مهرجان كوبنهاكن الدولي الرابع للسينما

كاظم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 09:56
المحور: الادب والفن
    

ابراز حداثة السينما الأوربيه وتعتيم على السينما الأمريكيه العجوز

حين يبتعد المهرجان السينمائي عن دائرة الترويج السياحي والتأثيرات السياسيه يبرز الجانب الفني واضحا
في نوعية الأفلام المختاره التي شاركت في مهرجان كوبنهاكن الدولي الرابع للسينما والذي ركز فيه على النتاجات الحديثه لمخرجي اوربا الشباب واظهار ماطرحوه من معالجات ورؤى حداثيه لواقع المجتمعات الأوربيه المعاصره والكشف عن طاقات ومواهب واسماء جديده سيكون لها شأنها في مستقبل السينما الأوروبيه.
شارك في المهرجان نحو 145 فيلما غالبيتها انتاج اوروبي او بتمويل مشترك مع احدى الدول الأوربيه. عُرض 135 فيلما روائيا طويلا من بينها الفلم العراقي احلام والفلم الجزائري بركات على هامش المهرجان فيما ضمت المسابقه الرسميه عشرة افلام اوربيه هي: الفيلم السويدي فم لفم لمخرجه بيرن رونكه موليد 1961 . والفيلم الألماني سعيده كأحدهن للمخرجه فانيسا جوب موليد1971 والفيلم الأسباني الأميره للمخرج فيرناندو ليون ارانو والفيلم الأيطالي على حافة الأنحدار للمخرج كيم روزي مواليد 1969 والفيلم الروماني شرق بوخارست كوميليو بورمبوي مواليد 1975 والفيلم النرويجي الرجل المزعج للمخرج ينس لاين مواليد 1969 والفيلم اليوغسلافي غدا صباحا للمخرج أوليغ نوفكوفيج والفيلم الألماني حياة الآخرين للمخرج فلورين هينكل مواليد 1973 والفيلم الفرنسي جارلي يقول للمخرجه نيكولا كارسيا من مواليد الجزائر والفيلم الأنكليزي بيير بوينت للمخرج أدريان شيركولد

الصور المتحركه تستطيع ان تتحدى الجمهور حين تعجز الكلمات عن فعل ذلك . الفيلم الجيد يجعلنا نرى مانعرفه بضوء جديد ويفتح اعيننا على تنوع عالمنا واختلافه والتقاءه في النواحي الأنسانيه على الرغم من التباين في التفكير والعقيده والأنتماء . ان الفلم شريط لذاكره انسانيه شامله تنطلق من محليتها الى العالميه ويفهمها الجميع من خلال لغة الصوره المرئيه والمعالجه الدراميه الفنيه التي يتميز بها الفنان المبدع في طرح ومعالجة حاله انسانيه تميزه عن غيره .
ان التقليد السائد في المهرجانات السينمائيه في الدول الأسكندنافيه هو التركيز على النوعيه والمستوى الفني العالي بعيدا عن استعراضية وكرنفالية هوليوود واستضافة النجوم الكبار بهدف الترويج التجاري والسياحي وغالبا ما تكون لها ميزانيه متواضعه لا تسمح لها بدعوة واستضافة الفنانين المشاركه افلامهم في المهرجان رغم الوضع الأقتصادي الجيد لتلك البلدان . وتعتمد على جمهور السينما المتنوع والذواق الذي يدفعه فضوله لرؤية كل ماهو جديد ومختلف

لقد افتتح مهرجان كوبنهاكن الدولي الرابع للسينما فعالياته بأحدث فيلم للمخرج الدنماركي العالمي لارس فون تريه ( رئيس لكل شئ ) وهو فيلم يتميز بكوميديا ساخره نفذه بتقنيه متواضعه بإسلوب الدوكما اثاراستغراب المشاهدين والنقاد بسبب التناول السطحي في طرح موضوعته وهو المخرج المعروف بعمقه في التناول والمعالجه الفنيه والحائز على السعفه الذهبيه في مهرجان كان عن فيلمه الرقص في الظلام ورفض عدة عروض للعمل في هوليوود .
واختتم المهرجان احتفاليته يوم امس بالفيلم الدانماركي الكلاسيكي المعروف ( الجوع ) للمخرج هننك كارلسن الذي اخرجه عام 1966 ونال حينها شهره عالميه واسعه وجرى منحه في حفل اختتام المهرجان جائزة البجعه الذهبيه تقديرا لمجمل اعماله السينمائيه

وكانت مفاجأة المهرجان حصول الفيلم الروماني شرق بوخارست على بجعتين ذهبيتين الأولى لأفضل سيناريو والثانيه كأفضل فيلم . وهو فيلم يعرض بسخريه ذكريات بعض المواطنين من خلال برنامج تلفزيوني حول احداث انتفاضة الشعب الروماني و الأطاحه بنظام شاوشيسكو وهو الآخر انتاج بسيط
ومتواضع يفتقد الى الكثير من المواصفات الفيلميه المتعارف عليها . يبدو ان الطرح الكوميدي الساخر
لحدث سياسي هام هو الذي حفز لجنة التحكيم على منح الفيلم بجعتين ذهبيتين من بحيرة البجع الدنماركيه .

كما أحتضن المخرج الأيطالي كيم روزي هو الآخر وبجداره بجعتين ذهبيتين كأفضل مخرج وأفضل تصوير عن فيلمه على حافة الأنحدار كما حصل الممثل الألماني اولريك موهه على البجعه الذهبيه كأفضل ممثل عن دوره في فيلم حياة الآخرين والممثله الألمانيه هايدرون بارثالوموس كأفضل ممثله عن دورها في الفيلم الألماني سعيده كأحداهن

فيما اختفت الأفلام الأميركيه في صالات الشوارع الخلفيه بعيدا واجهات الضوء التي تعم دور العرض التي احتضنت الأفلام المشاركه في الدوره الرابعه لمهرجان كوبنهاكن الدولي للسينما

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل