أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مزاحم مبارك مال الله - نحو تشكيل المجلس العام للصحة في العراق















المزيد.....

نحو تشكيل المجلس العام للصحة في العراق


مزاحم مبارك مال الله
(MUZAHIM MUBARAK MALALLA)


الحوار المتمدن-العدد: 7437 - 2022 / 11 / 19 - 11:00
المحور: الطب , والعلوم
    





كما هو معروف، أن القطاع الصحي يعاني كما تعاني القطاعات الأخرى في الدولة من وضع متردٍ و كذلك من واقع سلبي مركب بحاجة ماسة وعاجلة الى جهود مخلصة جادة لأجل وضع الأسس الحقيقية لأنقاذ هذا القطاع من واقعه الذي بدأ يقع بضلاله المؤلمة على المواطنين ، وهو أصلاً عانى من مفاصل الدولة المشلولة التي تحتاج هي الأخرى الى أعادة تأهيل .
وبالتأكيد و ليس بالغريب أن تكون النتائج أو المحصلة النهائية أو الواقع المعني هو أنعكاس لكل المعاناة التي تعيشها قطاعات البلد بعد السلسلة الطويلة من الأنتكاسات .
وقد أثبتت الحركة العامة للتأريخ والمجتمع سواء في العراق أو في غيره من البلدان ، أنه لأجل بلوغ الغايات الأنسانية المقبولة والمعتمدة من الجميع ، أن لا مناص من أشراك كل القوى وبكل وجهات نظرها وبكل أرائها وبكل تصوراتها وأيضاً بكل أمكاناتها مهما كانت بسيطة أو متواضعة ، من أجل بلوغ الوسيلة الأمثل والأصح والعملية والواقعية بل والمنطقية والمقبولة لحل أية مشكلة تواجه أي بلد أو تواجه أي مجتمع .
ومما لاشك فيه أن الأطراف المتعددة والتي تهمها مصلحة الوطن والمواطن لاتختلف على مُسلّمات هي بواقع الأمر تعّد من بديهيات الوطنية الحقة .
أن الواقع الصحي في العراق يعاني من جملة من السلبيات ما كانت و لم تكن وليدة ذاتها ، أي لم تكن بمعزل عن الظروف المحيطة المسببة لها والمؤثرة فيها ، لذا فلمعالجة هذه السلبيات يُحتّم تآزر كل الجهات ذات العلاقة وهي بحاجة كذلك الى المعالجات الأيجابية والتي يجب أن تنالها القطاعات الأخرى على حدٍ سواء .
ولأجل أن نكون بالجانب الأمين من المعالجة علينا أن نهيكل الأسس أو الجوانب التي نتعامل معها وهي :
أولاً ـ الجانب المهني
ثانياً ـ الجانب الأكاديمي
ثالثاً ـ الجانب المشترك
أذ أن الواقع الذي يعيشه الواقع الصحي في البلد هو نتاج للواقع الذي تعانيه الجوانب والأسس أنفة الذكر .
ففي الجانب المهني ، يعاني القطاع الصحي من :ـ
1. قلة المؤسسات الصحية ( مستشفيات ، مستوصفات ، مراكز صحية عامة وتخصصية ، عيادات شعبية ..الخ)
2. عدم تناسب الطاقة الأستيعابية الفعلية لهذه المؤسسات مع متطلبات الواقع المفروض والمتمثل بالزيادة السكانية.
3. رداءة الوضع الأنشائي والبيئي للغالبية العظمى من هذه المؤسسات .
4. قلة الكادر الطبي والصحي والوسطي والخدمي في هذه المؤسسات .
5. عجز المعدات والأجهزة الطبية والمختبرية والشعاعية والتشخيصية عن تقديم الخدمات للمواطنين بسبب تأخرها التكنولوجي من جانب وقلتها من الجانب الأخر .
6. قلة الأدوية والعلاجات بشكل عام ، ورداءة أنواع الكثير من الأدوية والعلاجات المستوردة ، وتعطل الأنتاج المحلي الحكومي ، وعدم تنظيم وهيكلة الآلية العلمية والتجارية الصحيحة التي تجيز أستراد وتوزيع الأدوية والعلاجات من قبل القطاع الخاص ضمن الضوابط المعروفة هذا أضافة الى ظاهرة التسريب والتي تدل على الخلل الكبير وعلى الفساد المستشري في المؤسسات الصحية الحكومية .
7. أستفحال الفساد الأداري والمالي .
أما الجانب الأكاديمي ، فالقطاع الصحي يعاني فيه من :ـ
1. التخلف عن الركب العلمي المتطور السائد الأن في المؤسسات الصحية العالمية .
2. قلة وضعف البحوث العلمية في المؤسسات الصحية .
3. وجود هوّة بين العلوم الطبية الدراسية المنهجية والبحثية للكليات الطبية العراقية وبين ما يجري دراسته وتناوله وتداوله في المعاهد الدراسية الطبية العالمية التي تُدرّس فيها أخر النظريات والتطورات العلمية .
4. عدم وجود آلية محددة تجعل من أطبائنا في تماس مباشر مع العلم والدراسات والبحوث الحديثة بحيث تستخدم هذه الآلية كوسيلة رئيسة في منح رخصة مزاولة المهنة أسوة بالدول التي تهمها صحة المواطن وكذلك تطور الطبيب العلمي والأكاديمي .
