أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - ما هي الحاجات الإنسانية















المزيد.....

ما هي الحاجات الإنسانية


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 17:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


من المعروف أن الحاجات الإنسانية متعددة ومتنامية ولكل إنسان احتياجاته من السلع والخدمات كما أن للمجتمع احتياجاته. والتنوع والتنامي في الحاجات الإنسانية يعني تعدد وتزايد كميات ما يحتاج إليه الإنسان من السلع والخدمات، كما يعني تجدد وتنامي هذه الاحتياجات مع مرور الزمن.
علم الاقتصاد هو العلم الذي يبحث في سلوك الإنسان المتعلق باستخدام الموارد الاقتصادية المتاحة لتلبية وإشباع الاحتياجات والرغبات الإنسانية المتنامية، أي سلوك الإنسان المتعلق بإنتاج وتبادل وتوزيع واستهلاك الخبرات المادية في المجتمع.
يشعر الإنسان الذي يعيش في مجتمع ما وفي مرحلة معينة من التطور التاريخي، بحاجته إلى أشياء مختلفة. فهو يحتاج إلى المأكل والملبس والمأوى، وأشياء عديدة أخرى. وبعض هذه الحاجات "Needs" طبيعي وضروري، لا بد من إشباعه للمحافظة على الحياة، أما بعضها الآخر فينشأ عن حقيقة كون الناس يعيشون بشكل جماعي "المجتمع"، وتقرره مجموعة من العوامل المعقدة التي تكون ما يسمى "الثقافة" لمجتمع معين. وقد تكون حاجات الإنسان فردية "Individual" أو جماعية "Collective". (وعلى الرغم من أن الحاجات الإنسانية مستمدة أصلاً من الضرورة الحياتية، فإنها ناتجة عن وجود المجتمع ومتكيفة حسب مرحلة التطور التي بلغها ذلك المجتمع).( )
وإذا كان فقدان الشيء والحاجة إليه يحدث ألماً في النفس، فإن الحصول على هذا الشيء وتلبية حاجة الإنسان يورث اللذة والارتياح. لذلك نلاحظ أن الإنسان حريص على تلبية حاجاته، وتحقيق مأربه بأقصر الطرق.
الحاجة: هي الشعور بضرورة الحصول على شيء ما غير متوافر، والاحتياج هو المحور الذي تدور عليه جميع الأمور الاقتصادية وبسببه يقوم الإنسان بالعمل والإنتاج. والشعور بالحاجة ليس مختصاً بالإنسان وحده، بل إنه يشمل كل ذي حياة في هذا العالم كالنبات والحيوان. والحاجات البشرية متنوعة لدرجة يصعب حصرها، ومع ذلك يمكن تصنيفها حسب موقعها من تلبية الطباع البشرية إلى حاجات مادية وحاجات أدبية (فكرية)( ).
وبذلك تكون الحاجة عبارة عن إحدى الضرورات الطبيعية والاجتماعية اللازمة لاستمرار الحياة المادية للإنسان. (هي الشعور الغريزي أو العقلي الذي يدفع الإنسان إلى إحراز ما لا غنى عنه من الأشياء إما لأجل بقاء حياته أو لحفظ صحته أو لاستكمال أسباب أمنه وسعادته سواء أكان ذلك الشعور ناشئاً عن الرغبة أو منبعثاً عن الضرورة).( )
يحتاج الإنسان في حياته اليومية إلى عدد كبير من الحاجات منها ما هو ضروري لاستمرار حياته، عندما يشعر بالحاجة إلى الغذاء، أو لحفظ حياته من غوائل الطبيعة، عندما يشعر بحاجته للمأوى، أو لحماية صحته من تأثير الحر والبرد ويدرأ عنه الأمراض. والآلام. بالإضافة إلى حاجات أخرى للدفاع عن النفس والحصول على أسباب الراحة والسعادة وهي ما تسمى الحاجيات الفكرية والثقافية وغيرها مما قضت به تطورات الحياة والمدنية، وهي دائماً في تزايد مستمر، ولا تقف عند حد. لذلك لا توجد حدود للحاجات الإنسانية. فإذا أشبع الإنسان حاجة معينة، فسرعان ما تظهر حاجة أخرى.
وتلبية حاجة واحدة للإنسان قد تحتاج إلى أكثر من سلعة واحدة (إذا أراد الإنسان الكتابة يحتاج إلى الورق والحبر والقلم). لذلك تكون السلع متكاملة في بعض الأحيان لإشباع حاجة الإنسان. وهذا ما يسمى صفة (التلازم Complementarity) للحاجة. كما تتنافس السلع فيما بينها لتلبية حاجة الإنسان عن طريق وجود السلع البديلة التي يمكن أن تلبي الحاجة نفسها. وتقوم بالمهمة ذاتها الصفة التنافسية.
وتختلف الحاجات في أهميتها وفي حدتها، كما تختلف بحسب الزمان والمكان والأشخاص. وللحاجات صفة اللامحدودية "Unlimited" .( ) ومن الصعب تقسيم الحاجات إلى صنوف محدودة لكثرة عددها وتنوعها، ولكن من الممكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات رئيسة هي: الحاجات الضرورية، الحاجات الثانوية، وحاجات الترف. وذلك وفقاً لأحوال الإنسان المادية والمعنوية والاجتماعية.
المجموعة الأولى - حاجات مادية ضرورية لا يستغني عنها أحد كالطعام، والشراب، والكسوة، والمسكن. وتظهر الحاجة للغذاء والملبس والمسكن لدى الإنسان البدائي وكذلك لدى الإنسان في أكثر المجتمعات تقدماً ومدنية، والاختلاف هنا يظهر في طرق إشباع هذه الحاجات نفسها، مثلاً الإنسان البدائي يشبع حاجته للغذاء عن طريق أكل اللحم النيء، ولحاجته للملبس عن طريق جلود الحيوانات البرية وفروها، وحاجته للمنزل عن طريق المسكن في المغاور، في حين نرى أن الإنسان المتحضر وبخاصة في المجتمعات المتقدمة والغنية يلبي حاجته للغذاء عن طريق أغذية مختارة، ويلبس أزياء مدنية مختلفة، ويسكن في منازل مؤثثة جيداً، ومع هذا نرى الإنسان هذا أو ذاك يلبي ويشبع الحاجات نفسها التي تسمى الحاجات البيولوجية، وهذه هي المجموعة الأولى من حاجات الإنسان.
المجموعة الثانية - الحاجات الثانوية منها ما هو كمالي كالسياحة ومشاهدة المسرح، والسينما، والقراءة، والثقافة. وتظهر بصورة متفاوتة أو على درجات وهذا مرتبط بتطور الإنسان وعلاقاته مع بقية الأفراد وتبدل الظروف المحيطة به. بكلمة أخرى نستطيع القول إن مجال هذه المجموعة من الحاجات ونوعها يكونا مرتبطين بالمستوى الثقافي للمجتمع ويمكن تسميتها حاجات ثقافية، من هذا الحاجات مثلاً المسرح، الكتاب، السجاد، اللوحات الرحلات خارج البلد والسيارة، ومن السهل هنا ملاحظة أنه كلما ارتفع المستوى الثقافي لمجتمع معين ازداد حجم هذا النوع من الحاجيات.
المجموعة الثالثة - وهي حاجات التـرف والبـذخ مثل تأسيـس النوادي والجمعيات (أدوات اللهو).

