أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فجر يعقوب - باربي الجزيرة














المزيد.....

باربي الجزيرة


فجر يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع المذيعة التلفزيونية إيمان الصوت يسبق الصورة، وهذا مخالف للأثير التلفزيوني الحي . فيه تكون الصورة أقرب من عبور الصوت، ذلك أنها تحمل عبر الصندوق العجيب كل هذه القصص عن الكوارث والفيضانات والحروب والعداوات أيضاً.
ومع كل هذه الأخبار المشتعلة في عالم الهول الجديد نتساءل عن جدوى الصورة إن أقرنت بالخبر المحض وأضيفت إلى ضيقٍ مضاف أصلاً على سيالات عصبية تالفة. يردد أحدنا في خندق الصباح وهو يتصبب عرقاً وندى: الأحرى بهذا الصوت أن يقرأ الأخبار الحلوة في منطقة أخرى.
يتفق المتمترسون في الخندق على هوية الصوت بأن صاحبته فلسطينية. ويدور التخمين حول التفصيلات الأخرى: هي إيمان بنورة، فهي إذن من بيت ساحور في فلسطين. وهذا مؤكد، فيما يطوي هو جريدته مكملاً وكأنه منوّمٌ مغناطيسياً: أعتقد أن لديها قريبة اسمها عفيفة بنورة كانت معتقلة في سجون إسرائيل لأكثر من 12 عاماً، وأفرج عنها في عملية تبادل للأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1979، وهو يؤكد بطريقته إن رنَّة الصوت هي ذاتها: مستحيل فالصوت واحد. حسناً ربما يكون الصوت واحداً. حسناً ولكن عفيفة لم تعد هنا..؟!
ما يحدث هنا في هذا الخندق أنه عندما تتأثر بشخص له سطوة النجم التلفزيوني أو ما يشبهها ويساويها، أنك تبدأ بنسج القصص من حول الشخص المستهدف، وتبدأ بإكمال ما هو ناقص، وإزالة ما هو زائد، وتتغاضى عن أي علامة فارقة بحجة الوحدة العضوية للكائن وهو في حالة سموٍ، وتتمم ما قد يكون صحيحاً أو غير صحيح.
المذيعة إيمان بنورة التي اشتهرت بـ(باربي) الجزيرة، لها سطوة من نوعٍ مختلف، قد لا يمكن الفصل فيها الآن، ولكن حتى وإن توسعت دائرة الضيق في هذا الخندق اليومي مع توسع الفرجة التلفزيونية فإن استبدال جريدة مطبوعة بمحطة متلفزة أصبح في حقيقة الأمر أكثر سهولة من فعل لفِّ الجريدة نفسه تحت الإبط، والانتقال بها من خندق إلى خندق لتسقط الأخبار ومقاطعتها بالأخبار الأخرى. هنا المواثبة الالكترونية بـ(الروموت كونترول) توفر عليك المشقة، وأنت قابع في المكان ذاته. في حالة أهل الخندق - نحن - يفشل (الروموت كونترول) بالمواثبة عندما تحتل الـ(باربي) المحطة لتقرأ نشرة الأخبار المصورة، فترانا نشنِّف آذاننا من دون كفالة الزمن، ونتعاطف مع صاحب الربط السعيد بين إيمان وعفيفة التي قضت بالسرطان ودفنت في دمشق مؤقتاً، فهنا تسقط كفالة الزمن بحسب الراحل معين بسيسو، لأن عظام كل الشهداء ستنتقل يوماً إلى فلسطين وبمواثبة عاطفية واحدة، هكذا يتحول الشهداء إلى رقاقة الكترونية جوهرها الزمن، ذلك أن عفيفة حنا فرح بنورة هي الراهبة الوحيدة التي ترحل عن هذا العالم من دون أن تعيش في دير، فليس هناك دير في المنفى، وهذا لا يخفف من الأحزان إلا قليلاً، مع أن دائرة الضيق تتسع أكثر فأكثر، فقد غيرت (باربي) الجزيرة اسمها .. أصبح إيمان عياد. يضيف صاحبنا حانقاً: ربما تزوجت.. ربما أرادت أن تعدِّل من جلستنا الطويلة أمام التلفزيون.. ربما .. ربما..؟!
ولكن سواء حملت هذا الاسم أو ذاك.. فإنها تظل حقاً (باربي) الجزيرة .. هكذا مع إيمان الصوت يسبق الصورة دائماً..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار الألم
- يوميات بيروت: الطيران فوق المجتمع المثالي بعكازي خشب
- حصافة الصورة التي لم يعد بالإمكان تقليبها بين الأصابع


المزيد.....




- رجل يحمل فوق رأسه صينية خبز على دراجة في مصر..مصور أزياء شهي ...
- -بنصف عناق وابتسامة-..هكذا حيا ترامب نتنياهو في مطار بن غوري ...
- الاتحاد الأوروبي يستأنف مراقبة معبر رفح بين غزة ومصر الأربعا ...
- الجيش الإسرائيلي يتسلم الدفعة الأخيرة من الرهائن الأحياء من ...
- لحظة وصول ترامب الى الكنيسيت في إسرائيل
- ماذا ينتظر العالم من قمة شرم الشيخ؟
- هل تعمل سيارات فولكسفاغن الكهربائية بـ-معادن الصراع- من أفري ...
- ترامب يصل إلى تل أبيب ويستعد لإلقاء خطاب في الكنيست
- مصر ستحتضن قمة حول غزة بإشراف الرئيسين السيسي وترامب وبحضور ...
- سوريا: اتفاق -مبدئي- على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن وزار ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فجر يعقوب - باربي الجزيرة