أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد منير مجاهد - مصريون ضد التمييز الديني وليسوا ضد الإجماع الوطني















المزيد.....

مصريون ضد التمييز الديني وليسوا ضد الإجماع الوطني


محمد منير مجاهد

الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشرت جريدة القاهرة بعددها الصادر بتاريخ 12 سبتمبر 2006 مقالا للأستاذ كمال غبريال بعنوان "مصريون ضد التمييز الديني ... مواطنون ضد الكراهية" ورد بها بعض الإدعاءات التي تسيء إلى جماعة "مصريون ضد التمييز الديني" خاصة أنها قد صدرت عن أحد الموقعين على بيانها التأسيسي، ولهذا يهمني عرض الحقائق التالية:



1- في أعقاب حادثة الاعتداء على الكنائس الثلاث في الإسكندرية في إبريل الماضي صدر بيان بعنوان "مسلمون ضد التمييز" ووقع عليه نحو 200 مسلم ومسلمة بهدف الدفاع عن رؤيتهم لما يعتبرونه صحيح الإسلام، واسترداد دينهم الذي اختطفته قوى التطرف والغلو، وإظهار صوت إسلامي مقاوم ومتحد مع بقية المواطنين في هذا البلد، وقد تضمن البيان عدداً من المبادئ المهمة مثل: الدفاع عن حرية العقيدة، وأنه لا إكراه في الدين، باعتبار أن الحرية هي هبة الله التي يجب أن ندافع عنها كحق لكل إنسان، بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو العرق، والتأكيد على حق المواطنة الكاملة لجميع المصريين، وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات بما فيها حرية الاعتقاد والعبادة، والمطالبة بضرورة التجريم القانوني لأي تمييز على أساس الدين، وملاحقة كل من تثبت ممارسته التمييز الديني ضد أي مواطن أو مواطنة، والتضامن مع المطالب المشروعة والعادلة للمسيحيين المصريين والتصدي الفعال لكل أشكال التمييز الديني.



2- ونظر لأن قضية مناهضة التمييز الديني في مصر تتطلب اهتماماً خاصاً من كل القوى المناهضة للتمييز على اختلاف عقائدها الدينية وانتماءاتها السياسية والاجتماعية، فإن المشاركة يجب أن تتسع لتشمل كل المصريين المناهضين للتمييز أياً كان انتماؤهم الديني أو السياسي أو الاجتماعي؛ لهذا فقد بدأت مجموعة نشطة من الموقعين على بيان مسلمون ضد التمييز في صياغة بيان لتأسيس "مصريون ضد التمييز الديني" ككيان ديمقراطي مفتوحً لكل المصريين المناهضين للتمييز الديني وقع عليه حتى الآن أكثر من 270 مصري ومصرية من خلفيات دينية وسياسية واجتماعية متنوعة ومختلفة.



3- ولأن التجربة فريدة من نوعها وجديدة في مجال العمل العام فقد ظهرت بعض الاختلافات الصحية وهي ما أسماها الأستاذ كمال غبريال بـ "حدثي انشقاق خطيرين" أرجع أولهما إلى بعض الأقباط الذين لا يتصفون بالتسامح والسماحية على حد قوله، وأرجع ثانيهما إلى وجود بعض العناصر الراديكالية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل وترفض وجودها في مكان واحد مع من أسموهم "التطبيعيين"، وهو ما يفتقر إلى الدقة ويهمنا أن نوضح بشأنه الآتي.



4- ورد إلينا كجماعة ترفع لواء مناهضة التمييز الديني في مصر رسالتين بالبريد الإليكتروني أحدهما من منظمة "مراسلون بلا حدود" - وهي منظمة دولية تهتم بالدفاع عن الإعلاميين في العالم وحمايتهم من أي انتهاكات - وتتناول تعرض المدونة المصرية هالة حلمي بطرس لتحرشات ومضايقات أمنية بسبب ما تكتبه في مدونتها "أقباط بلا حدود" مما دفعها إلى إيقاف هذه المدونة، أما الرسالة الثانية فقد وردت من مركز الأندلس لدراسات التسامح ومقاومة العنف نقلا عن موقع "الأقباط الأحرار" وتتحدث عن مقتل مجند قبطي اسمه هاني صاروفيم وتدعي أنه قد قتل لأسباب تتعلق بكونه مسيحي، إلا أن مجرد ورود هاتين الرسالتين ومطالبتنا بضرورة تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الادعاءات أثار أحد الزملاء الذي خلط بين موقع أقباط بلا حدود ومنظمة مراسلون بلا حدود، واعتبر أن مجرد السعي للتحقق مما جاء بهاتين الرسالتين يعد دعما ومساندة لما تروجه تلك المواقع، وبناء عليه فقد قرر الانسحاب من المجموعة، ولست أظن أن انسحاب فرد واحد يمكن أن يوصف بأنه انشقاق خطير.



