أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار العاني - قصة قصيرة-الاغتيال














المزيد.....

قصة قصيرة-الاغتيال


عبد الستار العاني

الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 09:13
المحور: الادب والفن
    


إلى صديقي الفنان هــ ....

أنت تدري أن ظلام العالم يتوارى أمام نقطة ضوء .

عينان يندلق منهما ضوء أخضر ويطل أمل يرسمه دون ريشة أو زيت ، لديه القدرة على الإقناع من خلال عينيه وتقاطيع وجهه ، ذلك ماكان يشدني اليه ، يستفزني في كل مرة ان أمر عليه بين الحين والآخر .

شاب لم يتجاوز العقد الثالث من عمره أو أكثر بقليل لكنه يبدو بعمر الكون وكأنه قد انشطر من أول خلية عند بدء الخليقة ، يرتحل دونما استئذان ليجوب آفاقا بعيدة باحثا عن الإنسان ، يمارس أحلامه في دكان ناتيء من زقاق ضم على جانبيه مجموعة من دكاكين ، الزقاق هو الآخر قد انسرب من ذراع شارع أتعبه المارة والعربات وحين استلقى على ظهره مد ذراعه وأرخاها فكان الزقاق .

دكان صغير ظل مدافا بنكهة الزيت وخطوط الألوان يضج بغبار الشارع ولغط العابرين ، توسط دكانين الأول لحداد مطرقته لاتني تقرع وجه السندان بطرق متواصل مثير والآخر فغر فاه عن طاولة خشبية بدا واضحا عليها انها تنوء بثقل ألواح الثلج التي راحت تتفصد عرقا تحت أشعة الشمس وحرارة الصيف .

جدران دكانه مرايا من ألوان وظل وضوء ، ثمة إيقاع خفيض يدور ويتلوى مثل دخان بخور يحترق ، أتملاها بعمق ، أتأمل نفسي ومايدور حولي ، فجأة أكتشف ان وجهي مرسوم عليها وحين امعن النظر فيها أسمع أصوات أقفال تتثاءب في داخلي مثل غلالات شفيفة تنداح أمامي وغيوم تنجاب مسرعة عن عيوني أحس بعدها بخفقة جناح ، أرتحل بعيدا..... بعيدا

صرت أتردد عليه ، تعرفت على أصدقائه حين كان يضيفهم في كل مرة ، كنت أرنو اليه وهو يحادثهم باجلال واحترام كبيرين ، بصوته الهاديء وايماءاته الناعمة مثل رفيف فراشة ومن خلال أحاسيسه ومشاعره تستيقظ أحلامه ، يأتلق الطموح في وجدانه حين ينفعل باصرار كي يظل قلبه وعاءا وروحه زيتا عندها يغمس ريشته لكي يرسم ، يتمنى دائما ان يشارك في كل معارض الدنيا .

مال برأسه فجأة وهو يهمس في اذني :

ــ هولاء هم ضيوفي " دافنشي وكوخ وجواد سليم وفائق حسن "

لحظتها كانت عينا دافنشي مسمرتين عليه وقد التمعتا ببريق من اعجاب واهتمام حين راحت أنامله تداعب شعر لحيته الفضية ، كوخ كان يدير رأسه بحركات لاارادية كي يسمع مايدور بعدما فقد احدى اذنيه ، جواد سليم وفائق حسن كانا متلاصقين فقد بدوا وكانهما شخص واحد حين شدهما الحديث .

ويظل الزمن لعنة معلقة ، الحلم يكبر لكنه يظل عقيما فقد هب اعصار مقيت حمل بين طياته ركاما من انصال صدئة وأنيابا حادة راحت تقظم كل شيء .

وفي يوم سمعت خبرا عن اقامة معرض أحسست لحظتها أن الفرحة قد تمددت في صدري ، توسلت ساقي ثم توكأت عليهما مسرعا كي أراه ، لكني وجدت أكياس الطحين وقد تحلقت حول المرايا حين اغتالت كل شيء ، خطوط من عتمة سالت ، اشتبكت وتقاطعت فوق وجوه المرايا .

انتصب أمامي مثل تمثال مهجور لحظة صمت تسلقت فيها عيناه زجاج عويناته وهي تطل علي ، سمعت مايشبه الهمس :

ــ اعطني خبزا ... وخذ مني .....

قفلت عائدا وحين استدرت احسست بدمعة ساخنة وقد انسربت فوق خدي ، وحين رفعت كفيّ لكي أمسحها لسعتني حين تحولت الى جمرة استقرت في راحة يدي .



#عبد_الستار_العاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جنوب السودان وطقوس الاستسقاء.. عندما يكون الجفاف موازيا للإع ...
- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار العاني - قصة قصيرة-الاغتيال