أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اتحاد الكتاب السودانيين - كلمة الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين فى افتتاح المؤتمر العام 20/9/2006م















المزيد.....



كلمة الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين فى افتتاح المؤتمر العام 20/9/2006م


اتحاد الكتاب السودانيين

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


20/9/2006م
إ ك/أ ع/المؤتمر العام/3/2006م


بسم الله وباسم الوطن
(كلمة الأمين العام فى افتتاح المؤتمر العام 20/9/2006م)

السيد رئيس اتحاد الكتاب السودانيين ،
الزميلات العزيزات والزملاء الأعزاء ،
ضيوفنا الكرام ،
أحييكم أطيب تحيّة فى هذا الصباح الخريفى ونحن نتهيأ لأن نضع حبة القرنفل الأخيرة فوق كعكة (الميلاد الثانى) لاتحادنا العتيد ، مؤكدين أنه بالاعتماد ، من بعد الله ، على قوة الارادة والعزم والتصميم ، فإن الأسطورة يمكن أن تنقلب واقعاً ، وأن الخرافة يمكن أن تستحيل إلى حقيقة ، وأن طائر الفينيق يمكن أن يطلع من رماده بالفعل لا بلغو الحديث.

لكن ، بقدر ما يسعدنا أن يلتئم جمعنا هذا بعد غياب قسرى دام لما يناهز العقدين ، وأن تصير قلتنا كثرة بانضمام هذه الباقة اليانعة من شباب الكتاب والكاتبات الذين أنجبهم ، خلال سنوات الغياب تلك ، هذا الرحم السودانىُّ الولود ، فإن إحساساً بالفقد العظيم يكاد ، مع ذلك ، لا يبرح جوانحنا ، إذ نتلفت يمنة ويسرة فلا نرى بين صفوفنا تلك الكوكبة الماجدة من حُداة قافلتنا الذين رُزئنا بأن غيَّبهم الموت الحق عن عالمنا ونحن أحوج ما نكون إليهم ، فلحقوا ، تباعاً خفافاً سراعاً ، بجمال محمد احمد ، أمير أمراء (سَرَّة شرق) الذى كان أول من تسنم قيادة هذا الركب القاصد قبل أن يسبقهم أجمعين إلى الرحيل: على المك ، وجيلى عبد الرحمن ، ومحمد عبد الحى ، وعبد الرحيم أبو ذكرى ، ومحمد عمر بشير ، وعثمان خالد ، وأحمد الطيب زين العابدين ، وصلاح أحمد ابراهيم ، وسر أناى كلويلجانق ، وعلى عمر قاسم ، ومحمد الحسن دكتور ، وخالد حسين الكد ، وعلى عبد القيوم ، وعمر الطيب الدوش ، ومحمد عثمان كجراى ، وعبد الهادى الصديق دار صليح ، وعصمت زلفو ، وحسين شريف ، ومحمود محمد مدنى ، مثلما ارتحل أيضاً ، فى بعض منعرجات هذا الغياب الفادح ، طيب الذكر والأثر الباقى عبد الله الطيب. ثم ها هى نوائب دهر الكتابة والصحافة فى بلادنا تأبى ، أخيراً وليس آخراً ، إلا أن تفجِّر بين يدى مؤتمرنا هذا أخطر وأشنع فواجعها بمقتل الصحفى البارز الأستاذ/ محمد طه محمد احمد ، رئيس تحرير صحيفة (الوفاق) ، غيلة وغدراً. نعم ، لقد غادر أولئك أجمعهم هذه الفانية إلى ملكوت الله ، خلال الفترة الماضية ، فلا أقلَّ من أن أدعوكم كى نقف دقيقة صمت حداداً وترحُّماً على أرواحهم الغالية التى نكاد نسمع الآن رفيف أجنحتها الخضر من حولنا.
...................................
...................................
عليهم رحمة الله ورضوانه أجمعين.
...................................
...................................

أما بعد ، أيتها الأخوات والاخوة الأعزاء ،
فلماذا كلُّ هذا الاعتزاز والاحتفاء بالميلاد الثانى لاتحاد الكتاب السودانيين؟! بل ما الذى ، تراه ، برغم كرِّ السنين العجاف وتعاقب الحادثات الغلاظ ، يدفع هذه الجمهرة من أهله داخل البلاد ، كما وفى المغترَبات والمَهاجر ، لكلِّ هذا الاعتصام النبيل بميثاقه ، والاستمساك النادر بعروته الوثقى؟!