5- أما الانشقاق الثاني حسب زعم الأستاذ كمال غبريال فقد كان بسبب انسحاب عدد صغير لا يزيد عن عشرة أشخاص بسبب اعتراضهم على وجود الأستاذ كمال غبريال وآخرين من دعاة التطبيع مع إسرائيل ضمن الموقعين على بيان التأسيس، وذلك على اعتبار أنه "من ازدواج الشخصية أن تحتضن مجموعة تناهض التمييز على أساس ديني قي مصر من يخرجون على إجماع الشعب المصري بمصادقة الدولة الوحيدة في العالم الآن التي قامت على أساس ديني, والتي تمارس لا الاضطهاد الديني فقط, بل التطهير العرقي أيضاً ضد كل من ينتمون إلى الديانات الأخرى"- كما جاء بإحدى رسائلهم - وقد كان الاتجاه العام داخل المجموعة أن البيان التأسيسي يوضح بشكل لا لبس فيه إلى أنه رغم اختلاف وتنوع خلفياتنا الدينية والسياسية والاجتماعية، إلا أننا نتفق على هدف رئيسي ووحيد هو مناهضة ومكافحة التمييز الديني في مصر وذلك بغض النظر عن منطلقاتنا السياسية والاجتماعية والدينية، وبالتالي لا ضرورة لأن يفرض أي منا منطلقاته على الآخرين، وأيضا لا أظن أن انسحاب بضعة أفراد يمكن أن يوصف بأنه انشقاق خطير.



6- في الحقيقة كان الأستاذ كمال يمهد بما كتبه عن "حدثي الانشقاق الخطيرين" لطرح رؤيته السياسية بهدف تلوين "مصريون ضد التمييز الديني" بلونه السياسي والفكري - وهو أمر غير مقبول لا منه ولا من غيره – وقد وقع بذلك في نفس الشرك الذي انتقد الآخرين بسببه، فبينما يرى البعض أن من يؤيد اتفاقية السلام مع إسرائيل لا يمكن أن يكون مبدئيا في مناهضته للتمييز، قدم هو الوجه الآخر من العملة بقوله أن من يعادي إسرائيل - أو بنص تعبيره " يظل على نهجه المتعصب مع اليهود، والإسرائيليين بالتحديد،" - لا يمكن أن يكون مبدئيا في مناهضته للتمييز. والواقع أنني أعرف شخصيا بعض من آثروا الانسحاب بسبب وجود الأستاذ كمال وغيره من المؤيدين للتطبيع ضمن الموقعين على البيان، وأستطيع أن أؤكد بشكل قاطع بأنهم غير معادين لليهود وأن عدائهم هو للصهيونية ودولة إسرائيل، وهو أمر يشاركهم فيه بعض اليهود سواء من منطلقات دينية (ناتورا كارتا مثلا) أو منطلقات سياسية، ولست أتصور أن عداء المصريين للاحتلال البريطاني مثلا كان عداء للمسيحية أو للمسيحيين، ولا أن الثورة العربية الكبرى بقيادة الهاشميين ضد الأتراك كانت عداء للإسلام والمسلمين وأظن أن هذا تبسيط مخل ما كان ينبغي أن يقع فيه سيادته.



7- يقول الأستاذ كمال غبريال أننا " لن نستطيع حل مشاكلنا مع إسرائيل، وإطفاء أوار الحروب المشتعلة منذ أكثر من نصف قرن مضى، إلا إذا تحلينا بروح التسامح وثقافة السلام، وأشعرناها بقبولنا لها، وبأننا قررنا أن نعيش سوياً على هذه البقعة من الأرض في سلام، نسعى لتعميرها لما في خير أولادنا جميعاً، وأننا لا نريد أن نبيد الإسرائيليين، ولا أن نلقيهم في البحر، وأننا لا نريد التقرب إلى الله بسفك دمائهم!!" وهذه وجهة نظر ساذجة إلى حد كبير – إذا افترضنا حسن النية - وتنفيها الوقائع التاريخية أيضا، فقد وقع في شرك هذه النظرية سكان قريتين مسيحيتين في فلسطين هما "إقرت" و"كفر برعم" ولم يحاربا القوات الصهيونية وقبلا أن يعيشا في سلام كمواطنين إسرائيليين، ولكن إسرائيل لم تقبل بهذا وقررت اعتبار القريتين منطقة عسكرية وأخلتهما من سكانهما ودمرت مساكنهما، ولا زال السكان وأبنائهم حتى الآن يطلبون بالعودة إلى قريتيهما بلا جدوى، وهم الآن ضمن العديد ممن يطلق عليهم اللاجئين الداخليين أو اللاجئين في وطنهم، وهم قطاع هام من اللاجئين الفلسطينيين، كما أن منظمة التحرير الفلسطينية في أوج مقاومتها المسلحة لدولة إسرائيل التي قامت على أشلاء الشعب الفلسطيني كانت تطرح شعار دولة ديمقراطية علمانية للمسلمين والمسيحيين واليهود ولم يتحدث أحد عن إلقاء اليهود في البحر.



8- في جميع الأحوال يمكن أن يرى آخرون أن استعادة الحقوق السليبة تكون بأساليب تختلف عن ما يراه الأستاذ كمال ويكونوا مع ذلك مناهضون للتمييز الديني، وفي الختام أكرر مرة أخرى الدعوة لأن نتحرك لتحقيق هدفنا الرئيسي وهو مناهضة التمييز الديني في مصر رغم اختلاف منطلقاتنا السياسية والاجتماعية والدينية ولا يصح أن يفرض أي منا منطلقاته على الآخرين.



#محمد_منير_مجاهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بل سنقاوم التمييز وندافع عن الإسلام


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد منير مجاهد - مصريون ضد التمييز الديني وليسوا ضد الإجماع الوطني