أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيفي الملا - الألم والتحسر وجهة نظر في الحياة














المزيد.....

الألم والتحسر وجهة نظر في الحياة


هيفي الملا

الحوار المتمدن-العدد: 7293 - 2022 / 6 / 28 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


الألم والتحسر وجهة نظر في الحياة٠

كانت جلسةَ مصارحة وتبادل وجهات النظر بيننا في فهم وإدراك كل واحد منّا لطبيعة الحياة ومنتهى أمنياته فيها، وهل يسعفه الوقت لتحقيقها كلها ، أم سيبقى حبل الأماني متأرجحاً، يحملُ أمنية ويُسقِط أخرى، ويجعل أخرى بعيدةَ المنال والمُشتهى ٠
والأجوف الذي يعيشُ كعود ذرة بلا أهداف وأمنيات، بلا وجع على أملٍ ٍخائب أو سرورٍ لحلمٍ محقق، يعيش يومه ليومه فقط، كيف يرى الحياة ياترى ؟ كيف يفهمُ ماهيتها؟ وكيف يستطيعُ خوضها دون قرارت وأهداف ومخططات مرسومة وملغية ثم ملغية ومرسومة ٠
ربما لكل منا طبيعة في إدراك هذه الحياة، وهو المنحى الذي التي قادنا للحديث، هذا يشرحُ ويسهبُ بواقعيةٍ ويرى في إتمام الدراسة ونيل شهادةٍ مجلبة الفخر و خاتمة الأمنيات، وهكذا تكون الحياة في رأيه منصفةً معه،
ذاك يرى في أطفاله امتداداً له، فالمشروع المثمر في الحياة هو الزواجُ والإنجابُ، لأن اسم المرء لن يضيع ويندثر مادام فعلُ التناسلِ مستمراً ، لذلك اختصر صديقنا الطريق وتزوج وأنجب، ليرى أجزاءً منه تتحرك على الأرض وتكبر فتلك صفوة أمنياته و غاياته من الحياة ٠
صديقنا عاشقُ الكتب، يعدلُ وضع نظارته على أرنبة أنفه، قائلاً : بأنه لايرى في إتمام الدراسة ولا إنجاب الأطفال خاتمة الأماني، بل يرى الخلود هو الهدف، و يكمنُ الخلود برأيه، بإنتاج وصنع أشباءً مخلدةً للاسم أكثر من الأطفال، كأثرٍ أو منتجٍ فكري بل آثار فكرية يرى اسمه مطبوعاً عليها، آثار تزلزل بعض الأفكار، تهدم بعضها لتزرع غيرها ، آثار مدعاة للتفكر وإعمال العقل والقلب، هنا تكمن غايته وهنا يترجى الحياة لتساعده في إنجاز مايصبو إليه ٠
صديقنا خالي الأماني والأهداف : أنا اليوم معكم في رحلة للطبيعة، أديرُ شؤون عيني لتستزيدا من الجمال وشؤون معدتي لتستزيد من أطايب الطعامِ أُلهي بها نفسي، حتى تنهوا حديثكم الممل، ماشأني بالغد مادمتُ حياً اليوم، لماذا أتعبُ رأسي الجميل بالمستقبل وماقد يحمله٠
تمنيتُ في قرارة نفسي ألّا يبلغني الدور، لأنني فشلتُ ككل مرة في ترتيب أفكاري والإمساك بحبل الرغبات الواهي، لم أكن استمع إليهم، بقدر ما كنتُ أحاول تنميط كلماتي وجعلها جاهزة مقلوبة مسبقة الصنع ، و هاهو دوري لشرح رؤيتي للحياة واختصار أمنياتي، وأنا لااملك لاخطة ولا أمنية محددة ولا مفهوماً مؤدلجاً حتى، ربما لزخم الأماني التي تتصارع في رأسي تلاشت جميعها، ، تنبسُ شفتاي بتثاقلٍ وترددٍ الأن : لا اعرفُ ماهو فهمي وإدراكي للحياة، ولا أدرك منتهى الأماني عندي، لاني أشعرُ بالحياة تنسابُ وتتسللُ من بين أصابعي، ولا أستطيع الإمساك بها كما ألمسُ أي شيء حقيقي٠
