أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إبتسام عبيدات - الوطن يبكي رجاله... إلى راتب عبيدات














المزيد.....

الوطن يبكي رجاله... إلى راتب عبيدات


إبتسام عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 06:35
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لا أعرف لماذا أشعر باستفزاز كبير يدفعني للكتابة عن تلك المرحلة بالذات، وكأن الذاكرة علقت هناك إلى الأبد...مرحلة الثمانينيات ( 1980م _ 1987م).
تسري في جسدي قشعريرة الذكريات فتشعرني بالفخر والفرح والألم، ما زلت أذكرك أيها المناضل أيها الرائع الثوري الجذاب، لم تغب شمسك أبداً عن سماء ذاكرتي، مازلت نابضاً بالحياة تسكن ضلوعي، ولن يقتلعك غبار النسيان أو صدأ غربتك، فأنت المعلم وستبقى المعلم، إحدى وعشرون عاماً وما زلت تنتصب أمامي رمزاً لا يسهل تهميشه أو تركه في ركن من الذاكرة.
قبل واحد وعشرين عاماً في الثمانينيات كان التاريخ أنت وكنت جزءاً ممن كتبهم تاريخ تلك المرحلة، كنت وما زلت الرمز في نظري... لا أستطيع أن أتصور أن يكون هناك فكراً وعلماً وحباً وجنوناً وثورة دون أن تكون أنت هناك...أذكرك مناضلاً من الصف الأول.
وجهك في ذاكرتي دائماً مبتسم وشارباك الكثان ينتصبان في وجهك كجناحي نسر منتفض، كم أشعر بالفخر بأن هناك صلة تربطني بك، أنت، يا شجرة سنديان ضربت جذورها عميقاً في أرض الوطن، لقد كنت القوة والثقة والتحدي............
أنت، يا ثورة ما زالت مستمرة بيننا....آه أيها الرجل... ليت التاريخ توقف، أيتها الأيام ألا تعودين؟؟ وأنت أيها التاريخ لما لا تعيد نفسك وتعيد المجد والعزة والكرامة للرجال؟
هناك أنت منذ واحد وعشرين عاماً، وبقينا نحن هنا منذ واحد وعشرين عاماً، في ذلك الزمن كان لنا وطن أما اليوم فأصبحنا بلا وطن، عندما كان هناك تاريخ كان الفكر والمبدأ والحرية والكرامة تنام وتصحو معنا، أما الآن فما عاد هناك فكر ولا وطن ولا تاريخ.
الأوطان تقتل الرجال، وتبكي، وتفتقد الرجال، وكل منا يختار مصيره وفي النهاية كلنا للوطن، لماذا لا يكون للوطن ذاكرة... ولماذا تخطيء الأوطان الاختيار.
أيها المقاتل... أيها الرجل الذي غطت الغربة رأسه شيباً قبل الأوان... أيها المعلم مهما نأت بك الأيام ستبقى، لقد حفرت أيامك، ذكرياتك داخلنا بالحب والأمل والألم والحزن والفرح، لن تحول السنون تاريخك من النسيان ومن الصدأ...
ولو خير الوطن لما اختار إلا رجالاً من أمثالكم، بعد واحد وعشرين عاماً أصبح كل شيء قابل للرهان حتى البشر وحتى الأوطان... وما زالت الروليت الروسية تمارس ومازلنا مشدودين بسحرها، ونحن لا نمارس إلا عجز الانتظار... ونحلم بتاريخ آخر ومصير آخر لنتحرر من أنفسنا وسلبيتنا وخوفنا... لا عليك فالوطن بخير، راهن فكل شيء أصبح قابل للرهان....
أحلم بشيء مختلف بزمن مختلف ولكن؟!!
راهن أيها المثقل بهموم الوطن والغربة كل شيء أصبح مثيراً للاشمئزاز، من بعدك أنت لم يعد لنا أسماء، وما عاد لنا لغة، أصبحت الأرقام تتحدث، بلا رقم بلا رصيد أنت بلا اسم وبلا وطن، فالوطن الآن ليس بحاجة لمن هم عالة عليه...يريد رجالا تنتفخ جيوبهم وتدلى كروشهم، وتنتفخ أوداجهم من التشدق بالوجاهة والنزاهة...، فهم أصحاب هذا الزمان وهم من يكتبهم التاريخ الآن... لذا لا عليك... ما زلت تحمل اسماً لا مكان له ابق... ابق هناك... تتجرع كأس الذكريات، وقف على أطلال الأمجاد ولا تجعل ذاكرتك تتخطى حدود حتى لا تطعن الذاكرة، أيها الرجل المثقل بالغربة... المثقل بالحنين والجوع للثم تراب وطنك... ترجل من ألمك وحنينك، كفاك وجعاً فوجعك وجعي وقاتلي، كفاك يا من أحببت كل شيء فيك حتى خطاءك، إني أكتبك بألم وفرح الذاكرة، بذاكرة توقفت أيامها وعلقت وما عادت ترغب أن تعيش التاريخ.
" هناك شيء أسمه سلطة الاسم وهناك أسماء عندما تذكرها تكاد تصلح من جلستك وتطفيء سيجارتك، تكاد تتحدث عنها وكأنك تتحدث إليها بنفس تلك الهيبة وذلك الانبهار الأول" إليك أيها الرجل الذي هدته الأيام وغيبته الغربة انزف دم ذاكرتي...

أختك إبتسام عبيدات



#إبتسام_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عمدة نيويورك يحذر من -جهات خارجية- تثير مشكلات في احتجاجات ا ...
- عزالدين اباسيدي// المجالس التأديبية، كاتم الصوت.
- بيان المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بمناسبة عيد الشغ ...
- لقطات من الحملة التي أقامها الحزب الشيوعي العمالي العراقي بن ...
- على طريق الشعب.. عشية انعقاد المؤتمر الرابع للتيار الديمقراط ...
- بيان تيار المناضل-ة فاتح مايو 2024: الكفاح العمالي، ومعه ال ...
- فاتح مايو يوم نضال العمال/ات الأممي: بيان الشبكة النقابية ال ...
- رغم القمع، المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين تتوسع في الولا ...
- سمير لزعر// الموقوفون، عنوان تضحية الذات الأستاذية وجريمة ا ...
- حاكم تكساس يهدد المتظاهرين في جامعة الولاية بالاعتقال


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إبتسام عبيدات - الوطن يبكي رجاله... إلى راتب عبيدات