يطيش ، يقيناً ، سهم أية محاولة للاجابة لا تأخذ فى حسبانها مقاربة السببيَّة الفكريَّة الاجتماعيَّة الكامنة فى أساس هذا الكيان الذى ما كان له ، أصلاً ، أن يكون لو ان الدافع إليه لم يتعدَّ ، كما يعتقد البعض خطأ ، مجرَّد النزوة الجمعيَّة العابرة ، أو الرغبة الساذجة فى تقليد ما صنع الآخرون فى بلدانهم ، أو اقتفاء آثارهم حذوك النعل بالنعل. فالحقيقة التى لا مراء فيها هى أن حركتنا الثقافيَّة شهدت ، عبر تاريخها الحديث ، عدة محاولات للمِّ شمل الناشطين فى هذه الجبهة ، لكنها جميعاً لم تبلغ ، على تنوع لافتاتها واختلاف فتراتها ، أبعد من تنظيم اتحادات تقليديَّة (للأدباء) ما كان غالبها بمنجاة من تدخلات الاصابع الحكوميَّة ، إما مباشرة أو من خلف ستار ، حيث يُحشد لها ، فى البداية ، بعض الشعراء والقصَّاصين والنقاد لأغراض التأسيس وتسمية اللجان التنفيذيَّة ، ثم ما يلبث أن ينفضَّ السامر لتنهمك رموز تلك اللجان فى صراعات صغيرة حول فرص الأسفار الخارجيَّة وما إلى ذلك مِمَّا تعده ميزة لها وحدها ، بينما يعود غالب الأعضاء إلى المراوحة الكاسدة بين الانكفاء ، من جهة ، على مشاعر الاحباط الكتيم ، أو فشِّ الغبائن بالنميمة اليائسة ، وذمِّ التهافت واجترار الحكايات المملة عن الوقوف الطويل بأبواب السلاطين ، وبين البحث مجـدَّداً ، من الجهة الأخرى ، عمَّا يروى الغلة لكيان يكافئ الأحلام ، ويستوفى الأشواق ، ويحمى الحقوق المعنويَّة قبل الماديَّة. ومع ذلك كله فقد كانت حظوظ (الأدباء) فى التنظيم أوفر من حظوظ أهل (الكتابة) فى غير (الأدب) ، مِمَّن لم يُقدَّر لهم أن ينتظموا فى جمعيات يؤبَّه لها ، كجمعيات (الاقتصاديين) أو (الحقوقيين) ، مثلاً ، أو علماء (الاجتماع) أو (التاريخ) أو ما إلى ذلك.

