا من الجمهور المتابع لتلك الوسائل أدرك الخطأ الوارد في الخبر، وهم أشخاص مهتمين بهذا النوع من الموضوعات، أو يمتلكون خلفية علمية في مجال الفيزياء أو الفلك.

ينبغي على وسائل الإعلام العراقية والعربية بشكل عام أن تهتم أكثر بالصحافة العلمية، كونها صحافة مهمة الآن ومستقبًلا، لا سيما في ظل زمن تنتشر فيه الأمراض والأوبئة، ووجود تحديات مناخية كبيرة بدأت ملامحها تظهر بشكل واضح وجليّ، وتؤثر على حياتنا ومستقبل أبنائنا.



#حسني_رفعت_حسني (هاشتاغ)       Husni_Refat_Husni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير العوالم الافتراضية ميتافيرس على العملية الاتصالية
- التحقيقات الصحفية المرئية: فن صحفي جديد في بيئة الإعلام الرق ...
- المجتمعات الافتراضية وجيل الإنترنت: المفهوم، السمات، الأنواع
- الإخراج الصحفي في بيئة الإعلام الجديد
- المواقع الإخبارية في العراق: الواقع والتحديات
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية


المزيد.....




- لماذا يضغط وزراء إسرائيليون متشددون على نتنياهو لرفض مقترح و ...
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- إسرائيل تدعو حلفاءها إلى معارضة تهم محتملة من الجنائية الدول ...
- ترامب: -من الممتع مشاهدة- مداهمة اعتصام مناصر للفلسطينيين
- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسني رفعت حسني - إشكاليات الصحافة العلمية في العراق والدول العربية