أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ذوقان شرف - أعادوا حقلاً بترولياً وملايين الدونمات.. فحرمتهم إدارتهم حقوقهم.. بثلاث كلمات















المزيد.....

أعادوا حقلاً بترولياً وملايين الدونمات.. فحرمتهم إدارتهم حقوقهم.. بثلاث كلمات


ذوقان شرف

الحوار المتمدن-العدد: 1668 - 2006 / 9 / 9 - 10:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


القضية الأكثر غرابة في مديرية المصالح العقارية
بقلم: ذوقان شرف
-www.an-.nour.com
Friday, 01 September 2006
أعادوا حقلاً بترولياً وملايين الدونمات.. فحرمتهم إدارتهم حقوقهم.. بثلاث كلمات!
عندما تكون عاملاً في إحدى الإدارات الحكومية، وترسلك إدارتك من دمشق إلى حلب "مثلاً" بمهمة رسمية في نطاق العمل الذي تؤديه، وتقدم لها بعد عودتك إذن السفر مختوماً وموقعاً من السلطات المختصة في كل من دمشق وحمص وحلب، مرفقاً بتقرير عن العمل الذي أنجزته، فمن الطبيعي والمنطقي أن تصرف لك إدارتك- وفق القوانين الناظمة- ما تستحقه من تعويضات محسوبة على أساس أنك ذهبت إلى حلب مروراً بحمص وحماة.. لا على أساس أنك كنت تقضي الوقت الذي استغرقته المهمة في فندق الشام وسط دمشق.. بغض النظر عمّا إذا كان العمل الذي قمت به قد عاد بالربح أو الخسارة على هذه الإدارة.
أما عندما تكلفك إدارتك بالسفر إلى دولة مجاورة بمهمة رسمية، ثم تحاسبك- بعد إنجازك العمل على أكمل وجه- على أنك كنت في نزهة في البستان المجاور، فهذا ما يخالف الحق والمنطق والقوانين كلها! وهذا ما جرى مع أعضاء الفريق الفني السوري الذي أنجز تحديد الحدود السورية العراقية وفق مهمة رسمية واضحة ومحددة، سافر على أساسها إلى العراق "وتحديداً إلى مدينة القائم ومنطقة الوليد" وعمل على مدى أكثر من ثلاثمئة يوم من العمل الفعلي، فـ"كافأتهم" إدارتهم بحاشية صغيرة من ثلاث كلمات: "تُصرف مهمة داخلية"!
أصل القصة
بما أن مديريات المصالح العقارية تتبع وزارة الزراعة، فقد كلف وزير الزراعة بموجب القرار 457/1 تاريخ 26/12/1992 عدداً من العاملين في دائرة المساحة التي هي جزء من مديرية المصالح العقارية بالحسكة، بوصفهم خبراء فنيين "بتدقيق مواقع علامات الحدود وبيان التجاوزات الواقعة على طرفي الحدود السورية العراقية".
وقد نص هذا القرار صراحة، في مادته الثانية على أن: "يتقاضى المومى إليهم أجور السفر وتعويض الانتقال وبدل الاغتراب وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة ابتداء من تاريخ 17/10/1992 ولحين انتهاء المهمة الموكولة إليهم".
ولكن تنفيذ المهمة لم يبدأ حتى أواسط عام 1997 لا تلكؤاً أو تقصيراً، وإنما بسبب الظروف التي كانت تحكم العلاقة بين البلدين، ولا علاقة لهؤلاء العاملين طبعاً بهذه الظروف، إذ لم يكن ممكناً أن يبدؤوا العمل قبل اجتماع اللجنة الرئيسية التي حددت أسس العمل واتجاهاته، ودور الفريق الفني السوري العراقي الذي سينفذ العمل على أرض الواقع وقد جرى ذلك الاجتماع في بغداد بين 12 و18/8/1997 وكانت قد سبقته اجتماعات توصل الجانبان فيها إلى التفاهم على العمل المطلوب.
وقد أنجز العمل وأنشئ الساتر الترابي الجديد وفقاً للعلامات المثبتة أصلاً، واستغرق ذلك نحو سنتين بلغت أيام العمل فيها أكثر من ثلاثمئة يوم، ووقع الجانبان محضراً مشتركاً بتاريخ 31/8/1999 جاء فيه "بهذا يكون قد تم إنجاز عمل الساتر الترابي على طول الحدود من الدعامة "1" ولغاية الدعامة "86" بمسافة تبلغ 620 كم تقريباً حسب المواصفات المتفق عليها في محاضر الاجتماعات السابقة بين البلدين".
داخلية.. لماذا؟!
عمل الفريق الفني السوري إذاً، بالاشتراك مع الفريق الفني العراقي وفقاً للمهمة المكلف بها، على جانبي الحدود، وغالباً في الأراضي العراقية، في فترات اتخذت قرارات رسمية واضحة بتحديدها، وتحديد العاملين المكلفين، ومنها مثلاً كتاب وزارة الخارجية رقم 7 "80/202" 1098 تاريخ 15/9/1997 الموجه إلى وزارات الدفاع والداخلية والنفط والمؤسسة العامة للمساحة وموسوم بأعلاه بـ"فوري". ويتضمن طلب "تسهيل مهمة الفريق الفني السوري مع الفريق الفني العراقي.. حسبما يتطلب العمل الفني المساحي على الحدود السورية العراقية"، وهذه الفترات محددة بدقة على أذون سفر نظامية مختومة وموقعة من السلطات الرسمية في البلدين، إضافة إلى كتب رسمية ومراسلات صادرة من عدة وزارات "الداخلية- والخارجية- والزراعة.."، عدا تأشيرات الهجرة والجوازات للدخول إلى العراق. وطبعاً لم يكن هذا الفريق يعمل منفرداً أو في الفضاء، فقد كان يرفع إلى إدارته ويعرض أمام اللجنة الرئيسية المعنية بالحدود، تقارير دورية عمّا أنجزه.. ويشعر أعضاء الفريق بالفخر والاعتزاز لأنهم تمكنوا من إزالة التجاوزات من الجانب العراقي وإعادة ملايين الدونمات من الأراضي الخصبة والمراعي إلى السيادة السورية، وحددوا لآليات وزارة الدفاع وبلدوزراتها الخط الجديد للساتر الترابي على الحدود.
ولكن المفاجأة التي اصطدم بها الفريق بعد إنجاز مهمته أن عبارة "تُصرف مهمة داخلية" قد ذيلت الكتاب الذي رفعوه وأرفقوه بأذون السفر لصرفها، وتحتها توقيع!