غير أننا ، عندما نستحضر الآن ذكريات عصف الأدمغة الرصين الذى جرى ذات خريف بعيد فى أواسط سبعينات القرن المنصرم ، وفى إطار (الندوة الأدبيَّة) الأنيقة التى كان يديرها المرحوم عبد الله حامد الأمين بصالونه بأم درمان ، حيث انطرحت ، ربما لأول مرة ، بواكير الأفكار الأوليَّة حول ضرورة التضامِّ المستقل لكلِّ القابضين على جمرة (الكتابة المبدعة) فى حقولها المختلفة ، من (الأدب) إلى (العلوم الاجتماعيَّة) ، بالنظر إلى ظروف السودان الذى تتفشَّى الأميَّة الأبجديَّة بين نسائه ورجاله بمعدَّلات مخزية قد تبلغ نسبة الثمانين بالمئة فى أفضل التقديرات أو تزيد ، وتتضاءل فيه ، تبعاً لذلك ، نسبة المتعلمين إلى مجموع السكان ، ونسبة المثقفين إلى مجموع المتعلمين ، ونسبة منتجى المعرفة الانسانيَّة إلى مجموع المثقفين ، فإنما نستحضر ، فى الحقيقة ، وقائع اللحظة التاريخيَّة التى بلغت فيها المراكمة المعرفيَّة الجمعيَّة درجة الدفع التحويلىِّ المطلوب للكفِّ عن مواصلة التفكير بذلك الأسلوب القديم ، ولنفض الأيدى عن تلك الاشكال العقيمة ، وللانتقال ، من ثمَّ ، إلى تأسيس كيان مدنىٍّ متجانس ومستقل عن أيَّة سلطة حكوميَّة وعن أىِّ حزب سياسى ، كى يلتئم فيه شمل (الكتاب) السودانيين المنتمين إلى (الكتابة المبدعة) حقاً وفعلاً ، والمهمومين ، على اختلاف مدارسهم وأساليبهم وطرائقهم ، بالتعبير الصادق ، فكرياً وإبداعياً ، عن دواعى الضرورة الموضوعيَّة القائمة فى:
أولاً: الوعى بالحقيقة الأوليَّة المتمثلة فى أن شعبنا أمشاج من اعراق وثقافات وأديان ولغات متنوعة ، وأن تيارات حضارية متعددة تداخلت لتصوغ واقعنا الثقافى صياغة متفردة ، وأن هذا التنوع والتعدد ينبغى ألا يكون عامل فرقة أو احتراب ، بل جماع مكونات لسلام مستدام ووحدة وطنية راسخة ، فى ما إذا أحسن أخذه فى الاعتبار ، وجعله أساساً لسياسة مستنيرة ، بالأخص فى المجال الثقافى ، وأن الديموقراطية القائمة على هذا التنوع والتعدد ، وعلى الاقرار بمشروعية التمايز والاختلاف ، وعلى التنمية الشاملة المتوازنة ، هى أنسب ما يناسب تطور شعبنا وبلادنا ؛ وعلى العكس من ذلك فإن إنكار أىٍّ من هذه القيم ، هو ما يكرس الاستعلاء العرقى أو الثقافى أو الدينى أو اللغوى ، وهو أضر ما يضر بوحدتنا وبمسار تطورنا الوطنى.
ثانياً: الإدراك العميق لحقيقة أن آمال مختلف تكويناتنا القوميَّة فى تجاوز وهدة التخلف ، والانطلاق على طريق السلام والوحدة والديموقراطيَّة ، إنما تتعلق تماماً بدرجة وعى هذه التكوينات بثمار الفكر الانسانى الرفيع ، وتشبُّعها بقيم الحق والعدل والخير والجمال والمساواة والأخوة والازدهار العام ، والإدراك العميق أيضاً للدور الذى تلعبه (الكتابة المبدعة) فى إشاعة هذا الوعى وخلق هذا التشبُّع ، فضلاً عن الإدراك العميق لكون مسئولية (الكاتب) عن إنقاذ ملايين الناس فى مجتمعنا من بين براثن الجهل والتخلف والبؤس لا تتمثل فى الاكتفاء بإنتاج ثمار هذه المعارف الإنسانية ، فحسب ، بل تمتد لتشمل النضال الدؤوب ضد كلِّ الظروف التى تحول دون تذوق الأفراد والجماعات لهذه الثمار.
ثالثاً: الوعى بتشابك المضامين المعرفيَّة لكل ضروب (الكتابة المبدعة) ، سواء فى حقل (الآداب والفنون) أو فى حقول (العلوم الاجتماعية) المختلفة. والوعى كذلك بواقع الضمور النسبى لشرائح المشتغلين فى بلادنا (بالكتابة) فى هذه الحقول ، وما يقتضيه ذلك من تحشيد وتنسيق لطاقاتهم فى سبيل تهيئة المناخ الملائم لازدهار نشاطهم فى إنتاج المعرفة الانسانيَّة ، وتعزيز التكامل بين حقول هذه المعرفة عموماً ، وفق فهم مشترك لقيمة (الكتابة) ، ولأهميَّة اصطناع منصَّة مناسبة تؤسِّس لحوار رصين بين (الكتاب) كافة ، بصرف النظر عن تبايناتهم العرقيَّة أو الجهويَّة أو الدينيَّة أو الثقافيَّة أو اللغويَّة ، أو تعدُّد انتماءاتهم الفكريَّة أو السياسيَّة ، أو تنوع تيارات ومدارس ومناهج (الكتابة المبدعة) نفسها.

كانت تلك هى أهمُّ النتائج التى تمخض عنها عصف الأدمغة ذاك بصالون (الندوة الأدبيَّة) خلال عامى 1975م ـ 1976م. وما أن أضحت الصورة واضحة ، وصار المطلوب جلياً ، حتى أمكن تتويج ذلك العصف بتكوين أول لجنة تمهيديَّة برئاسة المرحوم محمد المهدى المجذوب ، وقد عُهد إليها بالترويج لتلك الفكرة والاستقطاب إلى ذلك الجهد. سوى أن مجموعة عوامل تضافرت ، تحت الظرفين الموضوعى والذاتى وقتها ، لتصيب المشروع فى مقتل. وكان أكثرها أثراً الرحيل المتتابع لعبد الله حامد الأمين وأبو بكر خالد ثم المجذوب لاحقاً ، وقد كانوا من أهم أعمدة ذلك المشروع ، علاوة على الهجمة السلطويَّة المضادة التى كان شنَّها عليه ، أوان ذاك أيضاً ، نظام جعفر نميرى ، لشدَّة استرابته فى مراميه وأهدافه ، والتى انتهت بضربة استباقيَّة تمثلت فى مسارعة الحكومة لتكوين (اتحاد أدباء السودان) فى كنف حزبها الحاكم وقتها: (الاتحاد الاشتراكى).

