أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منيرة أميد - الى الدكتورة كاترين ميخائيل مع أطيب التحيات














المزيد.....

الى الدكتورة كاترين ميخائيل مع أطيب التحيات


منيرة أميد

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:03
المحور: حقوق الانسان
    


أطلت علينا كما كنا نتوقعها وتعرفنا اليها من خلال كتاباتها وحديث الاصدقاء ، شامخة شموخ العراق، تلك هي العراقية بانية الحضارة ، أطلت علينا عشتار هذه المرة كآلهة للتحدي وقول الحق وكشف الحقيقة.

عشتار جاءت لتحدثنا عن أولئك المنسيين في زخم الحياة في عراق اليوم ، اولئك الجنود المجهولون الذين واجهوا الطاغية في وقت كان العالم كله الى جانبه، بأسلحة بسيطة وعقيدة عظيمة من أجل خلاص العراق من زمر البعثية الفاشية. أولئك تناساهم الكثيرون عندما نضجت ثمرة التضحيات ، اتخذ البعض من أجساد هؤلاء الذين سقطوا شهداء في تلك المصادمات العنيفة، سلماً للوصول الى المناصب التي جاءت اليهم سهلة. فقالوا ذاكرة الشعوب ضعيفة سنجير النضال والانتصارات لانفسنا، ولم يقارع الفاشية غيرنا.

د. كاترين شخصية لم تعرف التهادن، نذرت سنين عمرها كمقاتلة من أجل الحقيقة من أجل عراق أفضل. حدثني أحدهم عن مناضلة كانت زميلته في الجامعة. كانت تتحدى قطعان الاتحاد الوطني، وتنشط بشكل ملفت، حضورها دائم في كل مكان، عملوا المستحيل لثنيها عن مبادئها ، ولكنها كانت شوكة في أعينهم ، لم يستطيعوا أن يواجهوها بشكل مكشوف وخاصة الحزب الذي كانت تنتمي اليه، كان حينها متحالفاً مع السلطة بما أسميت الجبهة. فلجئوا الى طريقة خسيسة كعادتهم. نظراً لما كانت تتمتع به من شعبية عالية، وذلك كان لوحده كافياً ليكون مصدر حقدهم. فلجئوا الى دس زجاجة من المشروبات الكحولية في درجها الخاص في القسم الداخلي حيث تقيم ، ثم أعلن عن حملة تفتيش كعادة البعث المنحط. وذلك لتشويه سمعة مناضلة بحجمها. ولكن ويا للسخرية ، فقط انضمت الطالبات والطلبة الى صفها ودافعوا عنها ،وخرجت من الحادث أكثر شعبية. حينها تعرف زملائها على عائلتها الطيبة وخاصة الرجل الشهم الاصيل والدها وكذلك شقيقها. الذين نالا الشهادة لاحقاً في فترات مختلفة، الاول نتيجة مرضه من جراء التعذيب الذي تعرف اليه عندما كان في المعتقل ،والذي لم يمهله طويلا بعد اطلاق سراحه ، بينما استشهد اخوها متأثراً بالاسلحة الكيمياوية ،فالمجد والخلود لهم، والذل والخزي والعار لقتلتهم.

د. كاترين تلك الانسانة التي نذرت نفسها لقضية شعبها ولم تتردد حتى في حمل السلاح، في ضروف يغشى منها ويضعف الكثير من الرجال. في تلك القرى التي عرفتها لم تثنيها اي شئ من تقديم العون لكل من يحيط بها. وذلك كان جلياً وهي تسرد الاحداث بعفوية صادقة. تتذكر كل من كان معها في تلك الساعات التي كانت فيه قاب قوسين او أدنى من الموت. لم تمت ذكرياتها وانما بقيت حية لتواجه بها الجلاد ، وبأس من تواجه. أنها مشيئة القدر، عاشت لتسرد لنا حكاياتها عن تلك اللحظات المرعبة، التي فكر فيها الطاغية وجلاوزته حينها انهم سوف لا يتركون شاهداً فيه لجرائمهم ، ولم يفكروا بهذا اليوم الذي يجلسون فيه ذليلين مخذوليين تلحقهم لعنات الضحايا وذويهم.

د. كاترين في أفادتها، سلطت ضوءاً على جزء من تاريخ العراق المضئ حين التحمت كافة اطياف الشعب العراقي مناهضاً للدكتاتورية ، فهناك كان العربي ابن الجنوب والوسط والمدن الغربية ، كان هناك الكوردي والكلداني والاشوري والمسيحي والايزيدي والصابئي ، كانوا هناك في ذرى كوردستان يحلمون بغد مشرق ، وعراق جديد يجمع ذلك الفسيفساء الذي كان يتكون منه تلك قوات المقاتلة، الصغيرة العدد والكبيرة التأثير مما ارعب الدكتاتورية ، لذا لم يتوانى من استخدام اشد الاسلحة فتكاً والمحرمة دولياً، للقضاء عليهم.

د. كاترين التي لن تعرف لنفسها هوية سوى عراقيتها ، لذا لم يكن غريباً أن نراها ضمن شهود لابشع جريمة أنسانية يقترفها طاغية ضد جزء من أبناء شعبه ، لأختلافهم معه في هويتهم القومية، كأن الله سبحانه وتعالى لم يذكر في كتابه الكريم " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، ان اكرمكم عند الله اتقاكم". وأمعاناً في استخفافه بالكتاب الكريم، أستلهم أسم أحدى سوره ليطلق على عمليات الابادة تلك.
فجاءتهم د. ميخائيل لتقول الحقيقة بلسان عربي طليق ومبين، لا يقبل محاججة ولا التأويل.

تحدثت عن تلك القرى التي تجولت فيها وهي ترى مدى البؤس والحرمان الذي يعيشه أهلها، وفقدانها لابسط الخدمات في بلاد النفط والثروات ، ولكن السلطة كانت سخية بقصفها المتواصل وأرسال الموت لا لشئ سوى أن ابطال الانصار يمرون بها ليقدموا الخدمات لسكانها.

د. كاترين تحدث عن الوجه الاخر للمناضلين، الذين ضن البعض أنهم غادروا الوطن، وهم كانوا أشد التصاق به. الذي حاول البعض ان يخفي صورهم ويمحوها لتطغي عليها صورة معارضة 5 نجوم، مثلما أحب البعض ان يطلق على عراقيي ومناضلي الخارج، ليمزق لحمة الشعب العراقي، ويشوه حقيقة نضالهم.

فالف تحية لك ولكل اولئك الجنود المجهولين، الذين ضحوا بأنفسهم ، وسطروا أيات البطولة والتضحيات.
واصلي نضالك بالكلمة والقلم ، وأكشفي لنا عن تاريخ تلك الشخصيات الحقيقية التي ساهمت وعبدت طريق عراق الجديد، ويشكلون جزءاً لا يتجزء من تاريخه العظيم.



#منيرة_أميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد فيلية
- الحكومة العراقية والسيرة الذاتية لاعضاءها -الجزء الاول
- مشاهد فيلية- جامع براثا والكورد الفيلية-
- البروفسور توفيق رشدي والغدر البعثي
- عدن والاحتفال بتأسيس الحزب الشيوعي العراقي آذار 1979


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منيرة أميد - الى الدكتورة كاترين ميخائيل مع أطيب التحيات