5. وجود عزلة ( للأطباء العراقيين ) بسبب سياسة النظام السابق بشمولهم بالدورات العلمية والأيفادات الطبية والتي تجري في الدول المختلفة كممارسة متعارف عليها لتبادل الخبرات والدراسات بين جامعات ومستشفيات العالم .
6. هناك نقص بيّن وواضح في الشبكة المعلوماتية الطبية الميدانية للخارطة الصحية في المجتمع ، بسبب عدم توفر و قلة الأحصاءات من جانب وعدم دقتها إن توفرت من جانب أخر .
7. نمو ظاهرة التعليم الطبي في القطاع الخاص(كليات ومعاهد صحية أهلية) وهذا يشكل خطر حقيقي على نوعية الكوادر الطبية والصحية المؤهلة لممارسة المهنة.
وفيما يخص الجانب المشترك ، والمقصود بهذا الجانب هو كل ما يمكن أن تشترك به الصحة مع فعاليات ونشاطات قطاعات أخرى خارج وزارة الصحة ، مثل وزارة البيئة ، وزارة الزراعة ، البيطرة ، أسالة الماء ، الخدمات البلدية ، جهاز التقييس والسيطرة النوعية ، القضاء ، الشرطة ، وزارة الأعمار والأسكان ، وزارة الصناعة ، وزارة الخارجية ، الأعلام ، النقابات وغيرها من المواقع الرسمية وشبه الرسمية والتي تساهم بشكل أو بأخر أو تدخل ضمن روافد صحة الأنسان ، فالقطاع الصحي يعاني في هذا الجانب من :ـ
1. ضعف الروابط بين نشاطات وزارة الصحة وبين مختلف القطاعات المساهمة والساندة أو تلك التي تدخل في عملها .
2. غياب لجان التنسيق بين وزارة الصحة وبين كل المؤسسات أنفة الذكر .
3. عدم وجود هيئة عليا مشتركة ( بين وزارة الصحة وبين الدوائر والمؤسسات ذات العلاقة ) تتمتع بأستقلاليتها عن مركز القرار الحكومي في أتخاذ القرارات الحاسمة ، تأخذ على عاتقها مهمة التعامل مع موجات الأوبئة المشتركة بين الأنسان والحيوان .
4. ضعف الرقابة الصحية بسبب أنفصام عُرى التنسيق بين السلطات القضائية الصحية وبين السلطات التنفيذية في وزارة الداخلية .
5. عدم تفعيل الصناعة الوطنية سواء ما يخص الأدوية والعلاجات والمستلزمات الطبية أو تلك التي تهم أعادة تأهيل المواطنين من ذوي الأحتياجات الخاصة .
6. فقدان أو قلّة التشريعات التي تُلزم الجهات المعنية بتقديم كل التسهيلات للقطاع الصحي .
7. فقدان أو ضعف ضوابط عمل المستشفيات والمختبرات ومراكز التشخيص الأخرى الخاصة التي من المفروض العمل بها في مجال الشريحة الأهلية (أو القطاع الخاص) منعاً لأستغلال المواطنين والمتاجرة بأمراضهم .
ومن كل ما تقدم ، فأننا نرى أنه قد آن الأوان للقيام بالخطوة المناسبة لتحريك الساكن، أو لتغير الواقع المؤلم ويكفينا الندب والشكوى، نحن بحاجة الأن أكثر من أي وقت أخر للنغير ونبدأ بالعمل نحو المستقبل الذي تأمله الأجيال العراقية.
أن مهمة تجديد وتطوير وتأهيل وتنمية الواقع الصحي في الوطن هي مهمة مشتركة ولايمكن للحكومة وحدها أن تنجزها مهما حشدت من طاقات وأمكانيات لأن المهام الملقاة على عاتق القطاع الصحي هي مهام مشتركة مع العديد من قطاعات وشرائح المجتمع، بل وتشمل الكل سواء من الجهات الحكومية أو الشعبية متمثلة بمكونات المجتمع المدني ، وبالتالي فعملياً تبدو المهمة أو المهام بحاجة ماسة الى جهود كل القوى السياسية ذات البرامج الوطنية الواضحة .
ولأجل تحقيق هذه المهمة وكخطوة رئيسة وحساسة لتنفيذ ما يجول بخاطر الوطنيين الأحرار فهي تكمن وكما نراها في تأسيس (( المجلس العام للصحة في العراق )) ، وهذا المجلس يتألف من كل الجهات ذات العلاقة بالصحة والأمراض ، بالمواطن وحياته ، بالوطن وبيئته ، ويأخذ على عاتقة سن وتشريع كل القوانين والتعليمات والأوامر والتوجيهات التي تصب في مجرى الصحة والعلوم الطبية .
أن التأخر والتخلف بالقطاع الصحي وما ترتب ذلك سلباً على صحة المواطن وعلى قواه الأنتاجية وبالتالي جعل البلد يأنّ من ويلات الأمراض الفتاكة فأنه لم يشمل فئة دون أخرى أو عمّ شريحة وترك الثانية ، بل جاءت بلواه على حياة حياة كل العراقيين بلا أستثناء وشمل حتى الزرع والضرع .
ليس أمامنا خيار أخر فالتركة ثقيلة والمهام صعبة وكثيرة ومعقدة ومتشعبة ، وهي بحاجة الى كل الجهود والى قوّة القرار والى كامل الصلاحيات .



