أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان منشد - عوني كرومي ذاكرة و بورتريه














المزيد.....

عوني كرومي ذاكرة و بورتريه


عدنان منشد

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 7 - 13:31
المحور: الادب والفن
    


يوم عاد الفنان د. عوني كرومي الى بغداد قادما من المانيا في النصف الثاني من عقد السبعينيات الماضي ، قدم مسرحية (غاليليو غاليليه) على المسرح التجريبي في أكاديمية الفنون الجميلة ، وكان العرض حدثا كبيرا في المشهد المسرحي العراقي وقتذاك -
يضاهي وربما يتجاوز –عروض المسرحيين العراقيين الكبار، امثال : ابراهيم جلال وسامي عبد الحميد وبدري حسون فريد وقاسم محمد ومحسن العزاوي وسعدون العبيدي وسليم الجزائري، وغيرهم الكثير.
الطريف ، ان الذي دعاني الى مشاهدة هذا العرض ، الاستاذ عبد الرزاق الصافي ، العضو السابق في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ورئيس تحرير (طريق الشعب) باعتباري أحد المحررين لديه في هذه الجريدة ، على الرغم من انغماري الكامل في القسم الثقافي بادارة الشاعر حميد الخاقاني،
وبوجود الزملاء الاحبة ممن كانوا يعملون معي في القسم المذكور ، ومنهم فاضل ثامر ، الفريد سمعان ، رشدي العامل، يوسف الصائغ، رضا الظاهر ، نبيل ياسين ، عدنان حسين ، فضلا عن الراحلين قاسم عبد الامير عجام وحسين الحسيني.
قادني الرفيق الصافي (أبو مخلص) الى الشارع العام ، حيث سيارته (الفولغا) من نوع (البعيرة) كما يتندر العراقيون على هذا الصنف من السيارات في ذلك الوقت، بفعل الاشاعات والنوادر التي يطلقها البعض من عناصر حزب البعث بحق الشيوعيين العراقيين، خصوصا في استعمالهم للسيارات السوفيتية القادمة من ضفاف نهر الفولغا الروسي. ولكننا ، ويالرحمة السماء وصلنا في الموعد المقرر للعرض ، حيث كان الفنان عوني أول المستقبلين لنا ، وأجلسنا في الصف الامامي من المسرح ، حيث أتيح لنا بعد ذلك ان نشهد عرض (غاليلو غاليليه) بمزيد من الاستقبال الذهني وبأستجابة قلبية شفيفة.
لااذكر ابدا اني رأيت جمهورا من العراقيين تبدو عليهم امارات السعادة والسرور الحقيقية وهم يتواصلون مع تجليات المنهج البريشتي في ذلك العرض خصوصا في سحر(الملحمية) وفعل (التغريب) بقيادة عوني كرومي ، الامر الذي خلخل قناعاتي الشخصية وقناعات العديد من الجمهور حول تجارب الرائد ابراهيم جلال في انهماكاته الاخراجية ذات التوجه البريشتي ، ومنها عروضه المسرحية المعروفة (البيك والسائق/مقامات ابي الورد/أبو الطيب المتنبي...) فكان علي ان أسجل هذا الفارق بين فنان محنك رائد ، وفنان اخر من التلامذة الاصلاء الذي عرف منذ البدء مشاكسة اساتذته المخضرمين في أخطر منهج اخراجي في القرن العشرين ، وكانت مقالتي في (طريق الشعب) بعد اسبوع من هذا العرض ، مثار أسئلة واعتراضات من الوسط المسرحي ،ولكنها على العموم ، كانت البداية الحقيقة في التعرف شخصيا على الفنان عوني كرومي واقامة الصلة معه والانهماك بتجاربه المسرحية القادمة ، خصوصا وانه ينتسب الى فرقه (المسرح الشعبي) بقيادة الراحل جعفر السعدي ، وانا انتسب لفرقة (مسرح اليوم) بقيادة المرحوم جعفر ، وكلا الفرقتين في طابق واحد ضمن عمارة (أخوان ) في شارع السعدون .
وهكذا ، توالت اللقاءات بيني وبين عوني كرومي وأعضاء فرقته وزوجته التي كانت زميلة معي في كلية الزراعة ، نتابع معا احوال المشهد المسرحي العراقي ، ونطمح جميعا في تأسيس مسرح الـ (60 كرسي) ضمن الطابق المذكور بمنطلق عال، وبهمة يسارية معروفة في ذلك الزمن الصعب.
اذكر ان في دعوة هذا الفنان لتشييد هذا المسرح التجريبي الذائع الصيت معاناة كبيرة والماً شديدين . وكان يصارحني ويصارح الكثير من زملائي في فرقتي (المسرح الشعبي) و(مسرح اليوم) قائلا: ان المسرح الذي بين أيديكم يستحق المعاناة وصبر التأمل ، انه ينهك الاعصاب ، وقد يثير الرعب ،ولعل أقل ما يقال فيه انه يحمل على التذمر.
وصدقت هذه النبؤة لعوني في أول عروضه المسرحية (مس جوليا) لسترنبرغ على هذا المسرح ، حيث تذمر الفنان أديب القله يجي وزوجته الفنانة المعروفة وداد سالم ، بعد معاناتهما الحقيقية معه في تدشين مسرح الـ(60 كرسي) لاعتبارات كثيرة لا يسمح المجال في ذكرها وكانت ثالثة الاثافي معي ، حينما كتبت عن عرضه المذكور بقلب مخلص يشتاق الى مسرح التغيير الذي سعى اليه عوني بشكل محموم ، وتذكيرا بمنهجه البريشتي . ولكنه –للاسف الشديد – انفعل وتذمر كثيرا لما كتبت ، بل هاج وماج ، ثم رفع شكوى تحريرية عني الى ادارة (طريق الشعب) فساءني منها حجم التهكم والشتائم بحقي ، على الرغم من ان تجربته المسرحية في ذلك الزمن لاتتعدى العرضين المذكورين فضلا عن عرض اولي سمعت به مرارا وتكرارا قبل سفره الى المانيا تحت عنوان (المسيح يصلب من جديد ) تحت اشراف ابراهيم جلال وجاسم العبودي، في أول تجربة لمشروع (ستوديو التمثيل) في بغداد. فأشركني موقف عوني المذكور في حيرتي واضطرام نفسي ... فكان طلاق بالثلاث لاعماله المسرحية اللاحقة ومنها (رقصة الاقنعة /كشخة ونفخة/ كريولانس /ترنيمية الكرسي الهزاز.. وغيرها ) ، ولكن ، عوني هو عوني



