أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هوزان حسن - هل يستطيع النظام السوري العودة إلى الشعب ...؟














المزيد.....

هل يستطيع النظام السوري العودة إلى الشعب ...؟


هوزان حسن

الحوار المتمدن-العدد: 501 - 2003 / 5 / 28 - 01:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

جراء التهديدات الأمريكية لسوريا والتي جاءت على لسان مسئوليها، وبمنحى تصاعدي قاسٍ بعد سقوط بغداد، تحركت كافة أطياف المجتمع السوري وخرجت معظم مواقفها بين الرفض أو التنديد والدعوة لإجراء تغييرات جوهرية في الوضع الداخلي لكي يستطيع المجتمع مواجهة التحديات الجديدة ، ولا يغفل عن البال ما قاله الباحث برهان غليون ( فالعديد من الأوساط الأهلية التي فقدت الأمل في أي تغيير داخلي ....رأت في الضغوط الخارجية التي تمارسها اليوم واشنطن على الحكومة السورية بداية الطريق لإزالة حكم حزب البعث الذي ينفرد بتقرير مصير البلاد ...- أخبار الشرق 3أيار 2003 ) ، وقد توضح بعد زيارة باول إلى دمشق أن القيادة السورية استطاعت توليف سياساتها الإقليمية مع المطالب الأمريكية     ( والتي أكدها رضا واشنطن من أقوال المسئولين السوريين ) ، وكان سهلٌ عليها تنفيذ تلك المطالب ، ما دامت هذه الإجراءات لا تمس كرسي الحكم ، من خلال التعاون في ملف الإرهاب سابقاً وحالياً وإغلاق الحدود مع العراق وتسليم الفارين إلى القوات الأمريكية وإغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينية في دمشق وعدم التدخل في الشؤون الفلسطينية ، ووعود غير معلنة عن العلاقة السورية اللبنانية والعلاقة مع حزب الله.
صحيح أن النظام السوري يختلف عن النظام العراقي من حيث مستوى الممارسات الاستبدادية والقمعية تجاه الشعب ، وفي المواقف القومية العربية ، إلا أن طبيعة العقلية هي ذاتها، فهو نظام شمولي يعتمد على طغيان الحزب الواحد على كافة أمور البلاد من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ونقابية وعسكرية...، وإذا أخذنا الدرس من التجربة العراقية حيث قدّم النظام الكثير من التنازلات في مجال ترسانة الأسلحة وعمليات التفتيش وقبول قرارات مجلس الأمن ، لكنه لم يستطع تقديم أي تنازل، ولو طفيف في المجال الداخلي أو الانفتاح على الشعب، حتى في لحظات سقوط صواريخ الكروز والتوماهوك عليه ، بل استمر في إعدام السجناء وقتل الأبرياء إلى أن التقط أنفاسه الأخيرة، من هنا نستنتج أنه لا يمكن للنظام السوري بطبيعته الحالية الدفاع عن الوطن واستقلاله أو إجراء تغييرات داخلية باتجاه المصالحة الوطنية والديموقراطية وتأمين حقوق الإنسان، حيث قال الدكتور طيب تزيني في بيان له وزع بتاريخ 17/4/2003 ( لقد تصدع النظام العربي بكل تجلياته القطرية ، وتصدعت معه الأوهام التي نسجها حول التنمية والديموقراطية والتحديث والكرامة وفي هذا وذاك ، دلل النظام المذكور على أنه لم يمتلك شرف الحفاظ على الاستقلال الوطني والدفاع عنه بجدارة )...،وإذا عدنا إلى فترة الرئاسة الجديدة في سوريا والتي قاربت الثلاث سنوات ، لوجدنا تعثر الإصلاحات الاقتصادية المنشودة واستمرار الأزمة في مجال الصناعة والتجارة والزراعة وفي الحالة المعيشية للمواطنين وغير ذلك ، وقطع الآمال في مجال الإصلاحات السياسية من خلال قمع الحريات ومحاربة القوى السياسية المعارضة والعودة إلى تشديد القبضة الأمنية وإطلاق أحكام قاسية بحق سجناء الرأي والتهديد والوعيد لكل من ( يراهن على الخارج...)..،نعم وفي هذه اللحظات التاريخية الصعبة ، كل أطياف المجتمع السوري ترفض التهديدات الأمريكية وتطالب السلطة بالعودة إلى الشعب وتصحيح العلاقة بين الدولة والمجتمع وإجراء إصلاحات سياسية وطنية ديموقراطية ...ولكن هل الأمل قائم؟ وهل نستطيع أن نراهن على النظام السوري؟..أقول لا...لماذا؟ لأن النظام يعرف جيداً حين إجراء أية خطوة تغيير في دعائمه ( حزب البعث – الأجهزة الأمنية ) أو في الدستور أو في مؤسسات الدولة ، يكون قد بدأ مرحلة نهايته وبدأت تنهار معه مصالح القائمين عليه ، لذلك سيظل مستأثرا بالسلطة وبالثروات ولا يستطيع التخلي عنها وإن حصل أي تغيير سيكون شكلياً لا يمس الجوهر.
سمعنا بعض الأقاويل عن مطالب أمريكية بإجراء تغييرات داخلية في سوريا من قبيل ( نظام الحزب الواحد – الدستور – إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية ) ، هنا أجزم أن واشنطن غير جادة في هذه المرحلة من المطالب المذكورة بل تريد بها تحقيق أولوياتها في الملفات العراقية والفلسطينية واللبنانية ، وستضغط في الاتجاه الداخلي عندما ترى أن النظام السوري أصبح غير قادرٍ على خدمة توجهاتها في المنطقة..،إذاً على من وماذا نراهن؟...إن تكاتف كافة القوى الوطنية المعارضة ودعاة المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان والتقائها حول برنامج وطني شامل يضع الحلول لكافة القضايا ويعيد للمواطن كرامته هو السبيل الأفضل لحماية الوطن والمواطن وعلى أساسه قد تطرّ السلطة للانفتاح على الشعب.
إن العلاقة السورية الأمريكية لابد أن تصل إلى طريق مسدود ، وعلاقة السلطة السورية مع المجتمع ستتأزم أكثر فأكثر ، فعند التقاء هاتين العقدتين مع بعضيهما ، هل من ضرر إذا تعاون طرفي المعادلة الثاني لتجاوز الطرف الأول وإيجاد السبل الكفيلة للتطور بالوضع نحو الأفضل ؟ ...سؤال سيجيب عليه كل مواطن سوري في المستقبل.
إن الشعب السوري لا ينتظر القدر وفي ظل نظام يأبى العودة إليه ومعارضة سياسية ضعيفة لابد أن يتمسك ولو بقشةٍ تطفو به إلى السطح ليرى النور والحرية.
-----------------------------------------------------------------------------------------
نقلاً عن جريدة الوحدة – يكيتي- الجريدة المركزية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي) –العدد 118 – أيار 2003



#هوزان_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هوزان حسن - هل يستطيع النظام السوري العودة إلى الشعب ...؟