عقوبة بثلاث كلمات!_هذه الكلمات الثلاث "تصرف مهمة داخلية" شكلت عقوبة قاسية لأعضاء الفريق بدل المكافأة التي كانوا ينتظرونها، وقد وقع هذه "العقوبة" المدير العام للمصالح العقارية، رغم أنه يعرف حجم ما أنجزه الفريق ويعرف ما تعرض له خلال العمل، وهو الذي كان يوقع ويرفع طلبات تمديد المهمة أو تسهيلها أو إضافة عناصر إلى الفريق.. وهو الذي يعرف ما تعنيه إعادة ملايين الدونمات إلى الأراضي السورية، فهو بحكم وظيفته كان رئىس الجانب العربي السوري للجنة الرئىسية للحدود السورية العراقية. أي أنه وقع وأقر- مع رئيس الجانب العراقي- المحضر المشترك للأعمال التي أنجزها الفريق الفني المشترك السوري العراقي.
فإذا كانت مطالبة أعضاء الفريق تستند إلى أذون سفر نظامية ومختومة وموقعة من سلطات رسمية في البلدين وإلى قرارات وزارية ومراسيم ومراسلات رسمية، والأهم أنها تستند إلى واقع صار ملموساً وقائماً على الأرض يمكن معاينته في كل حين.. فإلامَ استند المدير العام للمصالح العقارية عندما وقع تحت هذه الكلمات الثلاث؟ وعلى أي أساس يجعل المهمة الخارجية "داخلية"؟
ألا يعرف المدير العام أن أعضاء الفريق كانوا ينتقلون- لتنفيذ مهمتهم- من مدينة الحسكة "في سورية" إلى مدينة القائم ومنطقة الوليد "في العراق"، وأن كل أعمال الفريق كانت في الأراضي العراقية، لأن الدعامات الحدودية مزروعة خلف الساتر الترابي الذي يحدد الحدود السياسية لسورية؟
ألا يعرف أن الحدود التي جرى تدقيقها وإعادة ترسيمها تقع بمعظمها في مناطق صحراوية، وأن الفريق عمل تحت الشمس الصحراوية اللاهبة نهاراً، وتعرض لبرد الصحراء القارس ليلاً؟
ألا يعرف أنهم كانوا مضطرين لينفقوا في مبيتهم ومعيشتهم اليومية على مدى شهور طويلة، مبالغ لا يمكن مقارنة ضخامتها بضآلة الرواتب التي يتقاضونها، ولا بالتعويضات التي قرر أن يصرفها لهم على أساس "مهمة داخلية"؟
ألا يعرف أنهم تعرضوا أكثر من مرة لإطلاق النار عليهم ومحاولات لقتلهم من عناصر في جهتي الحدود؟
ألا يعرف أنهم نفذوا مهمتهم بكل دقة وأمانة، وأنهم استحقوا ثناء من وزارة الخارجية لحسن أدائهم؟
ألا يعرف أنهم أعادوا، إضافة إلى ملايين الدونمات، قسماً من سكة الحديد، ومناطق سكنية كانت في حوزة الجانب العراقي واستثماره، وحقلاً بترولياً حفرت به وزارة النفط السورية فيما بعد ست عشرة بئراً لاستخراج البترول؟
فلماذا إذاً يستكثر عليهم صرف أذون السفر على أنها مهمة خارجية؟
الخصم والحكم
اعترض أعضاء الفريق ورفعوا كتباً للمطالبة بحقوقهم، وأحياناً كانوا يتلقون الوعود، ولكن الأمر ظل على حاله، ولم يحصلوا على حقوقهم. والغريب أنهم رفعوا مرة كتاباً إلى وزير الزراعة "فهو رأس الهرم الإداري الذي يتبعون له"، وبما أن الكتاب مرفوع عن طريق مديرهم العام "وفق التسلسل" فإن الكلمات الثلاث الذي ذكرناها جمدت الكتاب، وهم سيحتفلون بعد أيام بمرور سبع سنوات على إنجاز مهمتهم، لكن الغصة مازالت في حلوقهم ولا يدرون إلى متى سينتظرون حتى ينالوا حقوقهم التي أقرتها القوانين والتي يقرها الحد الأدنى من المنطق.. فإلى متى سيبقى "الخصم" في هذه القضية "حكماً" فيها؟
بعد الشقا
وفقاً لأذون السفر "ولدينا صور عنها" وهي كما ذكرنا نظامية تماماً، فإن أعضاء الفريق كانوا يمضون في كل سفرة "وهي نحو عشر سفرات" شهراً أو أكثر للاجتماع بالفريق الفني العراقي والانطلاق معاً على امتداد الحدود التي يبلغ طولها من المثلث السوري الأردني العراقي، إلى المثلث السوري العراقي التركي نحو 620 كم، ليدققوا علامات الحدود المغروسة منذ عام ،1932 ويحددوا التجاوزات التي كانت غالباً من الجانب العراقي، ويرسموا المخططات المساحية، وكانوا يتناقشون ويعدون تقارير دورية يرفعونها إلى اللجنة الرئيسية، كما أشرفوا على إنجاز الساتر الترابي الجديد "الذي قامت به آليات وزارة الدفاع".
إذاً كانوا يمضون في كل مهمة شهراً أو أكثر بعيدين عن بيوتهم وعائلاتهم، معرضين لمخاطر متنوعة، وكانوا حريصين على إنجاز مهمتهم بدقة عالية وبروح وطنية مسؤولة، وبروح التفاهم والتعاون مع الأشقاء العراقيين شركائهم في الفريق.
فهل تكون مكافآتهم أن يحرمهم المدير العام حقوقهم.. وهي مهما بلغت فلن تعوض الجهود التي بذلوها ولا تخفف المعاناة التي عانوها.
الحقّ حقّ!
إنهم لا يطالبون بأكثر من حقهم، وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة، ويتمثل في صرف مهماتهم وأذون سفرهم بدل اغتراب وانتقال، أو إصدار قرار إيفاد حسب المادة 118 من قانون العاملين الأساسي.
ونحن في "النور" نرى أيضاً أنه صار يحق لهم بعد مرور هذه السنوات أن يطالبوا إدارتهم بفوائد المبالغ المستحقة لهم.. اعتذاراً عن هذا التأخير الطويل!
الفريق الفني وأيام العمل:
سليمان جلال 335 يوماً.
ميخائيل ماغي 335 يوماً.
م. رياض إسماعيل 174 يوماً.
أكرم داود 160 يوماً.
خليل الخليف 335 يوماً.
حسان ملا أحمد 325 يوماً.
* علمت "النور" أن سليمان جلال، المشرف على الفريق الفني قد توفي مؤخراً، قبل أن يتحقق له ولرفاقه طلبهم العادل، وهي تتقدم بالتعازي لأسرته وذويه وزملائه.

