أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي خضر - الموسيقى وجنون العظمة














المزيد.....

الموسيقى وجنون العظمة


علي خضر

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 01:02
المحور: الادب والفن
    


خلال السنوات الأخيرة، وبالضبط منذ نهاية تسعينات القرن العشرين، بدأت الصحافة المكتوبة وبعض المواقع الالكترونية العراقية في أوربا بنشر مقالات وأخبار عن بعض فناني الموسيقى والغناء في العراق تحتاج لوقفة تأملية. الشئ الذي يثير التأمل والحيرة هو أسلوب ومحتوى هذه الكتابات الخالية من التواضع والتي تجعل من هؤلاء الفنانين عباقرة عالميين وقمم الموسيقى في العالم المعاصر. إن هذه الكتابات المبالغ بها والخالية من أي نظرة نقدية علمية والمنزلقة وبحماسة معلنه إلى عملية المدح الرخيص والتفاخر الفارغ تذكرني بأسلوب طبالي وزماري النظام الدكتاتوري البائد الذين كانوا يكتبون كل شئ لرفع مقام سيدهم المجنون إلا الحقيقة من أجل كسب حفنه من الدنانير. اني أرجو أن لا تعتبر كلماتي هذه محاولة للإنقاص أو للإساءة من كل الفنانين وكل من يكتب عنهم بل هو تساؤل مشروع عن أسباب استخدام هذه الأساليب المريضة من قبل البعض. إن هذه الكتابات ليس لها أي قيمة تاريخية أو فنية أو إخبارية، فلماذا أذن تكتب ولمن توجه؟

لا اعرف الجواب الدقيق على هذا السؤال لأنه يحتاج إلى محلل نفساني وخبير إعلامي، لكني أستطيع أن أعطي رأي بالموضوع بكوني احد المختصين وبعبارة أخرى أحد حاملي الشهادات العليا في الموسيقولوجي وأمارس عملي وبشكل فعلي في هذا المجال، كما واني أتابع عمليا وعلميا عملية التطور الموسيقي في الغرب وفي العراق.

الملاحظة الأولى التي أرى من الضروري ذكرها هي كون هذه المقالات البائسة ظاهرة جديدة بدأت بالظهور بعد وصول مجموعة معينة من الموسيقيين والمطربين إلى أوربا وذلك في نهاية التسعينات. أقول ذلك لأني لم اقرأ سابقا كتابات من هذا النوع بالرغم من وجود فنانين عراقيين مهمين في أوربا. ومن ميزات هذه الكتابات الكذب، فنجد مثلا ذلك الموسيقي الذي يدعي بأنه درس الموسيقى في أهم المدارس العربية وحصل على الجوائز الكبيرة فيها وهو في حقيقة الأمر لم ينهي حتى السنة الأولى من دراسته في أحدى هذه المدارس. وهناك مثلا موقع لموسيقي فاشل ينشر الأخبار الغير صحيحة عن مشاركته بالمهرجانات العالمية، وكذلك عن إصداره للأقراص الموسيقية والتي قي حقيقتها لا تعود له وهذا يعني بأنه سرقها من غيره، ويعتبر نفسه الوريث الشرعي لمدرسة بغداد الموسيقية.

الملاحظة الثانية تتعلق بمستوى الوعي وبالدور الفني لهذه المجموعة من الموسيقيين، اذ نجدهم متخلفين فكريا وخلقيا وفاشلين فنيا. وربما هذا هو السبب الذي جعلهم يصابون بمرض جنون العظمة. وهذا يقودني لأذكر أحدى فرق المقام العراقي التي تدعي بالأصالة والوطنية لكنها، وبدون أي خجل، تجند الأقلام للكتابة عنها ومدحها على طريقة صعاليك العصر العباسي، مستخدمة أسلوبا كتابيا وإعلاميا يجعل، من جانب، منها شيئا لا يوجد له مثيل في تاريخ الموسيقى والغناء، ومن جانب آخر يقلل من أهمية الفنانين الآخرين.

الملاحظة الثالثة تتعلق بهؤلاء الكتاب، فنجدهم من غير المختصين في الموسيقى والغناء وقسما منهم وبكل بساطة من الهواة وقد طُلِب منهم الكتابة بشكل صداقي وفي بعض الأحيان مقابل خدمات معينه يقدمها لهم الفنان الذي طلب منهم أن يكتبوا عنه. ونجد هؤلاء يكتبون بنفس الأسلوب الذي كان يستعمل في صحافة النظام البائد. فهم يستغلون بساطة المستوى المعرفي الموسيقي عند العراقيين فيقومون بتسطير ما يخدم مصالح ضيقة لا تهدف إلى تطوير الوعي الموسيقي أو العمل الفني بل إشباع مرض جنون العظمة عند هذه المجموعة الطفيلية من الموسيقيين. ولا يتوقفون عند ذلك، فهم يساهمون بنشر الإشاعات الهادفة للإساءة لهذا ولذاك من الفنانين الآخرين وذلك لتشويه سمعتهم وللانتقام منهم.

ان الوصولية والانتهازية والكذب واستعمال القوة ونشر الإشاعات والانتقام من الآخرين وشراء الأقلام والذمم وغيرها من الأساليب الوسخة هي طرق عمل تخص عالم السياسة والسياسيين وتهدف إلى الحصول على السلطة والسيطرة عليها، أما في عالم الموسيقى، فان هذه الأساليب لا مكان لها لأنه لا توجد سلطة يتم القتال من اجلها، كما إن هذه الأساليب تنفضح بسرعة لأنه لا أسرار في الموسيقى، أما مرض جنون العظمة فيمكن معالجته من خلال مراجعة المحللين النفسانيين.






#علي_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى ومسئولية الكتابة
- المقام والفلامنكو
- ما أشبه البارحة باليوم!
- المثقف والخيارات الصعبة
- من الانتخابات إلى التقسيم
- من يقف وراء سياسة تأهيل البعث
- المافيا البعثية تعود للسلطة


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي خضر - الموسيقى وجنون العظمة