التفريق بين المجموعات الثلاث سالفة الذكر مسألة نسبية، وتختلف بحسب البنية، والعمر، والزمان، والمكان. ( ) ويمكن أن تكون الحاجة هي عادة مستمسكه في النفوس فلا بد من تلبيتها كالتدخين، كما تنتشر الحاجات بين الناس بعاملي التقليد والاقتباس، وقد تكون الحاجة موروثة.
إن عملية تقسيم الحاجات إلى حاجات بيولوجية (طبيعية ضرورية) وحاجات ثقافية (كمالية) إنما هي عملية نسبية أي أنه لا توجد حدود واضحة بين هذين النوعين من الحاجات في أي بلد سواء أكان غنياً أم فقيراً. بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الحاجات الثقافية قد تتحول إلى حاجات طبيعية بيولوجية في مجتمع ما مع نمو الإمكانات في هذا المجتمع وتطورها.
وإذا نظرنا للأمور من زاوية أخرى نستطيع أن نقسم الحاجات إلى حاجات فردية وحاجات جماعية، على سبيل المثال الحاجة للملبس حاجة فردية يشبعها كل فرد بطريقته الخاصة، وتعد حاجة الأمن وحاجات التسلية، الطرق، وسائل النقل …إلخ حاجات جماعية. إن ظهور الحاجات الجماعية جاء نتيجة للحياة المشتركة التي يعيشها الناس في المجتمعات، وتزداد هذه الحاجات مع ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة تعقيداتها.



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثرياء العالم والعرب 2007 و2018
- قسطنطين زريق.. رئيس الجامعة السورية، مرجعيّة العرب الجامِعة
- أكبر 10 دول منتجة للنفط الخام في العالم
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 414/ 2022 التخصصي، حصاد ...
- نظام النقد المحلي ونظام النقد الدولي
- جمهورية بولندا (بولونيا) معلومات أساسية
- الاقتصاد المصري في القرن العشرين
- التواصل بين الشعوب بوساطة الترجمة
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 413 التخصصي/2022، أخبار ...
- الاشتراكية العلمية كنظام اقتصادي اجتماعي
- مجلة شؤون عربية، جامعة الدول العربية
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 413 التخصصي/2022، الجان ...
- أحدث كتاب يستعرض تجارب 6 دول عربية في مجالات التعاونيات، بقل ...
- الاشتراكيات ما قبل العلمية
- جائزة نوبل في الاقتصاد 2022 لثلاثة أمريكيين على بحثهم في: ال ...
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 412/2022 M E A K Weekly ...
- الاشتراكية الديمقراطية، اقتصاد السوق الاجتماعي أم اقتصاد الس ...
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 411 التخصصي/ 2022، الطا ...
- الأسواق دائما على حق... فكرة مجنونة، إخفاق آلية السوق وانهيا ...
- النشاط الاقتصادي والتكتلات الاقتصادية العالمية


المزيد.....




- ميزة -غير عادية-.. كويكب ضرب برلين يناير الماضي يستمر في مفا ...
- اعرف بقي بكام انهارده ؟ أسعار الذهب اليوم الاثنين 6 مايو 20 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية قلقة من المنافسة الصينية
- هناك تحديثات في الواتساب الذهبي بمميزات جبارة ولكن!!.. واتسا ...
- صادرات الصين من الهواتف الذكية تواصل نموها
- انطلاق المنتدى الاقتصادي الأردني العراقي
- هاتف بسعر اقتصادى ومواصفات مش هتصدقها.. مواصفات هاتف ريلمي c ...
- 4 خطوات للشركات الصغيرة لمواجهة الاقتصاد العالمي المضطرب
- السعودية تسجل عجزا قدره 3.3 مليارات دولار بميزانيتها للربع ا ...
- إعداد 23 وثيقة اقتصادية للتوقيع في اللجنة الإيرانية العراقية ...


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - ما هي الحاجات الإنسانية