أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفضل شلق - الاقتصاد السياسي للمال في لبنان














المزيد.....

الاقتصاد السياسي للمال في لبنان


الفضل شلق

الحوار المتمدن-العدد: 7269 - 2022 / 6 / 4 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المال في لبنان، سواء بالدولار أو بالليرة أو بأية عملة أخرى، هو سلعة. تنفرد عن غيرها أنها تودع في المصرف ويصير صاحب الإيداع دائنا والمصرف مديناً. كل الودائع في المصارف سندات ائتمان. يحتم القانون أن يؤدي المستدين بموجب سند ائتمان الدين غب الطلب وإلا فإن مصيره الى السجن فوراً بموجب القانون.

كل التخريف عن المال كونه وسيلة ادخار أو تبادل أو هو في عهدة المصارف، واحداً من أعمدة الاقتصاد اللبناني، وإذا انهار ينهار الاقتصاد اللبناني، هو هراء في هراء. انهار الاقتصاد اللبناني وصار التبادل بالعملة الأجنبية أو الوطنية، ولم يعد عبر المصارف. ولم تعد المصارف تلزم كوسيط. هي فقط مستودع الأموال، إيداعات الناس المصادرة دون حق، وبما يخالف القانون والدستور.

القانون يمنع الاحتكار وقد احتكرت المصارف هذه السلعة.

الدستور يحمي الملكية الخاصة، وقد صادرت المصارف هذه الملكية الخاصة بغير حق.

القانون والدستور يحميان حرية التحويل، وقد حالت المصارف دون ذلك.

القانون يفرض ما يسمى السرية المصرفية، والكل يعرف أن جميع المودعين وقعوا لدى المصارف اللبنانية على أوراق تتيح لبعض الأطراف الأجنبية، خاصة الأميركية، الاطلاع على الإيداعات بطلب من الجهات الأجنبية لا من جهات قضائية لبنانية، وهذا مخالف للقانون، سواء اعترفنا بأحقيته أم لا.

المهم، بل الأهم، هذا الجدل الدجل بين السلطة السياسية وجمعية المصارف حول كيفية سداد إيداعات المودعين. هل يكون من أموال الدولة وأصولها؟ أو هل يجب أن يكون من أموال أصحاب البنوك وأصولهم؟ من خان الأمانة هم المصارف. ولم يفعلوا ذلك دون إشراف وإيعاز من السلطة السياسية. لذلك يتوجب حل جمعية المصارف، وسوق مجالس إداراتها الى السجن وإجبارها على الإفصاح عمن يحميهم من أركان السلطة السياسية. وهم كثر وفي أعلى المناصب. أموال الدولة وأصولها أموال عامة. لا دخل لها في مسألة الإيداعات والمصارف. بين المودعين والمصارف سوء ائتمان. الذين أساؤوا الأمانة هم أصحاب المصارف ومدراؤها. لن يقروا بما اقترفت أيديهم إلا في السجن، وبعد أن يخضعوا لتحقيقات جدية، لا مجرد استجوابات قضائية هي أشبه بالمقابلات الصحافية.

سداد الإيداعات يكون غب الطلب. معظم الإيداعات ليست لاستثمار طويل المدى إلا على مسؤولية صاحب المصرف. إذا كان أصحاب المصارف قد أساؤوا استثمار أموال الناس ومدخراتهم، بإذن منهم أو بدون إذن، فإن على أصحاب المصارف أن يعاقبوا ويدفعوا الثمن، ويدانوا، وإذا لم يستطيعوا فليكن إفلاسهم. بين إفلاس المصارف وإفلاس المودعين، الأولى إفلاس المصارف بموجب أحكام قضائية تستند على أن الإيداع في المصرف سند ائتمان، يُسترد غب الطلب وإلا مصير المستدين هو السجن.

المسألة بين المصرف والدولة تُحل بينهما بموجب العقود بينهما. لا علاقة للمودعين بها. العلاقة بين المصرف والمودع هي علاقة الدائن بالمدين، والقانون يوجب أن يسدد المدين ما عليه.

إذا كانت جمعية المصارف تنوي تسوية المسألة بالاستيلاء على ممتلكات الدولة، فلتفعل ذلك بأموال أصحاب المصارف، لا بأموال المودعين. المودعون لا يهمهم في الوقت الحاضر سوى استرداد أموالهم، وهي في معظمها مدخرات لتأمين نفقات الشيخوخة لمعظمهم.

