أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - عبداللطيف ابراهيم علو - 11 ايلول اجابة على سؤالك القديم با كااووري














المزيد.....

11 ايلول اجابة على سؤالك القديم با كااووري


عبداللطيف ابراهيم علو

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:08
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


كاأووري فتاة يابانية لم تتجاوز الثامنة عشر من العمر سألتني بطريقة مؤدبة جدا عن حرب العراق وأيران فقالت :- برأيك هل كان من الممكن أن لا تقع هذه الحرب ؟
فأجبتها : كي يكون جوابي دقيقا علي شرح كثير من الامور و المواضيع المتشابكة فهناك التاريخ وجغرافية واقتصاد البلدين والمصالح الدولية و ...(فأذا بكاأووري ترفع يدها الغضة وتقربها من فمي طالبة أن أتوقف لاسمع ما ستقول ) وعلى غير عادة اليابانيين , لكنها يبدو عندها ما فاض بها ! كانت كلماتها الخارجة بانكليزية(مكسرة) اشبه بقصائد بنجي الذي كان ينثرها لأخته كادي في صخب وعنف فوكنر ! يا أيها ألانسان هلا هدأت قليلا لتسمع معي كلمات كاأووري !
قالت كاأووري : منذ زمن بعيد وأنا طفله صغيرة عندما كنت أضع راسي على الوسادة وخاصة بعد ان اسمع اخبار الحروب والقتل افكر مع نفسي.
:ماذا تفكرين يا صغيرتي؟
::اقول ان البشرية عبر تاريخها الطويل الطويل مرت بتجارب عديدة وقاسية ويفترض انها تعلمت الكثير وبما انها تتطور فهل لم يكن هذا التطور كافيا لتجد عدوا اخر غير الانسان ؟!لماذا في كل دورة يقوم اخوان لنا في البشرية ليهدموا ما بناه اخوانهم , لماذا لا يجدوا عدوا اخر غير هدم البناء , نحن في اليابان نحاول جاهدين ان نمنع حتى لعب الاطفال التي تربي على العنف ونحاول ان تكون انتصاراتنا في ميدان العلم الذي يخدم الانسان ولذلك فالتشجيع يقتصر على الابتكارات العلمية السلمية, استمرت كاووري بالكلام وكنت ( اسبح في رذاذ منه , اسبح في عبير) , كنت اتوضا بهذا السنا المنبعث من هذه الصبية, وعندما افقت وجدت ياماشيتا وصديقته الذين جلسوا حولي في بيتهم الصغير ( 3* 3 م2 )في طوكيو يبتسمون بادب لما لاحظوه علىَ من شرود ذهني اعادني الى محكمة سقراط وكم من العلماء الذين اناروا بدماءهم طريق البشريه وكم منهم قتل باسم الله والاديان لا لشئ الا انه خدم الانسان!
:اين انت سيد لطيف ( قالها ياماشيتا بابتسامه رائعه)
::نعم نعم انا هنا لكنني لم اتوقع ان اسمع هذا الكلام الثقيل من فتاة بعمر كاووري لذلك اقوم بتحضير مكانا لائقا في القلب والعقل والضمير لاحتفظ بهذه الكلمات وكما هي كل الذكريات المقدسة .
وهنا وبعد 11 سبتمر وايا كان المخطط والمنفذ ان كانت امريكا ومؤيديها او الاسلامويون المتطرفون , لا يهم, المهم هو مؤشر لما يفكر به الانسان في مجابهة مشاكل مختلفة تقف امام تحضره. الكل عندي سواء, فهم بشر وهم معنيون بسؤال كااوري وهم مسؤولون امام بعضهم بانه من يمتلك الوعي والانسانية الكبيرين عليه ان يفيض بهما على من هم اقل منه لا ان يدمره, وهذه تصح عندما ننظر الى البشريه كلها ككائن حي واحد له نفس الاعضاء فاذا ما ضربت هيروشيما فهذا يعني اني اقطع جزءا من قلبي واذا ما دمر العراق او نيويورك او الصومال فهذا يعني اني اقطع اعضاء من جسدي .
سؤال كااووري كان فبل عشرون عاما كنت حينها متفائلا من ان البشرية بدات تتبين طريق النهوض المستمر الذي سيفتح امامها افاق الكون الرحب , فالفضاء وعلوم الاتصالات والحاسبات والجينات الوراثية والطب والتكنلوجيا كلها تدل على اننا لن نتراجع بسهوله الى عصور الظلام, ولكن ماذا ترون اليوم هل اننا فعلا كذلك ؟
الاخطاء موجوده , ولكن الا ترون بان الذين يقومون بالاخطاء هم عادة اناس لا يعرفون معنى البناء لانه ببساطة من يعاني في البناء يصعب عليه هدمه لانه يقدر الجهد المطلوب حق قدره.
الا ترون بانهم قلة هم الذين وبنزواتهم الحيوانية من ياتون على ما تبنيه الملايين وبيوم وليلة!
من يعمل بجد ويفني العمر كي يرى ثمرة بناءه لن يفكر بالهدم وفي اي مكان , الذين يفكرون بالهدم عادة ممن لايشتركون مع الانسانية بخصائص طبيعية بل عادة ما يكونوا خارج دائرة الانسانية الحقة , فالى متى تظل الاكثرية متفرجة على قلة تتحكم بمصير الانسانية جمعاء؟ وهل يصعب حقا ان تباشر البشرية بوضع حد لشهوات شاذة تدفع قلة متوحشة لتدمر ما تبنيه الملايين من العلماء والعاملين الشرفاء الطافحين بالخير والمحبة؟



#عبداللطيف_ابراهيم_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سينجو العلم العراقي من الوان مجلس الحكم؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - عبداللطيف ابراهيم علو - 11 ايلول اجابة على سؤالك القديم با كااووري