أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الامين - الانسان اولا














المزيد.....

الانسان اولا


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أكثر الأشياء التي تحيط بالإنسان ، هذه الأشياء تتمظهر على شكل مألوف ينسجم مع التفكير الإنساني للشخص العادي التفكير والسلوك وتسمى هذه الأشياء بالأشياء الطبيعية أحياناً تنبعث أشياء غريبة بدون علة منطقية ظاهرة وتسمى هذه الأشياء بالظواهر (Phenomenon) … هذه الأشياء لا يستطيع العقل إستيعابها من أول وهلة وتترك رد فعل ذو حدين ... عقل يرفضها ولا يألوا جهد أبداً في سبر غورها ، عقل يرفضها ويبحث عن أسباب ظهورها لعلاجها واستئصالها إذا كانت الظاهرة قبيحة وهذا في حقل الظواهر الإجتماعية والبيئية ، أما إذا كانت الظاهرة طبيعية فيزيائية أو كيميائية أو احيائية … فلا بد أن يتقصى العقل أسلوب المنهج والبحث العلمي في دراسة الظاهرة وإعطاء إجابة علمية شافية لسبب حدوثها …

ليس هناك فرق نوعي بين العلوم الطبيعية والعلوم الإجتماعية من حيث القوانين الخفية التي تربط الأشياء مع بعضها البعض من حيث أنه لكل معلول علة وقد نجد أن هناك محاولات مؤسسة من البعض لتغيب وعي الناس بربط الظواهر الإجتماعية .. كالفقر مثلاً بالغيب ويعطيها بعدا ميتافيزيقيا وذلك ناجم عن الجهل المريع الذي يعشعش في أصقاع البلاد العربية والإسلامية (الجهل هو الجنرال الذي هزم العرب والمسلمين).

إن علم الظواهر (Phenomenology) لا بد أن يتمتع بأدوات البحث والتحليل والإستقراء العلمي للوصول إلى النتائج السليمة التي تستقيم مع العقل المتجرد من نوازع الهوى ودواعي الجبلة والغرض … إن أجلّ ما يمكن أن يقدمه هذا العلم في الوقت الراهن هو دراسة الظواهر السلوكية المدمرة التي يعاني منها الإنسان في زمن أضحى فيه العالم قرية صغيرة مزودة بكل وسائط ووسائل الإتصال ، إن العلوم في مجملها قادمة لتصب في موضع واحد هو النفس الإنسانية

وتزعم بأنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر

حيث أن الإنسان في حد ذاته يشكل ظاهرة غريبة ومزعجة لكل الكائنات الحية في الأرض وذلك لميوله العدوانية الناجمة لتعرضه لمؤثرات مختلفة متباينة تؤثر عليه سلباً وإيجاباً خلال مشواره الطويل القصير في الحياة .. أنا كان مجتمعه أو بيئته ..

البشر يعملون على افساد البيئة وتلويثها وعلى مسخ فطرة الحيوان بهدف الإستفادة القصوى من العائد المادي وذلك للتفكير الرأسمالي النفعي ويمكننا أن نضرب مثلاً بشعاً لذلك وهو استغلال الحيوانات في الأفلام الإباحية ومثال آخر أقل بشاعة إطعام الأبقار اللحوم كما حدث في بريطانيا "جنون البقر" … وبذلك تقوقع الإنسان في الدرك الأسفل من سلم الكائنات الحية وأصبح كالأنعام أو أضل سبيلا … البشر يصنعون آلة الحرب ويهلكون الحرث والنسل من أجل علل وطموحات ذاتية مريضة ونزعات عرقيه إستعلائية ما أنزل الله بها من سلطان …

ويبقى السؤال الحائر كيف تكون البداية ؟! من أجل تقويم النفس البشرية ووضعها على جادة الطريق …

"والمهم أولاً وأخراً ، ليس أن نجد حلاً ما لمشكلة الإنسان ونعيد صياغة الإنسان بطريقة مصطنعة لتقبل هذا الحل .. وذلك لأن كل الحلول إنما تستمد قيمتها من قيمة الإنسان وينبغي لها أن تكون على صورته ، لا أن يكون هو على صورتها .. فالإشتراكية والليبرالية نشأتا من أجل الإنسان وليس الإنسان هو الذي خلق من أجل التجارب للإشتراكية والليبرالية . وهذا الكائن المقدس الذي هو الإنسان يستحق بالضرورة كل الجهد الذي بذله من أجله .. أوَليس بالخير الملاك النائم في أعماقه هو الذي نريد له أن يستيقظ ليعمر الأرض بالخير والمسرة والهناء؟! . ثم أليس في الدنيا ألف باب من أبواب الشقاء للإنسان ؟ وهل ينبغي أن نضيف إلى الموت عصرة القبر بتجارب غير مسؤولة نهبها هي القداسة … بدلاً من الإنسان ؟" *

ما من مجتمع يستطيع أن يعيش من غير مثل أعلى ، يستلهمه في حياته ، ومن دون معرفة واضحة للمبادئ التي تواجه تنظيمه ، فالعهود الكبيرة للحضارة والمدنية هي تلك التي يجتمع فيها هذان الشرطان …

العقل العربي أكثر من أي عقل آخر يحس هذه الحاجة إلى الفهم … إن مواطنينا يريدون أن يعرفوا نوع المبادئ التي يحكمون بموجبها وأي مستقبل يتجهون إليه في النظام العالمي الجديد .



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .........الطاووس
- العراق وسباق المسافات الطويلة
- موت شاعر
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- قصة قصيرة:.........الكلب........
- الاصولية المزعومة والعلمانية المفترى عليها
- العراق والسودان في مخيلة النخبة العربية
- الدولة الدينية والدولة المدنية-الحلقة الاولى


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الامين - الانسان اولا