أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هويدا صالح - عادل السيوي يمارس لعبة المرايا المتقابلة














المزيد.....

عادل السيوي يمارس لعبة المرايا المتقابلة


هويدا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:19
المحور: الصحافة والاعلام
    


نجوم عمري ، نجوم يطلون علينا من ذاكرة عادل السيوي الحيوية والدافئة ، أثروا الماضي وشكلوا جمالياته من خلال إبداعهم الفياض ، تغللوا في ذواتنا واحتلوا مساحة دافئة وإنسانية شكلت وجداننا ، هم نجوم الستينات حيث المد القومي ، حيث كان هناك مشروع عربي محدد الملامح ، عصر استثنائي رغم قسوته وهزائمه الكارثية ، عصر يحتاج لعين خاصة تمسك بلحظاته الحميمية ولا تفلتها ، تتجاهل اللحظات الشائعة ، تبحث عن الجمال الكامن خلف هذه الوجوه ، يحرره ، يطيره في الفضاء حولنا أشعة عشق ومحبة ، يواصل عادل السيوي لعبه ولهوه ببراعة شديدة وجرأة نادرة بعيداً عن خلفيات المثقف المعرفية وقناعاته الأيدلوجية ، إنها نوستالوجيا مصرية شديدة الخصوصية ، محتشدة بصور ورموز موحية ومخاتلة ، منذ النظرة الأولي نعتقد أنها مجرد بورتريهات لوجوه طالما عشقناها ، لماضٍ جميل حيث زمن الحب والإلهام وخصوصية اللحظة التاريخية ، ولكننا ما إن نبحر في ذلك البحر الزاخر بصور الذين ألفناهم وأحببناهم حتي ندرك أن عادل السيوي يمارس لهوه غير البرئ بتسليط الكاميرا في لقطة كلوز أب علي رموز ساهمت في تشكيل رؤانا ووجداننا ، وجوه تحية كاريوكا وعبد الحليم حافظ وليلي مراد وصلاح جاهين وسعاد حسني وشادية وغيرهم من وجوه زمن العشق والهوي ،، يحرر تلك الأرواح الهائمة ، يقيم لها كرنفال حب وبهجة ، يلعب عادل السيوي بمساحات اللون علي المساحات الورقية والخشبية والتوال ، عفوية اللون تبعدك تماماً عن الكاميرا التسجيلية ، هو غير معني برصد الواقع الفوتوغرافي لهذه الوجوه ، بل هو يلملم ملامحهم من ذاكرة محبة ، ورؤية فكرية تتواري بذكاء خلف التفاصيل المدهشة لهذه الوجوه المحبوبة ، اختار لحظة لكل وجه ، عبد الحليم ولحظاته الباردة ، صباح في قمة نضجها الفني والأنثوي ، شادية ببراءتها وألفتها ، أسمهان وغموضها ، وليلي مراد وجمالها الشفاف ، وسعاد حسني أنوثة ناضجة وطاغية ، من منا لم يقع في غرام سعاد حسني ولم يحلم بها ، يتساوي في ذلك الذاكرة الذكورية والذاكرة الأنثوية فسعاد حسني معشوقة الجميع ممن عاشوا هذه الفترة ، من منا لم يهتز طرباً علي كلمات جاهين وهي تنطق بها بشقاوة بالغة " يا واد يا تقيل " ، من منا لم يضحك ملأ قلبه علي تعليقات عبد الفتاح القصري ولم يحفظ له جملاً بعينها يرددها من وقت لآخر، فلا نقدر علي أن نمنع أنفسنا من الضحك وصوته يجلجل في الفراغ " ست أنا مش شايف أيها ست " أو يستدعي تعليقه علي جمال أخاذ " أنا في عرض مرصد حلوان " ، ربما يدفعنا سحر الماضي وعفويته إلي رؤية ناقدة لواقعنا المعاش ونقد هذا الواقع ، والوقوف في حيرة ودهشة أمام مستقبل يبدو غامضاً وكابياً ؟!