هكذا وأد عنف الدولة ذلك المشروع فى مهده. لكن فكرته بقيت ، مع ذلك ، حيَّة فى العقول والوجدان ، حيث استمر تداولها بشكل أوسع ، خلال الفترة الممتدَّة من خواتيم السبعينات وحتى منتصف الثمانينات ، بين رموز (الكتابة المبدعة) مِمَّن عزفوا عن الالتحاق (باتحاد الحكومة) ، كما وفى المنتديات الثقافيَّة المستقلة التى قطع أهلها بصرامة مع اتجاه السلطة للتدخـل فى خياراتهم ، وخصوصاً المنتديات التى درج شباب الكتاب على تنظيمها فى بعض الأحياء الشعبيَّة والحدائق العامَّة والجامعات والمعاهد العليا ، تعبيراً عمَّا أطلقوا عليه (ثقافة الهامش) كحركة مضادَّة (للثقافة الرسميَّة).

الأخوات والاخوة الأعزاء ،
لقد كان طبيعياً ، ولكلِّ ما تقدم ، ألا يمكن بعث ذلك المشروع القديم الموءود إلا فى عقابيل الانتفاضة الشعبيَّة التى أطاحت بنظام جعفر نميرى فى أبريل 1985م ، حيث انفسح طريق التحوُّل الديموقراطى واسعاً أمام المبادرات المدنيَّة من مواقع النشاط الجماهيرى المستقل ، فتم تكوين وتسجيل (اتحاد الكتاب السودانيين) الذى تنادى إليه (الكتاب) ، زرافات ووحدانا ، من مختلف الأجيال والمدارس والاتجاهات ، وأسَّسوا لهم داراً ما لبثت أن صارت خليَّة للحوار الرصين ، ومنارة للثقافة الرفيعة ، وقبلة يقصدها المتعطشون للمعرفة التى تقرن بين المتعة والفائدة ، واستطاعوا عموماً ، وفى زمن قياسى لم يتعدَّ السنوات الثلاث ، أن يفجِّروا نشاطاً مشهوداً ، بنجاح غير مسبوق ، فى شتى جبهات العمل الثقافى الداخليَّة والخارجيَّة. والأهم من ذلك كله أن ذلك كله قد جرى فى مناخ الديموقراطيَّة المستعادة التى مكنت ، بوجه عام ، لعلاقة سويَّة ومستقيمة بين (الكتاب) وبين (السلطة) ، فلا هم طلبوا ذهبها ولا هى أشرعت سيفها فوق رءوسهم ، بل لم يكن من النادر أن يجرى بين الطرفين حوار متكافئ ، قد تعلو نبرته أحياناً وقد تنخفض أحياناً أخرى ، دون أن يفقد أحدهما احترامه للآخر ، أو يجحد دوره المقدَّر أو حقه المستحق.

غير أن انقلاب الثلاثين من يونيو عام 1989م أعاد عنف الدولة مرة أخرى ليطفئ ، ضمن ما أطفأ للأسف الشديد ، وبضربة واحدة ، كلَّ مصابيح الآمال التى حفت بالاتحاد وقتها ، وكم كانت صبيَّة ويانعة ، وأجهض ، فى عداد ما أجهض ، كلَّ الاحلام الثقافيَّة التى شخصت فى أفقه ولمَّا تكن قد تجاوزت ، بعد ، مرحلة تشكلها الجنينى. وقد كان على رأس تلك الآمال والاحلام مشروع التأسيس للعلاقة المعافاة بين (السلطة) و(الكاتب) ، لا تلك الموسومة بالعداء المستحكم ، أو عدم الثقة المتبادل فى أفضل الأحوال. لكن ، ولئن كان المناخ الوطنى والاجتماعى المحدَّد بأشراط السلام والديموقراطيَّة والحريات هو الوحيد المؤهَّل ، يقيناً ، لاستزراع هذا الضرب المرغوب فيه من العلاقة ، فإن الانقلاب ، ومنذ يومه الأول للأسف الشديد ، عطل الدستور الديموقراطى ، وصفى مؤسَّسات الحكم الديموقراطيَّة ، وأشاع التشريعات التى تحظر النشاط المستقل للقوى السياسـيَّة والنقابيَّة والاتحادات والجمعيات المدنيَّة كافة ، وأطلق ، فى ذلك الاطار ، جملة من السياسات والممارسات التى مكنت لثقافة العنف ، وتكميم الأفواه ، وفرض الرؤية الأحاديَّة ، والتنكيل بكلِّ من يأنس فى نفسه الكفاءة للجهر بكلمة الحق فى حضرة الجور ، فضلاً عن مفاقمة أوضاع التهميش التاريخيَّة التى ظل يعانى منها أصلاً الملايين من منسوبى التكوينات القوميَّة المتنوعة ، حيث تكمن خلف كلِّ مشكلة سياسيَّة أزمة ثقافيَّة ، فتكرَّس نهج القمع المسلح لحراكات هذه التكوينات ، بدءاً من استعار الحرب الأهليَّة فى جنوب البلاد وجنوبها الشرقى وجبال النوبا ، دَع المُهدِّدات التى ما انفكت تدمدم فى الشرق ، وحتى اندلاع الحريق الدارفورىِّ الذى يخزى وجودنا الآن أن واقع العجز التامَّ عن اجتراح الوسائل الوطنيَّة الكافية لإطفائه ، رغم توقيع (اتفاقيَّة سلام دارفور) فى أبوجا منذ مايو الماضى ، قد أحال الاقليم وإنسانه إلى محض عظمة نزاع فى ساحة الصراع الاقليمى والدولى. وإننا ، من هذا المنبر ، نضمُّ صوتنا إلى الأصوات الوطنيَّة التى اجترحت مؤخراً مبادرتها الحكيمة ، ولو فى هذه الساعة الخامسة والعشرين ، وندعو الحكومة والحركات المعارضة للاتفاقيَّة لقبول العودة إلى مائدة المفاوضات مجدَّداً ، بمشاركة كلِّ القوى السياسيَّة والمدنيَّة ، بدون حاجة إلى أيَّة وساطات أجنبيَّة ، وذلك من أجل ترميم شروخات أبوجا بالاتفاق على تكوين لجنة مستقلة يُمثل فيها الجميع ، ويعهد إليها بمراجعة مسـألة التعويضات ، وتحديد وسائل الحماية للمدنيين ، وتوفير الضمانات اللازمة لتأمين عودة اللاجئين والنازحين ، وما إلى ذلك من ترتيبات لا تلوح بدونها بارقة انفراج للأزمة التى تزداد استحكاماً يوماً عن يوم ، بل ربما على مدار الساعة.

الأخوات والاخوة الأعزاء ،
إن المنهج الذى أفضى إلى هذه الأزمة ، والتى لا تعدو ، فى التقييم النهائى ، كونها الملمح الأشد خطورة والأعلى صوتاً بين جملة أزمات تحدق بالبلاد ، هو ذاته السياق الذى وقع ، فى مبتدئه ، عدوان السلطة على (الاتحاد) ، فحظرت وجوده ، وجرَّدته من السند القانونى ، وطردته من داره التى كانت تشكل الجغرافيا الوحيدة المتاحة لالتقاء وتنسيق جهود أعضائه المتوزعين ، أصلاً ، فى مختلف مناطق العمل والسـكن ، وطالت بملاحقاتها الكثير من رموزه وناشطيه ، سواء بالاعتقال الادارى ، أو بالفصل والتشريد وقطع الأرزاق ، حتى اضطر أغلبهم لمغادرة الوطن والتشتت فى المنافى اضطراراً ، لا حباً واختياراً ، وبقى من بقى منهم داخل البلاد يواجه امتحاناً عسيراً بين غلظة العصا التى تتهدَّدهم وإذلال الجزرة التى تساومهم ، فهل تراها أدركت السلطة ، فى أىِّ وقت ، أن كسبها من كلِّ ذلك لم يتجاوز تأسيس علاقة غير سويَّة ، وبالضرورة غير مفيده لها ، مع غالبيَّة الكتاب ، وأنه ليس من مسئوليتها ولا اختصاصها ، أصلاً ، تأسيس منظمات للأدباء أو الكتاب فى كنفها وتحت مظلتها ، بل لا جدوى البتة من أى جهد تبذله فى هذا السبيل ، بالغاً ما بلغت أموالها وإمكاناتها ومؤهلات موظفيها الرسميين؟!