#مزاحم_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)       MUZAHIM_MUBARAK_MALALLA#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عناوين على صفحة كورونا (2-2)
- عناوين على صفحة كورونا (1-2)
- وجهة نظر
- ليس من الصحيح ..
- هل ستعود الجماهير الى ساحات التحرير ؟
- شفّة الأرنب ..حالة جراحية
- -أقتحام السماء- تأملات في الحراك الشعبي
- ذكريات التنوير والمكابدة - قيّم النضال الرفيعة في سفر الشيوع ...
- الأجراءات الشكلية والموضوعية لتعديل الدستور العراقي لسنة 200 ...
- ضوء على واقع الوضع الصحي في العراق
- صفحات ذهبية في سيرة مناضل - ثابت حبيب العاني
- 80 الصبي الشيوعي
- عرض كتاب جاسم الحلوائي -موضوعات سياسية وفكرية معاصرة-


المزيد.....




- ثبت الان.. تردد قناة سبيس تون الجديد 2024 على جميع الاقمار ا ...
- منظمة الفضاء الإيرانية تستعد لإطلاق 5 إلى 7 أقمار صناعية ال ...
- فيتامين دي قد يحارب السرطان
- باحثون يطورون آلية لرصد الاتجار المحظور بعاج الفيلة
- المركز الخليجي للوقاية من الأمراض يعقد اجتماعه الثالث لشبكة ...
- إليك بعض العادات الصحية التي ستجعلك صديقًا للبيئة بشكل أكبر ...
- اتفاقية لإنشاء أول مشروع لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال ...
- “أرتاحي من زن العيال” نزل تردد قناة سبونج بوب الجديد Spongpo ...
- “الفأر والقط المشاكسين” نزل تردد قناة توم وجيري الجديد TOM a ...
- -الملح والماء- يمهدان الطريق لأجهزة كمبيوتر تحاكي الدماغ الب ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مزاحم مبارك مال الله - نحو تشكيل المجلس العام للصحة في العراق