#عدنان_منشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاضل خليل ذاكرة .. و .. بورتريه
- ممثلات عراقيات في دائرة الغربة
- الاضاءة والعرض المسرحي
- مخرجون عراقيون في دائرة الغربة
- الفنان فاضل عواد : لافرق بين هندوسي ومسلم وسيبقى شلالنا الاب ...


المزيد.....




- مهرجان كان السينمائي: مسك الختام مع -بذور التين البرية- للإي ...
- الفنانة الروسية أوسبينسكايا بصدد إصدار ألبوم أغان من قصائد م ...
- كواليس مثيرة لأشهر -خناقة- هذا العام في مهرجان كان (فيديو)
- مصر.. الفنان سعد الصغير يكشف حجم ثروته
- بيلا حديد تخطف الأنظار بفستان مستوحى من الكوفية في كان (فيدي ...
- -التركيز على الجودة-... مهند البكري شخصية العام العربية السي ...
- عيد مع أحبابك “محمد امام” و “احمد عز” .. أفلام موسم عيد الأض ...
- بعد إعلانه الخضوع للعلاج الكيماوي.. الفنان السعودي محمد عبده ...
- الدويري: حديث غالانت عن تعزيز قواته بغزة ترجمة لعدم تحقق أهد ...
- روسيا تؤكد صلة أوكرانيا -المباشرة- بهجوم المسرح


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان منشد - عوني كرومي ذاكرة و بورتريه