--------------------------------------------------------------------------------
النور- العدد 260 (30/8/2006)
--------------------------------------------------------------------------------


[العودة للقائمة] خدمات إضافية
اتصل بنا
الموقع القديم
مواقع وارتباطات
ابحث مع غوغل

النور مع RSS



يسمح





#ذوقان_شرف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحسن من الواتساب الرسمي.. تحديث واتساب الذهبي 2024 أحدث إصدا ...
- “ميزات جديدة” جرب تنزيل واتساب الذهبي 2024 اخر تحديث WhatsAp ...
- ميشوستين رئيسا للحكومة.. اقتصاد روسيا يتحدى عقوبات الغرب
- مسؤولة بالفيدرالي: التفكير في خفض الفائدة سابق لأوانه
- -ستوكس 600- يغلق عند مستوى قياسي ويسجل ارتفاعا أسبوعيا
- وزير النفط العراقي: جولات جديدة للتراخيص في 30 حقلا للنفط
- أسعار عقود القمح تتجه لتحقيق أعلى تسوية منذ أغسطس 2023
- بهذه القيمة.. ماكدونالدز تطرح وجبات مُخفضة لجذب منخفضي الدخل ...
- ثقة المستهلكين الأميركيين تنخفض إلى أدنى مستوى في 6 أشهر
- أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ذوقان شرف - أعادوا حقلاً بترولياً وملايين الدونمات.. فحرمتهم إدارتهم حقوقهم.. بثلاث كلمات