الكلام عن دمج المصارف لا يهم أحداً. على المصارف أو بعضها أن تفلس. وذلك لا يضير الاقتصاد اللبناني الذي لم يعد يعتمد على وساطة المصارف. وقد جعلته المصارف كذلك بمصادرتها حسابات الناس دون مبرر. لا مبرر أن لا يصل المودع الى ماله في المصرف بأي شكل من الأشكال. إذا كان هناك خسارات، فهي تقع على أصحاب المصارف، ويحاسبون من أموالهم الخاصة، لا من أموال المودعين. ليس للمودعين ذنب إلا الثقة في أن في لبنان سلطة تحمي ممتلكاتهم، وأن المصارف تستحق الثقة لأنها سوف ترد إيداعات الديون غب الطلب. ما يودعه المودع في المصرف هو حسب القانون دين قصير الأجل. إذا لم يسدده المصرف يفلس. ما يودعه المصرف في استثمارات طويلة المدى هو مسؤولية المصرف والعبء أيضاً على المصرف. أما أن تتصرف جمعية المصارف بهذا اللؤم، وتعتبر نفسها وسيط بريء بين المودع والدولة، فهذا الأمر لا يخضع للعقل والمنطق، بل يعبّر عن سخرية جمعية المصارف تجاه المودعين والدولة.

العجيب أن المودعين، خاصة صغارهم، يعاقبون بكل ما لديهم، على افتراض أن هناك أزمة اقتصادية-مالية في لبنان، وأن أصحاب المصارف يتفادون العقوبة، بإشراف ومباركة أهل السلطة، ويعاقبون بأموال المودعين. معنى ذلك أنهم فوق العقوبة علماً انهم ارتكبوا جرائم إنسانية بسرقة المدخرات، وخالفوا القانون باحتكارهم أو مصادرتهم أموال الناس (لا يستطيع المودع أن يسحب ولو جزءاً من ماله من المصرف)، وخالفوا الدستور باعتدائهم على الملكية الخاصة، وهذه مقدسة في الدستور والقانون.

معظم الإيداعات مالاً هي لعدد قليل من الناس، لا يتجاوز 2 أو 3 % من المودعين. معظم المودعين هم أصحاب الإيداعات الصغيرة أو المتوسطة، وهي مدخرات العمر، لضمان شيخوخة من لا ضمان آخر له. هؤلاء يريدون مالهم فحسب. هو المصدر الوحيد الذي يبقيهم على قيد الحياة، إذ لا مصدر آخر لديهم، وقد عملوا طوال حياتهم كي يدخروا هذا القليل لضمان شيخوختهم.

فليتوقف أصحاب المصارف، وخاصة جمعية المصارف، عن التعامل بسخرية وخبث مع الناس. ولتتوقف الطبقة السياسية عن حمايتهم.

في الاقتصاد السياسي، وما من اقتصاد إلا وهو سياسي، جمعية المصارف لا تستطيع ارتكاب كل هذه البهلوانيات لولا مباركة وتوجيه أهل السلطة. ادفعوا أموال الناس، وليكن ذلك من أموالكم الخاصة. أما الاقتصاد فله رب يحميه.

ملاحظة: أما جريمة مصادرة رواتب الموظفين المدنيين والعسكر، فذلك شأن آخر لا يقل فداحة.



#الفضل_شلق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة حزب الله في المواجهة مع الولايات المتحدة
- التحليل الطبقي وتحليل التشكيلات الاجتماعية
- الانتخابات في شرح قصيدة دريد بن الصمة
- دعوية الحزب الديني تميزه عن الحزب الطائفي
- الحزب الشيوعي اللبناني: أوهام جديدة بخطاب قديم
- الإرادة فعل ومعرفة
- المؤتمر الخامس للمنظمة الشيوعية سابقاً اليسارية حالياً نقد و ...
- كسب الحرب وخسارة النتائج السياسية
- هستيريا الحرب بعد الكورونا
- انتصار ثقافة العمامة على ثقافة الحداثة عندنا
- أوكرانيا: أنذال يأخذون قرار الحرب أو اللاحرب. وفي الحالتين ا ...
- الثورة بحدوثها، بنتائجها أو أسبابها
- دفاعا عن المجتمع المفتوح
- الوباء وتهميش الإنسان
- كيف يقبض العرب على زمام التاريخ
- أحزان مواجهة الامبراطورية العظمى
- أحزان الامبراطورية
- التحوّل من دولة فاشلة الى مجتمع فاشل
- أحزاب السلطة تريد دولة فاشلة
- لا خوف على الدين من الغزو الثقافي


المزيد.....




- إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء
- صحوة تونس القادمة تبدأ من هنا
- داخلية سوريا تعلن توقف اشتباكات السويداء والعشائر تتوعد برد ...
- أوكرانيا تقترح إجراء محادثات سلام جديدة مع روسيا الأسبوع الم ...
- مظاهرة في تل أبيب تدعو ترامب للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب ...
- لهذه الأسباب تبدو الهدنة في غزة قريبة جدا
- فعاليات احتجاجية في الأردن رفضا لتجويع غزة?


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفضل شلق - الاقتصاد السياسي للمال في لبنان