أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي مسعاد - ماذا يعني أن تكون مهاجرا سريا ، اليوم ، في أوروبا ! ؟‍‍‍‍‍‍‍















المزيد.....

ماذا يعني أن تكون مهاجرا سريا ، اليوم ، في أوروبا ! ؟‍‍‍‍‍‍‍


علي مسعاد

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 04:34
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



"....يأتي المغاربة والمغربيات لكن ليس خلف طارق بن زياد في غزو مسلح ، وإنما في غزو مختلف ، غزو المحرومين والضعفاء والمرضى والجائعين..."
من مقال لخايمي كومبامي ، تحت عنوان : "الذهب والمورو"

علي مسعاد

الخبر الذي أوردته ، هذا الصباح ، صحيفة "المساء " المغربية ، الحديثة الصدور ، في زاوية " مختصرات" عن إيقاف 52 مرشحا للهجرة السرية ، أمر يدعو، في إعتقادي الشخصي ، إلى القلق و طرح المزيد من الأسئلة الحرجة و العميقة ، عن الظاهرة وأسباب تفاقمها ، بشكل كبير و لافت للنظر ، فجرائد الصباح كما نشرات الأخبار الصباحية منها والزوالية ، لا تكاد تخلو من، هكذا أخبار، حزينة و مؤلمة ، تدمي القلب وتزيد من جراحاته ، خبر، الصحيفة المذكورة، يقول بالحرف "إعترضت وحدة من البحرية الملكية يوم الأحد قاربا مطاطيا يحمل 52 مرشحا للهجرة السرية، جميعهم من أصل مغربي قرب رأس الورش "45 كلم شمال الناظور ". وتجدر الإشارة إلى أن السلطات المحلية بالناظور أوقفت في إطار عمليات محاربة الهجرة السرية، حوالي 2322 مرشحا للهجرة السرية ، من بينهم 271 جزائريا و385 آسيويا ، وذلك خلال الفترة الممتدة مابين فاتح يناير وفاتح أكتوبر" إنتهى الخبر .
فتدفق المزيد من المهاجرين غير الشرعيين ،على السواحل الإسبانية ، رغم كل الشعارات العنصرية الحاقدة و المتزايدة ، و التي تتعالى ، هنا وهناك ، من زعماء اليمين المتطرف ، و الذين يصرحون ، صباح مساء ، في كل مناسبة وبلا مناسبة ، و في كافة وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية منها " فرنسا للفرنسيين والأجانب إلى بلدانهم " ، وعدد "قوارب الموت " الذي لا تتوقف ، و تقل ، كل لحظة ، الأطفال والشيوخ ، النساء كما الرجال ، وحتى الأطفال الرضع
رغم كل ما حدث ويحدث ، أما م أعيننا ، جثث يلفظها البحر و تمل ء شاشات التلفزة ، كما الوصلات الإشهارية ، دون أن تجد لدى الآخرين ، صدى يذكر .أمر يجرنا وبشكل جدي إلى طرح الأسئلة تلو الأسئلة، عن أسباب هذه الظاهرة التي أصبحت مادة دسمة للصحافة بشقيها المكتوب والسمعي البصري منه كما للأدب :
- لماذا يفكر كل هؤلاء في الهجرة إلى أوروبا وأمريكا ، وبأي ثمن ؟!
- كيف تهون عليهم حياتهم ، إلى هذه الدرجة ، ويرمون بأرواحهم إلى البحر ؟!‍‍‍‍‍
هناك سبب ما .
قد تكون سياسة الحكومات ...
قد يكون الحلم بحياة أفضل ....
قد يكون الشعور بالإحباط والقهر و الضياع ...
أم أن الأمر يبدو أبعد من ذلك فقر وبطالة ولاشيء في الأفق .
أم لست أدري ؟‍
فقبل أيام صدرت للكاتب المغربي الفرانكوفوني المعروف الطاهر بن جلون رواية "رحيل " التي تدور حول قضايا الهجرة السرية مترجمة إلى اللغة الكطلانية ، بعد ترجمتها إلى اللغة الإسبانية الأم "القشتالية "،"رحيل " هي برأي الأوساط الثقافية ، أهم حدث ثقافي في بلاد سرفانتيس ، فالرواية تأتي بالتأكيد في وقتها الراهن ، حيث هناك نقاش وطني حول موجة المهاجرين السريين في السواحل الإسبانية ، بالنظر إلى مآسي الهجرة السرية على الصعيد الأوروبي والإسباني على السواء .
الطاهر بنجلون ليس وحده ، من إلتفت إلى الظاهرة ، فهناك ، كذلك الصحفي المغربي المشاغب ، الأكثر إثارة للجدل ، رشيد نيني ، الذي نفذت الطبعة الأولى من كتابه " يوميات مهاجر سري " ، من المكتبات والأكشاك ، فيكفي قراءة هذه اليوميات التي كتبت بلغة إعتصرتها التجربة الحية الواقعية ، حتى نقف ، عن كثب، على حقيقة أن تكون مهاجرا سريا ، الآن ، في أوروبا ، التي يعني أتوماتيكيا أنك فاقدا للمواطنة ، في أبرز معانيها و تجلياتها ، ففي مقطع منها يقول :"..هكذا تعرفت عن قرب على أنواع بشرية كثيرة في بلدان مختلفة ،.مهاجرون بلا أوراق مثلي .لصوص يسرقون بمبادىء نظيفة يصعب أحيانا عدم الإقتناع بها. مهربون يقودون سيارات فارغة من إيطاليا وإسبانيا نحو المغرب بعقود بيع مزورة وبسائق أوروبي في الغالب . محتالون متخصصون في الزواج بمطلقات يشتبه في كونهن حصلن على ثروة ما بسبب الطلاق .
مزورو جوازات السفر ورخص سياقة. متاجرون في البطاقات البنكية المسروقة من جيوب إنجليز مخمورين في آخر الليل . فحول يعرضون خدماتهم الجنسية مقابل أثمنة محددة للشواذ والعجائز.
متاجرون في أظرفة الكوكايين . بشر يتدبر حياته كل بحسب مواهبه . حتى صار من الصعب أن تكون عربيا في أوروبا دون أن تعطي الإنطباع بأنك واحد من هؤلاء. لكن أن تمكث هنا بلا أوراق يعني ضمنيا أنك قابل مع الوقت للتحول إلى وغد، لأنك ستكون محروما من العمل والإقامة ، وبالتالي من المواطنة ..." .
فأرض الأحلام ، الضفة الأخرى من المتوسط ، ليس دائما مفروشا بالورود ، كما يقال عادة ، فها بطل رواية ، " أمواج الروح " سيرة ...مهاجر سري في باريس ، يكشف بدوره ، واقع الهجرة السرية بكل زخمها وثقلها ، في الصفحة 155" ....وسائل الإعلام تقلقني بأخبارها وهي تترجم لهجة حكامها التي تزيد حدة يوما بعد يوم ، تشير إلى من هم أمثالي وتعتبرهم سببا في بعض الأزمات . حالنا قبل سنوات ليس كحالنا اليوم . تحكم القبضة أكثر فأكثر . كلما زاد الوقت وتعمقت الأزمة يخنقون بالتدرج كل فضاء فيه رئتنا ، لهم تبريرهم ولنا تبريرنا .
-أريد العيش بكرامة فيما بقي من العمر ، ليس إلا . لهم تبريرهم في تحصين بلادهم ، ولي تبريري أن أحيا لا غير ..."
هو شعور قاس و مؤلم ، يتقاسمه كل مهاجر سري ، إستمع ويستمع إلى إعلانات ، وزير الداخلية الفرنسي ساكورزي :" أكثر من 14 ألف أجنبي لا يملكون أوراقا قانونية تم ترحيلهم من فرنسا خلال ثمانية أشهر" .
و ما يزيد جراح المهاجرين السريين، هو كونهم "... عجزوا عن أن يكونوا مغاربة أو أفارقة تماما أو أن يكونوا فرنسيين حقيقة . صاروا يعيشون وضعا مأساويا يبحثون من خلاله عن هويتهم ، وعن الطريقة التي عبرها يوصلون همومهم ومشاكلهم إلى الجهة الثانية ..." *4