هو الشعور بالضياع والتشتت، ربما، والوقوف على مفترق الدروب ، مع الإحساس الدائم بأن هذه الأرض ليستْ مكاناً لأتوقفَ هنا أو هناك، ففي داخلي ضجيحٌ وبنات أفكاري تشدن شعور بعضهن وتتضاربن، رؤى غير واضحة المعالم، وشعوري أن هناك محطةٌ لم ألحقها فأخسرُ يومي والغد، لأتحولَ لامراةٍ تجلدُ ذاتها بسياطِ الوقت المؤلمة والمحطات غير الموسومة بالوصول ٠
لا أدري ان كنتم تدركون ماأقول، ولكنني لستُ الإنسانة التي تسبقُ الوقت وتلهو بجدائل الشغف ، بل إحساسي هو إن الوقت من يسبقني ويعبرني ولا أعبره٠
دعوني اخبركم بآخرحلمٍ شاهدته ربما تساعدونني في صياغة فكرتي عن الحياة أكثر، حلمتُ بأنني حجر شطرنج وثمة يد ضخمة تلعبُ بي وترسمُ مصيري، وقبلها حلمتُ بأنني إنسانةٌ آليةٌ مبرمجةٌ في عالمٍ واسعٍ من الأرقام والمشاريع والأمنيات ، ولكنها مسبقة الصنع، لم أخلقها، وليست أثراً من آثار عاطفتي أو فكري أو اجتهادي الخاص ٠
أخبروني أنتم كيف أفهمُ الحياة، و أنظمُ دبيبَ خطواتها على صفحة روحي، كيف أمتلكُ قوةً خاصة لشدِ الخناقِ على رقاب الوقت وعلى الذكريات حتى لا تخنقني هي ٠
عشراتُ الأماكن مارستْ سطوة عشقها علي، أعشقها فأغادرها، عشرات الأيادي مارستْ مرونتها في ترك يدي، عشرات الأماني تحترق داخلي بفتيل التابو، ومئة قصيدة تتحولُ لزجاجٍ مكسور، وتبقى عالقةً في حنجرتي، وها أنا اليوم لا أجيدُ لا البلع ولا الكلام، تتوزعني عشرات الأمكنة وتسكن روحي صورٌ لأشخاصٍ تبعدهم جغرافية القهر عني، وتتناوبُ مخيلتي لغاتٌ ولهجاتٌ وأشباهُ أمكنة وتحملني رغباتٌ ورغبات، أعلقها خيطاً واهياً على شجرةٍ في قمة جبلٍ بعيد تحملُ فوانيس صغيرة وقطع قماش وتمائم وعيون زرقاء، ليسمونها يوماً شجرة الأماني٠
أدركُ تمام الإدراك، إن هذا العالم محمومٌ يجري مسرعاً لاهثاً، ولذلك ترونني من الفجر إلى الليل سريعةً لاهثة في كل شيء، في المشي والقراءة والعمل والاتصالات، ولكنني لا أدركه ٠
سأقول لكم لم أبلغ منتهى أمنياتي بعد، ولا اعرف ما أريدُ من الحياة، ولا ماتريده مني، ولكنني اليوم بالذات، اتمنى أمراً قد تستغربوه، وهو أن أعيشَ خارج حياة نفسي، لَأتأملها جيداً ولو لآخر مرة كشخص غريب، علني أنجحُ في إعادة تشكيلها من جديد، لستُ كائناً منفصلاً عن نفسي وقد تخيفني اجتهادات علماء النفس في مجال الانفصام والاكتئاب، وكثيراً ما أرجعُ لكتب التنمية وتطوير الذات وتنمية المهارات، ويا إلهي كم أشعر بسذاجة بعضها، وأضحكُ على عباراتٍ تحاولُ جاهدةً أن تغيرَ عقلي وسلوكي وضبط عداد الزمن على جسمي وحواسي ونفسي، وكأنها تعتبرني منتجاً رخيصاً، وهنا تكمن داهية المصايب عندما أحاولُ مرات أن أكون الصورة التي بريدها الآخرون، و خلاصة تجاربهم َو أقاويلهم، لتزدادَ غربتي عن نفسي أكثر٠
علا صوتٌ ليسألني، ليكسر جليد تلك المتاهة اللغوية التي انطلق فيها لساني٠
في النهاية هل أدركتْ ماتريد؟ فأجبته نعم، لا ، ربما، لا أدري، ليضيعَ صوتي مجدداً في جلبة كلماتهم ٠٠٠٠!!!



#هيفي_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشرةٌ للعيش فقط
- حليب أسود-صراع الكتابة والأمومة
- ويحدثُ أن نصرخَ بصمتٍ
- رواية /لا ماء يرويها / للكاتبة/ نجاة عبد الصمد /الأنثى في ظل ...
- الرواية حكاية أم نسق فكري؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيفي الملا - الألم والتحسر وجهة نظر في الحياة