إن اتحادنا ، مثله مثل كلِّ جماعة مدنيَّة فئويَّة ، تنظيم مفتوح بطبيعته ، يتسم وجوده بالعلانية ، وأداؤه بالشفافية ، فلا يناسبه أن يتنطع فينتحل لنفسه أساليب عمل من خارج هذه الطبيعة. ولئن كان بإمكان القوى السياسيَّة والعسكريَّة ، بحكم تكوينها وأهدافها ووسائلها ، أن تعمل سراً أو من خارج البلاد ، فإن هذا لا يتأتى لمثل اتحادنا ، وما ينبغى له. ولأن ذلك كذلك فقد أضرَّ مناخ الشموليَّة به أيَّما إضرار ، تماماً كما أضرَّ بديناميكيات الحراك المدنى فى مستوى البلاد بأسرها قرابة العقدين المنصرمين. على أن إبرام اتفاقيَّة نيفاشا فى يناير من العام الماضى وإصدار الدستور الانتقالى لسنة 2005م أنعش الآمال بأن الأشياء بسبيلها إلى التغيُّر الإيجابى. وكان أن انخرط لفيف من رموز الاتحاد ، فى الداخل والخارج ، فى النقاش الوطنى الذى انتظم البلاد حول تقويم هاتين الوثيقتين المهمَّتين. فخلصنا إلى أنه ، وبرغم الانتقادات التى يمكن أن تصوَّب إليهما ، على الأقل لجهة وضعهما بمعزل عن مشاركة غالبيَّة القوى السياسيَّة والمدنيَّة الأخرى ، فإن الدفع المخلص باتجاه توفير القدر اللازم من الارادة السياسيَّة لدى مؤسَّسة الحكم كفيل بأن يؤسِّس عليهما مساراً سلساً نحو هدفيهما الرئيسين: (السلام الشامل) و(التحوُّل الديموقراطى). وهكذا تداعينا إلى اللقاء التفاكرى الموسع بمركز عبد الكريم ميرغنى بأم درمان نهار التاسع من ديسمبر الماضى ، حيث انطلقت الصيحة الأولى لما أصبح يُعرف لاحقاً (بالميلاد الثانى) للاتحاد ، الأمر الذى يسعدنا أننا ، بعقدنا لهذا المؤتمر العام ، نكون قد نجحنا فى استكمال مقوِّماته الأساسيَّة.

واستناداً إلى نهج الشفافية المعتمد فى نشاطنا ، فلا أخالنى محتاجاً لأدنى قدر من الجرأة كى أعلن أنه ليس مدسوساً ولا خافياً أن الاتحاد يستهدف (بميلاده الثانى) هذا السعى لإنجاز ذات الأغراض التى لطالما سعى لإنجازها أوان (ميلاده الأول) ذاك. ويأتى فى المقدِّمة من هذه الأغراض رعاية شئون الكتاب الابداعية والصحية والخدميَّة الأخرى ، لتحسين بيئة وظروف الكتابة ، والدفاع عن استقلال الكتاب ، وتأكيد حرية التفكير والضمير والبحث والتعبير والنشر وكل أشكال النشاط الفكرى ، فى ظلِّ المبادىء العامة لحقوق الانسان والحريات والحقوق الدستورية ، والتعبير عن التنوع باعتباره أهم خصائص الثقافة السودانيَّة ، وإبراز هوية أمتنا من حيث هى جماع مكونات حضارية مختلفة ، وتعزيز مفهوم التعدد فى اطار الوحدة ، وتأكيد حقوق كافة الثقافات فى النمو والإزدهار المستقل ، والمساهمة فى إرساء وتمتين الأساس الديمقراطى القائم على التسامح الدينى والسياسى ونبذ العنف والارهاب المادى والفكرى واحترام الآخر ، ونشر المناخ الملائم للمسار الطبيعى لعملية المثاقفة الهادئة بين مكونات الأمة السودانية ، وتشجيع نمو وتطور لغاتنا القوميَّة وتعزيز حقها الأصيل فى الاستقلال والتمايز والازدهار ، والدفع باتجاه تدوينها واستخدامها فى التعليم العام ، وفى سائل الاعلام ، وفى المعاملات الرسميَّة فى مناطق المجموعات المختلفة ، والسعى لإعادة قراءة وتقـويم التراث السودانى ، نفضاً للغبار عن أفضل قيمه وطاقاته الديمقراطيَّة ، مع الانفتاح الواعى ، دون وجل ، على آفاق الثقافة الإنسانيَّة الرحبة ، تأسياً بكلمة المهاتاما غاندى: "أفتح نوافذ بيتى على رياح الثقافات الانسـانيَّة التى تهبُّ من جميع جهات الارض ، لكننى أرفض أن تقتلعنى إحدى هذه الرياح من جذورى". يأتى كذلك فى مقدمة أهدافنا التعاون مع كافة الجهات المعنيَّة لمحو عار الأمية عن شعبنا ، سواء الأميَّة الأبجديَّة أم الرقميَّة ، ومحاربة الدجل والشعوذة والخرافة ، وإشاعة أساليب التفكير العلمى ، وإلى ذلك دعم اهتمام الكتابة المبدعة بتعزيز مبادئ الوحدة والسلام والديموقراطية والتسامح وحقوق الانسان وإقصاء العنف واحترام الآخر كركائز أساسيَّة لترسيخ الاعتزاز بالسيادة والانتماء للسودان من مواقع وطنيَّة ونقديَّة وموضوعيَّة. كما يعنينا ، بوجه مخصوص ، مناصرة قضايا المرأة ، وإعلاء حقوق المجموعات القوميَّة المختلفة ، ونشدِّد ، فى هذا الاطار ، على دعم النساء الكاتبات ، والكتاب فى اللغات القوميَّة غير العربيَّة ، وتشجيع الكتابة للطفل بما يحقق النمو المتكامل لشخصيته. وعلى رأس اهتماماتنا أيضاً التفاعل مع القضايا الوطنيَّة بالإسهام النشط فى معالجة مشكلات التنمية ، وبالأخص التنمية البشريَّة ، علاجا ديمقراطياً ينأى بشعبنا عن العنف ويعزز السلم منهجاً للتطور. وكذلك التفاعل مع قضايا الشعوب الأفريقيَّة والآسيويَّة والأميريكالاتينيَّة وغيرها فى كفاحها الدءوب من أجل الحريَّة والاستقلال والديموقراطيَّة والتنمية المتكاملة ، ضد كل أشكال التآمر الامبريالى الذى يريد أن يجعل من (العولمة) عنواناً لاستعمار ما بعد الاستعمار الحديث ، باستتباع هذه الشعوب ، واستلاب شخصيتها الحضاريَّة ، وتزييف تاريخها الوطنى ، وضمان السيطرة الكاملة على مقدراتها سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً. ونعمل ، فى هذا الاطار ، على مناصرة الشعب الفلسطينى ، بوجه مخصوص ، تأكيداً لحقوقه غير القابلة للتصرف فى تقرير مصيره ، وإقامة دولته على أرضه ، والتعبير عن إرادته الحرَّة فى انتخاب حكومته. كما ونسعى أيضاً للتفاعل مع القضايا الدوليَّة ، انتصاراً لمبادىء السلام ، والعدالة ، ونبذ الحروب العدوانيَّة ، وتوطيد مبادئ الصداقة والتعاون والتعاضد المتبادل بين الشعوب فى محاربة الفقر والجهل والأوبئة ، واحترام حقوق الإنسان ، والحفاظ على البيئة ، والوقوف بحزم ضد كل أشكال التمييز والاستعمار والاستضعاف والقهر والاستلاب الحضارى ونهب ثروات الشعوب وتشويه قيمها ومقدراتها الثقافيَّة.