وما يزيد الجراح أن "..عددا من الذين يوجدون في وضعية غير قانونية وبحكم الحيف الممارس عليهم
سواء من حيث الأجور التي تصل أحيانا إلى نصف تلك التي يتقاضاها نظرائهم الإسبان أو من حيث الحرمان من الحقوق المدنية الأساسية إلى القيام في بعض الحالات بتصرفات غير مشروعة *5.."، وأحيل هنا ، القارئ ، على أحداث الإيخيدو 5،6،و7 فبراير 2000 ، و التي مازالت الذاكرة الجمعية تحتفظ بكل تفاصيلها .
.ويكفي، برأيي ، إصغاء السمع ، إلى أغنية الفنان الشعبي مصطفى بوركون ، حتى نعايش ،عن قرب ، جحيم الغربة وآلامها :
محدياش ميمتي ،طلي علي وشوفي حالي
يحسن عوان ليباقي فجنب لبحر يتسنى نوبتو
متبكيش الميم إلى وصلك جوابي ،ودعي معاي إلى عاودولك صحابي
هاد الغربة غير مازادت فعذابي
شحال عييت نصب، مليت أنا وصحابي
إلى ما جرب يشوف حالي ويصبرني
لا تبكيش أليم إلى وصلك جوابي
ناس باغي تشري عذاب الغربة بالمال
المجرب يعذرني ويشوف حالي ويصيرني
سمعولي على لغربة نعاود ليكم بلا ما ديرو بحالي "
الآن ، وليس بعد ، أليس ، من حقنا، أن نتساءل ، بمعية بيلار رئيسة قسم المهاجرين بجماعة "
مدريد : comunidad:
لماذا لا يتم إيجاد فرص العمل لهؤلاء الذين يغامرون بحياتهم على ظهر قوارب الموت في بلدهم ، إن الحكومة والمجتمع المغربيين يتحملان الكثير من المسؤولية في ذلك ، كما تتحملها الحكومة الإسبانية التي لا يجب عليها أن تقبل بهجرة غير قانونية ، وتفسح المجال لأشخاص لإستغلال هذه الهجرة وتحقيق الإغتناء السريع ؟‍‍
كما أنه والكلام هنا للدكتورة كنزة الغالي ، مؤلفة كتاب "نساؤنا المهاجرات في إسبانيا " في الصفحة 132 "...يجب على الحكومتين "المغربية والإسبانية "تحمل مسؤوليتهما "أمام هذه الظاهرة الإنسانية وعدم غض الطرف عن مأساة المئات الذين يلتهمهم البحر ،لا قوانين الهجرة الزجرية ولا الأسلاك والرادارات ورجال الشرطة والدرك والحرس المدني يستطيع أن يوقف زحف جيل مصر على التحدي لتحقيق عيش أفضل " وتضيف في موضع آخر من الكتاب و"..ليس للحكومتين حل آخر غير "الجلوس على طاولة الحوار "لتدارس ملف الهجرة من جميع جوانبه .
.هوامش :
1*صحيفة "المساء" الأربعاء 04/10/2006 العدد 15 الصفحة 3
2*"يوميات مهاجر سري " للكاتب والصحفي رشيد نيني ، الصفحة 175/176 ، منشورات وزارة الشؤون الثقافية 1999 ، الكتاب الأول ، مطبعة دار المناهل
3*الكتاب "أمواج الروح" سيرة ...مهاجر سري في باريس ،المؤلف مصطفى شعبان ،الطبعة الأولى 1998 ،مطبعة تريفة /بركان
4*مجلة "حوار العرب " مجلة ثقافية شهرية تصدرها "مؤسسة الفكر العربي" السنة الثانية /العدد 21 أغسطس 2006
مقال "مأزق عرب أوروبا ...المهاجرون المغاربة أنموذجا" للكاتب والمحلل السياسي من تونس توفيق المديني
5*كتاب "الهجرة إلى الموت " إسبانيا وأحداث إليخدو ، للأستاذ عبد الواحد أكمير الصفحة 30
/6*كتاب "نساؤنا المهاجرات في إسبانيا " للأستاذة الباحثة في مجال الهجرة كنزة الغالي ، .منشورات الزمن/2003

كاتب صحفي مغربي



#علي_مسعاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي مسعاد - ماذا يعني أن تكون مهاجرا سريا ، اليوم ، في أوروبا ! ؟‍‍‍‍‍‍‍