إن الفنان عادل السيوي يقبض علي لحظة كشفية ، يستبطن صوره ، بذل الفنان جهداً ضخماً حتي يفلت من مكتسبه الإبداعي كمصور محترف منذ أواخر السبعينيات وحتي الآن، أفلت من مرجعياته وانطلق صوب ماضٍ تواري خلف الانهيار الكامل لمنظومة القيم الأخلاقية والإبداعية والإنسانية ، لهث الفنان وراء حلم سرق منا ، لمح شعاع الضوء المنسرب من ماضيه الجميل ، أغوته نداهة العشق ، فأسقط عليها ضياع الحلم ، وضياع الهوية ، أراد أن يعيد للشخصية المصرية روحها الضائعة من خلال رموز كمنت في الضمير الجمعي للأمة ، حاول أن يخاتل المتلقي ويسرقه من واقع قاهر ليلقي به في بهجة الأوان ودفئها ، يقرب له صوراً للأحبة ، يوازن بين عقله ووجدانه ، فحين نستدعي وجوه ذلك الزمن لابد أن نستدعي روحه ، لذلك فلعبه ليس بريئاً تماماً ، ليس منفلتاً من معلوماتية ومعرفية الفنان المثقف صاحب وجهة النظر والأيدلوجيا ، لهوه تمّ ببراعة وذكاء حتي يبدو غير مقصود ، لهو قدم جداريات صغيرة علي حوائط الروح التي هدها التعب ، وما يدعو للدهشة أن الفنان لا يكتفي بعرض لوحاته في قاعة عرض علي الجمهور المعني بالفن التشكيلي ، بل يتعدي هذا الدور ويطبع جدارياته الجميلة في كتاب مقروء ، حتي ينال أكبر مساحة ممكنة من التواصل مع القارئ وليس مشاهد الفنون التشكيلة المتخصص ، وبذلك يحقق الهدف الذي يصبو إليه أي فنانٍ مبدعٍ ، يملأ المساحات الفارغة في الروح ، وهذا يدل علي اكتمال ونضج مشروع عادل السيوي الإبداعي ، فالفنان حين يكتمل مشروعه الإبداعي يبدأ في اللهو واللعب ، واستعراض مهارات الإبداع المتميزة .تخرج عادل السيوي من كلية الطب عام 1967 ، ثم درس الفن بالقسم الحر في كلية الفنون الجميلة ، ثم سافر إلي إيطاليا ، ثم عاد إلي القاهرة ليبدأ مشروعه الإبداعي بأول معرض جماعي قدمه في المعهد البريطاني بالقاهرة عام 1993 ، وبعدها توالت المعارض الجماعية والفردية ، حتي فاجأنا بتقديم هؤلاء النجوم الذين لملم ملامحهم المخاتلة من ذاكرة جماعية جعلتهم أيقونات للفرح ، وأقم لهم كرنفالهم الخاص في قاعة المشربية ، وقاعة كريم فرنسيس .



#هويدا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريهام


المزيد.....




- إسرائيل تقصف مواقعا لحزب الله في بعلبك ردا على إسقاط مسيرة ف ...
- -مع تفكك تحالفه السياسي، نتنياهو يواجه معركة في الداخل الإسر ...
- مهرجان سباق قوارب التنين التقليدية في تايوان
- تعرف على أبرز ردود الفعل على تبني مجلس الأمن مشروع قرار أمري ...
- يورو 2024 - الإرهاب والتهديد الروسي أكبر التحديات أمام ألمان ...
- الخارجية الأمريكية: تعرض أربعة محاضرين أمريكيين بجامعة صينية ...
- نائب ياباني: قمة سويسرا حول أوكرانيا قد تؤدي إلى إطالة أمد ا ...
- بعد إفلاس شركة سياحية شهيرة.. 11 ألف سائح أوروبي في ورطة كبي ...
- بالفيديو.. ظرف مشبوه يتسبب في إغلاق مكتب وزير الصحة الإسرائي ...
- اجتماع ليبي تونسي لبحث إعادة فتح معبر رأس اجدير وناشط حقوقي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هويدا صالح - عادل السيوي يمارس لعبة المرايا المتقابلة