أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر أبو الحسن - أزمة الكتابة :التأسيس على الكذب مثالا














المزيد.....

أزمة الكتابة :التأسيس على الكذب مثالا


حيدر أبو الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1682 - 2006 / 9 / 23 - 04:33
المحور: الادب والفن
    


الكتابة قبل أن تكون مجدا أو رصيدا للكاتب هي رسالة و مهمة مقدسة يخوض من خلالها الكاتب عباب البحور المتعددة من الأهوال و الآهات والدموع و يقاسي فيها مخاضا فكريا يهون دونه أي مخاض . و لذا فالكاتب أمام أمانة شبيهة بالنبوة بل هي نبوة فعلا لان الكاتب بكتاباته ينير دروب الآخرين و يمنحهم أفاقا أوسع فتجد الكاتب تارة يحذرهم من خطر ما و تجده يقودهم إلى أمل طورا , والقراء في يديه كالميت على دكة التغسيل يقلبهم كيفما شاء .

و من هنا كان ابتلاء الكاتب بداء الكذب مصيبة ما بعدها مصيبة خصوصا إذا بدأ هذا الكاتب بتأسيس اطروحاته ومقولاته على أكاذيبه سواءا بشعور أو ب(لا شعوره) و يظل مصرا على أخطائه غير آبه بانكشاف زيفها أمام ضميره أو أمام الناس الذين يقرأون له و هنا يجد نفسه مضطرا لتبرير خيانته بشتى الأقاويل كحرية الفكر و عدم التقيد بأي قيود و كأن الحرية صفة ملازمة للافتراء أو الكذب و الحقيقة هي العكس فالحرية صفة ملازمة للأمانة و حيثما وجدت الأمانة وجدت الحرية وليس من المعقول أن نعلق افتراءاتنا على شماعة الحرية بل علينا أن نكون أمينين في رسالتنا المقدسة و أن لا تجعلها ألعوبة تحركها الأهواء دون وعي أو ضمير و علينا أن نعي أن قراءنا الأعزاء سيكتشفون عاجلا أم أجلا حقيقة الأمر.

يندرج التأسيس على الكذب عند بعض الكتاب ( و لا أقول اغلبهم فنحن و لله الحمد نمتلك الكثير من الأقلام الحافظة لأماناتها) في ثلاث محاور.

أولا_ من يكذب لأنه متوهم أو واقع تحت تأثير مقدمات خاطئة نتج عنها استنتاج غير صحيح و هؤلاء هم الفئة الأنقى و الأكثر قبولا للحقيقة عند اكتشافها أو انكشافها و هؤلاء هم ظاهرة طبيعية في أي حقل من حقول الحياة و لا يجب علينا أن نحملهم أكثر مما يستحق الأمر .

ثانيا_ الفئة التي تجعل من الكذب وسيلة لخدمة أهداف تعتبرها سامية منطلقة من أن الغاية تبرر الوسيلة و بغض النظر عن مناقشة صحة هذه المقولة من عدمها , علينا أن نتذكر أن الكتابة باعتبارها رسالة مقدسة تأبى علينا أن ندنسها بالكذب حتى و إن كان الهدف ساميا في نظرنا فليس من الصحيح أن نتهم الآخرين كذبا لمجرد أننا نعتقد أنهم سيئون فمهما كان المبرر في نظرنا فانه لا يساوي كلمة كذب واحدة ندسها في أحضان رسالتنا لأننا نكتب لنحارب الكذب الذي يملأ الدنيا ضجيجا .

ثالثا_ الفئة التي تتخذ من الكذب وسيلة للعيش (و هنا تسكب العبرات ) هذه الفئة لا تعيش إلا من خلال تنفس الهواء الفاسد المشبع بجراثيم الكذب فهي تكذب لأنها تتخذ من غوبلز وزير اعلام هتلر آلها لها فهي تعيش منطلقة من مقولته ( اكذب اكذب . . حتى يصدقك الناس ) وهذه الفئة لا تهمها الكتابة كرسالة شريفة بقدر ما يهمها أن تجد لها مكانا في هذا العالم حتى لو كان بواسطة تسقيط الآخرين أو خداع القراء لمجرد الرغبة بذلك و قد نسيت أو تناست أن الكاتب الحقيقي هو ابن الحقيقة ولد من رحمها و هو مذعن لها حتى لو جاءت من غيره و لن يرفضها متعللا بالحرية و رفض تقديس الأشياء ... اجل لا تقديس في الكتابة إلا لشئ واحد و هو الحقيقة فمتى طلعت شمسها وجب على الجميع الوقوف احتراما لها و عندها نصبح كتابا فعلا و لن نحتاج إلى أن نصف أنفسنا بالمؤمنين فنحن كما وصفنا الحق سبحانه ( و الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) سورة المؤمنون.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- براءة متوحشة أو -أفيون الكرادلة- لمحمد الحباشة
- مصر.. فيلم ضي يتناول مرض -الألبينو- بمشاركة محمد منير
- أولريكة الخميس: الفنون الإسلامية جسر للتفاهم في متحف الآغا خ ...
- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر أبو الحسن - أزمة الكتابة :التأسيس على الكذب مثالا