من جهة أخرى سوف نتوسَّل ، لتحقيق أهدافنا المذكورة ، بشتى الوسائل المشروعة ، كالعمل ، على سبيل المثال ، سواء بانفراد أو بالتعاون مع الجهات المعنية ، حكوميَّة أو غير حكوميَّة ، وطنيَّة أو أجنبيَّة ، إقليميَّة أو عالميَّة ، لإيجاد الحلول لمشكلات النشر ، خصوصاً للكتاب الشباب. وندعو الحكومة ، فى هذا الاطار ، لرفع القيود الجمركيَّة والضرائبيَّة وكلِّ الرسوم الباهظة الأخرى المفروضة على مدخلات الطباعة والنشر. كما نتوسَّل بإقامة والمشاركة فى المؤتمرات والندوات والسمنارات والمحاضرات والمهرجانات والمعارض وورش العمل وحلقات النقاش ، وتنظيم البرامج التدريبية والرحلات البحثية الداخليَّة والخارجيَّة ، وإصدار الصحف والمجلات والكتابات غير الدورية والنشرات والبيانات والأوراق العلمية وغيرها من المطبوعات. فضلاً عن تأسيس مقر أو مقار مناسبة ، وتزويدها بمكتبة وأجهزة حاسوبية وسينمائية وتلفزيونية وقاعدة معلومات وبيانات وما إلى ذلك من المستلزمات ، كى يلتقى فيها الأعضاء وسائر الكتاب ، لتمتين تعارفهم إنسانياً ، وتقاربهم اجتماعياً ، وتطوير مهاراتهم ، وممارسـة إبداعاتهم ، والمساهمة فى أنشطة الاتحاد المختلفة ، والبرامج التى ينظمها لهم ولأسرهم. ولن نألو جهداً ، بطبيعة الحال ، لاسترداد حقنا السليب فى أن يخصَّص لنا عقار عام أسوة بغيرنا من المنظمات والجمعيات التى تستمتع بهذا الحق. وندعو الحكومة ، فى هذا الاطار ، لمراجعة قرارها السابق بطردنا المزرى والجائر من دارنا بالمقرن والتى خصَّصتها لفئة هى فى عداد أبنائنا ، إن لم نقل تلاميذنا ، فقد ، والله ، من جهتين ، لا جهة ، أساءت. وينتظرنا أيضاً أن نبذل جهدنا بالتعاون مع المنظمات الشبيهة لتحقيق حلمنا القديم بتكوين الاتحاد العام للاتحادات الابداعيَّة السودانيَّة. كما وينتظرنا بذل الجهد مع جهات الاختصاص ، كوزارات الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية والاسكان والثقافة والتعليم والتعليم العالى والمدارس والجامعات والمعاهد العليا وشركات ووكالات الطيران والسفر البرى والبحرى ودور النشر ، وما إلى ذلك من المؤسسات العامَّة والخاصَّة ، داخل السودان وخارجه ، لطرح قضايا الكتاب المقيمين والمغتربين ، وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم ومطالبهم واحتياجاتهم الفردية والجماعية ، وإنشاء صندوق الضمان الإجتماعى للأعضاء لمواجهة حالات الوفاة والمرض والعجز والشيخوخة ، والسعى لتوفير فرص العمل والاستخدام للكتاب ، وخاصة الشباب منهم ، ولاعتماد وتطوير نظام التفرغ والمنح الخاصة لهم ، علاوة على الاهتمام بإحياء ذكرى ونشر آثار الكتاب السودانيين الراحلين.

الأخوات والاخوة الاعزاء ،
نعلم أنه برنامج طموح ، ووسائل قد يكون فيها من العسـر شئ ، غير أننا ظللنا نذكر أنفسنا دائماً ، كما نذكرها الآن ، بأن المهام الكبيرة هى طلبة النفوس الكبار. وبإذنه تعالى سوف نلقى بثقلنا كله وراء تحقيق الكثير من هذه الأهداف ، نستعين على ذلك بالاخلاص ، والجلد ، والصبر الجميل على المكاره ، وبالقليل من المال ، والكثير من الخيال ، وسوف نحرص ، من فوق ذلك كله ، على قيم العمل الجماعى ، وديموقراطيَّته ، وشفافيَّته ، وعلى التخطيط العلمى بعقل جمعى ، وبوجدان محتشد بالأمل والتفاؤل والثقة فى المستقبل. وما هذا المؤتمر إلا تجسيد لجملة هذه المعانى ، فيلزمنا أن نسوق الشكر أجزله لكل من أعاننا عليه بسخاء تبرعه ، وسديد مشورته ، بل وبمجرَّد مؤازرته المعنويَّة ، ومقامها ، لو تعلمون ، عظيم عندنا.

الأخوات والاخوة الأعزاء ،
يحلو لى ، فى الختام وقبل أن أغادر هذه المنصَّة ، أن أستذكر ثلاث كلمات عميقات الدلالة: الأولى هى كلمة جمال محمد احمد بالغة التواضع: "إنى لا أكتب علما ولا معرفة ، ولكنى أجاهد لأمسك بتلابيب لحظات من الحس". والثانية هى كلمة بابلو نيرودا قويَّة الالتزام: "أنا شعوب كثيرة ، وفى صوتى قوة تعبر عن صمتكم". أما الثالثة فهى كلمة رسول حمزاتوف كثيرة الحكمة: "ثمة شيئان فقط يستحقان المنازعات الكبرى فى هذه الحياة: أم رؤوم ووطن حنون ، أما كل ما دون ذلك من صراع .. فهو من اختصاص الديكة وحدها"!
أشكركم على حسن الاستماع ، والسلام عليكم





#اتحاد_الكتاب_السودانيين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اتحاد الكتاب السودانيين - كلمة الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين فى افتتاح المؤتمر العام 20/9/2006م