الوجهة الحقيقية للخطوط الجوية العراقية

محمد فائز عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 7384 - 2022 / 9 / 27 - 15:10
المحور: السياحة والرحلات
    

تاريخيا، تأسست شركة الخطوط الجوية العراقية في عام 1945 ميلادية وبدأت بتسيير رحلاتها في بداية عام 1946. تعتبر شركة الخطوط الجوية العراقية من أوائل شركات النقل الجوي في عالمنا العربي. توقفت الشركة عن العمل في بداية التسعينيات كجزء من عقوبات الأمم المتحدة جراء احتلال الكويت. كما وعاودت بتسيير رحلاتها بعد عام 2003 الى الأردن وإيران ولاحقا الى عدد من الدول المجاورة بالإضافة الى عدة واجهات اوربية وافريقية واسيوية لاحقا.
كمواطن عراقي أجد من البديهي أن أفضل الناقل الوطني على بقية شركات الخطوط المحلية والدولية عند سفري داخل أو خارج العراق. بصراحة أكثر، أجد من المنطقي أيضا أن أفضل الطائر الأخضر على بقية الشركات عندما تكون سعر التذكرة مناسب مقارنة بالسعر المقدم من بقية الشركات.
حديثا وخلال هذا العام، قطعت (اشتريت) تذاكر سفر لي ولعائلتي للسفر خارج العراق على متن الخطوط الجوية العراقية. كانت الوجهة هي لاحدى البلدان العربية القريبة لغرض عمل بعض الفحوصات الطبية.
لتزامن موعد الرحلة مع ما بعد زيارة الأربعين هنا في كربلاء، كان من الصعوبة ان أمتلك الحرية والوقت الكافي في اختيار يوم وموعد الرحلة نظرا لحجوزات زوار الإمام أبي عبد الله الحسين (ع) للعودة إلى بلدانهم.
كان لرحلتي أن تقلع عند تمام الساعة السادسة صباحا من مطار النجف الأشرف. نقلني أنا وعائلتي أحد الأصدقاء عند تمام الساعة الثانية فجرا. وصلت لمطار النجف عند تمام الساعة الثالثة والنصف فجرا. عند تمام الرابعة كنت قد استكملت إجراءات السفر والحقائب وختم جوازات السفر ومستعد للسفر جالسا في صالة الانتظار في المطار.
عند الساعة الخامسة وخمس واربعون دقيقة تقريبا وانا مازلت متابع لشاشة الرحلات المغادرة ولا تحديث يذكر عن موعد فتح بوابة الدخول للصالة الخاصة بالرحلة. تمر الدقائق ولا تحديث يظهر. بدأت أستفسر عن موعد الرحلة الحقيقة من بعض موظفي المطار وبدون إجابة واضحة. وبعد كثرة التساؤلات من قبل المسافرين تم إبلاغنا بأن موعد الرحلة قد تأجل كون الطائرة حاليا في الجو تنفذ رحلة من أسلام آباد (الباكستان) الى مطار النجف الأشرف وبعدها سوف تنقلكم جوا الى مقصدكم.
وبعد دقائق وأنا اتابع شاشة الرحلات المغادرة إذ أتفاجئ بأن موعد رحلتي قد تغير ليكون عند تمام الساعة الحادية عشر صباحا (أي بعد خمس ساعات من موعدها المحدد)
وهنا عاد بي الزمن للمقارنة الى عام 2014 بحادث مقارب وأنا اعود من احدى مطارات الدول الأوربية الى ماليزيا (حيث كنت أكمل دراستي العليا هناك). كان الموعد المقرر لرحلتي عند تمام الساعة التاسعة مساءا، حينها وصلت الى المطار قبل السابعة مساءا بقليل وعند مشاهدة شاشة عرض الرحلات المغادرة، علمت بأن الرحلة قد تأجلت الى تمام الساعة الحادية عشر مساءا. بعد ساعة من الوقت تقريبا (أي عند حوالي الساعة الثامنة مساءا) قررت الاستفسار من الموظف المسؤول عن شركة الخطوط الجوية عن سبب التأخير ليخبرني بأنهم قد حجزوا لي تذاكر على شركة خطوط أخرى وبنفس التوقيت لكي يجنبونني التأخير الحاصل بسببهم. وفعلا استلمت تذاكري الجديدة وسافرت على الخطوط الثانية عائدا الى ماليزيا.
وهنا تجدر المقارنة بين شركات النقل الجوي التي تحرص على سمعتها وبين الشركات التي لا تكترث لسمعتها والتي وللأسف من ضمنها الخطوط الجوية العراقية.
الطعام في مطار النجف الأشرف
ونظرا لكون رحلتي قد تأخرت، شعرت بالجوع أثناء تواجدي في المطار وقررت أن أطلب بعض الأطعمة من إحد مطاعم الأكلات السريعة في المطار. وبعد الطلب ودفع المبلغ، استلمت وجبتي. و يا لها من وجبة لا تليق بأن تأكل من قبل البشر، فالوجبة كانت قديمة وواضح جدا أنها مطهوة أكثر من مرة قبل أن تقدم للزبون وذات رائحة غير مقبولة جدا كوجبة طعام. فتركت الوجبة ولم أستذوق منها شيء.
العشرون دولار
ما زاد استغرابي أن على كل مسافري شركة الخطوط الجوية العراقية (ناقلنا الوطني!!!) من مطار النجف دفع مبلغ عشرون دولار أجور مطار على عكس بقية الخطوط الجوية التي تهبط وتقلع من مطار النجف الأشرف فهي غير مطالبة بدفع تلك الأجور علانية (على أقل تقدير) كالخطوط الجوية العراقية.
وهنا أدركت حجم الدعم في بلدي كما في مطار النجف الأشرف للناقل الوطني في عمله و تسيير رحلاته.
الملخص
أن تجربتي للسفر من مطار النجف ألخصها بأن المطار والخطوط الجوية العراقية والعاملين في المطار هم جزء من منظومة الدولة كمؤسسات أو أفراد، فهم ونحن أيضا، شركاء فيما آل اليه العراق. أن الخطوط الجوية العراقية كذلك مطار النجف الأشرف كمؤسسات هي كمثل الوزارات وغيرها من دوائر الدولة والتي لم تقدم ما طمح له الشعب بعد كل هذه السنوات من الاقتتال والفساد والمحاصصة.
لله درك يا عراق....

#محمد_فائز_عيسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات